بمشاريع رقمية.. شباب مقدسيون يتطلعون للعالمية من عاصمة المغرب الاقتصادية
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
الدار البيضاء: عندما كان إبراهيم حرب يخطط في بيته لمشروع رقمي ألهمته إياه ظروف جائحة كورونا (كوفيد-19)، لم يكن يدور في خلد الشاب المقدسي أن فكرته ستقوده ذات يوم من مدينة المسجد الأقصى إلى المغرب الأقصى ليعيش تجربة استثنائية، وصفتها زميلته المقدسية رشا ترتير بنبرة ملؤها الشغف "نحن نستحق الحياة، وهذه فرصتنا لننطلق".
حل إبراهيم ورشا ضمن فريق من 5 شباب مقدسيين يقودون مقاولات ناشئة بمدينة الدار البيضاء، للمشاركة في حدث إعلان وكالة بيت مال القدس الشريف عن إستراتيجيتها لـ3 سنوات قادمة في مجال الرقمنة والابتكار تحت شعار "التنمية الرقمية في خدمة التنمية الاقتصادية في القدس"، والتي تضم ضمن مشاريعها منصة حاضنة للمقاولات الناشئة الموجهة لشباب القدس في المجال نفسه.
المشروع الذي يحتضنه مكتب الوكالة بالعاصمة الاقتصادية "بيت المال بلاص" (BAMQ plus)، عبارة عن برنامج يمتد 5 أشهر، ويستهدف الجيل الجديد من رواد الأعمال المقدسيين بتعاون مع جامعة القدس والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير التابعة لجامعة الحسن الثاني، ويشمل 160 ساعة من التدريب المكثف عن بعد، وجلسات مع المستثمرين ومنح مالية لتطوير المشاريع.
وقال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف محمد سالم الشرقاوي إن الهدف من هذه المبادرة هو منح الفرصة لشباب القدس من أجل تعزيز قدراتهم على مواصلة طريقهم في مجالات التجديد والابتكار، من خلال استثمار إمكانات الرقمنة والطفرة التكنولوجية وما تتيحه التقنية الحديثة اليوم.
ولفت في حديث مع الجزيرة نت إلى "أن ذلك يتم وفق مواكبة عملية تستمر لأشهر من التدريب تُتوج بمنحة تمكنهم من الاستمرار في المرافعة عن مشاريعهم سواء في السوق المحلية أو العالمية".
وأشار الشرقاوي إلى أنه يتم الاستعانة بخبراء فلسطينيين ومغاربة من أجل الإشراف على حاملي المشاريع والمقاولات الناشئة في القدس، ومدّهم بالمواد المجهزة من خلال مؤسسة متخصصة تستمر في التواصل معهم أينما كانوا لمواكبة مشاريعهم حتى تنضج وتتمكن من ولوج أسواق التمويل والتسويق، مشيرا إلى أن هذه المواكبة بدأت من لقاءات تحضيرية امتدت ليومين في الدار البيضاء، وتستمر في مراكش من خلال المشاركة في معرض "جيتكس أفريقيا".
من جهته، أوضح ممثل وفد رجال أعمال مقدسيين إياد الأعرج دورهم في مواكبة المبادرة من خلال تعزيز المصادر وتفعيل العلاقات بين المغرب والقدس، خاصة في ما يتعلق بالاستثمار بين الطرفين.
وبين في الحديث مع الجزيرة نت أن الهدف الأساسي هو تشجيع حلول رقمية شبابية جديدة ومبتكرة تمكن من الاستثمار في المجال وخلق وظائف تتركز على التكنولوجيا في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي.
وخلال الإعلان عن الإستراتيجية تم توقيع اتفاقيات تمويل حضانة المقاولات الناشئة الخمس من القدس، إلى جانب ملحق اتفاق مع المدرسة الوطنية للإدارة والتسيير بالدار البيضاء بشأن دعم انخراط طلبة المدرسة في البرنامج ذاته.
"اليوم نستطيع أن ننطلق ونهتف سِير بالمغربي". تقول الإعلامية المقدسية رشا ترتير الشريك المؤسس في شركة" بي إيه إل نيوز ال" (PAL NEWS AI)، وهي منصة رقمية سحابية تهتم بصناعة محتوى إعلامي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والعمل على إنتاجات تدعم الحفاظ على الإرث الوطني والثقافي لمدينة القدس.
وتضيف ترتير "هذا الدعم بالنسبة إلينا مهم جدا، حيث تم تبني شركاتنا الناشئة بشكل رسمي. نستطيع اليوم أن ننطلق ونشتغل على أرض الواقع بقوة وهمة لنقل روايتنا"، مشيرة في حديث مع الجزيرة نت إلى أن كل الشباب الفلسطيني يكون قادرا على الإبداع عندما تتاح له الفرصة المناسبة، "فكل واحد منا لديه فكرة يؤمن بها ولديه مشروعه وحلمه. ونحن شعب يستحق الحياة".
