كانت المدفعية المضادة للجو تشغل مكانة رئيسية في نظام الدفاع الجوي في الحرب العالمية الثانية وما بعدها.

وحتى في حرب فيتنام لعبت تلك المدفعية دورا كبيرا في التصدي للقاذفات الأمريكية التي لم تتمكن من الوصول إلى ارتفاعات تقل عن 3000 متر بسبب تعرضها للنيران الكثيفة من قبل المدفعية الفيتنامية السوفيتية الصنع عيار 57 ملم.

لكن المدفعية المضادة للطائرة لم تجد مكانا لها في الدفاع الجوي والدرع الصاروخية الحديثين منذ أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات لأن المدافع عاجزة عن التصدي للصواريخ والطائرات التي تحلق بسرعات تزيد كثيرا عن سرعة الصوت.

ولم يبق في الدفاع الجوي السوفيتي إلا منظومات "تونغوسكا" و" بانتسير" اللتين تنتميان إلى نظام الدفاع الجوي الميداني وليس الاستراتيجي والعملياتي. وتمتلك منظومة "بانتسير" على سبيل المثال إلى جانب الصواريخ المضادة للجو المدافع الرباعية المواسير عيار 30 ملم.

إقرأ المزيد الجيش الصيني يستعرض كلبا آليا مجهزا ببندقية رشاشة (فيديو)

لكن العملية العسكرية الخاصة غيرت الأوضاع العملياتية في ميدان القتال، حيث اتضح أن المسيرات الكبيرة الحجم والباهظة الثمن مثل "بيرقدار" التركية لا تشكل خطورة كبيرة على القوات الروسية لأنها تدمر بسهولة بواسطة منظومات "بانتسير" للصواريخ والمدافع المضادة للجو.

بينما ظهرت لاحقا طائرات مسيرة محدودة الأبعاد تحمل 50 كغ من المتفجرات، لكنها تستطيع الوصول إلى مناطق تبعد آلاف الكيلومترات عن خط التماس المباشر. وتشكل تلك المسيرات الآن خطورة كبيرة على المنشآت الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية لصعوبة اكتشافها أولا وللثمن الباهظ للصواريخ التي تسقطها.

بالطبع يتم تدمير غالبية الطائرات المسيرة من هذا النوع عند اقترابها من المنشآت العسكرية والاقتصادية، لكن ما ثمن هذا الإجراء، مع العلم أن تكلفة طائرة مسيرة صغيرة حاملة للمتفجرات وبعيدة المدى تقل كثيرا عن ثمن الصاروخ الذي يدمرها.

ويعتبر الخبراء العسكريون الروس الذين خدموا في الجيش السوفيتي في الستينيات والسبعينيات أن الوقت قد حان لإنعاش المدفعية المضادة للطائرات، ويقولون أن من المستحسن نشر بطاريات المدافع المضادة للجو بالقرب من المنشآت المستهدفة، وفقا للمعلومات الاستطلاعية والاستخباراتية، مع العلم أن تلك المسيرات تحلق على ارتفاع منخفض وبسرعة بطيئة، لذلك سيكون من السهل على بطاريات المدافع عيار 57 ملم المزودة بالرادارات والأجهزة البصرية الإلكترونية الحديثة مثلا تتبعها وتدميرها على مسافة 5 كيلومترات من الهدف.

ولا شك أن المدفعية المحدثة المضادة للجو يمكن أن تلعب دورا كبيرا في مكافحة الطائرات المسيرة الأوكرانية البعيدة والقصيرة المدى.

المصدر: روسيسكايا غازيتا

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: طائرات مشروع جديد الدفاع الجوی

إقرأ أيضاً:

اليوم.. بدء التأثيرات المباشرة للمنخفض الجوي في طقس السلطنة

مسقط - الرؤية
أشارت المديرية العامة للأرصاد الجوية إلى تدفق السحب متفاوتة الارتفاع على أجزاء من محافظات الشمالية لسلطنة مع هطول أمطار متفرقة على محافظات  الظاهرة والبريمي وشمال الباطنة مع توسع رقعة الأمطار خلال الساعات القادمة.

وكانت "الأرصاد العمانية" قد أشارت إلى تأثر أجواء السلطنة بأخدود من منخفض جوي يومي الاثنين والثلاثاء مع فرص تدفق السحب على معظم المحافظات وهطول أمطار على المحافظات الشمالية.

مقالات مشابهة

  • ألوية الناصر تعلن استشهاد قائد وحدة المدفعية وعضو مجلسها العسكري
  • انطلاق مسابقة روسية لابتكار اجهزة تنقل البيانات بين الاقمار الصناعية والطائرات المسيرة
  • تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في أجواء قطاع غزة
  • روبيو: تكنولوجيا الطائرات المسيرة لدى الحوثيين قادمة من إيران
  • الهلال يسابق الزمن لتجهيز البليهي قبل مواجهة النصر
  • اليوم.. بدء التأثيرات المباشرة للمنخفض الجوي في طقس السلطنة
  • فيروس إبشتاين بار وجينات الإنسان يتحالفان للتسبب في مرض التصلب المتعدد
  • الجيش السوري يستهدف تجمعات لحزب الله اللبناني بنيران المدفعية
  • غارات أميركية على مواقع الحوثي.. قتلى عسكريون وهروب قادة من صنعاء
  • بيراميدز يصل ملعب الدفاع الجوي لمواجهة إنبي في ربع نهائي كأس مصر