سودانايل:
2024-07-03@22:05:07 GMT

أم قرون ودواس الساسة الذكوريون!

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

بثينة تروس
حكاية ام قرون التي فرضت على الفضاء العام (يا أم قرون انت أساس) هتاف في مؤتمر (تقدم) ضمن مساعيهم الجادة من اجل السلام ووقف الحرب، وتأكيدهم الحثيث في انهم لا يمثلون جميع القوي المدنية، وهذا من باب الحق وليس الحياد، فنحن في الأصل دعاة سلام.. ذاك الاستدعاء لأم قرون من واقعها المنسي، مسكينة هي، وقع عليها عنف الدولة، وكلفة الحروب العبثية منذ فجر تأسيس الدولة.

. وفي حرب 15 ابريل باسمها تمت سرقة الجنجويد (الحديد) ونهب البيوت.. كما فضحت النقاشات حوله ازمة الهوية السودانية، والاستعلاءات الاثنية الضيقة من أوهام التمسح بالعروبة، التي ذبح في سبيلها الاخوانيون ثوراً اسودا فرحا بانفصال الجنوب، كما اسهمت فيها مليشيات الجيش في حروب التطهير العرقي..
وظلت ام قرون مطوية ومقصيه في مناهج التعليم، الجهادية الاسلاموية، في مقصورة الامتعة، بعيداً عن سهام بنت من بنات الخرطوم، والهام بنت من بنات حلفا تلاقيتا في القطار، حيث تزور الهام عمتها التي تقطن (غرب دار الإذاعة)! دار الإذاعة التي ارهقت المواطنين تحت الحرب الحالية ما بين احتلال الدعم السريع لها وفشله في ان يستخدمها في إذاعة بيانه الأول! وبين تحرير الجيش لها، وفشله في ان يعلن من خلالها ان البلاد في امان من الدعم السريع، وقبلاً كانت قبلة لبيانات الضابط المغامرين فبيان وحيد منها كان كفيل ان يخول للمؤسسة العسكرية دكتاتورية الحكم المطلق، حتي يثور الشعب عليها مقدماً أبناؤه شهداء أو كباش فداء لثورات مجهضة.
هذه التباينات السياسية هي نتاج احتكار الدولة للعنف، واستخدام وسائل التفرقة العنصرية، لذا فات على الكثيرين، ان الاستخدام الفطير لقضايا المرأة، من الجانبين، وبهذه الصورة الحماسية السمجة، لم يحل في السابق، ولن يحل في الحاضر القضايا الشائكة للمرأة، لأنه لا يعدو أن يكون استخداما لها كأداة من أدوات الاعلام الدعائي، وكغطاء سياسي جهوي من قبل الأطراف المتحاربة، وهو إذن لن يرفع عن كاهلها التمييز والذل الممنهج، ولن يوقف حرباً.. بل أكثر من ذلك يؤكد على فداحة العقل الذكوري الراهن، في عدم الثقة في ان النساء جديرات بصنع السلام، وفاعلات في حل النزاعات، كما هن فاعلات في صناعة التغيير، وأنهن لسن بديكور او اعلان سياسي، بل هن صاحبات الوجعة، يقع عليهن عبء الحروب، والانتهاكات من قبل الدعم السريع، وكذلك من قبل الجيش وميليشياته، من المستنفرين، والجهاديين.. اما جنوح المدافعين والمهاجمين واندلاق حبرهم، في ان طرفي القتال لا يتساويان! ومعركة الانحيازيات البئيسة، فهو لا يحدث فارقا يذكر في وطن تطهي فيه النساء أوراق الشجر حتى لا يموت صغارهن من الجوع والمسغبة.
فهلا افقتم من سبات الاماني، والانحيازات الحزبية الضيقة، ووراثة الشحناء المدنية، لتوقفوا حرباً قد تتطاول لسنوات! وحتى ذلك الحين هلا أحطتم علماً بكيف تصنع بهن الحرب؟ لا سبيل للحصر، ولكن ستجدون تلك الاخوات الثلاث في ود مدني السني اللائي لا يرفعن صوتهن في النهار الا همساً، حتي لا يعرف دعامة الارتكاز امام منزلهن ان هنالك نسوة شابات، فهن يخشين حين يغيب وعي هؤلاء(الجنجويد) ليلاً، وهم صبية اغرار نفخهم غروراً حملهم لأسلحة فتاكة، وغلبتهم علي جيش كان يستخدمهم لصناعة الموت.
وبالتأكيد سوف تخزيكم مخاوف تلك الشابة التي نهب المستنفرون من ديارهم ما تبقي! فندهت كل الأنبياء والصالحين، بعد ان سكبت على سحنتها كل ما من سبيله ان ينفر ويصرف شر المتحرشين جنسياً بها. ولن تجدوا الشجاعة الكافية لتخيل ما الذي يمكن ان يحدث للنساء في المعتقلات من الانتهاكات، وللنازحات واللاجئات داخل سوح المدارس، والبيوت المهجورة، وماَسي من هن خارج حدود البلاد، بلا وجيع ولا داعم مالي. هل يا تري يعلم المتاجرون بقضاياهن من الداعمين لاستمرار الحرب هذا الجحيم؟ إن الذين لا يرجون ان تنطفي نيرانها، غارقين في الفساد والاتجار فيها، انها سوق تنتفخ فيه الجيوب، وتلمع فيها أسماء اللايفاتية الكذوب، الذين يوجهون سهامهم الصدئة للقوي المدنية بدلاً عن طرفي القتال.
الشاهد ان استمرار الحرب لدي الفلول هو من باب الثأر لسلطة مفقودة، وهيبة منتزعة من انهزام المشروع الإسلاموي، ولقادة الحركات المسلحة الانقلابية البرهانية من أمثال مالك عقار (انا الرجل التاني في الدولة دي) لا تعبأ بالحد من المعاناة الإنسانية، ولقد فضح امرهم بعد اتفاقية السلام، فلا هم حموا عرض أم قرون، ولا عروض نساء الهامش في مناطقهم! كما أنهم غير جديرين بفض النزاعات، ولا يهمهم إنقاذ أجيال الشباب من ويلاتها. أما الذين يتلهون بالضحك، والتصفيق من تصريحاته (لا ماشين جدة ولا ماشين جدادة)، هم تربية اخلاق المشروع الاسلاموي الكيزاني في (صرف البركاوي) و(أمريكا تحت مركوبي) و (اغتصاب الجعلي للغرابية شرف) فهي تصريحات جوفاء لن تستر عرضا، ولن تحفظ ارضا، ولن تجلب السلام.

