باسيل يقاطع لودريان.. رسائل مضمرة خلف داعي السفر؟!
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
بداعي "السفر"، برّر "التيار الوطني الحر" ما وُصِفت بـ"مقاطعة" رئيسه الوزير السابق جبران باسيل للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته إلى بيروت، وفق ما سرّبت أوساطه، التي قالت إنّ باسيل اعتذر عن عدم لقاء الرجل، بسبب "صدفة" تزامن زيارته مع وجوده خارج البلاد بناءً على ارتباط مسبق، ولا سيما أنّ الزيارة لم تكن مجدولة سابقًا، وأنّ طلب اللقاء جاء في وقتٍ متأخّر نسبيًا.
تعمّد "التيار" نفي وجود أيّ "أبعاد" لتغييب باسيل نفسه عن "جدول" لقاءات لودريان في بيروت، مستخدمًا حُجّة "السفر" للتأكيد على أنّ "لا موقف من لودريان أو من الفرنسيّين"، ولا سيما أنّ رئيس "التيار" يؤيّد كلّ الجهود التي تُبذَل لمساعدة اللبنانيين على إنجاز الاستحقاق الرئاسي وبالتالي إنهاء الفراغ المتمادي في قصر بعبدا، وهو سبق أن أبدى كلّ انفتاح على "حراك السفراء" الذي كان يمهّد الطريق بصورة أو بأخرى لعودة لودريان.
لكنّ مسعى "التيار الوطني الحر" لوضع الاعتذار عن عدم لقاء لودريان في سياق "طبيعي وبديهي"، قوبل بحملة "تشكيك" واسعة في الدخل، ولا سيما أنّ اللبنانيين لم ينسوا بعد لقاء "الدقائق القليلة" الذي جمع الرجلين في آخر زيارات المبعوث الرئاسي الفرنسي، فهل أراد باسيل توجيه رسائل "مضمرة" إلى لودريان، ومن خلفه الفرنسيّين، ولو بطريقة دبلوماسية؟ وما صحّة الحديث عن أنّ باسيل سعى بذلك لرفع "الفيتو" في وجه الطرح الفرنسي المتجدّد؟!
رواية "التيار"
تتمسّك أوساط "التيار الوطني الحر" بالرواية الرسمية الحزبية، التي ترفض إعطاء أيّ تفسيرات أو تأويلات أو استنتاجات على خلفية اعتذار باسيل عن عدم لقاء مبعوث الرئيس الفرنسي إلى بيروت، مشدّدة على أنّ الأمر برمّته مردّه أنّ رئيس "التيار" كان مرتبطًا برحلة خارجية قبل أن يكشف لودريان عن موعد الزيارة المؤجّلة منذ خمسة أشهر، ولذلك فإنّ اللقاء معه كان متعذّرًا، وقد أبلِغ بذلك صراحةً عندما طلب الموعد.
ترفض أوساط "التيار" التعليق على ما يُحكى عن أنّ باسيل تعمّد "مقاطعة" لودريان، خصوصًا بعد "الإشكال" الذي حصل بينهما في المرّة الماضية، حين جاء المبعوث الفرنسي طالبًا التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون منعًا للفراغ في قيادة المؤسسة العسكرية، وهو ما أدّى حينها إلى امتعاض باسيل، حيث توضح الأوساط أنّ هذا الاستحقاق بات "وراء ظهرنا"، وأنّ باسيل لم يعتد أن "يخلط الشخصي بالعام"، وهو يتعامل مع فرنسا كدولة صديقة.
أكثر من ذلك، تلفت أوساط "التيار" إلى أنّ باسيل الذي دعم المبادرة الفرنسية في كلّ المراحل، حتى حين اتُهِمت باريس بـ"الانحياز" لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ولم يصدر عنه ما صدر عن غيره من "تصويب مباشر" على الفرنسيّين، لا يزال منفتحًا على كلّ الجهود التي تُبذَل من أجل إنجاز الاستحقاق، وإن كان يصرّ في الوقت نفسه على أنّ دور الخارج يجب أن يكون مساندًا فقط للبنانيين، ولا يمكن أن يتدخّل بفرض الرئيس عليهم بالمُطلَق.
موقف "سلبي"
لكنّ رواية "التيار" الرسمية هذه لا تبدو مقنعة لكثيرين، ممّن يعتبرون أنّ السبب الحقيقي لمقاطعة باسيل للودريان يمكن أن يكون أيّ شيء باستثناء "صدفة" وجوده خارج البلاد، ليس فقط لأنّ لا وجود لعامل الصدفة في الشأن العام، ولكن أيضًا بالنظر إلى "الحساسية" التي نشأت خلال زيارة لودريان الأخيرة، حيث لم ينته اللقاء بينه وبين باسيل على خلاف فحسب، بل على صدام وتوتر، من دون أن يكمل عشر دقائق فقط من الزمن.
وثمّة من يضيف إلى هذا الموقف السلبي، "الشخصي" ربما من لودريان، موقفًا آخر "استباقيًا" لما كان يمكن أن يطرحه لودريان، من أفكار يتوجّس منها باسيل، الذي يخشى أن تصبّ الجهود الخارجية في صالح أحد المرشحَين الذي يرفع "الفيتو" في وجههما، أي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون، علمًا أنّ هناك من يقول إنّ الخارج لا يزال يدفع باتجاه انتخاب الأخير، ولو تراجعت حظوظه إلى حدودنا الدنيا في المرحلة الأخيرة.
بهذا المعنى، يقول العارفون إنّ موقف باسيل "سلبي" من التحرك الخارجي، ولو غُلّف بإيجابية "مضمرة"، تكاد تشبه ذلك الانفتاح الذي يبديه رئيس "التيار" في كلّ مناسبة على مبدأ الحوار والتفاهم بين اللبنانيين، من دون أن يثنيه ذلك عن "إجهاض" المبادرات الحوارية التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري، تارةً بحُجّة أنّ الأخير "طرف" ولا يمكنه "إدارة" الحوار، وطورًا بذريعة أنّ الحوار يجب أن يسبقه "سحب" ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية.
يضرب رئيس "التيار الوطني الحر" أكثر من عصفور بحجر "مقاطعة" لودريان، فهو من جهة، يحاول الإيحاء في الظاهر بأنّ الأمر "محض صدفة"، ولكنه من جهة ثانية، يوجّه الرسائل العابرة للبحار والمحيطات، فهو يقول بطريقة غير مباشرة إنه "لم ينسَ" ما جرى في الزيارة الأخيرة، ويشدّد على أنّ دور الخارج على خط انتخابات الرئاسة يجب أن يكون "موضعيًا"، فالكرة في ملعب اللبنانيين ويجب أن تبقى كذلك!
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر على أن
إقرأ أيضاً:
وللأحـذية رسـائل خَاصَّة..
عبد المنَّـان السنبـلي.
ترامب يُـهِينُ ويـطرُد زيلينسكي..!
رسـالة واضحة وقويــة للحـكام العـرب..!
يريد أن يـقول لهم إن الأحذية ليست كلها سواء..
وإن حذاءً عربياً مهما حاول تلميـع أَو تقديم نفسه لن يكون أغلى وأعلى قيمة من حـذاءٍ أوكراني لدى الأمريكيين..
ولا أدري، بصراحة، إن كان هـذا يـعود إلى كون الحـذاء العربي قابلاً للاستبدال بسهـولة وفي أية لحظـة، أَو ربما لأنه الوحيـد في العالم الذي تمتلك مصـانع ومطابخ الأحذية الأمريكية حق تصميمه وتصنيعه..
لذلك، هـو الأرخص والأتفـه والأحقـر دائماً..
يختلف الأمر تماماً بالنسبة للحذاء الأوكراني والذي يعد من الأنواع النادرة الثمينة التي يصعب الحصول عليها بسهولة خَاصَّة إذَا كانت من ماركة «زيلينسكي»..
ولا يستطيع أحد أن يتصور ماذا أحدثت أمريكا، وكم أنفقت حتى استطاعت الوصول والحصول على هذه الماركة..!
ذلك أن الأمريكيين يرون في أوكرانيا سـاحة استراتيجية مهمة ومتقدمة لطالما ظلوا، في مواجهتهم مع الدب الروسي، يحلمـون بالوصـول إليهـا والتواجد فيهـا..
أن يتخـلى ترامب عن هـذا الحـلم بـكل هذه البسـاطة، ويـرمي ذلك الحـذاء الأوكراني «زيلينسكي» الذي وطأ به أرض أوكرانيـا في مكب النفايات بهذه الطريقة وهذه الوقاحة، فهـذا يعـني أن مصير الأحذيـة العربيـة التـي وطأ بـها وأسـلافه أرض وكـرامـة العـرب لن تـكـون فـي حالٍ أحسـن إذَا ما رأى، هذا المعتـوه، أَو فـكر يوماً أنـها لم تعـد تلبـي الغـرض مـن وجـودها أَو انتعـالها..
هـذه، باختصـار، هي رسـالة المجـرم ترامب لكل من يرتضى لنفسـه أن يكون حـذاء أَو نعـلاً له..
لذلك، فإن الأيّام المقبلة، في اعتقادي، ستكون عصيبة على الحـكام العـرب، وخُصُوصاً أُولئك الذيـن سيكونون محـل أنـظار ترامب للقائه في البيت الأبيض..
لا سبيـل لهم، هـذه المـرة، سـوى الانبطاح الكامـل والاستسلام التـام، والغير مشـروط..
الانبطاح المشروط لم يعـد مقبولاً اليـوم..
ما لـم، فإنهـم سيـكونون عرضة للإتلاف والاستبدال بأحذية وقياسـاتٍ أُخرى أسهل استخداماً وأطول استهلاكاً..
أو هكـذا يريد أن يقـول ترامب..!