حضور كبير في عرض وندوة الفيلم السوداني "وداعا جوليا" بمركز الثقافة السينمائية
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
شهد مركز الثقافة السينمائية ٣٦ ش شريف التابع للمركز القومى للسينما برئاسة مدير التصوير د.حسين بكر مشاركة كبيرة بالامسية السينمائية التي عرض فيها الفيلم السوداني" وداعا جوليا" Good bye Jolia، والذي ينتمي إلي نوعية الأفلام الروائية الطويلة انتاج ٢٠٢٣ . من تأليف وإخراج محمد كردفاني تمثيل إيمان يوسف سيران رياك جير دواني نزار جمعة مصطفى أيمن خليفة توزيع شركة مادسلوشن ويعتبر الفيلم دعوة للتصالح كما يلقي الضوء على العوامل والاسباب التي أدت إلى انفصال جنوب السودان، وماحدث من ويلات الحرب.
وعقب العرض أقيمت ندوة أدارتها الأستاذة الدكتورة رانيا يحيي عميد المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون ناقشت خلالها صناع الفيلم وتحدثت عن تجربتهم و الصعوبات التي واجهتهم أثناء العمل وتصوير الفيلم .
وقد قام د.حسين بكر رئيس المركز القومي للسينما بتسليم شهادات التقدير لكلا من الأستاذة الدكتورة رانيا يحيي ونزار جمعة و إيمان يوسف والمونتيرة هبة عثمان . وذلك في تقليد إعتاد عليه مركز الثقافة السينمائية.
يذكر ان الفيلم حصل علي الكثير من الجوائز الدولية منهاجائزة الحرية، قسم نظرة ما، مهرجان كان السينمائي
جائزة روجر إيبرت، مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي
أفضل فيلم، مهرجان بلفاست السينمائي
أفضل مخرج في فيلم روائي طويل لأول مرة، مهرجان قبرص السينمائي الدولي
جائزة أفضل ممثلة رئيسية، مهرجان قبرص السينمائي الدولي
جائزة أفضل ممثلة، مهرجان الفيلم الإسلامي الدولي
جائزة التميز، مهرجان الفيلم الإسلامي الدولي
جائزة الجمهور، موسترا دي السينما العربية
جائزة الجمهور، مهرجان ليدز السينمائي الدولي
جائزة الجمهور وتنويه خاص ولجنة تحكيم الشباب من مهرجان طركونة السينمائي الدولي
جائزة الجمهور للسينما من أجل الإنسانية، مهرجان الجونة السينمائي الدولي
أفضل فيلم روائي طويل، مهرجان أفريكاميرا السينمائي
أفضل فيلم روائي طويل، مهرجان الأقصر السينمائي
أفضل فيلم روائي طويل، مهرجان بغداد السينمائي
جائزة التوزيع، وجائزة النقاد، وجائزة الجمهور، مهرجان إيبيزا السينمائي الدولي
جائزة الأفق الذهبي، مهرجان هوليوود للسينما العربية
جائزة أفضل كاتب سيناريو وتنويه خاص لسيران رياك، مهرجان مالمو للسينما العربية
جائزة الجمهور، مهرجان أفريقيا السينمائي .
يشرف علي الفعاليات الكاتبة أمل عبد المجيد مدير عام مركز الثقافة السينمائية ٣٦ ش شريف. .
جدير بالذكر ان العروض التي تقام جميعها مجانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفيلم السوداني وداعا جوليا مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي أكاديمية الفنون المعهد العالي للنقد الفني رئيس المركز القومي للسينما الثقافة السينمائية مهرجان كان السينمائي السينمائي الدولي الثقافة السینمائیة فیلم روائی طویل
إقرأ أيضاً:
الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!
الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن! لحظة صراحة قاسية مع النفس والي البطولة المزعومة
في أرضٍ تُقاس فيها الفحولة بعدد الطلقات، والنضال بعدد اللايكات، يتكرر المشهد نفسه: رجال يتحدثون عن "تحرير الوطن"، بينما النساء يحررن الحياة من ركام الخراب. في السودان، البطولة ليست مجرد شجاعة، بل استعراض ذكوري تتراقص فيه البنادق، بينما تواصل النساء رقصة البقاء على الهامش، حاملاتٍ ما تبقى من البلاد فوق أكتافهن المتعبة.
"الشهيد… صورة فوتوشوب ثورية!"
لا شك أننا جميعًا تأثرنا بصور الشهداء التي تنتشر كالنار في الهشيم: وجوه مضاءة، ابتسامات خجولة، وكأنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم ليتحولوا إلى أيقونات رقمية! لكن، هل تساءل أحد عن الأمهات اللواتي حملنَ هؤلاء الأبطال؟ عن النساء اللواتي دفعنَ الثمن قبل الرصاص وبعده؟ لا أحد يكتب عنهن، فالتاريخ – كما العادة – يهوى الأبطال، لكنه يتجاهل من صنعوهم!
"النساء… مقاومة خلف الكواليس"
بينما يعتلي الرجال المنصات الثورية، ويخطبون عن التضحية والنضال، تعمل النساء بصمت يُشبه المعجزة: يطهون طعامًا من لا شيء، يهربن الأطفال من الموت، ويحملن الوطن على ظهورهن دون أن ينتظرن تصفيقًا. لكن لا بأس، فالنضال كما يخبرنا "المنظرون"، هو فقط لمن يحملون السلاح، أما من يحملون الحياة… فهم مجرد تفاصيل!
"المجتمع الذي لا يكفّ عن معاقبة النساء"
إن نجت المرأة من الحرب، وجدت نفسها في معركة أخرى، حيث يتحول جسدها إلى محكمة، وشرفها إلى تهمة، وخياراتها إلى خيانة للأعراف. إن قاومت، اتُّهمت بالتمرد. إن سكتت، صارت مجرّد ضحية أخرى في أرشيف الظلم السوداني الممتلئ عن آخره.
"اغتصابٌ على هامش الحرب: سلاح الجبناء!"
عندما يعجز الذكور عن النصر، يقررون أن يجعلوا أجساد النساء ساحة للمعركة. في السودان، كما في كل حرب خاسرة، يُستخدم الاغتصاب كسلاح لإذلال المجتمعات، وكأن المرأة ليست سوى مرآة لشرف الرجل. المضحك المبكي أن ذات المجتمع الذي يبكي على "العار"، لا يبكي على النساء أنفسهن، بل على اسمه الذي تلطخ!
"الحركة النسوية؟ لنترك الرجال يقررون!"
ما إن تجرؤ امرأة على المطالبة بحقها، حتى يتزاحم حولها الرجال، كلٌّ بطريقته: "المناضل التقدمي" يخبرها أنه سيتحدث نيابة عنها، و"التقليدي المحافظ" يأمرها أن تعود للمطبخ. وبين هذا وذاك، تُواصل النساء نضالهن الحقيقي، بينما يمضي الرجال في صراعاتهم حول "من الذي يفهم المرأة أكثر!"
"الكرن: حين ترقص الأرض وترتعد الذكورة!"
في حفلات الكرن، حيث تتحدث الأجساد بلغة الأرض، تبدو النساء أكثر حريةً من أي وقت. لكن، ما إن ينتهي الاحتفال، حتى يعود الرجال إلى لعبتهم الأزلية: "من الأكثر فحولة؟". ربما لو أدركوا أن القوة ليست في البندقية، بل في الأرحام التي تُنجب الأبطال وتدفن الجبناء، لاختلفت معايير البطولة لديهم!
"هل الحرب حكر على من يطلق النار؟"
عندما يُقال إن الرجال "يحاربون"، فهم يفعلون ذلك بحمل البنادق، بينما النساء يحاربن باللحم والدم والدموع. في البيوت، في الأسواق، في المعسكرات، في الطرقات التي صارت أفخاخًا للأجساد الهشة. ومع ذلك، لا تُمنح المرأة صكوك البطولة، فهي مجرد "مرافقة"، مجرد ظلٍّ للحدث، مجرد تفصيلة ثانوية في رواية الرجال.
"أيها الرجال، تخيلوا يومًا بلا امرأة سودانية!"
تخيلوا صباحًا بلا أم تجهّز لكم الطعام رغم أنها لم تتذوق شيئًا.
تخيلوا شارعًا بلا امرأة تبيع الشاي، بلا أرملة تحفر في الأرض لتُخرج لأطفالها وجبة اليوم.
تخيلوا بيتًا بلا جدة تحكي الحكايات، بلا أخت تقف في صفوف الرغيف، بلا فتاةٍ تحمل حقيبة المدرسة رغم القهر.
تخيلوا وطنًا بلا امرأةٍ تشدّ الجراح وتجمع الحطام وتحوّل الخوف إلى أغنية صمود.
"خاتمة: متى تصبح المرأة مواطنة كاملة؟"
ربما عندما يكف الرجال عن اعتبارها مجرّد مرحلة انتقالية في نضالاتهم.
ربما عندما تُذكر النساء في كتب التاريخ كقائدات، وليس كمجرّد شهيدات وأمهات شهداء.
ربما عندما يُنظر إلى وجودها ليس كترف، بل كأساسٍ لوجود الوطن نفسه.
وحتى يحين ذلك اليوم، ستظل المرأة السودانية تحارب بصمت… بينما يستمر الرجال في صناعة الحروب والقصائد عن أنفسهم.
أنها لحظة صراحة قاسية مع النفس والي البطولة المزعمة أيضا.
zuhair.osman@aol.com