كوريا الشمالية تطلق صواريخ بالستية قصيرة المدى
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت وابلا من الصواريخ البالستية القصيرة المدى في وقت مبكر الخميس، بعد ساعات على إرسال بيونغ يانغ مئات البالونات المحمّلة بالقمامة عبر الحدود عقابا لسيول.
وجاءت عملية إطلاق الصواريخ بعد محاولة فاشلة قامت بها كوريا الشمالية لوضع قمر ثان يستخدم لأغراض التجسس في المدار الاثنين، بعد وقت قصير على عقد سيول وبكين وطوكيو قمة نادرة من نوعها ودعوتها لبيونغ يانغ للتخلي عن أسلحتها النووية.
وأشارت كيم يو جونغ شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون النافذة الخميس إلى أن البالونات التي تم إرسالها وذكرت تقارير بأنها تحمل فضلات حيوانات، كانت عبارة عن “هدايا مقدّمة من القلب” للشطر الجنوبي، مؤكدة في بيان بأنها رد مبرر على الدعاية المناهضة لكيم التي يرسلها ناشطون نحو الشمال.
ردّت كوريا الشمالية أيضا على مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد اجتماعا الجمعة لمناقشة عملية إطلاق القمر الصناعي الفاشلة والتي شكّلت انتهاكا لمجموعة عقوبات تفرضها الأمم المتحدة على بيونغ يانغ ترتبط بتكنولوجيا الصواريخ البالستية.
وصباح الخميس، أعلنت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية رصد إطلاق “ما يشتبه بأنها نحو عشرة صواريخ بالستية قصيرة المدى” باتجاه المياه في شرق شبه الجزيرة الكورية.
وأوضحت أن الصواريخ حلقت مسافة 350 كيلومترا تقريبا، مضيفة أنها تعمل على تحليل المعلومات بالتعاون مع الولايات المتحدة واليابان.
واعتبرت أن إطلاق الصواريخ يشكل “استفزازا يهدد بشكل خطير السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية”.
وأكدت اليابان أيضا إطلاق الصواريخ إذ أفاد رئيس الوزراء فوميو كيشيدا الصحافيين بأن الصواريخ “سقطت على ما يبدو خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لليابان”.
وشدد على أن طوكيو “تدين بشدّة” العملية، مضيفا أنه تم تقديم احتجاج رسمي عليها.
زار كيشيدا سيول الاثنين للقاء الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في أول قمة ثلاثية منذ العام 2019، أكدوا خلالها التزامهم “نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية”.
اعتبرت كوريا الشمالية بدورها أن مجرّد مناقشة نزع الأسلحة النووية يعد “استفزازا خطيرا” ينتهك دستور البلاد الذي تم تعديله في 2023 لتكريس وضعها كدولة نووية.
وأجرت تجربتها الفاشلة لإطلاق قمر صناعي بعد ساعات على ذلك لتقابل الخطوة بتنديدات واسعة من عواصم بينها واشنطن وسيول وطوكيو.
أطلقت بعد ذلك البالونات عبر الحدود في وقت متأخر الثلاثاء قبل إطلاق وابل من الصواريخ البالستية الخميس.
وقال المحلل الكبير لدى “معهد كوريا للتوحيد الوطني في سيول” هونغ مين لفرانس برس “إنه أمر غير مسبوق أن يتم إطلاق هذا العدد الكبير من الصواريخ القصيرة المدى بشكل متزامن”.
وأضاف “يبدو أنه احتجاج الشمال على تعهّد +نزع الأسلحة النووية+ التي اتُّفق عليه في القمة الثلاثية والدعوة إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة عملية إطلاق القمر الصناعي”، مشيرا إلى أن بيونغ يانغ تتبع “نهج العين بالعين”.
وأوضح بأن جميع المؤشرات تدلّ على أن “هذا القرار اتُّخذ على أعلى مستويات منظومة صناعة القرارات”.
اجتماع الأمم المتحدةيشير محللون إلى وجود ارتباط تكنولوجي وثيق بين إمكانيات إطلاق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء وتطوير الصواريخ البالستية.
ولطالما كان وضع قمر صناعي في المدار على رأس أولويات نظام كيم وأعلن نجاحه في ذلك في تشرين الثاني/نوفمبر بعد محاولتين فاشلتين العام الماضي.
لكن بيونغ يانغ قالت إن الصاروخ الذي كان يحمل قمر “ماليغيونغ-1-1” الصناعي للاستطلاع انفجر بعد دقائق على إطلاقه بسبب ما يشتبه بأنها مشكلة في المحرّك.
وفي خطاب نشرته وكالة الأنباء الكورية المركزية في وقت متأخر الأربعاء، أكد كيم جونغ أون أن بلاده ستواصل مساعيها.
وقال “رغم فشلنا في تحقيق النتائج المرجوّة من عملية إطلاق القمر الصناعي الاستطلاعي الأخيرة، علينا ألا نشعر إطلاقا بالخوف أو الإحباط بل أن نبذل جهودا أكبر”.
وأفاد وفق نص الخطاب الذي ألقاه في أكاديمية علوم الدفاع “من الطبيعي بأن يتعلم المرء أكثر ويحقق تقدّما أكبر بعد اختبار الفشل”.
والخميس أيضا، أصدرت كوريا الشمالية بيانا وصفت فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه “الأمين العام الأكثر جبنا والأضعف إرادة في تاريخ الأمم المتحدة”، وذلك قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي لبحث عملية الإطلاق.
أفادت بيونغ يانغ بأنها اضطرت للتعبير عن “قلقها العميق لحقيقة أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا مفتوحا مجددا للتشكيك في عملية إطلاق القمر الصناعي الشرعية لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية”، وفق ما جاء في بيان صادر عن المسؤول في وزارة الخارجية كيم سون غيونغ.
وأضاف أنه بالنسبة للشطر الشمالي، فإن “إطلاق قمر صناعي عسكري استطلاعي خطوة لا مفر منها لتعزيز قوة الدفاع الذاتي”.
تفيد سيول بأن كيم حصل على مساعدات تقنية روسية من أجل عملية إطلاق القمر الناجحة في تشرين الثاني/نوفمبر مقابل إرسال حاويات من الأسلحة إلى موسكو لاستخدامها في أوكرانيا.
المصدر أ ف ب الوسومإطلاق صاروخ كوريا الشماليةالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: إطلاق صاروخ كوريا الشمالية الصواریخ البالستیة کوریا الشمالیة الأمن الدولی بیونغ یانغ
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية تطلق قمرها الصناعي التجسسي الثالث.. ما قصته؟
قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، إنّ سول نجحت في وضع قمرها الصناعي التجسسي الثالث في مداره، بعد إطلاقه من مركز فضائي أمريكي، في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى تعزيز قدراتها المستقلة في مراقبة كوريا الشمالية، بحسب ما جاء في القاهرة الإخبارية.
تفاصيل إطلاق الصاروخ التجسسيوذكرت الوزارة أن صاروخ «فالكون 9» الذي يحمل القمر الصناعي انطلق بشكل طبيعي من قاعدة فاندنبرج الفضائية في كاليفورنيا، كما هو مخطط له، وأرسل القمر الصناعي إلى مداره، مضيفة أنَّ القمر الصناعي الذي تم إطلاقه نجح في الاتصال بمحطة أرضية خارجية في الساعة 11:30 مساءً، في خطوة تُشير إلى أنه يعمل بشكل طبيعي.
ويعد هذا هو القمر الصناعي العسكري الثالث الذي تطلقه كوريا الجنوبية، في إطار خطتها لإطلاق 5 أقمار صناعية للتجسس بحلول عام 2025 لمراقبة كوريا الشمالية بشكل أفضل بشبكة أقمار صناعية عسكرية مستقلة.
وكانت كوريا الجنوبية تعتمد في السابق إلى حد كبير على صور الأقمار الصناعية التي تقدمها الولايات المتحدة، قائلة: سنسعى جاهدين لتعزيز قدرات المراقبة المستقلة لجيشنا من خلال النجاح في عمليات إطلاق إضافية في المستقبل، مُشيرة إلى أن نجاح الإطلاق الأخير يمكنها من التعرف على الاستفزازات الكورية الشمالية بشكل أكثر دقة وسرعة.
ماذا عن تاريخ الصواريخ السابقة؟وأطلقت كوريا الجنوبية أول قمر صناعي للتجسس مزود بأجهزة استشعار كهروضوئية وأشعة تحت الحمراء لالتقاط صورا مفصلة لسطح الأرض في ديسمبر من العام الماضي من قاعدة الفضاء في كاليفورنيا.
وفي أبريل، أطلقت البلاد قمرها الصناعي الثاني للتجسس المزود بأجهزة استشعار رادار الفتحة التركيبية التي تلتقط البيانات باستخدام الموجات الدقيقة والقادرة على جمع البيانات، بغض النظر عن الظروف الجوية من مركز جو إف كينيدي للفضاء في جزيرة ميريت بولاية فلوريدا، وسيتم تجهيز القمرين الآخرين أيضًا بأجهزة استشعار رادار الفتحة التركيبية.
وتوقعت السلطات الدفاعية للبلاد أن يعزز الإطلاق برنامج الردع العسكري الثلاثي ضد التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.
وبمجرد الانتهاء من نشر جميع الأقمار الصناعية الخمسة، من المتوقع أن يتمكن الجيش من مراقبة هدف معين في كوريا الشمالية كل ساعتين، وفقًا للمحللين، ومن المتوقع أيضًا أن تُمكن شبكة الأقمار الصناعية من تغطية أكثر مرونة وشاملة مقارنة بقمر صناعي واحد أو اثنين فقط.
وذكر مدير إدارة برنامج الاستحواذ الدفاعي سيوك جونج- جون، الذي يشرف على إطلاق القمر الثالث، أنَّ التشغيل الجماعي للأقمار الصناعية سيمكن الجيش من التعرف بشكل أفضل على دلائل الاستفزازات من قبل كوريا الشمالية.
ويأتي الإطلاق الأخير في الوقت الذي تعمل فيه كوريا الشمالية أيضًا على تكثيف جهودها للحصول على قدرات الاستطلاع الفضائي.
وأطلق الشمال بنجاح أول قمر صناعي للتجسس العسكري باسم «مالليجيونج-1» في نوفمبر عام 2023 وتعهد بإطلاق 3 أقمار صناعية أخرى للتجسس هذا العام، ولكنه لم يطلق أي أقمار صناعية منذ انفجار صاروخ يحمل قمرًا صناعيًا بعد وقت قصير من إطلاقه في مايو.