تعتزم مجموعة غوغل استثمار ملياري دولار في ماليزيا لإقامة أول مركز بيانات لها في هذا البلد، حسبما أعلنت الحكومة، لتنضم بذلك إلى عمالقة تكنولوجيا آخرين يضخون الأموال في المنطقة بحثا عن فرص للنمو.

قالت الحكومة إن الأموال ستدعم 26,500 وظيفة في قطاعات مختلفة في ماليزيا مثل الرعاية الصحية والتعليم والتمويل.

ويأتي التقرير ذلك بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء أنور إبراهيم عزمه جذب استثمارات بقيمة 107 مليارات دولار على الأقل لقطاع أشباه الموصلات.

وكشف أنور في أبريل عزمه بناء أكبر مجمع لتصميم الدوائر المتكاملة في جنوب شرق آسيا، مع تقديم حوافز تشمل إعفاءات ضريبية وإجراءات دعم لجذب شركات التكنولوجيا العالمية والمستثمرين.

وقالت روث بورات، الرئيسة والمديرة التنفيذية للاستثمار في غوغل وشركتها الأم ألفابيت إن "أول مركز بيانات لغوغل ومنطقة غوغل السحابية أكبر استثمار مخطط له في ماليزيا حتى الآن، وهو المكان الذي تفتخر غوغل بأنه تعتبره موطنا منذ 13 عاما".

وأضافت أن "هذا الاستثمار يبني على شراكتنا مع الحكومة الماليزية لتعزيز (سياسة السحابة أولا) الخاصة بها، بما يشمل معايير الأمن السيبراني الأفضل في فئتها".

بدوره قال وزير الاستثمار والتجارة والصناعة تنكو ظافر العبد العزيز إن الأموال "ستعزز بشكل كبير" طموحات ماليزيا الرقمية المذكورة في مشروع رئيسي لعام 2030.

وأضاف أن مركز البيانات والمنطقة السحابية "سيعملان على تمكين قطاعاتنا التحويلية وتلك القائمة على الخدمات من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المتقدمة للارتقاء بسلسلة القيمة العالمية".

في وقت سابق هذا الشهر أعلنت مايكروسوفت عزمها إنفاق 2.2 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في ماليزيا. وقد تعهد رئيسها ساتيا ناديلا خلال جولة له في المنطقة استثمار المليارات في تايلاند وإندونيسيا.

بدورها قالت أمازون إنها ستنفق 9 مليارات دولار في سنغافورة على مدى السنوات الأربع المقبلة لتوسيع قدرات الحوسبة السحابية في المدينة.

تشغيل خدمات

وسيكون موقع المنشأة التي أُعلن عنها الخميس في مجمع شركات غرب العاصمة كوالالمبور. وستعمل المنشأة على تشغيل خدمات غوغل الرقمية الشهيرة مثل البحث والخرائط ومساحة العمل.

وجاء في البيان أن "عند التشغيل، ستنضم ماليزيا إلى 11 دولة أنشأت فيها غوغل وتدير حاليا مراكز بيانات لخدمة المستخدمين في جميع أنحاء العالم".

وأضافت أن منطقة غوغل السحابية "ستوفر بنية تحتية سحابية عالية الأداء ومنخفضة البطء وتحليلات وخدمات الذكاء الاصطناعي للمؤسسات الكبيرة والشركات الناشئة ومؤسسات القطاع العام".

وماليزيا لاعب رئيسي في صناعة أشباه الموصلات منذ عقود، وتمثل ما يقدر بنحو 13 بالمئة من حجم التصنيع العالمي، وفق شركة بوش الألمانية العملاقة للتكنولوجيا.

وأظهرت دراسات أجرتها شركة الاستشارات العالمية كيرني أن من المتوقع أن تبلغ حصة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي لجنوب شرق آسيا تريليون دولار بحلول 2030، وأن  يكون الجزء المتعلق بماليزيا عشر ذلك المبلغ.

وقال المحلل لدى مركز أبحاث المحيط الهادئ في ماليزيا  أوه إي سون "الآن بعد أن قام العديد من عمالقة التكنولوجيا الأميركيين بتنويع مخاطر استثماراتهم بعيدا عن الصين، أصبحت ماليزيا بمشاركتها التقليدية في قطاع التكنولوجيا المتقدمة في وضع جيد لاستقبال عملياتهم".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ماليزيا الذكاء الاصطناعي غوغل ماليزيا ماليزيا الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا الذکاء الاصطناعی فی مالیزیا

إقرأ أيضاً:

هل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟

تشهد تطبيقات المواعدة تحولًا كبيرًا مع بدء دمج روبوتات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين في صياغة الرسائل، اختيار الصور، وكتابة الملفات الشخصية، مما يثير مخاوف بشأن تآكل المصداقية في التفاعلات عبر الإنترنت.

الذكاء الاصطناعي يدخل عالم المواعدة

أعلنت Match Group، الشركة المالكة لمنصات مثل Tinder وHinge، عن زيادة استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث ستطلق ميزات جديدة هذا الشهر لمساعدة المستخدمين في تحسين ظهورهم على التطبيق، وصياغة رسائل جذابة، وتقديم نصائح حول كيفية التفاعل مع الآخرين.

لكن هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، إذ يرى خبراء أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في بناء العلاقات العاطفية قد يزيد من مشكلات العزلة الاجتماعية، ويفقد المستخدمين مهارات التواصل الفعلية عند اللقاءات الحقيقية بعيدًا عن شاشاتهم.

مخاوف بشأن المصداقية والانعزال الاجتماعي

أحد أبرز التحديات التي تطرحها هذه التقنية هو صعوبة التمييز بين المستخدمين الحقيقيين وأولئك الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في تفاعلاتهم.

فيما قاد  د. لوك برانينج، محاضر في الأخلاقيات التطبيقية بجامعة ليدز، حملة تطالب بتنظيم هذه الميزة، مشيرًا إلى أن "استخدام التكنولوجيا لحل مشكلات اجتماعية سببها التكنولوجيا قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، وليس إصلاحها".

وأعرب عشرات الأكاديميين من بريطانيا، الولايات المتحدة، كندا وأوروبا عن قلقهم من أن التوسع السريع في ميزات الذكاء الاصطناعي على تطبيقات المواعدة قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الصحة العقلية والعزلة، إلى جانب تعزيز التحيزات العنصرية والجندرية الموجودة في الخوارزميات، مما يزيد من التحديات التي تواجه المستخدمين."

التحديات والفرص: هل الذكاء الاصطناعي حل أم مشكلة؟

يرى مؤيدو هذه التقنيات أنها قد تساعد في تخفيف الإرهاق الناتج عن التفاعل المطول مع التطبيقات، حيث يمكن للمستخدمين الاستفادة من "مساعدي المواعدة الافتراضيين" لصياغة رسائل فعالة دون الحاجة لقضاء ساعات في البحث عن العبارات المناسبة.

أحد الأمثلة البارزة هو ألكسندر جادان، مدير منتج، الذي قام ببرمجة روبوت ذكاء اصطناعي باستخدام ChatGPT للتواصل مع أكثر من 5000 امرأة على Tinder، ما أدى في النهاية إلى العثور على شريكته الحالية.

هل يجب فرض رقابة على الذكاء الاصطناعي في المواعدة؟

يرى برانينغ أن تطبيقات المواعدة يجب أن تخضع لرقابة مماثلة لتلك المفروضة على منصات التواصل الاجتماعي، قائلًا: "تستهدف تطبيقات المواعدة مشاعرنا الأكثر حميمية ورغباتنا العاطفية، لذا يجب أن تكون قيد رقابة تنظيمية أكثر صرامة."

من جهتها، أكدت Match Group أن استخدام الذكاء الاصطناعي سيتم بطريقة "أخلاقية ومسؤولة مع مراعاة سلامة المستخدمين وثقتهم".

 بينما قالت Bumble إنها ترى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن "يعزز الأمان ويحسن التجربة، دون أن يحل محل التواصل البشري."

الخلاصة: إلى أين تتجه المواعدة الرقمية؟

مع وجود أكثر من 60.5 مليون مستخدم لتطبيقات المواعدة في الولايات المتحدة وحدها، و4.9 مليون مستخدم في المملكة المتحدة، بات السؤال الأهم هو: هل يؤدي دمج الذكاء الاصطناعي في هذه المنصات إلى تسهيل بناء العلاقات، أم أنه سيؤدي إلى فقدان الثقة والارتباط العاطفي الحقيقي؟

بينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في تخفيف ضغوط المواعدة، فإن آخرين يحذرون من أنه قد يحول العلاقات العاطفية إلى تجربة غير واقعية، حيث يتحدث الجميع بنفس الأسلوب، ويصبح الصدق والتلقائية عملة نادرة في عالم المواعدة الرقمية.

مقالات مشابهة

  • أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي
  • من النص إلى الصوت.. ميتا تعتزم إطلاق مساعد صوتي يستند للذكاء الاصطناعي
  • الصين تخفف عبء ديون باكستان بتمديد قرض بقيمة ملياري دولار
  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • "التعليم العالي": فتح باب التقديم لمشروع إنشاء مركز سلامة وأمان الذكاء الاصطناعي
  • الأمم المتحدة: إثيوبيا بحاجة إلى ملياري دولار للاستجابة الإنسانية في 2025
  • فتح باب التقديم لمشروع إنشاء مركز سلامة وأمان الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي
  • فتح باب التقديم لإنشاء مركز سلامة وأمان الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي
  • هل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟
  • مايكروسوفت ستستثمر 298 مليون دولار في الذكاء الاصطناعي بجنوب أفريقيا