RT Arabic:
2024-11-15@19:41:42 GMT

استعدادات بالمغرب لإحياء طقوس مهرجان "بوجلود"

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

استعدادات بالمغرب لإحياء طقوس مهرجان 'بوجلود'

تستعد عدد من القبائل المغربية في منطقة سوس وسط البلاد، لإحياء طقوس مهرجان "بوجلود" أو "بيلماون" الذي يتم الاحتفال به سنويا في عيد الأضحى.

"عيد الأضحى" يثير جدلا في المغرب

و"بوجلود" أو "بيلماون" هو مهرجان فلكلوري تراثي مغربي أمازيغي، يقام سنويا بمناسبة عيد الأضحى في منطقة سوس، إذ تقوم مجموعة من الأشخاص بارتداء جلود الأضاحي خاصة جلود الماعز التي تذبح في العيد.

وتأخذ استعدادات المجموعات الشبابية والإطارات الجمعوية النشطة في عددا من القبائل المغربية في سوسة، حيزا مهما من الزمن يمتد لأسابيع وشهور من أجل إنجاح هذا "الطقس الاحتفالي" الذي يعتبرونه جزءا لا يتجزأ من الموروث المحلي، وينطوي على مجموعة من الدلالات الثقافية الأصيلة.

وفي حين يراهن الشباب على الحفاظ على هذا "الموروث الأمازيغي"، فإن الأخير تطاله انتقادات حادة تعتبره من مخلفات "العهود الوثنية" بشمال إفريقيا، وتربطه بمعتقدات الأمازيغ ما قبل الإسلام وبممارسات وثنية قديمة، وتزيد بعض الممارسات المرافقة لهذه الاحتفالات من حدة هذه الانتقادات التي يعتبرها بعض الممارسين والمهتمين "مرفوضة"، مؤكدين على طابعها "الفرجوي والمسرحي"، وفق موقع "هسبريس".

وقال عبد الهادي السملالي، أحد المشرفين على تنظيم تظاهرة "بوجلود" بدوار "أفود نتكيضا" إقليم تيزنيت، إن "الاستعدادات لإحياء طقس بوجلود تبدأ في الغالب شهرين أو أكثر قبل حلول عيد الأضحى، من خلال جمع التبرعات والمساهمات النقدية وتهيئة أرضية السهرات الفنية وحصر لائحة المشاركين، وغيرها من الإجراءات ذات الطابع التنظيمي".

وأضاف السملالي، في حديث لـ"هسبريس"، أن "الانخراط الفاعل للشباب على هذا المستوى يأتي إيمانا منهم بأهمية الحفاظ على استمرارية هذا الموروث الثقافي وهذا الطقس الفرجوي، باعتباره جزء لا يتجزأ من ثقافتنا وتقاليدنا الأمازيغية، وذلك بالرغم من الانتقادات التي توجه إليه".

وشدد المتحدث على أن "اللجان الشبابية التي تشرف على تنظيم هذا الاحتفال السنوي تحرص على غلق الباب أمام هذه الانتقادات، إذ يتم مثلا الحرص على تجنب الاختلاط ما بين النساء والرجال خلال السهرات الفنية ومحاربة كل مظاهر الميوعة".

من جهته، قال رئيس جمعية "أسايس للفن والتراث" عبد الله أحشوش، إن "اهتمام الإطارات الجمعوية بتنظيم احتفالات بوجلود تهدف بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على خصوصية هذه الاحتفالات بمختلف تمظهراتها القديمة، ثم المساهمة في التعريف بالموروث الثقافي المحلي وصيانته ونقله إلى الأجيال القادمة"، مضيفا أن "للجنة المنظمة تحرص على الحفاظ على خصوصيات ومميزات هذا الموروث، إذ تمنع على سبيل المثال التنكر بالجلود المدبوغة أو ارتداء أقنعة اصطناعية غير جلود المعز".

فيما قال الباحث في مجال التراث، محمد بنيدير، لموقع "هسبريس" إن "تصدر الشباب واجهة احتفالات بوجلود بسوس، يكشف عن وعي هذه الفئة بأهمية الحفاظ على التقاليد وعلى الموروث المحلي الذي يشكل تاريخ وثقافة المنطقة".

وأضاف أن "الأمر يتعلق بتقليد اجتماعي عريق يتعرض لانتقادات تربطه بعبادة الأوثان من طرف بعض الوجوه السلفية على الخصوص، حيث إن هذه الانتقادات تخص المنتقدين ولا تخص الممارسين الذين لا يحضر في نواياهم أي شيء من هذا القبيل".

وأشار إلى أن "المشاركين في هذا الطقس كانوا لا يخرجون إلى الشوارع إلا بعد صلاة العصر وتنتهي الاحتفالات قبل صلاة المغرب، احتراما لمواقيت الصلاة والعبادة".

ومن الناحية الدينية، اعتبر أحد المجالس العلمية بالمغرب، أن "هذه الظاهرة قد تظهر في بداية الأمر على أنها عادة من العادات الاجتماعية، ولكن هذه الأخيرة بالنسبة للمسلمين لا بد أن توضع في ميزان الشريعة، وإذا فعلنا ذلك في هذه الحالة فمن الصعب علينا أن نتقبل هذه العادة".

وأضاف المصدر ذاته أن "الممارسات المرافقة لهذه الظاهرة لم تعتد تقتصر على الممارسات الفرجوية فقط، لأن هناك مجموعة من الأفعال غير الأخلاقية المنافية للعقيدة وللآداب العامة التي تتخفى وراء هذه الاحتفالات، أولها لبس الجلود النجسة وغير الطاهرة، وهذا لا يجوز من الناحية الفقهية، لأن المسلم من المفروض أن يكون طاهرا، مع ما قد يترتب عن ذلك من ضرر على صحته، إضافة إلى تخفي مجموعة من المتسكعين والمجرمين وراءها للقيام ببعض الأمور المخلة بالأخلاق والآداب كالتحرش والسرقة وتصفية الحسابات وغيرها".

وشدد المصدر الديني المختص على أنه "من الصعب في ظل كل هذا أن نسمي هذا الأمر عادة أو تقليدا، لأن العادات دائما ما يكون لها أصل، عكس ما هو عليه الحال في هذه العادة التي بدأت تنتشر بشكل خطير في مجموعة من المناطق في سوس، بل واتخذت في الآونة الأخيرة أبعادا أخرى من خلال التشبه بالنساء وغيرها من الأمور المنبوذة سواء من الناحية الدينية أو من الناحية المجتمعية".

وتابع : "ثم ما هي الفائدة والجدوى من إحياء هذه العادة سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو الأخلاقية أو البيئة غير إلحاق الضرر بالبيئة من خلال إغراق الأحياء بالجلود المتعفنة؟".

وذكر: "نحن لسنا ضد إحياء العادات الأمازيغية ما لم تخالف الشرع والأخلاق وقيم المجتمع، لأن المغاربة، أمازيغا وعربا، هم شعب مسلم محافظ وغيور على دينه، وبالتالي، يجب أن نحاكم هذه الظواهر انطلاقا من هذا المبدأ، وانطلاقا أيضا من المبدأ العملي والواقعي الذي يؤكد كثرة الآثار السلبية لهذه الظاهرة، أما إذا سلمنا بغير ذلك، فهذا يعني أن ذوقنا أصبح فاسدا".

وإذا كان الاحتفال بطقس "بوجلود" ينطوي على "ممارسات وثنية" أوضح المصدر: "إذا ثبت ذلك، فهذا أمر خطير، وعليه يجب أن نسأل هؤلاء الشباب هل يجوز للمسلم أن يستمر في إحياء عادات وتقاليد تعود إلى ما قبل الإسلام؟".

وأضاف: "نحن لسنا ضد إحياء العادات الأمازيغية ما لم تخالف الشرع والأخلاق وقيم المجتمع، لأن المغاربة، أمازيغا وعربا، هم شعب مسلم محافظ وغيور على دينه وبالتالي، يجب أن نحاكم هذه الظواهر انطلاقا من هذا المبدأ، وانطلاقا أيضا من المبدأ العملي والواقعي الذي يؤكد كثرة الآثار السلبية لهذه الظاهرة، أما إذا سلمنا بغير ذلك، فهذا يعني أن ذوقنا أصبح فاسدا".

