الجديد برس:

تواصل شركة النفط اليمنية في عدن سياسة التضليل والمغالطة للمواطنين، فتكشف فضيحة جديدة تناقضات صارخة في تصريحاتها حول جودة وسعر ما يسمى بـ “البنزين المُحسّن C5” المنتج محلياً في محافظة مأرب.

وسبق لشركة النفط في عدن أن اعترفت رسمياً برداءة جودة البنزين C5، ووصفته بـ “الرديء” في بيان رسمي عام 2023.

كما أكدت على أن سعره منخفض، حيث يتم بيعه في مأرب بـ 8 آلاف ريال للصفيحة. وتعزز وثائق رسمية صادرة عن الشركة هذا الادعاء، تُظهر طلبها لكميات من البنزين C5 من مأرب بوصفه “رديء الجودة”.

وعلى الرغم من اعترافها بجودة رديئة وسعر منخفض للبنزين C5، إلا أن شركة النفط في عدن أقدمت مؤخراً على خطوة صادمة تمثلت في توفيره في محطتي بلقيس والشيخ عثمان في عدن بسعر 1225 ريالاً للتر، أي 24500 ريال للصفيحة. يُعادل هذا السعر تقريباً سعر البنزين المستورد ذو الجودة العالية، بينما يباع البنزين C5 في مأرب بسعر 8 آلاف ريال فقط.

ويُثير السعر استغراباً، حيث إنه يعادل سعر البنزين المستورد، بينما اعترفت شركة النفط في عدن سابقاً برداءة C5 وانخفاض سعره في مأرب (8 آلاف ريال)، وهو ما يشير إلى أن إعلان الشركة، يوم الثلاثاء، عن توفّر “البنزين المُحسّن” في محطتين بعدن بسعر 1225 ريال للتر (24500 ريال للصفيحة)، جاء لشرعنة رفع السعر بشكل مُبالغ فيه دون وجه حق.

كما تُثير هذه التناقضات الشكوك حول وجود فساد مُنظّم داخل شركة النفط في عدن. فكيف يمكن تبرير بيع بنزين رديء الجودة بسعر مضاعف دون أي مبرر منطقي؟ حيث يشير ذلك إلى احتمالية قيام بعض المسؤولين في الشركة بالتلاعب بالأسعار لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب المواطنين.

فقد سبق للشركة أن اعترفت بأن هذا النوع من البنزين رخيص السعر ورديء الجودة، ما دفعها إلى منعه من الدخولِ إلى عدن، وسمحت ببيعه في محافظاتٍ أخرى بسعر 8 آلاف ريال فقط. لكن المفاجأة كانت في قيام بعض أصحاب محطات الوقود في عدن بإضافة صبغةٍ حمراء إلى هذا البنزين الرديءِ ليصبح لونه مشابهاً للبنزين المستورد ذي الجودة العالية، وبيعه بسعر 26 ألف ريال، أي بثلاثة أضعاف سعره الحقيقي!

وفي محاولةٍ لتبرير موقفها، أصدرت شركة النفط في عدن بياناً في الـ19 من مايو الجاري، نفت فيه بيع بنزين C5 بسعر البنزين المستورد المتواجد في سوق المشتقات النفطية، مؤكدةً على أنها توفر ثلاثة أنواع من البنزين في عدن، لكل منها سعره الخاص.

ومع ذلك، فإن شكاوى المواطنين من رداءة البنزين المُباع في عدن وارتفاع سعره لا تزال مستمرةً، مما يُثير الشكوك بوجود فسادٍ في شركة النفط أو تواطؤٍ بينها وبين أصحاب محطات الوقود. ولذلك، لجأت الشركة مؤخراً إلى حيلة “البنزين المُحسّن” لبيع هذا البنزين الرديء بسعرٍ مرتفع، مُغشّشةً على المواطنين ومستغلةً حاجتهم إلى الوقود.

ويعاني المواطنون في عدن من أزمة وقود خانقة وارتفاع كبير في أسعار المشتقات النفطية. وتأتي هذه الممارسات المُخزية من قبل شركة النفط بعدن لتزيد من معاناتهم وتُغذي شعورهم بالظلم والاستغلال. فبدلاً من العمل على توفير الوقود بأسعار عادلة وجودة مقبولة، تُمارس الشركة سياسة جشعة تُثقل كاهل المواطنين وتُفاقم الأزمات المعيشية.

