شبكة اخبار العراق:
2025-03-12@03:33:08 GMT

العراق. . دكتاتورية الأغلبية

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

العراق. . دكتاتورية الأغلبية

آخر تحديث: 30 ماي 2024 - 10:31 ص بقلم:ادهم ابراهيم يشير مفهوم “ديكتاتورية الأغلبية” إلى سيناريو تفرض فيه الأغلبية في النظام الديمقراطي إرادتها على حساب الأقليات، مما يقوض مبادئ المساواة والعدالة التي تهدف الديمقراطية إلى دعمها.ويقدم العراق، بمشهده الاجتماعي والسياسي الحالي نموذجا لدكتاتورية الاغلبية ، في مجتمع يسعى جاهداً من أجل الديمقراطية الحقة .

في اغلب الدول الديموقراطية في العالم ، التي تتبنى دستور قائم على أسس حديثة ،  يحظر فيها تشكيل أحزاب طائفية او فئوية تقسم المجتمع الواحد ولاتتمسك بالهوية الوطنية . وأصبح المفهوم الحديث للديموقراطية أن تكون ليبرالية المضمون والمحتوى . بمعنى ضمان الحريات والحقوق العادلة للأفراد والاقليات او الجماعات المختلفة من استبداد الاغلبية . وهذا هو جوهر الديمقراطية الحديثة .كتب الفيلسوف والاقتصادي البريطاني جون ستيورات ميل في كتابه عن الحرية أن هيمنة الاغلبية ستؤدي إلى اضطهاد مجموعات الأقليات الشبيه بما يمارسه الطاغية أو المستبد .   فتح سقوط النظام السابق في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 ، الباب أمام حقبة سياسية جديدة تفترض إقامة حكم شعبي ديمقراطي ، الا ان  المشهد السياسي الجديد استند على أحزاب طائفية وفئوية تقسم المجتمع الواحد ولاتتمسك بالهوية الوطنية . وفي ذلك مخالفة صريحة للدستور   الذي نص على  إنشاء جمهورية ديمقراطية فيدرالية، مع التأكيد على تقاسم السلطة بين المجموعات العرقية والطائفية المتنوعة في العراق . حيث تم تصميم  النظام الجديد لمنع أي مجموعة منفردة من السيطرة على المشهد السياسي . ومع ذلك، فقد انحرف الواقع عن هذه المُثُل المفترضة .  وبرزت كتلة تفرض قراراتها عنوة على باقي اطياف الشعب ، باعتبارها القوة السياسية المهيمنة. وتسببت في  تهميش فئات فاعلة في المجتمع ، بالرغم من الآليات الدستورية التي تهدف إلى ضمان تمثيلهم مثل المجلس الاتحادي الذي تعمدت القوى الحاكمة في تغييبه حتى لا يلعب دوراً مهماً في ارساء الديموقراطية والحيلولة دون سطوة الاغلبية .     كما اصبحت مركزية اتخاذ القرار في أيدي الحكومات ذات الأغلبية البرلمانية قضية مثيرة للجدل .  وقد أدت السياسات الطائفية لهذه الحكومات إلى تفاقم الانقسامات. خصوصا بعد إقصاء بعض الشخصيات السياسية وقمع كل اصوات المعارضة ، مما ساهم في خيبة الأمل على نطاق واسع .في الوضع السياسي الحالي في العراق نرى انعدام الثقة والشعور بالمظالم ، مما جعل من الصعب تقاسم السلطة بشكل حقيقي ، كما لعبت الجهات الفاعلة الخارجية أدوارًا مهمة في تشكيل الحكومات على مدى العشرين عاما الماضية ، وكثيراً ما اتُهمت إيران، التي تتمتع بنفوذ كبير على الميليشيات  والأحزاب السياسية المتنفذة، بتفاقم الانقسامات الطائفية من أجل مصالحها الاستراتيجية. ان شمولية الاغلبية او دكتاتوريتها تعتبر من اخطر التحديات التي تواجه الدول والشعوب ، اذ بواسطتها صعدت انظمة فاشية ونازية كلفت شعوبها والعالم تكاليف باهضة .واذا مابقى العراق في مسار دكتاتورية الاغلبية الحالية ، فانه سيتحول سريعا الى دولة ثيوقراطية (دينية – طائفية) .ولتجنب ذلك لابد من معالجة هذه التحديات ، بما يحقق التطبيق السليم للديموقراطية . وهذا يتطلب نهجاً سليما متعدد الأوجه وخصوصا فيما يتعلق بالمحاور التالية :    الإصلاحات السياسية: هناك حاجة إلى إصلاحات سياسية شاملة لضمان تقاسم حقيقي للسلطة ومنع تهميش أي مجموعة ، من خلال الالتزام بالمواد الدستورية ، مثل الاسراع في تشكيل المجلس الاتحادي ، والعمل على فك ارتباط الهيئات المستقلة من مجلس الوزراء والحاقها بالبرلمان ، كهيئة الاعلام والبنك المركزي والنزاهة وديوان الرقابة المالية وغيرها . مع إعادة النظر في النظام الانتخابي وتطبيق مبدأ فصل السلطات ، وعدم التدخل في شؤون  القضاء والمحكمة الاتحادية، لضمان العدالة وخلق توزيع أكثر توازناً للسلطة.   بناء الثقة: إن إعادة بناء الثقة بين فئات المجتمع العراقي أمر بالغ الأهمية.  ولا يشمل ذلك نظام الحكم فحسب، بل ايضا تعزيز عمليات الحوار والمصالحة لمعالجة مظالم الماضي وتعزيز الوحدة الوطنية باستبدال التكتلات والخطابات الطائفية بالوطنية الجامعة .    تعزيز المؤسسات:  تعد المؤسسات القوية والمستقلة ضرورية لدعم سيادة القانون وحماية حقوق الأقليات.  ويشمل ذلك حصر السلاح بيد الدولة ، واستئصال الميليشيات الحزبية وتعزيز قوى الامن الداخلي ، مع اتخاذ تدابير فاعلة لمكافحة الفساد ، وبناء ثقة الجمهور في الحكومة.  الدعم الدولي:  يمكن للمجتمع الدولي أن يلعب دوراً داعماً من خلال توفير المساعدة الفنية، وتعزيز الحوار، وضمان عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية التي تؤدي غالبا إلى تفاقم الانقسامات الداخلية .إن تحقيق ديمقراطية مستقرة وشاملة في العراق أمر محفوف بالتحديات ، خصوصا في مواجهة “ديكتاتورية الأغلبية” التي يتصف بها المشهد السياسي الحالي ، الأمر الذي يهدد التوازن الضروري لتحقيق السلام والتنمية.  ومن خلال معالجة الأسباب الجذرية للانقسام وتعزيز نظام سياسي أكثر عدالة، يمكن للعراق أن يأمل في تجاوز واقعه المضطرب وبناء مستقبله حيث يكون لجميع مواطنيه مصلحة في نجاح هذا البلد العريق .

