صيف البترون 2024: المشهد قد يتبدّل والخسائر كبيرة
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
يبدو أن فوضى الدراجات و"الهرج والمرج" الحاصل في شوارع وأزقة البترون انتهى هذا الصيف؛ فالقرار بمنع إيجار الدراجات الكهربائية والنارية اتخذ قبل أيّام إلّا أن الأصداء انقسمت بين مؤيّد وناقد له، اذ ان سوق البترون انتعش بشكل كبير بفضل هذا النشاط الذي استقطب فئة الشباب للاستجمام والاستمتاع بالسياحة الداخلية من دون الحاجة للتنقل بالسيارات.
المشهد يتبدّل بعد القرار
لا يمكن ذكر البترون من دون التطرق الى الزحمة في شوارعها، فالحياة تدبّ في عاصمة السياحة الشمالية الساحلية. هنا لا حاجة للسيارات.. الدراجات الملوّنة و"الغولف كار" والتوك توك تمنح السياح، المغتربين والمقيمين، تجربة فريدة من نوعها في التجوّل بحرية أكثر واستكشاف المنطقة.
"البترون لا تهدأ"، هذا ما يؤكده السيد جوي رزق، صاحب إحدى مكاتب تأجير الدراجات والغولف كار في البترون، مشيراً الى أن قرار محافظ الشمال بمنع الايجارات انعكس سوءاً على المنطقة. فقبل اعتماد هذه الاجراءات، كانت البترون ناشطة وتتهيأ لصيف عامر، لكن في الأيام الماضية اختلف المشهد، وفقاً لرزق.
ويقول رزق في حديثه لـ"لبنان 24" إن "الاتصالات تأتي من كل صوب استنكاراً لقرار محافظ الشمال بشأن الدراجات النارية والهوائية"، مضيفاً: "البترون تستقطب سياحاً من بيروت وزحلة ومختلف المناطق، الكل يقصدها للقيام بنزهة مميزة على الدراجات"، ويتابع: "قبل القرار كانت المدينة لا تهدأ لكن الحركة بعده انكمشت".
الخسائر كبيرة لأصحاب محال التأجير
قطاع ايجار الدراجات النارية والهوائية وجد له المكان الأمثل لنحو 4 أعوام، فالاستثمار به كان أحد أبرز ما قام به البترونيون. هذه المدينة التي لا تنطفئ استقطبت اليها الفئات الشبابية وكان نشاط التجول عبر الدراجات من أكثر الأمور الجاذبة والمحرّكة للسياحة فيها.
ويشير رزق لـ"لبنان 24" الى أن "هناك أشخاصا وأصحاب عمل يسترزقون من هذا القطاع"، ويضيف: "هؤلاء ينتظرون موسم الصيف للاستفادة من الأجواء وتأمين مردود مادي يعيلهم في الفترات الأخرى الاقل انتاجية من العام".
كما يلفت الى أن "البعض قرروا مضاعفة استثمارهم في القطاع هذا العام واشتروا دراجات وآليات جديدة لهذا الموسم، ثم صدر قرار المحافظ"، مستطرداً: "بعد وقف تأجير الدراجات، كيف سيتمكّن هؤلاء التجار من استرداد ما انفقوه؟ الخسائر كبيرة".
القرار مجحف.. ما البدائل الممكنة؟
من المؤكد أن لقرار منع استئجار الدراجات النارية والهوائية وقعا سلبيا على الحركة الاقتصادية في البترون، غير أن ما أحدثته فوضى هذا القطاع من حوادث وإشكالات فرض اتخاذ اجراءات عاجلة، مع قرب حلول موسم الاصطياف، حفاظاً على السلامة العامة وراحة المواطنين والسياح على السواء.. القرار بالنشاط صدر لكنه أتى مجحفاً!
أصحاب المحال التي تقدم خدمة تأجير الدراجات النارية والهوائية و"الغولف كار" تلاقوا في عريضة موجهة لمحافظ الشمال استنكاراً لما سبق أن أوعز به من إجراءات تتلخص بالآتي: "منع إيجار الدراجات الكهربائية والنارية، منع إيجار الغولف كار دون موافقة مسبقة من البلدية ولمن لديه بطاقة مصادق عليها من قبل البلدية للقيام بهذا العمل حصراً، منع دخول الغولف كار الى أماكن في السوق القديم تحددها البلدية، منع وضع الموسيقى في الغولف كار أو التوكتوك خلال التجوال في المدينة ومنع وضع مكبرات الصوت والطبل والدربكة خلال التجوال في المدينة".
أما عن الاقتراحات الموصى باعتمادها بدلاً من المنع الكلي للنشاط، فيشير رزق لـ"لبنان 24" الى أنه "من بين الاجراءات البديلة التي تم التداول بها، حجز الدراجات المخالفة والتي يقودها من هم دون الـ18 عاماً، اقفال المحلات التي تؤجر الدراجات لمن هم دون السنّ القانونية وأن يصبح استئجار الدرجات مرتبطاً بامتلاك طالب الخدمة لدفتر قيادة بدلاً من الاعتماد على بطاقة الهوية".
غير أن الاجراءات المقترحة لا تكفي لتنظيم القطاع، بحسب ما يؤكده مصدر أمني لـ"لبنان 24"، فالدراجات تنتشر بشكل عشوائي في الطرقات وقيادة الدراجة النارية تطلب نيل دفتر قيادة مخصص للدراجات مختلف عن دفتر قيادة السيارات.
ويذكّر المصدر بأن بلدية البترون سبق وتوقفت في العام الماضي عن إعطاء أرقام وأذونات لدرجات نارية وهوائية بهدف الجولات السياحية، بسبب تخطي قدرة المدينة على إستيعاب المزيد منها.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المشهد المهيب!
-مثل سيل هادر تدفق مئات الآلاف من أبناء شعب الجبارين إلى مناطق شمال غزة قاصدين أطلال بيوتهم المدمرة بصواريخ ونيران الحقد الصهيوني ولمّا تختفي بعد ألسنة الأدخنة المتصاعدة من بين الركام والأنقاض.
-كانت لحظات مهيبة امتزجت في تفاصيلها مشاعر العاطفة بالحقيقة الناطقة بالإصرار الفلسطيني على البقاء في أرضه وتحت سمائه رغم كل الأهوال المحدقة به وبوطنه.
-رد الشعب الغزّي بذلك المشهد المهيب في رحلته الراجلة إلى الشمال بأبلغ ما يكون على الحالمين والمتشدقين بالتهجير وبالبحث عن وطن بديل تحت ذرائع ومبررات يعرفها الفلسطيني جيدا وسبك أغوارها وخبرها لأكثر من سبعة عقود وما زال الأعداء يحاولون ويحلمون ويتوهمون بما لن يجد إلى الواقع سبيلا أمام شعب يتحلى بكل هذه العظمة والشموخ والعنفوان.
-عادوا راجلين رجالا ونساء وهم يحملون صغارهم وما قل وزنه من أمتعتهم وحاجياتهم متجاوزين الخنادق والعراقيل التي وضعها المحتل لعرقلة رحلة كان يظن أنها لن تتم أبدا، أو بتلك السرعة على الأقل بعد أن دمر كل وسائل الحياة في مناطق سكناهم وزرع قنابل الموت والفناء في كل أرجائها، لكنهم عادوا فرحين مستبشرين يرددون الأهازيج الفرائحية المعتادة في أعياد المسلمين، مع يقينهم ان بيوتهم قد مُسحت بالأرض وأنه لا وجود لماء أو غذاء أو ما يقيهم حر الصيف وزمهرير الشتاء.
-مشهد العودة المهيب أرسل رسالة للصديق والعدو، والقريب والبعيد على حد سواء، أن شعبا يكن كل هذا الحب والولاء والعشق لوطنه وتراب أرضه ما كان له أبدا أن ينهزم أو ينجر خلف المغريات لترك أرضه، وأنه على أتم الاستعداد للموت والفناء على ترابه وأنه لا ترهبه التهديدات وقد استخدم العدو كل وسائل القتل والتخريب والتدمير دون أن ينال مثقال ذرة من عزيمة وإرادة العاشقين لمراتع صباهم وموائل الآباء والأجداد.
-يا لها من عودة مهيبة ومظفرة حملت وتحمل في طياتها بشائر عودة ملايين الفلسطينيين المهجرين قسرا في أصقاع الأرض إلى ديارهم بعد عقود من القهر والشتات والاغتراب.
– تابع العالم كله عودة الغزّيين ولسان حاله، وكما كانوا يرددون الآية الكريمة” سلام عليكم بما صبرتم” وهو لا شك يحاول أن يعي ويتعلم الكثير من القيم والدروس والمبادئ من أولئك البسطاء كيف يكون حب الأرض وعشق الأوطان وكيف تكون التضحية عندما يتعلق الأمر بالثوابت والمقدسات.
– معاني العظمة كانت حاضرة بقوة في مشاهد عودة النازحين وفي تفاصيل تسليم الأسرى الصهاينة في مخيم جباليا ومن على أنقاض منزل الشهيد العظيم يحيى السنوار في خانيونس ومدينة غزة محاطا بحشود مهيبة من مجاهدي المقاومة المدججين بسلاح جيش العدو وعلى متن سيارات صهيونية من غنائم الطوفان.
-استوعب العالم كله عظمة وسمو وشموخ الشعب الفلسطيني باستثناء نتنياهو وقطعان المتطرفين أمثال بن غفير ومعهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي مازال يكيل الوعود لكيان الاحتلال وقيادته الفاشية بالتضييق على أبناء غزة ودفعهم للهجرة طوعا أو كرها من خلال عرقلة عملية إعادة الإعمار ووضع الحواجز أمام دخول المساعدات وتأخير عملية إدخال المنازل المتنقلة إلى مناطق الشمال. وغيرها من سفاسف الأمور التي يؤمن بها الرئيس، تاجر الصفقات وبطل المقايضات الرخيصة!