tina.terwis@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حتمية السلام وهزيمة دعاة الحرب

زهير عثمان حمد

الحروب، رغم كونها جزءاً من تاريخ البشرية، تظل واحدة من أكثر الأحداث المؤلمة والمدمرة التي يمكن أن تواجهها المجتمعات والدول. ومع ذلك، فإن السلام دائماً ما يكون هو الهدف النهائي والمآل الحتمي لكل نزاع مسلح. هناك عدة عوامل تجعل من السلام ضرورة لا مفر منها:

التكلفة البشرية والمادية
الحروب تخلف وراءها أعداداً هائلة من القتلى والجرحى والمشردين. بالإضافة إلى ذلك، تدمر البنية التحتية وتستنزف الموارد الاقتصادية للدول المتحاربة. على المدى الطويل، تصبح تكلفة استمرار الحرب أكبر بكثير من أي مكاسب محتملة، مما يدفع الأطراف المتحاربة نحو البحث عن حلول سلمية.

الاستقرار والتنمية
لا يمكن تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في ظل الحروب. تحتاج المجتمعات إلى بيئة آمنة ومستقرة للتعليم، والصحة، والتنمية الاقتصادية. السلام يتيح الفرصة لإعادة البناء والتطوير، مما يعزز رفاهية السكان ويؤدي إلى تحسين نوعية الحياة.

التعب والإرهاق
الحروب الطويلة تؤدي إلى إنهاك جميع الأطراف. تصبح القوى المتحاربة غير قادرة على الاستمرار في القتال بسبب نقص الموارد والدعم الداخلي والخارجي. هذا التعب والإرهاق يفتح الباب أمام فرص التفاوض والتوصل إلى اتفاقات سلام.

الضغط الدولي
المجتمع الدولي غالباً ما يلعب دوراً حاسماً في إنهاء الحروب. من خلال العقوبات الاقتصادية، والتدخلات الدبلوماسية، والجهود الإنسانية، يمارس الضغط على الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة المفاوضات. المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي تعمل بجد لتعزيز السلام وحل النزاعات.

المصالح المشتركة
حتى الأطراف المتحاربة قد تجد نفسها في نهاية المطاف تشترك في مصالح معينة، مثل التجارة والأمن الإقليمي والتعاون في قضايا بيئية أو صحية. هذه المصالح المشتركة تشجع على البحث عن حلول سلمية للنزاعات.

الرغبة في التعايش
البشر بطبيعتهم يرغبون في العيش في بيئة سلمية ومستقرة. المجتمعات التي تعرضت لويلات الحروب غالباً ما تطور رغبة قوية في التعايش السلمي، مما يدفع القادة والمجتمعات إلى تبني سياسات تدعم السلام والمصالحة.

صناعة السلام: مسؤولية مشتركة
صناعة السلام هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع مكونات المجتمع، بما في ذلك القادة العسكريين، والقوى المدنية، وعامة الشعب. يتطلب تحقيق السلام جهداً جماعياً وتعاوناً من جميع الأطراف المعنية. لكل فئة دورها الخاص والمهم في هذه العملية:

القادة العسكريون
القادة العسكريون يتحملون مسؤولية كبيرة في صناعة السلام، نظراً لسيطرتهم على القوات المسلحة وقدرتهم على اتخاذ قرارات تؤثر بشكل مباشر على مسار الحرب والسلام:الالتزام بوقف إطلاق النار: القادة العسكريون يجب أن يلتزموا باتفاقات وقف إطلاق النار والهدنة.
التحكم في القوات: عليهم ضمان انضباط القوات ومنع ارتكاب الانتهاكات.
المشاركة في مفاوضات السلام: غالباً ما يكون للقادة العسكريين دور في المفاوضات، حيث يمكنهم تقديم رؤى حول كيفية نزع السلاح وإعادة دمج المقاتلين.
القوى المدنية
القوى المدنية، بما في ذلك الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، تلعب دوراً حاسماً في بناء السلام المستدام:

التوسط والتفاوض: القوى المدنية يمكن أن تعمل كوسطاء بين الأطراف المتنازعة.
بناء مؤسسات قوية: تساهم في بناء مؤسسات قوية وشفافة تدعم سيادة القانون والعدالة.
التوعية والتثقيف: تلعب دوراً في نشر ثقافة السلام وتعزيز التفاهم بين مختلف فئات المجتمع.
التخطيط لإعادة الإعمار: تساهم في وضع خطط لإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بعد انتهاء النزاع.
عامة الشعب
عامة الشعب لديهم دور حيوي في الضغط من أجل السلام ودعم العملية السلمية:الثورات والاحتجاجات السلمية: يمكن أن يعبر الشعب عن رفضه للحرب والمطالبة بالسلام من خلال الاحتجاجات السلمية.
المشاركة في العمليات الانتخابية: انتخاب قادة يدعمون السلام والاستقرار.
دعم المبادرات السلمية: المشاركة في مبادرات المصالحة المحلية والمجتمعية.
نشر ثقافة السلام: من خلال التعليم والإعلام، يمكن للشعب نشر قيم التسامح والتعايش.
المجتمع الدولي
لا يمكن إغفال دور المجتمع الدولي في دعم صناعة السلام:

الدبلوماسية والوساطة: توفير منصات للتفاوض وتقديم الوساطة بين الأطراف المتنازعة.
الدعم المالي والتقني: تقديم المساعدات المالية والتقنية لدعم عمليات السلام وإعادة الإعمار.
العقوبات والضغوط: استخدام العقوبات والضغوط الدولية لدفع الأطراف نحو السلام.
تجارب تاريخية
التاريخ مليء بالأمثلة على النزاعات التي انتهت بتحقيق السلام:الحرب العالمية الثانية: انتهت بإعادة بناء أوروبا من خلال خطط مثل خطة مارشال، وتأسيس الأمم المتحدة لتعزيز السلام العالمي.
حرب فيتنام: انتهت باتفاق باريس للسلام في عام 1973، ورغم استمرار التوترات، إلا أن القتال المسلح بين الولايات المتحدة وفيتنام الشمالية توقف.
الحرب الأهلية في رواندا: بعد المجازر الرهيبة التي حدثت في عام 1994، بدأت عملية سلام ومصالحة بطيئة ولكنها مستمرة بدعم من المجتمع الدولي.

أعلموا أهل السودان السلام ليس مجرد غياب للحرب، بل هو عملية بناء طويلة ومعقدة تتطلب التزاماً من جميع الأطراف. ورغم الصعوبات، يبقى السلام هو الخيار الوحيد المستدام والضروري لرفاهية الشعوب والمجتمعات. من خلال التعلم من دروس الماضي والعمل معاً، يمكن للبشرية أن تتجنب ويلات الحروب وتبني مستقبلاً أكثر إشراقاً وسلاماً.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • أبو ضفيرة: اختارني الله تعالى خليفة في الأرض فعلى البرهان وقيادات الدعم السريع مبايعتي وإيقاف الحرب
  • قريبا.. رفع الدعم عن الخبز في لبنان!
  • لا تحلموا بالعودة للدولة القديمة
  • اللاجئون السودانيون في أوغندا.. “واقع بائس” وتحرك أممي جديد
  • اللاجئون السودانيون في أوغندا.. واقع بائس وتحرك أممي جديد
  • أوربان لزيلينسكي.. وقف النار يسرع السلام
  • حرب السودان: ثم ماذا بعد سنجة !!
  • حتمية السلام وهزيمة دعاة الحرب
  • الحوثي يصعِّد عسكرياً لإفشال جهود السلام وإعادة إشعال الحرب- انفوجرافيك
  • د. عنتر حسن: لم نعي الدرس!!