احتج عدد من التونسيين، بالقرب من محيط السفارتين المصرية والأمريكية، تنديدا على تواصل غلق معبر رفح، الذي يُعد شريان الحياة لقطاع غزة المحاصر، والقابع في ويلات الحرب الهوجاء من الاحتلال الإسرائيلي، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، خاصة بعد مجزرة حرق الخيام برفح.

وطالب المتظاهرون، وهم رافعين شعارات مناهضة لرئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي خاصة، وعدد من الحكام العرب، بـ"‌فك الحصار عن غزة فورا"؛ فيما ندّدوا كذلك بما وصفوه بـ"الصمت العربي الرسمي، وخذلانهم للشعب الفلسطيني وما يعانيه من جرائم وحشية وتجويع وتهجير".




كذلك، صدحت أصوات المتظاهرين، خلال الوقفة الاحتجاجية التي أتت بدعوة من الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، بجُملة من الشعارات، من بينها: "يا للعار يا للعار السيسي مشارك في الحصار"، و"يا حكومات عربية رخيصة انت على الصهيوني حريصة"، و"غزة صارت بين نارين عملاء ومحتلين ..".

‌وفي هذا السياق، قال الناشط المدني عن الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، سامي التونسي، "وقفتنا اليوم استثنائية بمحيط السفارتين المصرية والأمريكية، حتى نُندّد بمجزرة حرق الخيام وتواصل غلق معبر رفح ومنع دخول المساعدات".


وأكد الناشط التونسي في تصريح خاص لـ"عربي21": "نحن أبدا لن نسكت على هذه المجازر بحق أهلنا في غزة، ولا يمكن أن تمر هذه الجرائم في الخفاء، وعلى كل الشعوب الأحرار أن تقف مع القضية الفلسطينية".


‌كذلك، طالب التونسي، السلطات المصرية، بالتدخل العاجل والفوري لأجل إنقاذ حياة الفلسطينيين، عبر فتح معبر رفح وفك الحصار عن غزة .

من جهته، قال الناشط بالمجتمع المدني، سعيد عروس "نحتج اليوم تنديدا بجرائم الإبادة وحرق الأطفال، وبكل من يدعم هذه المجازر من أمريكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وخاصة الأنظمة العربية الرجعية العميلة للصهاينة".


وأضاف عروس في تصريح خاص لـ"عربي21"، "نطالب عبد الفتاح السيسي الخائن العميل بفتح معبر رفح، فإن النظام المصري الجبان لم يحرك ساكنا أمام هذه الجرائم".

‌تجدر الإشارة إلى أنه لليوم الـ236 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.


ومنذ 6 أيار/ مايو الجاري، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا عنيفا على مدينة رفح التي تكتظ بالنازحين والسكان، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من مغبة العدوان على المدينة الحدودية وأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ36 ألف شهيد، وأكثر من 81 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية التونسيين غزة تونس غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معبر رفح

إقرأ أيضاً:

الجنون الإجرامي بين بلادة الحسّ ودور العلماء؟!

سيطر الجنون الإجرامي على المشهد في غزّة ولبنان بشكل كامل، هناك فظائع تحدث لم يكن يتخيّلها أحد.. أن تقصف المشافي بهذه الوحشية وأن تعطّل وتخرج عن الخدمة، خيام النازحين تضرب بصواريخ الالفي رطل، مدارس تؤوي نازحين ترتكب فيها المجازر المرّة تلو الأخرى، وعدّد بعد ذلك المساجد، والكنائس، والجامعات، والأسواق، والمخابز، وسيارات الإسعاف، وطواقم الإنقاذ، والصحافيين، وموظفي الإغاثة.. لم تعد هناك حرمة لشيء إلا وضربت بأبشع الطرق وكان الضحايا آلاف الأطفال والنساء والمسنّين..

والسؤال: كيف استدرجت هذه العصابة المجنونة بنفسيّتها العنصرية المتطرفة العقل البشري ليصبح ما تفعله مألوفا ومعقولا وممكنا؟ حتى وزيرة الخارجية الألمانية برّرت قتل المدنيّين، واللسان الأمريكي دائما يدعو للتخفيف وفعل ذلك بجرعات أقلّ دموية لذرّ الرماد في العيون.

كيف استدرجت هذه العصابة المجنونة بنفسيّتها العنصرية المتطرفة العقل البشري ليصبح ما تفعله مألوفا ومعقولا وممكنا؟ حتى وزيرة الخارجية الألمانية برّرت قتل المدنيّين، واللسان الأمريكي دائما يدعو للتخفيف وفعل ذلك بجرعات أقلّ دموية لذرّ الرماد في العيون
كيف استدرجت هذه العصابة الشعوب العربيّة لتصل إلى تلقّي هذه الصور الفظيعة بدم بارد وإدمان ومشاعر فاترة لا تصل لإحداث أيّ سلوك أو فعل يرتقي لمستوى هذا المشهد المريع، إلا بعض الاستثناءات؟

آلاف العائلات شُطبت من السجل المدني، قصص قتل الأطفال ملأت الفضاء ودهمت قلوبنا بكلّ قسوة وألم، كنّا نصدم كلّ عدة سنوات بمجزرة ترتكبها هذه العصابة المجنونة فتفجّر ذاكرتنا على كلّ المجازر السابقة، كيف بنا اليوم عشرات المجازر تصدمنا صورها كلّ يوم؟

لم يتوقّف الجنون على ذاك المجرم، وإنما وصل هذا العالم الداعم للجريمة أو الصامت عليها والمدمن على برود المشاعر وضعف الحيلة وبلادة الحسّ الإنساني الطبيعي، وكأنّ العالم كله قد شرب من نهر الجنون في القصّة المعروفة.