وقد تُلحق هذه الفضائح ضرراً كبيراً بثقة المواطنين بالمؤسسات الحكومية، وتُؤدي إلى شعور عام باليأس والإحباط. فكيف يمكن الوثوق بمؤسسة تُمارس الغش والتضليل وتُتاجر بمعاناة الشعب؟

ويحذر خبراء اقتصاديون من أن سياسة شركة النفط في عدن برفع أسعار الوقود بشكل مصطنع تُهدّد بتدهور الأوضاع الاقتصادية في عدن والمحافظات الجنوبية بشكل كارثي، مؤكدين أن هذه السياسة ستؤدي إلى زيادة معدلات التضخم بشكل كبير، ما سيثقل كاهل المواطنين ويعيق عملية التنمية الاقتصادية.

ولم تقتصر تداعيات سياسة شركة النفط في عدن على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تُساهم أيضاً في خلق فوضى في سوق المشتقات النفطية، وتشجع على انتشار ظاهرة الغش والتلاعب بالجودة والأسعار.

وطالبت مصادر مطلعة في شركة النفط بعدن، الجهات الرقابية العليا بفتح تحقيق عاجل في هذه الفضيحة ومحاسبة جميع المتورطين.

وأكدت المصادر على ضرورة الكشف عن حجم الفساد الممارس داخل شركة النفط في عدن، واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المسؤولين عن الفساد المستشري في إداراتها.

ويطالب المواطنون في عدن والمحافظات الجنوبية بوضع حد لهذه الممارسات الفاسدة التي تُثقل كاهلهم وتفاقم من معاناتهم، مؤكدين أن على الحكومة والجهات المعنية مسؤولية توفير الوقود بأسعار عادلة وجودة مقبولة، وأنهم لن يتهاونوا في المطالبة بحقوقهم.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: شرکة النفط فی عدن البنزین الم آلاف ریال

إقرأ أيضاً:

أسرار “الكنز السعودي” قبالة السواحل العمانية!

السعودية – بدأت رحلة “الكنز السعودي” على متن سفينة الشحن الأمريكية “إس إس جون باري” في يوليو عام 1944 انطلاقا من نيويورك ثم فيلادلفيا حيث حملت بمعدات عسكرية وأنابيب نفط و”شحنة سرية”.

الشحنة السرية كانت عبارة عن 3 ملايين ريال فضي سعودي، كانت مخصصة لدفع أجور عمال النفط السعوديين. المملكة في ذلك الوقت لم تكن متعودة على التعامل بالأوراق النقدية.

الجدير بالذكر أن روايات عديدة تحدثت عن شحنة سرية أخرى قيمتها أكبر بكثير من شحنة العملات االنقدية. قيل إن السفينة الأمريكية كانت تنقل أيضا سبائك من الفضة بقيمة 26 مليون دولار، إلا أن الولايات المتحدة لم تؤكد هذه المعلومة، كما لم يتم العثور لاحقا على أي أثر لها.

تلك الريالات السعودية الفضية كانت ضمن نقود معدنية تم سكها في فيلاديلفيا بالولايات المتحدة بموجب طلب من الملك السعودي المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

في ذلك الوقت كان الريال السعودي يساوي 30 سنتا أمريكيا، وتبعا لذلك كانت قيمة الـ3 ملايين ريال التي تحملها السفينة دون باري 900000 دولار أمريكي.

كانت أولى الريالات السعودية الفضية التي تم سكها في الولايات المتحدة قد وصلت على المملكة اثناء الحرب العالمية الثانية في عام 1943، وبنهاية تلك الحرب في عام 1945 وصل بسلام إلى المملكة ما مجموعه 49 مليون ريال . الشحنة الوحيدة التي فقدت كانت تلك التي نقلتها سفينة الشحن جون باري.

رست سفينة الشحن الأمريكية جون باري في ميناء بور سعيد المصري في 18 أغسطس 1944، وتلقت أوامر بأن تغادر القافلة البحرية المرافقة، وتبحر منفردة إلى ميناء راس تنورة الواقع في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.

التزمت السفينة في رحلتها سرية بالصمت اللاسلكي، وسارت في مسار متعرج بعد دخولها إلى بحر العرب. غواصة ألمانية من طراز يو – 859 اكتشفتها بالصدفة أثناء قيامها بدورية قتالية قبالة السواحل العمانية.

الغواصة الألمانية أطلقت طوربيدا أخطأ السفينة، فيما أصابها الطوربيد الثاني محدثا انفجارا ضخما. سفينة الشحن الأمريكية جون باري أصيبت بطوربيد ثالث، وحينها أمر قبطانها جون إليرفالد، الطاقم المكون من 41 بحارا و27 من مشاة البحرية الأمريكية، كانوا يتولون حراسة الشحنة السرية بمغادرة السفينة. جون باري غرقت واستقرت على عمق 2800 متر.

فريق من الباحثين عن الكنوز تمكن في عام 1991 بعد الحصول على التصريحات الضرورية بما في ذلك من السلطات العمانية، تمكن من تحديد مكان السفينة الغارقة باستخدام أحدث التقنيات الحربية وصور الأقمار الصناعية.

عملية انتشال “الكنز” من السفينة جون باري والتي كلفت الملايين، توصف بأنها أغرب وأكبر عملية استعادة لثروة غارقة في التاريخ. بعد أن مر الفريق بأوقات يائسة ولم يعثر على أي شي ثمين في عام 1994، تمت الاستعانة بسفينة حفر محمولة قامت بتمزيق هيكل السفينة العلوي وجرى استخراج ما في جوفها.

تناثرت الريالات الفضية أمام أعين الفريق المتعبة التي كانت تراقب ما تنقله الكاميرات. جرى انتشال 1.4 مليون ريال، أي أقل من نصف إجمالي 3 ملايين ريال فضي، فيما اعتبرت الريالات المعدنية المتبقية المبعثرة في قاع المحيط غير قابلة للانتشال.

عرض الكنز الفضي السعودي في مزاد علني بسويسرا في نوفمبر عام 1995، إلا أنه لم يتلق أي عرض وتم سحبه من المزاد، ثم بيع لاحقا بكميات صغيرة لجامعي التحف التاريخية.

في وقت لاحق، أعلن متحف الفن الإسلامي في السعودية مطلع يونيو عام 2010 أنه حصل على 1000 قطعة نقدية فضية سعودية هدية من رجل الاعمال السعودي بسام عمر سلامة.

تلك الخطوة كانت تحمل في طياتها معان رمزية. قسم من الكنز السعودي أكمل رحلته أخيرا بعد 66 عاما، ووصل إلى محطته الأخيرة.

المصدر: RT

 

مقالات مشابهة

  • أسعار المشتقات النفطية – اليوم السبت – 6 يوليو 2024
  • “بلدية غزة”: نواجه صعوبات كبيرة نتيجة نقص الوقود لعمل البلديات
  • أسرار “الكنز السعودي” قبالة السواحل العمانية!
  • بقيمة 11 مليار درهم.. “أدنوك” و”بنك اليابان للتعاون الدولي” يوقعان اتفاقية تمويل أخضر
  • “كهرباء عدن” تعلن خروج محطة “الرئيس” عن الخدمة عقب نفاد الوقود
  • بقيمة 11مليار درهم.. “أدنوك” و”بنك اليابان للتعاون الدولي” يوقعان اتفاقية تمويل أخضر
  • “شركة تطوير” و “دله” تنشئان صندوق لتطوير أرض على طريق الملك فهد بقيمة 1.2 مليار ريال
  • اسعار المشتقات النفطية في اليمن اليوم الخميس 4 يوليو 2024م
  • تبدأ بـ259 ريالًا.. أسعار تذاكر حفل كاظم الساهر في جدة
  • بعد استغناء اكثر من 30 الف يمني عن خدماتها وارتفاع الدعوات لمقاطعتها.. شركة يمن موبايل تعلن الهزيمة وتتراجع عن قرارتها السعرية