سودانايل:
2024-07-09@18:43:58 GMT

إعلام الدعاية الحربية

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

وجدي كامل
ليس كل ما يقال عبر اجهزة ووسائط الاعلام صحيحا ودقيقا عن مجريات واخبار الحرب، وكذلك، وبذات النسبة يمكن وصف بان كل ما يجرى في ميادين الحرب من احداث يجد طريقه الى الاعلام صافيا، او دونما تشويه، او زيادة او نقصان.
فما بين الحقيقة والاخبار الزائفة في هذا الفضاء المرعب بالجرائم، والقتل خارج نطاق القانون، حبل رفيع، وخيط واهن، يمكن ان ينقطع في اي لحظة فتتحول الحقيقة الى خبر كاذب، والخبر الكاذب الى حقيقة فيصبح الضحية في الحالتين هو الرأي العام الذي تخشاه اطراف الحرب، وتضع له ألف حساب.


غير ان وضع كل ذلك الحساب لا يمنع الفاعلين في الحرب من استهداف الرأي العام بكافة استراتيجيات التشتيت، والتشويه، والعنف . فالمحرك الفعلي والحيوي في الحروب، على تنوعها، هي المصالح التي تجعل من الاعلام لسانا لها، وناطقا رسميا باسمها، دون ان يمت بالضرورة بصلة للوقائع والاحداث في سيولتها وسخونتها، او ذكر الحقيقة، بالقدر الذي يهتم فيه بتقسيم الرأي العام وطحنه وتدميره بالاكاذيب دون رحمة.
هذه الحرب الدائرة حاليا بالسودان، ورغم المعرفة المتوفرة عنها، وعن فاعليها، واطرافها، ومآسيها، الا إنها تخبئ الكثير من التفاصيل بسبب غياب الاعلام المحايد المستقل.
ان الطرفين المتصارعين لا يسمحان لاعلام محايد مستقل بتغطية وتصوير ما جرى ويجرى على الواقع، وبذا فان اغلب ما يصل عن مجريات الفظائع يتم (وبالاضافة الى العسكريين من الطرفين) بواسطة صحافة المواطن المتمثلة في تغريدته بتويتر، او منشوره على الفيس، او تصويره الحى من ارض المعركة، او تسجيله الصوتي بالواتساب اثناء وقوع الحدث او بعده. وبين هذه البلاغات او الاخبار تضيع وتختفي الاخبار الاخرى التي ليس بوسع احد نقلها او توثيقها، مما يؤجل كشف الحقيقة ويحيل امرها الى مهام البحث في المستقبل.
ومما يتأكد يوما بعد يوم، وبعد استطالة امد هذه الحرب المعقدة، وتجاوزها العام ان المستقبل في الكثير من الوقائع، وبما تنطوي عليه من الخسارات المادية والبشرية، والمواردية سيكون جهة الاعراب، والاصدار للنسخة الاصيلة للحقيقة. اننا كمتابعين ومراقبين للأحداث الجسيمة في ظروف كظروف الحرب كمثل من يسمع و يرى بالعين المجردة قصفا مدفعيا لمنطقة بعيدة ولا يتمكن من الجزم بغير حدوث اندلاع لحريق وتصاعد لدخان دون معرفة دقيقة بتفاصيل الخسائر التي نجمت ومنها ما لن نتمكن من البت في هويته الا بعد بحث وسؤال لن يتوفر وبكل الاحوال في الزمن الاني للقصف. و هكذا هى الاف من الارواح التي قضت، والاشجار، والمكتبات والمقتنيات والتذكارات والجدران والتفاصيل العزيزة التي فقدناها.
وريثما نصل الى تلك المرحلة من التثبت في المعرفة سيتمكن الاعلام المتواطئ من خداع الرأي العام بواحدة من اثنتين تقول احداهما بان ما وقع من قصف ادى الى وفاة شخص واحد او اثنين فقط. اما الثانية فغالبا ما تتخذ الخبر المضاد الذي سيقول بانه كبد العدو العشرات، او المئات من الجنود، مع تدمير كامل للمعدات. وهنا، وبلا شك سوف تتورط التغطية وتنحاز المعلومات باتصال مع اغراض الاعلام الحربي، والترويج لصالح طرف من الاطراف دون ايلاء العناية الكافية للحقيقة التي ستصبح في انتظار طرف ثالث من المؤمل ان يحضر لتقديم شهادته فيما بعد، مبينا هويته كصحافة، او اعلام استقصائي، او نشاط مستقبلي لعلم التاريخ. الناس في قواعد وقيادات الراى العام، ووفق المنتجات الاعلامية لهذه الحرب اللعينة، وبحسن ظنهم بمصادر الاخبار ينقسمون بنحو بات يشكل موادا اضافية حارقة ومدمرة لبعضهم البعض بما يمكن من وصفهم بضحايا الآلات والدعاية الاعلامية النشطة، بسبب التواطؤ القائم بينهم وبينها بما حمله استعدادهم لتقبل الاكاذيب والخديعة، وعدم معالجتهم للانباء بالاستقلالية، بالتفكير والوعى النقدي المطلوب في احوال وقرائن مثل هذه من جنون المصالح

wagdik@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الرأی العام

إقرأ أيضاً:

نسب اقبال الضعيفة للتسجيل بالانتخابات البلدية.. الشعاب: الدعاية تحتاج لميزانيات ضخمة ونحن نتحرك وفق المتاح

ليبيا – قال عضو المفوضية العليا للإنتخابات عبد الحكيم الشعاب إن المفوضية تتابع احصائية سجل الناخبين وترغب بزيادة العدد عما هو موجود حالياً ومطالب حتى من الناخبين ومؤسسات المجتمع المدني من خلال الاجتماعات لتمديد عملية تسجيل الناخبين لذلك صدر بيان بتمديدها لـ 13 من هذا الشهر.

الشعاب اعتقد خلال تصريح لقناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا السبت وتابعته صحيفة المرصد أن المسافة البعيدة التي خلقها السياسيين والمسؤولين ما بين المواطنين والدولة هي المشكلة، معتبراً أن الانتخابات البلدية مهمة لأن المجلس البلدي مفروض يعمل على مساعدة المواطن وتوفير الخدمات وتقريب المصلحة له.

وأشار إلى أن مصلحته اختيار المجلس البلدي الذي يمثله وانخفاض التسجيل ربما تكون عدم اهتمام المؤسسات الاخرى الشريكة بالعملية الانتخابية كوزارة الثقافة ووزارة الحكم المحلي غائب، مؤكداً أن المفوضية تعمل بخطة وميزانية محددة.

وتابع “لدينا 60 بلدية فيها نشاط كبير وتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني ووزارة الشباب من خلال القنوات الفضائية ومضات تبث وورش عمل في البلديات تقام نحاول تكثيف الجهد لكن الدعاية تحتاج لميزانيات ضخمة ونحن نتحرك وفق ما هو متاح عندنا من ميزانيات”.

واستبعد في الختام التمديد أكثر لأن هناك مراحل أخرى مهمة تأخذ وقت.

مقالات مشابهة

  • «إعلام التطبيع».. والحرب على غزة
  • ردود شافية.. رئيس الوزراء يجيب عن عددٍ من القضايا تشغل الرأي العام
  • تفاصيل المؤتمر الصحفي لـ رئيس الوزراء.. مدبولي يناقش مختلف القضايا والملفات التي تشغل الرأي العام.. ويؤكد: كل وزير له مستهدفات واضحة في برنامج الحكومة
  • إعلام عبري: نتنياهو صادق سرا على انضمام بن غفير لمجلس الحرب
  • أقرع: يمكن قياس الحجم المهول للكذب في السياسة السودانية بأن (..)
  • من العاصمة عدن.. رسائل عسكرية لوزير الدفاع محسن الداعري وتدشين المرحلة الثانية من العام التدريبي 2024
  • إعلام العدو: دوي صفارات الإنذار في نهاريا يرتفع إلى 500%
  • نسب اقبال الضعيفة للتسجيل بالانتخابات البلدية.. الشعاب: الدعاية تحتاج لميزانيات ضخمة ونحن نتحرك وفق المتاح
  • "القومى للمرأة" يكرم  طلاب وطالبات الجامعات المشاركين فى رصد الأعمال الفنية رمضان الماضي
  • عفت السادات للحكومة الجديدة: أزمة الكهرباء بسبب عدم مصارحة الرأي العام بالمشكلة(فيديو)