سودانايل:
2025-04-25@23:27:41 GMT

أم قرون ودواس الساسة الذكوريون!

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

بثينة تروس
حكاية ام قرون التي فرضت على الفضاء العام (يا أم قرون انت أساس) هتاف في مؤتمر (تقدم) ضمن مساعيهم الجادة من اجل السلام ووقف الحرب، وتأكيدهم الحثيث في انهم لا يمثلون جميع القوي المدنية، وهذا من باب الحق وليس الحياد، فنحن في الأصل دعاة سلام.. ذاك الاستدعاء لأم قرون من واقعها المنسي، مسكينة هي، وقع عليها عنف الدولة، وكلفة الحروب العبثية منذ فجر تأسيس الدولة.

. وفي حرب 15 ابريل باسمها تمت سرقة الجنجويد (الحديد) ونهب البيوت.. كما فضحت النقاشات حوله ازمة الهوية السودانية، والاستعلاءات الاثنية الضيقة من أوهام التمسح بالعروبة، التي ذبح في سبيلها الاخوانيون ثوراً اسودا فرحا بانفصال الجنوب، كما اسهمت فيها مليشيات الجيش في حروب التطهير العرقي..
وظلت ام قرون مطوية ومقصيه في مناهج التعليم، الجهادية الاسلاموية، في مقصورة الامتعة، بعيداً عن سهام بنت من بنات الخرطوم، والهام بنت من بنات حلفا تلاقيتا في القطار، حيث تزور الهام عمتها التي تقطن (غرب دار الإذاعة)! دار الإذاعة التي ارهقت المواطنين تحت الحرب الحالية ما بين احتلال الدعم السريع لها وفشله في ان يستخدمها في إذاعة بيانه الأول! وبين تحرير الجيش لها، وفشله في ان يعلن من خلالها ان البلاد في امان من الدعم السريع، وقبلاً كانت قبلة لبيانات الضابط المغامرين فبيان وحيد منها كان كفيل ان يخول للمؤسسة العسكرية دكتاتورية الحكم المطلق، حتي يثور الشعب عليها مقدماً أبناؤه شهداء أو كباش فداء لثورات مجهضة.
هذه التباينات السياسية هي نتاج احتكار الدولة للعنف، واستخدام وسائل التفرقة العنصرية، لذا فات على الكثيرين، ان الاستخدام الفطير لقضايا المرأة، من الجانبين، وبهذه الصورة الحماسية السمجة، لم يحل في السابق، ولن يحل في الحاضر القضايا الشائكة للمرأة، لأنه لا يعدو أن يكون استخداما لها كأداة من أدوات الاعلام الدعائي، وكغطاء سياسي جهوي من قبل الأطراف المتحاربة، وهو إذن لن يرفع عن كاهلها التمييز والذل الممنهج، ولن يوقف حرباً.. بل أكثر من ذلك يؤكد على فداحة العقل الذكوري الراهن، في عدم الثقة في ان النساء جديرات بصنع السلام، وفاعلات في حل النزاعات، كما هن فاعلات في صناعة التغيير، وأنهن لسن بديكور او اعلان سياسي، بل هن صاحبات الوجعة، يقع عليهن عبء الحروب، والانتهاكات من قبل الدعم السريع، وكذلك من قبل الجيش وميليشياته، من المستنفرين، والجهاديين.. اما جنوح المدافعين والمهاجمين واندلاق حبرهم، في ان طرفي القتال لا يتساويان! ومعركة الانحيازيات البئيسة، فهو لا يحدث فارقا يذكر في وطن تطهي فيه النساء أوراق الشجر حتى لا يموت صغارهن من الجوع والمسغبة.
فهلا افقتم من سبات الاماني، والانحيازات الحزبية الضيقة، ووراثة الشحناء المدنية، لتوقفوا حرباً قد تتطاول لسنوات! وحتى ذلك الحين هلا أحطتم علماً بكيف تصنع بهن الحرب؟ لا سبيل للحصر، ولكن ستجدون تلك الاخوات الثلاث في ود مدني السني اللائي لا يرفعن صوتهن في النهار الا همساً، حتي لا يعرف دعامة الارتكاز امام منزلهن ان هنالك نسوة شابات، فهن يخشين حين يغيب وعي هؤلاء(الجنجويد) ليلاً، وهم صبية اغرار نفخهم غروراً حملهم لأسلحة فتاكة، وغلبتهم علي جيش كان يستخدمهم لصناعة الموت.
وبالتأكيد سوف تخزيكم مخاوف تلك الشابة التي نهب المستنفرون من ديارهم ما تبقي! فندهت كل الأنبياء والصالحين، بعد ان سكبت على سحنتها كل ما من سبيله ان ينفر ويصرف شر المتحرشين جنسياً بها. ولن تجدوا الشجاعة الكافية لتخيل ما الذي يمكن ان يحدث للنساء في المعتقلات من الانتهاكات، وللنازحات واللاجئات داخل سوح المدارس، والبيوت المهجورة، وماَسي من هن خارج حدود البلاد، بلا وجيع ولا داعم مالي. هل يا تري يعلم المتاجرون بقضاياهن من الداعمين لاستمرار الحرب هذا الجحيم؟ إن الذين لا يرجون ان تنطفي نيرانها، غارقين في الفساد والاتجار فيها، انها سوق تنتفخ فيه الجيوب، وتلمع فيها أسماء اللايفاتية الكذوب، الذين يوجهون سهامهم الصدئة للقوي المدنية بدلاً عن طرفي القتال.
الشاهد ان استمرار الحرب لدي الفلول هو من باب الثأر لسلطة مفقودة، وهيبة منتزعة من انهزام المشروع الإسلاموي، ولقادة الحركات المسلحة الانقلابية البرهانية من أمثال مالك عقار (انا الرجل التاني في الدولة دي) لا تعبأ بالحد من المعاناة الإنسانية، ولقد فضح امرهم بعد اتفاقية السلام، فلا هم حموا عرض أم قرون، ولا عروض نساء الهامش في مناطقهم! كما أنهم غير جديرين بفض النزاعات، ولا يهمهم إنقاذ أجيال الشباب من ويلاتها. أما الذين يتلهون بالضحك، والتصفيق من تصريحاته (لا ماشين جدة ولا ماشين جدادة)، هم تربية اخلاق المشروع الاسلاموي الكيزاني في (صرف البركاوي) و(أمريكا تحت مركوبي) و (اغتصاب الجعلي للغرابية شرف) فهي تصريحات جوفاء لن تستر عرضا، ولن تحفظ ارضا، ولن تجلب السلام.

tina.terwis@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تخوف وحذر!!

أطياف

صباح محمد الحسن

تخوف وحذر!!

طيف أول:

سلة الأحلام المفقودة

قد لاتعلن عن ميقاتا لإستعادتها

ولكنها

ستغلف الجواب بصوت الأمل!!

وتخوف جديد تضع فيه دول حلفاء لحكومة البرهان يدها على قلبها من خطر تمدد الكتائب الإسلامية، مما يجعلها تتحسس مواقفها من دعم حكومة البرهان فالمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ترى أن دعمها لموقف البرهان قد يمثل مخاطرة جديدة لكونه يمثل دعما غير مباشر لكتائب الجهاد الإسلامية المنضوية تحت مظلة النظام الإخواني في السودان، فكلما تمسكت الدول الحليفة بالحفاظ على الإطار الخارجي للمؤسسة العسكرية، وجدت أن “سوس” الكتائب الإسلامين ينخر في عظمها مما يسبب لها حرجا واضحا امام المجتمع الدولي ويتعارض مع اهدافها في مكافحة الإرهاب!!

وتواجه القيادة العسكرية ايضا حرجا من حالة الضمور على الأرض امام هذه الكتائب التي ظلت تتحدث عبر اجهزة الإعلام عن سيطرتها على المدن والمواقع وظهورها الميداني مع غياب تام لعناصر القوات المسلحة الأمر الذي يجعل حالة القلق من عملية اتساع سيطرتها تتزايد، السيطرة ليست على المواقع الجغرافية، ولكن سيطرتها على الخطاب العسكري وعلو صوتها فوق صوت القوات المسلحة مما يعني قبضتها على القرار العسكري ميدانيا

والعالم ظل يراقب هذا الخطاب الخطير سيما أن هذه القوات تعلن دائما عن إستقلاليتها وعدم حاجتها للقوات المسلحة وظلت قيادة هذه الكتائب تتعمد عملية ” الفرز” في الخطاب الإعلامي عن مايليها ومايلي المؤسسة العسكرية ، كما أنها تتحدث بإسمها وعن نفسها وليس عن الجيش.

وبالأمس غرد المصباح أبوزيد طلحة قائد كتيبة البراء قائلا ً: (استراتيجيتنا في فيلق البراء أن نعد نصف مليون مجاهد كقوة احتياطية ضاربة متى ما احتاجها الوطن تحت قيادة قواتنا المسلحة ومؤسساتنا المدنية دون أي أعباء إدارية على الدولة)!!

