دعموش من تبنين: جبهة الجنوب مستمرة وأميركا تتحمل مسؤولية مجازر غزة
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيدين على طريق القدس حسين نبيه فواز وبلال أمين مراد في حسينية بلدة تبنين الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء، على أن "جبهتنا في الجنوب مستمرة إسنادا لغزة، ولن تتوقف مهما بلغت التضحيات قبل توقف العدوان"، مؤكداً أن "المقاومة تحقق إنجازات في هذه الجبهة، وتكرس فيها المعادلات، وهي أدت الى تهجير أكثر من تسعين ألف مستوطن من شمال فلسطين المحتلة، وعطلت الحياة والمصالح والمصانع في هذه المنطقة، وكبدت ولا تزال تكبد العدو خسائر كبيرة".
واعتبر أن "الانجازات والنتائج التي حققتها هذه الجبهة كبيرة ونوعية، وأربكت العدو وأدخلته من خلال عملياتها وصواريخها ومسيراتها في حرب استنزاف حقيقية، وهشّمت صورته، وأضعفت جيشه، وفجرت أزمة كبيرة بوجهه في الداخل الاسرائيلي، بين مستوطني الشمال وحكومة العدو، حتى أصبح الحديث اليوم في الاعلام الاسرائيلي أن اسرائيل خسرت الشمال، وأن الشمال أصبح تحت رحمة حزب الله".
ورأى أن "ما تُحقّقه المقاومة من إنجازات على هذه الجبهة هو أكبر بكثير ممّا يعترف به العدو، والضغوط التي تمارس على لبنان لإيقاف هذه الجبهة هي دليل على مدى تأثير هذه الجبهة على العدو، وحجم الخسائر التي يتكبدها فيها".
أضاف: "صحيح أننا نقدم شهداء أعزاء وتضحيات وأن كلفة المعركة البشرية والمادية التي ندفعها مؤلمة، ولكنها بالمقارنة مع حجم المواجهة وأبعادها ونتائجها هي طبيعية وعلينا أن نتحمّلها، ونحن ومجتمعنا وأهلنا أهل المقاومة الشرفاء وعوائل الشهداء الشريفة نتحملها بالفعل من موقع الوعي بطبيعة هذه المعركة وأهميتها وأبعادها".
وأكد أن "تمادي العدو في العدوان على قرانا وبلداتنا واستهداف المدنيين وارتكاب الجرائم وقصف البلدات وتدمير البيوت، لن يخرج العدو من المأزق الذي يتخبط فيه، ولن يعوض عجزه وفشله في تحقيق غاياته، ولن يعيد المستوطنين إلى المستوطنات، كما لن يوقف هذه الجبهة المساندة لغزة أو يغيّر من مواقف المقاومة".
وأشار إلى أن "العدو الإسرائيلي المأزوم في لبنان هو في عمق الأزمة في غزة، لأن غزة بفعل ثبات وصلابة المقاومة فيها، تؤكد كل يوم عجز العدو وفشله في الميدان، وهو يحاول الهروب من فشله باستهداف المدنيين وارتكاب المزيد من التدمير والمجازر، وليس آخرها المجازر الوحشية التي ارتكبها قبل يومين بحق الأبرياء في مخيمات النازحين في رفح، وذهب ضحيتها عشرات الشهداء معظمهم من النساء والأطفال".
واعتبر "أن من يتحمل مسؤولية هذه المجازر بالدرجة الأولى هو الإدارة الأمريكية، لأن هذه المجازر ترتكب بقنابل وصواريخ أميركية، وبغطاء أميركي، وأميركا شريك أساسي في كل ما يجري في غزة.
ولفت إلى أن "الإدارة الاميركية من خلال بعض المواقف المنافقة تحاول تلميع صورتها، بعدما افتضحت وانكشفت أمام الرأي العام، ولكن مهما حاولت تلميع صورتها ومخادعة الرأي العام، فإن ذلك لن ينطلي على أحد، لأن العالم كله بات يعرف أن الإدارة الأميركية هي الداعم الأول لإسرائيل في عدوانها، سياسياً وإعلامياً وعسكرياً وأمنيا، وهي التي تمول وتسلح وتؤمن الغطاء الكامل لهذا العدوان الوحشي المستمر، ولو أرادت وقف العدوان لفعلت ذلك بشحطة قلم، ولكنها لا تريد ذلك".
وختم بالقول: "كل هذه الوقائع والحقائق رسالتها واحدة، وهي أن مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحكمة الدولية والمجتمع الدولي لا تحمي بلداً ولا تحفظ شعباً ولا تؤمن كرامة لشعب، وأن من يحمي بلدنا وشعبنا وسيادتنا وكرامتنا وحريتنا في هذا العالم المتوحش المجرد من إنسانيته ومن الأخلاق والقيم، هو قوتنا ومقاومتنا ووحدتنا وشجاعتنا واستعدادنا للتضحية والطريق الذي سلكه شهداؤنا ومجاهدونا الشهداء وهو طريق المقاومة، لأن هذا العدو المتوحش لا يفهم إلاّ بمنطق القوة والمقاومة".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه الجبهة
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. عيترون الجنوبية تودع شهداءها بين ركام الحرب
جنوب لبنان- من داخل مقبرة عيترون، وقفت الحاجة أكرم منصور تحتضن صورة ابنها الشهيد حسين عواضة، الذي ظل جسده 40 يوما على الأرض قبل أن يُوارى الثرى.
بعينين مغرورقتين بالدموع وحزن ظاهر، نعت فلذة كبدها بصوت متهدج تخنقه العبرات، واستذكرت شبابه وأحلامه التي خبت قبل أوانها، ووصفته بالبطل.