والسؤال كيف يعاَلج المجانين؟ وإذ لا يمكن أن يعالج من يرتكب الجريمة ولا من يدعمه ويصطف معه، فماذا بنا نحن العرب حيث أصبحنا مدمنين على بلادة الحسّ؛ نحن المسلمين الذين تربطهم مع الضحيّة روابط كثيرة وعميقة معروفة؟

لقد لفّنا جنونهم تحت جناحيه، والمطلوب انتفاضة أو هزّة عنيفة تزلزلنا وتخرجنا من هذه البلادة التي أصابتنا بعنف. لم يعد هناك وقت للمجاملة والمهادنة وتزييف الواقع، لا بدّ من تشخيص الحالة بموضوعية ومنطق سديد ثم تحريك إرادة الخروج من هذه البلادة.. أن نستشعر تماما ما بتنا فيه ونفكّر مليّا بإرادة الحريّة والتحرّر من هذه البلادة.

لقد لفّنا جنونهم تحت جناحيه، والمطلوب انتفاضة أو هزّة عنيفة تزلزلنا وتخرجنا من هذه البلادة التي أصابتنا بعنف. لم يعد هناك وقت للمجاملة والمهادنة وتزييف الواقع، لا بدّ من تشخيص الحالة بموضوعية ومنطق سديد ثم تحريك إرادة الخروج من هذه البلادة.. أن نستشعر تماما ما بتنا فيه ونفكّر مليّا بإرادة الحريّة والتحرّر من هذه البلادة
وهنا لنا أن نقف تاريخيّا مع حالة مشابهة يوم توحّش التتار في الأمّة قتلا وذبحا، ووصل بهم المطاف مشارف مصر كنانة الله في أرضه، لقد سجّل التاريخ في حينها موقفا للعالم الربّاني العز بن عبد السلام؛ موقفا أعاد فيه للامّة بوصلتها، انتفض وهدّد بثورة وصدع بالذي يجب أن يُصدع به في وجه المتقاعسين من أمراء ومماليك. بقية القصة تعرفونها، حيث وقف المماليك بقيادة قطز والظاهر بيبرس الوقفة المطلوبة وحقّقوا الانتصار الساحق على تلك الجحافل المتوحّشة.

نحتاج هذه الأيام كإجراء عاجل إلى عز بن عبد السلام جديد في كل قطر وفي كل مدينة وقرية وفي كلّ مسجد. نعرف المتغيرات وأنّ التاريخ لا يعيد نفسه وأنّ مماليك اليوم يختلفون عن مماليك الأمس، وأن العمل على شعوبنا ودولنا كان منهجيّا ومؤسساتيّا وقد سيطروا على الاقتصاد والسياسة والأمن والإعلام.. ومع هذا كلّه هل نبقى صامتين دون حراك، جمهورا لطيفا بليدا لمشاهد المجزرة؟ لا بدّ للعلماء أن يقوموا بدورهم وأن يعملوا ما بوسعهم لنهضة شعوبهم ضمن خطة طويلة الأمد. أمّا ما هو سريع وعاجل فهو قيادة جماهير شعوبهم للتظاهر أمام السفارات المشاركة في العدوان وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، وليكن الشعار: "من أيديهم ملطّخة بدمائنا فليرحلوا عن بلادنا".

عندما تصرخ الشعوب في وجه الظَلَمة لا بدّ من أن تكون بداية الحريّة والتحرّر ولعب دور هام في القضية المركزية للامة قضية فلسطين، ولا بدّ وأن نُفهِم هذا الجبروت العالمي الطاغي والمتماهي مع المجازر أننا لسنا قطيعا وأن مصالحهم في بلادنا في خطر.

مقالات مشابهة

  • مئات الإسرائيليين يحتجون على إقالة غالانت
  • الصحة العالمية: تطعيم 105 آلاف طفل شمال قطاع غزة
  • إيران تعلن وفاة جمشيد شارمهد قبل إعدامه
  • البرهان للسيسي: نثمن الدور المصري لجهود التهدئة واستضافة السودانيين
  • أردنيون يضربون عن الطعام في مبادرة شعبية لكسر الحصار على غزة (شاهد)
  • مستوطنون يمنعون مرور شاحنات غرب الخليل / فيديو
  • وزراء يحتجون
  • شعارات و عبارات عبر مواقع التواصل ..ترويج للسلع و جلب الزبائن
  • الجنون الإجرامي بين بلادة الحسّ ودور العلماء؟!
  • الأمم المتحدة تُدين قصف الاحتلال الإسرائيلي معبرًا على الحدود اللبنانية السورية