في افتتاح المنتدى الصيني العربي.. شي يؤكد دعم بكين لقيام دولة فلسطينية
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بلاده تدعم إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، داعيا إلى وقف معاناة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي للشهر الثامن على التوالي.
كما أكد شي -في كلمة له أمام منتدى التعاون الصيني العربي في بكين- أن بكين ستقدم "مساعدات إضافية عاجلة" لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وأضاف قائلا "الحرب لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، ولا يمكن للعدالة أن تظل غائبة للأبد، ولا تمكن الإطاحة بحل الدولتين بشكل تعسفي".
وأشار الرئيس الصيني إلى أن بلاده ستواصل تقديم الدعم بهدف تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في غزة، فضلا عن دعم إعادة البناء بعد الحرب.
وأضاف أن الصين ستستضيف القمة الثانية بين الصين والدول العربية في عام 2026، وتتطلع لتعزيز التعاون مع الجانب العربي في عدة مجالات، بما في ذلك بناء أفق استثماري ومالي أوسع نطاقا وتعميق التعاون في مجال الطاقة.
وأردف قائلا "الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لحل القضايا ذات الصلة بالبؤر الساخنة بطرق تفضي إلى دعم مبادئ الإنصاف والعدل وتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل".
وأشار إلى رغبة بكين في تعزيز علاقاتها مع الدول العربية لتكون نموذجا للسلام والاستقرار العالميين، وفق تعبيره.
وفي ذات المنتدى، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المجتمع الدولي لضمان عدم تهجير الفلسطينيين "قسرا" من قطاع غزة.
وقال -خلال افتتاح فعاليات المنتدى- "أطالب المجتمع الدولي بالعمل دون إبطاء على النفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة لوضع حد لحالة الحصار الإسرائيلية والتصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم".
يشار إلى أن بكين دعت مرارا لحل الدولتين لوضع نهاية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تطالب بوقف فوري لإطلاق النار وبعضوية للفلسطينيين في الأمم المتحدة، وهي مواقف تتفق بشكل وثيق مع مواقف الدول العربية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
عُمان بين المؤامرات والثبات
عباس المسكري
في خضم التغيرات الجيوسياسية والتجاذبات الإقليمية، تتكرر بعض السيناريوهات التي تهدف إلى زعزعة إستقرار الدول التي تنتهج سياسات مستقلة ومواقف مبدئية، وما تتعرض له سلطنة عُمان اليوم من حملات إعلامية وتشويه ممنهج يُعيد إلى الأذهان ما واجهته دولة قطر قبل فرض الحصار عليها؛ حيث استُخدمت الأدوات ذاتها من الشيطنة، والتهم المُلفَّقة، والهجمات الإلكترونية المُنظَّمة.
اليوم، تتعرض سلطنة عُمان لحملةٍ مُشابهةٍ لما تعرضت له قطر في السابق؛ إذ يتم توجيه التهم جُزافًا، وإطلاق حملات التشويه عبر وسائل الإعلام والذباب الإلكتروني بأبشع الأوصاف، في محاولة لإثارة الرأي العام ضدها، وحين فُرض الحصار على قطر، كانت عُمان من أوائل الدول التي رفضته وأستنكرته، إيمانًا منها بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ورفض العداء بين الأشقاء، ورغم موقفها الثابت حينها، لم تسلم من موجات الأكاذيب والتشويه التي استهدفتها.
لم يكن موقف عُمان في ذلك الوقت مجرد رد فعل عابر؛ بل كان امتدادًا لنهجها الراسخ في الحياد الإيجابي، والتمسك بالقيم الإنسانية والعدل، فقد رفضت الانخراط في إراقة دماء الأشقاء في اليمن، كما رفضت صفقة القرن والتطبيع مع الكيان الغاصب، وظلت ثابتة في دعم القضية الفلسطينية، وبعد اندلاع الحرب على غزة، جددت السلطنة موقفها الواضح، حكومةً وشعبًا، في دعم فلسطين، لا سيما غزة التي تواجه أعتى أشكال العدوان.
إنَّ هذه المواقف المبدئية جعلت عُمان هدفًا لمؤامرات خبيثة، لكن من يظُن أن هذه الدولة العريقة، المُمتدة جذورها في عمق التاريخ، يمكن أن تهتز أمام هذه الحملات، فهو واهم، فعُمان ليست كيانًا هشًا تلهو به أيدي السياسة العابثة؛ بل هي دولة ذات سيادة وحكمة، تحكمها مبادئ ثابتة، ولن تؤثر فيها حملات التشويه مهما بلغت شدتها.
وفي ظل هذه الهجمات المستمرة، تظل عُمان ثابتة على مواقفها المشرفة، ملتزمة بمبادئها الراسخة في الدفاع عن العدالة، السلام، والكرامة الإنسانية، وعلى الرغم من محاولات التشويه والضغط التي تواجهها، تبرهن عُمان في كل مرة على أنها ليست دولة قابلة للكسر أو التلاعب؛ بل هي قلعة من الحكمة والإرادة الصلبة التي ترفض الانصياع لسياسات الفوضى والفتن.
ستظل سلطنة عُمان- بعون الله- رمزًا للثبات والحياد الإيجابي، معززة مكانتها بين الأمم، بعيدة عن المؤامرات وأعاصير السياسة العابثة.