فالمصباح يتحدث عن نصف مليون عنصر خارج رحم القوات المسلحة ولا يقصد الدفع بهم الي الكلية الحربية للانتماء للقوات المسلحة وأن اخطر ما ذكره البراء أن ذلك سيتم دون اعباء ادارية على الدولة والسؤال على من تقع مسؤولية عبئهم الإداري، ومن الذي يتحمل ميزانية الصرف على هذه القوات وتكاليف تجنيدهم وتسليحهم، وهل الميدان العسكري موعود بعملية تغيير الطبيعة العسكرية لمؤسسة الجيش ومحو ملامح التركيبة العسكرية النظامية!!

فبما ان لا وجود للقوات المسلحة على الارض هل ستقوم كتائب البراء بإنزال نصف مليون على الميدان العسكري لمحو ملامحه المعروفة، وهل قائد كتاىب البراء يكشف عن خطته العسكرية للقضاء على الدعم السريع ام القضاء على المؤسسة العسكرية ، فالرجل لايتحدث عن قوات يتم تكوينها دعما للقوات المسلحة فالبراء يقول ” متى ما احتاجها الوطن تحت قيادة قواتنا المسلحة ومؤسساتنا المدنية سيجدها)

وهذا حديث واضح يؤكد أن ولادة وترعرع وتربية المليشيات يتكرر من جديد وتمر بمرحلة نمو واضحة تجعلها غدا تتجاوز أطوارها مما يجعلها أكبر من القوات النظامية التي ستجد نفسها عاجزه عن ترويدها !!

فهل مايشعر به الحلفاء الإقليمين الآن من خوف وتردد حسب مصادر تتحدث عن خطة جديدة تبحث كيفية التراجع عن مواقف دعم الحرب والبحث عن مخارج عبر عملية السلام، فهل هذا يعود الي ماتبثه المنظمة الإعلامية الإخوانية بصورة متكررة تقصد به وتتعمد تقديم هذه الكتائب على انها صاحبة القدح المعلى للانتصارات

فالبراء إن كان له نصف مليون و قادر على جمعهم فإن حديثه عن “متى ما احتاجتهم القوات المسلحة فهم جاهزون” هو حديث فضفاض ، فالقوات المسلحة تحتاجهم الآن لإنقاذ مواطني دارفور فاليستعد البراء بإرسالهم فورا الي الإقليم، فهل هناك حاجة اكبر من انقاذ المواطنين هناك!!

وقبل يومين فقط تحدثنا عن أن عرقلة وقف الحرب وإحلال السلام في السودان والتي تمت بالعقبة التي وُضعت أمام مؤتمر لندن لن تنجح ، وستفشل مثلما فشلت في قطع الطريق امام عجلة الثورة والتغيير ، وكذلك لم تنجح في إسناد انقلاب البرهان ، فاستقامة الأمر في العمل داخليا في تكوين جبهة مدنية عريضة لدعم جهود السلام، وكذلك تبقى الدول العربية والإقليمة خاسرة في دعمها لميدان الحرب الذي لاعلاقة للمؤسسة العسكرية به ، فطريق السلام يحافظ على المؤسسة ولكن دعم استمرار الحرب يجعل التعدي عليها من قبل الكتائب الإسلامية أشبه بالتعدي على المواطن السوداني!!.

طيف أخير:

#لا_للحرب

حسب “الشرق” فرار 500 ألف نازح من المخيم إلى الفاشر في أعقاب هجمات قوات الدعم السريع

مأساة تتجدد في حرب مازالت تستهدف المواطن السوداني ولاتحقق هدفا غير قتله وتشريده!!

الوسومأطياف البراء بن مالك الدعم السريع السودان الفاشر القوات المسلحة الكتائب الإسلامية حكومة البرهان صباح محمد الحسن

مقالات مشابهة

  • ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم
  • مختص يوضح الأسباب التي تدفع الأفراد إلى اللجوء للذكاء الاصطناعي .. فيديو
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان
  • الحرب تدخل عامها الثالث… هل سيبقى السودان موحدا؟
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • عبدالكبير عن الرعيض: مفيش رجل أعمال يتقاضى مرتب من الدولة إلا في ليبيا فقط
  • إبراهيم جابر : ستتوقف الحرب بتوقف إمداد الدعم السريع بالسلاح والمرتزقة
  • تخوف وحذر!!
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات