ما هو سر “البنزين المحسن” في عدن وهل تغش شركة النفط المواطنين؟
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
الجديد برس:
تواصل شركة النفط اليمنية في عدن سياسة التضليل والمغالطة للمواطنين، فتكشف فضيحة جديدة تناقضات صارخة في تصريحاتها حول جودة وسعر ما يسمى بـ “البنزين المُحسّن C5” المنتج محلياً في محافظة مأرب.
وسبق لشركة النفط في عدن أن اعترفت رسمياً برداءة جودة البنزين C5، ووصفته بـ “الرديء” في بيان رسمي عام 2023.
كما أكدت على أن سعره منخفض، حيث يتم بيعه في مأرب بـ 8 آلاف ريال للصفيحة. وتعزز وثائق رسمية صادرة عن الشركة هذا الادعاء، تُظهر طلبها لكميات من البنزين C5 من مأرب بوصفه “رديء الجودة”.
وعلى الرغم من اعترافها بجودة رديئة وسعر منخفض للبنزين C5، إلا أن شركة النفط في عدن أقدمت مؤخراً على خطوة صادمة تمثلت في توفيره في محطتي بلقيس والشيخ عثمان في عدن بسعر 1225 ريالاً للتر، أي 24500 ريال للصفيحة. يُعادل هذا السعر تقريباً سعر البنزين المستورد ذو الجودة العالية، بينما يباع البنزين C5 في مأرب بسعر 8 آلاف ريال فقط.
ويُثير السعر استغراباً، حيث إنه يعادل سعر البنزين المستورد، بينما اعترفت شركة النفط في عدن سابقاً برداءة C5 وانخفاض سعره في مأرب (8 آلاف ريال)، وهو ما يشير إلى أن إعلان الشركة، يوم الثلاثاء، عن توفّر “البنزين المُحسّن” في محطتين بعدن بسعر 1225 ريال للتر (24500 ريال للصفيحة)، جاء لشرعنة رفع السعر بشكل مُبالغ فيه دون وجه حق.
كما تُثير هذه التناقضات الشكوك حول وجود فساد مُنظّم داخل شركة النفط في عدن. فكيف يمكن تبرير بيع بنزين رديء الجودة بسعر مضاعف دون أي مبرر منطقي؟ حيث يشير ذلك إلى احتمالية قيام بعض المسؤولين في الشركة بالتلاعب بالأسعار لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب المواطنين.
فقد سبق للشركة أن اعترفت بأن هذا النوع من البنزين رخيص السعر ورديء الجودة، ما دفعها إلى منعه من الدخولِ إلى عدن، وسمحت ببيعه في محافظاتٍ أخرى بسعر 8 آلاف ريال فقط. لكن المفاجأة كانت في قيام بعض أصحاب محطات الوقود في عدن بإضافة صبغةٍ حمراء إلى هذا البنزين الرديءِ ليصبح لونه مشابهاً للبنزين المستورد ذي الجودة العالية، وبيعه بسعر 26 ألف ريال، أي بثلاثة أضعاف سعره الحقيقي!
وفي محاولةٍ لتبرير موقفها، أصدرت شركة النفط في عدن بياناً في الـ19 من مايو الجاري، نفت فيه بيع بنزين C5 بسعر البنزين المستورد المتواجد في سوق المشتقات النفطية، مؤكدةً على أنها توفر ثلاثة أنواع من البنزين في عدن، لكل منها سعره الخاص.
ومع ذلك، فإن شكاوى المواطنين من رداءة البنزين المُباع في عدن وارتفاع سعره لا تزال مستمرةً، مما يُثير الشكوك بوجود فسادٍ في شركة النفط أو تواطؤٍ بينها وبين أصحاب محطات الوقود. ولذلك، لجأت الشركة مؤخراً إلى حيلة “البنزين المُحسّن” لبيع هذا البنزين الرديء بسعرٍ مرتفع، مُغشّشةً على المواطنين ومستغلةً حاجتهم إلى الوقود.
ويعاني المواطنون في عدن من أزمة وقود خانقة وارتفاع كبير في أسعار المشتقات النفطية. وتأتي هذه الممارسات المُخزية من قبل شركة النفط بعدن لتزيد من معاناتهم وتُغذي شعورهم بالظلم والاستغلال. فبدلاً من العمل على توفير الوقود بأسعار عادلة وجودة مقبولة، تُمارس الشركة سياسة جشعة تُثقل كاهل المواطنين وتُفاقم الأزمات المعيشية.
وقد تُلحق هذه الفضائح ضرراً كبيراً بثقة المواطنين بالمؤسسات الحكومية، وتُؤدي إلى شعور عام باليأس والإحباط. فكيف يمكن الوثوق بمؤسسة تُمارس الغش والتضليل وتُتاجر بمعاناة الشعب؟
ويحذر خبراء اقتصاديون من أن سياسة شركة النفط في عدن برفع أسعار الوقود بشكل مصطنع تُهدّد بتدهور الأوضاع الاقتصادية في عدن والمحافظات الجنوبية بشكل كارثي، مؤكدين أن هذه السياسة ستؤدي إلى زيادة معدلات التضخم بشكل كبير، ما سيثقل كاهل المواطنين ويعيق عملية التنمية الاقتصادية.
ولم تقتصر تداعيات سياسة شركة النفط في عدن على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تُساهم أيضاً في خلق فوضى في سوق المشتقات النفطية، وتشجع على انتشار ظاهرة الغش والتلاعب بالجودة والأسعار.
وطالبت مصادر مطلعة في شركة النفط بعدن، الجهات الرقابية العليا بفتح تحقيق عاجل في هذه الفضيحة ومحاسبة جميع المتورطين.
وأكدت المصادر على ضرورة الكشف عن حجم الفساد الممارس داخل شركة النفط في عدن، واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المسؤولين عن الفساد المستشري في إداراتها.
ويطالب المواطنون في عدن والمحافظات الجنوبية بوضع حد لهذه الممارسات الفاسدة التي تُثقل كاهلهم وتفاقم من معاناتهم، مؤكدين أن على الحكومة والجهات المعنية مسؤولية توفير الوقود بأسعار عادلة وجودة مقبولة، وأنهم لن يتهاونوا في المطالبة بحقوقهم.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: شرکة النفط فی عدن البنزین الم آلاف ریال
إقرأ أيضاً:
فضائح فساد تهز “مجلس العمالة والارتزاق”.. العليمي يحمي ناهبي النفط في حضرموت
يمانيون../
تصاعدت الخلافات داخل “مجلس العمالة والارتزاق” برئاسة رشاد العليمي، وسط فضيحة فساد مدوية تتعلق بعمليات نهب النفط الخام في حضرموت، في ظل حماية مباشرة من العليمي لمسؤولين متورطين في تهريب الثروات الوطنية.
وأشارت مصادر مقربة من حكومة المرتزقة إلى أن غالبية أعضاء المجلس يطالبون بإقالة المحافظ المعين في حضرموت، مبخوت بن ماضي، وإحالته للتحقيق بسبب تورطه في مد أنبوب تهريب النفط الخام من منشأة الضبة وتشغيل مصفاة بدائية، بينما يرفض العليمي الإقالة، مشترطًا انتهاء التحقيقات، ومطالبًا بأن يكون البديل من حزب المؤتمر الشعبي العام بدلاً من الشخصيات المرشحة من قبل حلف قبائل حضرموت.
ويأتي هذا الانقسام في وقت تعاني فيه مناطق سيطرة حكومة المرتزقة من انهيار شامل للخدمات الأساسية، حيث وصلت الأوضاع المعيشية إلى مستويات كارثية، خاصة بعد خروج الكهرباء عن الخدمة بشكل كامل في عدن، ما دفع “المجلس الانتقالي”، الشريك في حكومة العمالة، إلى إصدار بيان شكلي ينتقد الفشل الحكومي، في محاولة مكشوفة لتحقيق مكاسب سياسية.
ويكشف تصاعد الخلافات داخل مجلس الارتزاق عن صراع نفوذ بين أدوات الاحتلال، حيث شهد شهر ديسمبر الماضي خلافات حادة حول تعيينات نفطية مثيرة للجدل، إضافةً إلى مطالبات بعودة المسؤولين إلى عدن لإدارة الحكومة من هناك، وهو ما أدى إلى انسحاب عيدروس الزبيدي، في خطوة اعتُبرت مجرد تكتيك سياسي لتحقيق مكاسب جديدة.
وبينما تستمر عمليات نهب الثروات وحماية الفاسدين من قبل العليمي وأركان حكومته، يبقى المواطن في مناطق سيطرتهم هو الضحية الكبرى، يعاني من التدهور المعيشي وانعدام الخدمات وسط صراعات على المصالح بين أجنحة المرتزقة.