المصدر: "هسبريس"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار المغرب الأعياد عيد الأضحى هذه الظاهرة من الناحیة عید الأضحى الحفاظ على مجموعة من

إقرأ أيضاً:

ندوة تناقش دور الموروث العربي في ربط الثقافات العالمية

الشارقة (الاتحاد)
أكد عدد من أساتذة التاريخ والباحثين في الحضارة الإسلامية على الدور الحيوي للموروث العربي في مد جسور التواصل بين الثقافات العالمية، واستعرضوا الأثر الإيجابي للثقافة الإسلامية عبر العصور وكيف ساهمت في تطوير العلوم والفنون والفكر الإنساني. جاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة ال43 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، بعنوان «الموروث العربي، صلة الوصل مع العالم»، تحدث فيها الشاعر والكاتب الإماراتي عوض الدرمكي، حول الوجود العربي في الأندلس، والدكتور نجيب بن خيرة، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الشارقة، عن التأثيرات الحضارية للإسلام في نقل العرب من الانعزال إلى الصدارة المعرفية، كما تحدث الدكتور مسعود بن إدريس، أستاذ الدراسات العثمانية وتاريخ الحضارات، عن انتشار الحروف العربية كلغة تواصل ثقافية وعلمية بين الشعوب، وأدار الجلسة الدكتورة منى أبو نعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث.
استهلّ الشاعر والكاتب الإماراتي عوض الدرمكي النقاش بتسليط الضوء على تاريخ الوجود العربي في شبه الجزيرة الأيبيرية، مشيراً إلى أن هذا الوجود يعود إلى زمن أبعد من دخول طارق بن زياد إليها. وأوضح الدرمكي أن «الكنعانيين، الذين هم من أصول عربية، كانوا أول من استوطن هذه الأراضي، وأن إسبانيا كانت جزءاً من حضارة قرطاج قبل الميلاد، ما ينفي تماماً فكرة أن العرب دخلوا المنطقة كغزاة».  
وتناول الدكتور نجيب بن خيرة، التحولات الفكرية والمعرفية التي طرأت على العرب بعد الإسلام، مشيراً إلى أن الإسلام أخرجهم من العزلة إلى المشاركة الفاعلة في تشكيل الحضارة العالمية. وبيّن بن خيرة قائلاً: «قبل الإسلام، كان العرب يعيشون على أطراف الحضارات، ولكن بفضل الإسلام أصبحوا جزءاً من حركة حضارية واسعة تشمل المعارف والفنون». 
وفي ختام الندوة، تحدث الدكتور مسعود بن إدريس، عن دور الحرف العربي في نشر الثقافة الإسلامية والتواصل بين الشعوب. وأكد أن انتشار الحروف العربية مع توسع الحضارة الإسلامية ساهم في خلق لغة مشتركة للمعرفة، سمحت بتبادل العلوم والفنون عبر مسافات شاسعة. واستشهد بن إدريس بالأسطرلاب، الذي صنعه العالم الفلكي المسلم أبو محمود الخجندي في القرن العاشر لمراقبة النجوم، كدليل على الإسهامات العلمية التي نقلها العرب إلى العالم.

أخبار ذات صلة ارتفاع درجات الحرارة يزيد خطر الإصابة بأحد أمراض القلب الطقس المتوقع في الإمارات غداً

مقالات مشابهة

  • يستخدم في طقوس دينية.. كيف بدأ تدخين التبغ في العالم ؟
  • اليوم.. عرض عربي أول لفيلم "غزة التي تطل على البحر" بمهرجان القاهرة السينمائي
  • عرض فيلم «غزة التي تطل على البحر» في مهرجان القاهرة السينمائي اليوم
  • قصة فيلم "غزة التي تطل على البحر" قبل عرضه بمهرجان القاهرة
  • ندوة تناقش دور الموروث العربي في ربط الثقافات العالمية
  • اليوم.. عرض فيلم "غزة التي تطل على البحر" ضمن مسابقة آفاق السينما العربية
  • اليوم.. العرض العربي الأول لفيلم "غزة التي تطل على البحر"
  • أحمد عز: فيلم "ولاد رزق" لم يكن لي.. وهذه الشخصيات التي أتمنى تقديمها
  • «الثقافة»: إقامة ملتقى السيرة الشعبية والموال لإحياء الموروث الشعبي في قنا
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [ 115 ]