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: الأغلبية الساحقة من الجمهور تؤيد إنهاء الحرب والأميركيون يتجاوزوننا

سلّطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على محتوى مقطع فيديو لجندي إسرائيلي أسير أكد فيه استحالة عودة المحتجزين في قطاع غزة بالقوة العسكرية، ووجّه عبره رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وذكرت القناة الـ13 أن عائلة الجندي الأسير سمحت ببث مقطع الفيديو الذي نشرته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الجمعة الماضي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: هاغاري ظل يردد أكاذيب الجيش ثم ذهب كبش فداءlist 2 of 2الإنجيليون يضغطون على ترامب لرد الجميل والسماح بضم الضفةend of list

ونقلت القناة الـi24 عن حاجاي إنغريست، والد الأسير قوله إن "متان يعتمد هذه المرة على الرئيس الأميركي، ويخاطبه بشكل مباشر: أيها الرئيس ترامب أريد منك أن تخرجني من هنا".

ومن جهتها، عبرت عينات إنغريست، والدة الأسير عن ألمها لحالة الإحباط التي ظهر عليها ابنها لدرجة أنه يخاطب ترامب، بعدما خاطب في الفيديو السابق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وخاطبت نتنياهو عبر القناة الـ13 قائلة: "قبل أن تقرر إرسال المزيد من الجنود إلى المعركة، أولا استرجع من أرسلتهم ولم يعودوا".

وحسب حاييم روبنشتاين، وهو مستشار إعلامي وإستراتيجي، فإن "عائلات المخطوفين دائما تخاطب ترامب لأنها فقدت الثقة في حكومة إسرائيل".

وقال داني كوشمارو، وهو مقدم برامج سياسية على القناة الـ12 إن "ثلثي الجمهور الإسرائيلي، أي الأغلبية الساحقة يقولون إنه يجب الذهاب فورا إلى صفقة وإنهاء الحرب، وفقط 18% يؤيدون الحرب في غزة دون صفقة".

إعلان

ومن جهته، أكد مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ13، أور هيلر، أن "عائلات الجنود قلقة بشدة من استئناف القتال خلال أيام، لأن ذلك سيعرقل بشكل كبير فرصة استعادة المخطوفين وهم أحياء". وأشار إلى وجود احتمال كبير باستئناف الحرب خلال أيام.

وكشفت القناة الـ13 عن رسالة بعث بها 56 ممن عادوا من الأسر إلى رئيس الحكومة، دعوه فيها إلى تنفيذ الصفقة كاملة ودفعة واحدة ودون تأجيل.

أما الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، يسرائيل زيف، فاعتبر أن "العودة إلى الحرب من شبه المؤكد لن تؤدي إلى حسم مصير المخطوفين، ولن تحقق نتائج مختلفة، فالجيش هو نفسه حتى لو اختلفت التصريحات".

وتحدث زيف للقناة الـ12 عن "ضعف سياسي وحزبي فظيع في إسرائيل"، مشيرا إلى أن "الأميركيين يتجاوزوننا ويذهبون للتفاوض مباشرة مع حركة حماس.. لقد فقدنا سيطرتنا على الأمر".

مقالات مشابهة

  • معضلة العراق المستعصية .. وعود لم تر النور والإرادة السياسية العائق الأكبر
  • معضلة العراق المستعصية .. وعود لم تر النور والإرادة السياسية العائق الأكبر- عاجل
  • منتدى حقوقي يستنكر التراجعات الحقوقية التي شهدها المغرب
  • الإطار الإيراني يدعو المجتمع الدولي “لحماية العلويين “في سوريا
  • نيجيرفان بارزاني: مستقبل العراق مرهون بتنفيذ الدستور وتعزيز الشراكة الحقيقية
  • وزارة الخارجية تُدين الجرائم التي اُرتكبت في الساحل السوري
  • مسعود بارزاني يبحث مع الكاظمي مستجدات العملية السياسية في العراق
  • الكوني: العمل بنظام المحافظات من شأنه أن يخفف العبء عن العاصمة التي أصبحت ساحة للصراعات السياسية
  • إعلام إسرائيلي: الأغلبية الساحقة من الجمهور تؤيد إنهاء الحرب والأميركيون يتجاوزوننا
  • الإرهابي الخزعلي يدافع عن مسلحي نظام بشار الأسد