115 عملاً خطيّاً تزيّن بيوت الخطاطين في افتتاح “إبداعات كتاتيب”
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
افتتح الاستاذ محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، الدورة السابعة من معرض “إبداعيات كتاتيب” الشامل لمناطق الشارقة، والشرقية والوسطى، وذلك في بيوت الخطاطين في ساحة الخط في قلب الشارقة، بحضور عدد كبير من المشاركين والاساتذة ومشرفي الدورة، ومحبي الخط العربي.
ويأتي المعرض ضمن رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات سموّه بما يحقق الاهتمام في الخط العربي من مساحة مهمة في مجمل المشروع الثقافي الذي تعزز أصالته رؤية سموّه الثقافية والفنية.
ضمّت الدورة السابعة 115 عملاً خطياً تنوعت في الخطوط المدرجة في منهجية عمل المعرض، وهي: الرقعة، والنسخ، والديواني، كما ضمت أعمالاً في الزخرفة والتذهيب، والخط الرقمي، لأكثر من 100 مشارك ومشاركة من منتسبي برنامج كتاتيب من مختلف الفئات العمرية، في الجامعة القاسمية، ومساجد الشارقة، ومنتسبات جمعية الاتحاد النسائية بالإمارة، فضلاً عن منتسبين من ثلاث مدارس من مناطق الشرقية والوسطى، والشارقة، إضافة إلى مشاركين من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية.
وشكّلت اللوحات طاقة خطية جمالية زيّنت جدران القاعات، وعكست ثقافة بصرية لافتة لما فيها من انسياب في خطوط متنوعة مثل الرقعة، والنسخ، الديواني، والثلث، والكوفي، انطلقت من مواهب متعددة برؤى متنوعة لأعمال حملت نصوصاً قرآنية وأدعية وعبارات إرشادية.
وتجوّل محمد القصير والحضور في أروقة المعرض، واستمعوا إلى شروحات الطلاب والطالبات المشاركين، ومشرفي الدورة من أساتذة ومختصين في مجال الخط العربي.
وأكّد القصير أن صاحب السمو حاكم الشارقة جعل من الشارقة ورشة إبداع مفتوحة على فنون الخط العربي بأنواعه المتعددة، مشيراً إلى أن مراكز الخط العربي تعمل بجهد يومي على استخلاص المواهب، مبرزاً أن المعرض السنوي لبرنامج “كتاتيب” فتح المجال أمام العديد من المواهب، لتضع بصمتها الفنية في هذه الفنون الأصيلة.
وخلال الجولة، أشار عدد من الاساتذة إلى أن الخط العربي يحتاج إلى جهد كبير، وعمل دؤوب على التدريب للوصول، في هذا الفن الأصيل، لهذه المستويات التي تشارك في المعرض.
وأوضح الاساتذة أن المعرض يضم خطوطاً متنوعة بحسب مرحلة التعلم، وأشار هؤلاء إلى أن الطالب يحتاج في البداية إلى معرفة مفاتيح الخطوط كخط الرقعة، ثم خط الديواني، فالنسخ، إلى أن يتعلم الخطوط التالية ذكرها كالثلث، والديواني الجلي، والنستعليق.
يذكر أن برنامج “كتاتيب” يستقبل أطفالاً بأعمار صغيرة، وجزءا كبيرا من الطلاب والطالبات لا يكون لديهم دراية في الخط العربي، لذلك يبدأ معهم البرنامج من نقطة البداية.
وتوسّع البرنامج بحيث لم يقتصر على وجوده في المساجد، بل، يتواجد حالياً في الجامعة القاسمية، وجمعية الاتحاد النسائية في الشارقة، ولهن مشاركات في هذا المعرض، إضافة إلى منطقتي الشرقية والوسطى التي تشهد إقبالاً كبيراً.
وجرى الإعلان عن برنامج “كتاتيب” تزامناً مع تتويج الشارقة عاصمة عالمية للثقافة الإسلامية في العام 2014، فيما انطلق طليعة العام 2015، وتواصلت دوراته على مدى تلك السنين بألق وعطاء لم يتغيرا، وتمكّن البرنامج، من تعليم مئات المشاركين والمشاركات، وكان من اللافت انتساب سيدات وأبنائهم، تعلّموا الخط العربي واتقنوه ببراعة لافتة.
ويؤكد البرنامج على الدور التنويري في نشر الثقافة العربية الإسلامية والحفاظ عليها، ومن ضمنها ثقافة الخط العربي.
“مسابقة المعرض”
سلّم محمد القصير الفائزين في الدورة الثالثة من المسابقة السنوية للمعرض شهادات تقديرية تكريماً لجهودهم الإبداعية، وقد شملت مشاركة 34 متسابقاً من الذكور، و17 متسابقة من السيدات، ليفوز عن فئة الرجال 14 طالباً منهم 4 طلاب للفئات الناشئة، فيما حصدت السيدات 10 جوائز.
وما يشار إليه أن عددا من الفائزين هم من غير الناطقين باللغة العربية، يمثلون العدديد من الدول، مثل: الفلبين، وبنغلاديش، والهند، وطاجيكستان، والاتحاد الروسي، وغيرها من الدول.
شملت المسابقة، في برنامج كتاتيب التابع لإدارة الشؤون الثقافية، كافة المنتسبين سواء في المساجد والجهات المجتمعية والأكاديمية مثل الجمعية الاتحاد النسائية بالشارقة والجامعة القاسمية.
تم اختيار النصوص الاختبارية بعناية في كلٍّ من الخطوط التالية: الرقعة – الديواني – النسخ، بحيث يكون المقطع النصي جامعا للحروف، مع مراعاة التنوع في الاتصال بين الأحرف والعلاقات الجمالية بين الكلمات، ويشار إلى أن مدة المسابقة محددة بساعة زمنية لاختبار مقدرة المشارك ضمن حيز الوقت المسموح.
وتأتي المسابقة استمراراً لتشجع منتسبي برنامج “كتاتيب”، وتهدف إلى إبراز دور الاستاذ في المهارة التعليمية قياسا بمدة انتساب المشارك والتدريبات وتحفيز إمكانيات الطالب وصقلها.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
“الجينوم الإماراتي” .. إنجازات نوعية وريادة عالمية
“الجينوم الإماراتي” .. إنجازات نوعية وريادة عالمية
الإنسان وجودة حياته، ومضاعفة ما ينعم به من سعادة ورفاهية، أولوية دائمة في نهج القيادة الرشيدة، وجوهر استراتيجياتها الهادفة لكل ما فيه صالح أفراد المجتمع، ومنها الخاص بالصحة العامة، كما أكد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خلال ترؤس سموه اجتماع مجلس الإمارات للجينوم، مبيناً سموه “حرص القيادة الرشيدة على مواصلة الارتقاء بصحة وجودة حياة أفراد المجتمع”، ومنوهاً بـ”أهمية جهود البحوث والتطوير في مجالات الطب الدقيق، والرعاية الوقائية، وتحسين وتعزيز العمر الصحي، وإسهامات هذه الجهود النوعية في تحقيق نتائج ملموسة ومستدامة في رفع مستوى الصحة العامة”، ومشيداً سموه بكافة الجهود التي تسهم في تعزيز مكانة الإمارات في صدارة الدول الرائدة في مجال بحوث الجينوم وتطبيقاتها العملية.. وذلك خلال الاجتماع الذي اعتمد فيه سموه حزمة برامج جديدة للفحص الجيني، والاطلاع على نتائج دراسة الجينوم الإماراتي المرجعي “التيلومير إلى التيلومير” (T2T)، بهدف سد فجوات مهمة في البيانات الجينومية، وتوفير مصدر مرجعي شامل يدعم أبحاث الطب الدقيق، وتعزيز إجراء مقارنات دقيقة مع المراجع الجينومية العالمية، لتطوير الأبحاث المتخصصة في الأمراض، وعلم الجينوم الدوائي، إلى جانب تطوير حلول علاجية تُلبي الاحتياجات الصحية الخاصة بالمجتمع الإماراتي، وكذلك مستجدات برنامج الاختبار الجيني الشامل للمقبلين على الزواج الذي تم إطلاقه وتنفيذه على المستوى الوطني اعتباراً من الأول من يناير 2025، وبرنامج الجينوم الإماراتي، الذي نجح في جمع أكثر من 700 ألف عينة جينية من مواطني الدولة، محققاً تقدماً ملحوظاً نحو هدفه الاستراتيجي بالوصول إلى مليون عينة.
البرامج العلمية المتقدمة والأبحاث النوعية في الإمارات تستوفي أرقى المعايير وتهدف إلى مضاعفة الخدمات المقدمة استناداً إلى ما توفره من بيانات، ومنها حزمة البرامج الجديدة للفحص الجيني التي اعتمدها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، بهدف توسيع الاستفادة من البيانات الجينومية وتسريع تبنّي خدمات الرعاية الصحية الشخصية القائمة على الجينوم في الإمارات، وتتضمن برنامج الفحوص الجينية للأطفال حديثي الولادة للكشف المبكر عن الاضطرابات الوراثية القابلة للعلاج لدى الرُضّع، من خلال تقييم 733 جيناً مرتبطاً بأكثر من 800 حالة وراثية، وتشمل الحزمة برنامج الفحوص الجينية الإضافية للبالغين المشاركين في برنامج الجينوم الإماراتي، لتحديد الحالات الوراثية التي يمكن تشخيصها والتعامل معها مبكراً، من خلال تقييم 94 جيناً مرتبطاً بأكثر من 50 حالة وراثية، كما تضم برامجاً مخصصة للخصوبة، تشمل تقييم 186 جيناً مرتبطاً بأكثر من 130 حالة وراثية، وتقديم حلول علاجية وتوصيات طبية.
نقلات كبرى يتم تحقيقها في القطاع الصحي الإماراتي والأبحاث النوعية المتقدمة فيه، بفعل التطور العلمي الهائل والقدرة على وضع البرامج النوعية والاستباقية التي تضمن حماية صحة أفراد المجتمع واستدامة ترسيخ مكانة الدولة الرائدة عالمياَ.