تتواصل التحركات الأوروبية الهادفة للتصعيد ضد إيران بهدف الحد من أنشطتها النووية، مع اقتراب موعد انعقاد اجتماع مجلس محافظي لوكالة الدولية للطاقة الذرية مطلع الشهر المقبل، وذلك رغم معارضة الولايات المتحدة للمساعي التي تقودها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.

ووفقا لمصادر دبلوماسية تحدث لـ"رويترز"، فإن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تواجه خلافات مع الولايات المتحدة بشأن عزمها استصدار قرار ضد إيران في الاجتماعات المقبلة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي سيبدأ في الثالث من حزيران /يونيو المقبل.



ومن المقرر أن تقوم الدول الـ35 الأعضاء في هذا المجلس بمراجعة ملف الأنشطة النووية الإيرانية وآخرها تقرير رافائيل غروسي المدير العام لهذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة.

ونقلت "رويترز" عن 3 مصادر دبلوماسية، لم تسمهم، أن كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وزعوا مشروع قرار على الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يدعو غروسي إلى تقديم "تقرير شامل" عن الأنشطة النووية الإيرانية.

ويكمن موطن الخلاف بين الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين في أوروبا حول كيفية التعامل مع إيران، حيث تشعر واشنطن بالقلق من إمكانية أن يؤدي هذه القرار إلى تفاقم التوترات في المنطقة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في تشرين الثاني /نوفمبر المقبل، حسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".


وقالت الصحيفة، إن "واشنطن تحاول إقناع الدول الأوروبية بعدم مفاقمة التوتر في الاجتماع المقبل بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة"، منوهة إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تقوم بالضغط على حلفائها الأوروبيين للتراجع عن خطط توبيخ لإيران، بسبب ما حققته من تقدم في برنامجها النووي.

وذكرت أن الخلافات برزت في وقت تعمقت فيه مخاوف المسؤولين الغربيين من نشاطات إيران النووية، مضيفة أنه لدى طهران ما يكفي من مواد انشطارية مخصبة لإنتاج ثلاث قنابل نووية، وذلك بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أشارت إلى أن إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب وصل إلى مستويات قريبة من مستوى صنع الأسلحة، في خطوة هي الأحدث في محاولات طهران لممارسة الضغط بشكل مطرد على المجتمع الدولي.

ومطلع الشهر الجاري، أجرى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة رسمية إلى إيران بهدف تعزيز مراقبة الوكالة للأنشطة النووية لطهران بعد انتكاسات مختلفة بسبب تقييد طهران تعاونها مع الوكالة الدولية، واستمرارها في توسيع برنامجها النووي، وفقا لوكالة فرانس برس.

وكانت طهران التي فقدت رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في حادثة تحطم مروحية شمال غربي البلاد قبل أيام، تراجعت بشكل تدريجي عن التزاماتها باتفاق "خطة العمل الشاملة المشتركة"، وذلك في إطار ردها على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق بشكل أحادي في 2018، خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وفقا للوكالة ذاتها.

6 جولات من المفاوضات
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، نقلا عن مصدر دبلوماسي لم تكشف عن هويته، إن سبب تجنب الولايات المتحدة تصعيد التوترات مع إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يرتبط بالمحادثات الأخيرة بين الجانبَين والتي جرت في مسقط، عاصمة سلطنة عمان.

وذكر المصدر الدبلوماسي ذاته، أنه "خلافا لما تردد في بعض وسائل الإعلام عن عقد جولتين فقط من المفاوضات بين إيران وأميركا في مسقط، في أعقاب عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي"، مشيرا إلى أن الجانبين عقدا 6 جولات منذ ذلك الحين"، على حد قوله.

وأوضح المصدر أن هذه المفاوضات تجري تماشيا مع الخطة السابقة التي وضعها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، من أجل الحد من التوتر وليس خفض التصعيد مع إيران على المستوى الإقليمي".


وشدد على أن واشنطن تصر في هذه المفاوضات على الحفاظ على الوضع الراهن. وعلى هذا الأساس، تواصل إيران تعاونها المستقر وبالحد الأدنى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل مراقبة برنامجها النووي، وفي الوقت نفسه تستطيع طهران الاستمرار في تصدير نفطها من دون تدخّل أميركي"، حسب ما نقلت الصحيفة اللبنانية.

وذكر المصدر أن "إيران والولايات المتحدة أكدتا، خلال مباحثات عمان، على فصل الملف النووي عن التطورات المتعلقة بعملیة طوفان الأقصى"، التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن "المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران توقفت بعد وفاة الرئيس رئيسي، مشيرا إلى أنه "من المرجح ألا يدخل الجانبان في مفاوضات جديدة حتى معرفة نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 28 حزيران /يونيو المقبل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إيران النووية أوروبا مسقط إيران امريكا أوروبا النووي مسقط المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوکالة الدولیة للطاقة الذریة الولایات المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

عراقجي يؤكد استعداد إيران لمواصلة المفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث

الثورة نت/

اكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال لقائه بفولفغانغ أماديوس برولهارت، المبعوث السويسري الخاص لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على هامش المؤتمر الثامن للمحيط الهندي الذي عُقد في مسقط استعداد بلاده لمواصلة المفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء اليوم الثلاثاء بأنه خلال اللقاء، أشاد وزير الخارجية بالعلاقات التاريخية والإيجابية بين إيران وسويسرا على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، كما أثنى على دور سويسرا كراع للمصالح الأمريكية، معتبرًا أن لها دورًا بناءً في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
كما رحّب عراقجي بانعقاد الجولة المقبلة من المشاورات السياسية بين البلدين في طهران، مؤكدًا على التزام إيران بمواصلة الحوار والتعاون المشترك في هذا الإطار.
وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية، أشار وزير الخارجية إلى عقد ثلاث جولات من المباحثات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث، مؤكدًا استعداد إيران لمواصلة هذه المفاوضات، لكنه شدد على أن الجمهورية الإسلامية لن تقبل لغة التهديد والضغط، وأن سياسة الضغوط القصوى مصيرها الفشل.
من جانبه، قدم المبعوث السويسري تقريرا حول جهود بلاده في تحقيق السلام والاستقرار العالمي، مشددًا على الدور المحوري الذي تلعبه إيران في المنطقة.
كما أكد أهمية استمرار الحوارات الثنائية مع إيران في مختلف المجالات، معربًا عن استعداد سويسرا لمواصلة المشاورات الثنائية، بما في ذلك خلال الجولة المقبلة من المشاورات بين البلدين في طهران.
وخلال اللقاء، تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

مقالات مشابهة

  • روبيو: إيران لن تمتلك أسلحة نووية في عهد ترامب
  • إيران ترفض تصريحات رئيس وكالة الطاقة الذرية بشأن ملفها النووي
  • واشنطن بوست: تخفيضات موظفي وزارة الكفاءة الحكومية تطال الوكالة المشرفة على شركة تسلا
  • إيران تهاجم غروسي: تصريحات غير موضوعية وانحياز سياسي واضح
  • إيران تهاجم مدير الطاقة الذرية: برنامجنا النووي لم يشهد انحرافا
  • واشنطن تلغي مؤتمراً صحافياً لمبعوث ترامب وزيلينسكي
  • وكالة الطاقة الذرية: يجب على إيران إثبات أنها لا تسعى للحصول على أسلحة نووية
  • بوتين: نتائج المفاوضات مع واشنطن في الرياض إيجابية
  • خبير في العلاقات الدولية: مصر ركيزة للأمن ومحور مهم للطاقة بالمنطقة
  • عراقجي يؤكد استعداد إيران لمواصلة المفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث