هل تراهن القوات مجددا على الكسب الشعبي؟
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
منذ انسحاب وزراء "القوات اللبنانية" من حكومة الرئيس سعد الحريري بعد احداث 17 تشرين، راهنت معراب على الوقوف في موقع المعارضة ورفع خطاب تصعيدي ضد القوى السياسية الموجودة في الحكومة والسلطة عموما والهدف من ذلك كان تعزيز واقعها الشعبي في الشارع المسيحي وانتظار الانتخابات النيابية في ذلك الحين للفوز بكتلة نيابية كبرى تجعلها اقدر على التفاوض مع خصومها عندما تحين لحظة الحل في لبنان.
شكك خصوم "القوات" في قدرتها على تحقيق نقلة شعبية كبرى بسبب خطابها المعارض،على اعتبار أن الانقسام في الشارع المسيحي عميق والانتقال من ضفة الى اخرى من قبل الافراد او التكتلات الشعبية يصبح صعبا، لكن ما حصل كان صادما، اذ تمكنت معراب من التقدم شعبيا في اكثر من منطقة وقضاء ودائرة انتخابية وفازت بكتلة نيابية وازنة، الا ان التطورات السياسية في لبنان ادت الى فشل "القوات" بالدخول الى السلطة، ما دفعها الى الاستثمار اكثر بالخطاب المعارض.
باتت "القوات" اليوم عالقة في ازمة اعلامية وسياسية، فقد ابتعدت كثيرا في معارضة السلطة "واحزابها" ولم يعد في إمكانها بسهولة اعادة التموضع السياسي امام بيئتها وجمهورها وبيئتها الحاضنة، وعليه قد تكون المكاسب التي ستحصل عليها معراب اقل من الخسائر التي ستتكبدها في حال وافقت على مشاركة خصومها في السلطة، اذ ان الشارع المسيحي بعكس شوارع اخرى في لبنان يتمتع بحيوية كبيرة ويمكن ان تصيب التحولات الايجابية والسلبية هذه القوة او ذاك التيار.
بعض الاوساط القريبة من"قوى الرابع عشر من اذار" تقول بأن "القوات اللبنانية" قد تجد صعوبة في الدخول في اي تسوية لاسباب مصلحية او مبدئية، وهذا سيدفعها الى الاستثمار مجددا بالخطاب المعارض، والبقاء في مواجهة السلطة والحكومة، وتاليا في مواجهة "حزب الله" الثابت الاكبر داخل المؤسسات خصوصا في حال عقد تسوية مع الاميركيين بعد المعركة المندلعة جنوبا، وعليه، في هذه الحالة ستكون معراب مرتاحة اكثر لناحية الخطاب الاعلامي.
وترى المصادر ان الرهان الفعلي لمعراب سيكون عندها على تعزيز واقعها الشعبي اكثر فأكثر للحصول على كتلة نيابية تظهر معراب بوصفها الممثل الاكبر للمسيحيين من دون منازع، في محاولة لتكرار تجربة الرئيس السابق ميشال عون في انتخابات العام 2005، وهذا سيؤدي الى فرضها شروطها اولا والى الحد من قدرة خصومها على تجاوزها لان الميثاقية ستكون عندها مرتبطة بكتلة "القوات" بشكل كبير وعليه يجب ان تمر كل الاستحقاقات الدستورية عبرها.
وبحسب المصادر فإن قرارا كهذا، ومع كل التحولات التي يمكن ان تحصل في لبنان والمنطقة، سيكون مخاطرة غير محسوبة، اذ لا يمكن الرهان في السياسة على المدى الطويل في ظل وجود تنافس فعلي بين القوى السياسية المسيحية، فهل تكرر "القوات" اخطاء بداية التسعينيات؟ ام انها ستكون اكثر ليونة وستتعامل بهدوء وواقعية مع المرحلة المقبلة الحافلة بالتسويات المرتقبة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
اعلام القوات: بعد خراب البصرة يطالبون السياديين بالتحرُّك
صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، البيان الآتي:
"انتقل بعض المسؤولين في "حزب الله" في الآونة الأخيرة إلى نغمة جديدة بعد نغمة توازن الردع التي سقطت وأسقطت معها لبنان، ومفادها ان الفريق السيادي في لبنان لا يحرِّك ساكنا حيال التمادي الإسرائيلي في الجنوب.
يهم "القوات اللبنانية" ان تذكِّر جميع هذه الأصوات ان الشريحة الأكبر من اللبنانيين ومن ضمنها الشريحة السيادية وبشكل خاص "القوات اللبنانية" حذروا مرارا وتكرارا من الانعكاسات السلبية إن لوضع اليد على قرار الحرب، أو توريط لبنان في الحروب، أو عدم تطبيق الدستور والقرارات الدولية، وطالبوا بتطبيق القرار 1701 الذي لم يطبّق منذ إقراره، وعقدت "القوات" مؤتمرا بهذا الخصوص، ولو تمّ الالتزام بتوصيات هذا المؤتمر لتوقفت الحرب وما توسعّت، ولكن ضرورات "حزب الله" الإيرانية حالت، ويا للأسف، دون تجنيب اللبنانيين الموت والكوارث". اضاف البيان: "بعد خراب البصرة يطالبون السياديين بالتحرُّك، ويصمّون آذانهم لمطالبة هؤلاء السياديين بوجود دولة فعلية في لبنان تُمسك وحدها بقرار الحرب، ويُحصر السلاح بمؤسساتها، فيما الطريق الوحيد الذي يحمي لبنان واللبنانيين هو طريق الدولة والمؤسسات، والخروج عن خط الدولة نتائجه معروفة: موت ودمار وتهجير وخراب وويلات".
وختم: "إن الطريقة الوحيدة لإنقاذ ما تبقى تكمن في وقف التذاكي، وتطبيق الترتيبات التي أقرتها الحكومة في 27 تشرين الثاني الماضي، وتسليم السلاح غير الشرعي، وحصر القرار العسكري والأمني بيد الجيش والقوى الأمنية، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية سيادي وإصلاحي يعيد الاعتبار للجمهورية اللبنانية الحرة والمستقلة والسيدة والمزدهرة والمستقرة، وذلك من أجل ان يحظى لبنان من جديد باحترام الدول الغربية والعربية، وهذه هي الطريقة الوحيدة لانتشال البلد من حيث أوصلتموه.