وقفت الأم عاجزة أمام الوجع، وفي حديثها للجزيرة نت، لم تُخفِ الحسرة على الثمن الباهظ الذي دفعه الشباب بدمائهم، مؤكدة أن العودة إلى عيترون اليوم ما كانت لتتحقق لولا تضحيات الشهداء.
وعلى كرسيها المتحرك، تجلس خديجة السيد وتحمل في عينيها وجعا تعجز الكلمات عن وصفه، لم يكن هذا حالها دائما، لكن قذائف الاحتلال الإسرائيلي قلبت حياتها رأسا على عقب في بلدة عيترون، حيث كانت تعيش بأمان مع بناتها الخمس، قبل أن يسقط صاروخ غادر على منزلها، ويتركها بجراح لا تلتئم جسديا ولا نفسيا.
بصوت يختلط فيه الغضب بالحزن تقول للجزيرة نت "تعرضت للقصف أنا وبناتي الخمس، إسرائيل دولة عدوانية لا تستقوي إلا علينا".
لم تكن خديجة وحدها من دفع الثمن، فقد ودّعت عائلتها 5 شهداء، وفقدت إخوتها الذين سقطوا تحت نيران الاحتلال. ورغم الألم توجه رسالة لا تعرف الانكسار "وراء هؤلاء الشهداء الخمسة، هناك 50 شخصا سيأخذون بثأرهم".
بالدموع والورود، ودعت بلدة عيترون الواقعة في قضاء بنت جبيل، الجمعة، 104 شهداء وشهيدات من أبنائها في موكب جنائزي مهيب جسد فداحة الخسارة.
إعلانونقلت الجثامين من مدافن "الوديعة" إلى مقبرة جماعية خصصت لشهداء العدوان الإسرائيلي الأخير الذي أسفر عن سقوط 123 شهيدا، وهو العدد الأكبر بين بلدات وقرى الجنوب اللبناني.
ومع ساعات الصباح الأولى، جمعت الجثامين في مقام النبي ساري في عدلون حيث انطلقت قافلة الشهداء موحدة باتجاه بلدة عيترون، وخلال مرور الموكب في عدد من البلدات الجنوبية أقيمت نقاط تكريمية لتقديم التحية الأخيرة لهؤلاء الشهداء.
ووفق ما أعلنت منصة "عيترون الإعلامية" فقد بلغ عدد الشهداء 78 مقاتلا من حزب الله، إضافة إلى 45 شهيدا مدنيا، بينهم 11 طفلا و20 امرأة، فضلا عن وجود عدد من المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم بعد.
وتعد عيترون الواقعة عند الحدود الجنوبية للبنان، من أكثر البلدات اللبنانية التي دفعت ثمنا باهظا في هذا العدوان، حيث شهدت أكبر حصيلة من الشهداء مقارنة بغيرها من قرى الجنوب.
ولم يقتصر تشييع شهداء بلدة عيترون على أهلها فقط، بل توافد عليها أبناء البلدات المجاورة والبعيدة ليشاركوا في موكب تشييع مهيب، تعبيرا عن تضامنهم مع أبناء البلدة.
وفي هذا السياق، قال غسان حجازي للجزيرة نت "لا تربطنا علاقة قرابة مع الشهداء لكنهم جميعا أبناء لنا، لقد دفعنا جميعا ثمنا باهظا بالدماء من أجل العودة إلى بلداتنا الجنوبية".
وأضاف "نحن في خندق واحد، وقد واجهنا العدو الإسرائيلي بكل شجاعة، واليوم نرفع رؤوسنا بفخر واعتزاز بشهدائنا الذين قدموا أرواحهم فداء لأرضنا".
يقول رئيس بلدية عيترون الجنوبية سليم مراد "بلدة عيترون، بلدة الشهداء، قدمت أغلى التضحيات حيث بلغ عدد شهدائها نحو 123 شهيدا، ونودّع اليوم 104 منهم على طريق الحرية".
ويضيف في حديثه للجزيرة نت "نحن نودّع شهداءنا اليوم وكلنا يقين بأن خيارنا هو المقاومة، فهذه الأرض لا تنحني بفضل تضحيات أبنائها ودمائهم الطاهرة، سنزرع أجسادهم ودماءهم لتزهر انتصارا حاضرا ومستقبليا وسنحمي أرضنا بدمائنا وشموخنا".
إعلانويشير رئيس البلدية إلى أن بلدة عيترون تعرضت للقصف والدمار الشديد، مما أدى إلى تدمير البنى التحتية والمنازل والممتلكات لتصبح شاهدة على إجرام العدو.
ويوضح أن الأضرار العامة في البلدة تتراوح بين 60% و65%، إضافة إلى الانهيار الكامل للحركة الاقتصادية. ويستدرك أن الدماء التي سالت تبقى هي الأثمن".
وخلف العدوان الإسرائيلي دمارا واسعا في الأحياء القديمة، حيث توغلت الجرافات الإسرائيلية داخل البلدة، ودمرت عددا كبيرا من المنازل التاريخية التي يعود عمرها لعقود طويلة. وكانت غالبية البيوت مشيدة بحجارة صخرية صلبة تجسد تاريخ البلدة وإرثها العمراني.
وامتد الدمار ليصل ما يقارب ألف منزل من أصل آلاف المنازل المنتشرة في أرجاء البلدة، التي لا يزال جزء من محيطها محتلا حتى اليوم، ضمن 5 نقاط لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتفظ بها.