بدوره، أبدى إبراهيم حرب سعادته باختياره للاستفادة من هذه الفرصة، وهو مدير تنفيذي لشركة تعنى بتطوير العملية التعليمية من خلال تطبيق رقمي يوظف تقنية الواقع المعزز اختير له اسم "كنار"، وقال في حديث مع الجزيرة نت إن "المشاركة في مثل هذه المحطات هي بمثابة هدف لكل شركة ناشئة تطمح إلى التوسع، وجلب استثمارات تتيح لها الاستمرارية في تقديم خدماتها".
وعدّ إبراهيم لحظة توقيع اتفاقية احتضان شركته من قبل وكالة بيت مال القدس الشريف نجاحا بحد ذاته يمكنه "من بناء علاقات خارج فلسطين، والعمل مع سوق محتمل جديد في المغرب وشمال أفريقيا".
الشباب الخمسة الذين قدموا إلى المغرب تم اختيارهم من أصل 20 مقدسيا تقدموا بمشاريعهم لجامعة القدس، التي أشرفت على عملية الانتقاء في المدينة المحتلة بعد إعلان وكالة بيت مال القدس الشريف عن المنصة الحاضنة للمقاولات الناشئة، وفق شروط دقيقة أبرزها أن تكون المشاريع رقمية، وتتضمن خططها معايير تؤهلها للنجاح والاستمرار في المستقبل.
في هذا الصدد، قال رشيد جيوسي بروفيسور تكنولوجيا المعلومات بجامعة القدس إن الشباب الذين تم اختيارهم "يحملون أفكارا ريادية حظيت بفرصة الاستفادة من هذه الحاضنة، والتشبيك مع شباب مغاربة مبادرين من المغرب وخلق مشاريع مشتركة"، معبرا -في حديث للجزيرة نت- عن أمله في أن يكون عدد المشاركين أوسع في السنوات القادمة.
بعد انطلاق تجربة مواكبة مشاريعهم في العاصمة الاقتصادية للمملكة (مدينة الدار البيضاء)، التي يُنتظر أن تحتضن هذه المقاولات 5 أشهر قادمة من أجل دعمها وتطويرها عبر منصة بيت المال بلاس، يتوجه الشباب المقدسيون إلى مدينة مراكش للمشاركة في معرض "جايتكس أفريقيا" في نسخته الثانية، التي "تعد محطة استثمارية للتواصل مع رجال أعمال من المغرب ودول مختلفة"، حسب الدكتور رشيد جيوسي.
ويضيف البروفيسور المقدسي "مجرد استضافتنا في المغرب ومساعدة شبابنا للوصول إلى هنا فرصة مميزة، من دونها يُعدّ من الصعب انفتاح مقاولاتهم الناشئة على العالم"، مشددا على أن المشاركة في هذا المعرض الدولي من شأنها تمكين شباب القدس من المنافسة بمشاريعهم، وجذب أنظار رجال أعمال يساهمون في تطويرها، وإيجاد فرص عمل، بالإضافة إلى المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني من خلال الاستثمارات المتاحة.
ويشارك الشباب المقدسيون الخمسة بعرض مشاريعهم في معرض جايتكس أفريقيا الذي انطلق مساء أمس الأربعاء، ويُعد أكبر حدث للتكنولوجيا والشركات الناشئة في القارة السمراء. ويتنافس الشباب المقدسيون في تحدي سوبرنوفا لريادة الأعمال، إلى جانب 5 طلبة آخرين مغاربة من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ضمن الشراكة بين الأخيرة وجامعة القدس وبيت مال القدس الشريف.
جبران مساد، طالب ماجستير إعلام رقمي واتصال في جامعة القدس، جاء إلى المغرب هو الآخر رفقة زملائه المقدسيين بشركته الناشئة التي اختار لها اسم "أليف"، يسعى إلى تطوير عيادة بيطرية ذكية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويُعَد مهرجان جايتكس بالنسبة إليه "بوابة يحظى من خلالها بفرصة عالمية لتمثيل وطنه فلسطين بمشروعه الريادي".
وبدوره، يرى إبراهيم حرب أن محطة "جايتكس" ليست نقطة نهاية بالنسبة إليهم، بل نقطة بداية في مسار تطوير مقاولاتهم، ويعتبرها في الحديث مع الجزيرة نت أيضا فرصة لإيصال رسالة الشعب الفلسطيني للعالم مفادها "أننا شعب طموح ويحب الحياة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وکالة بیت مال القدس الشریف الدار البیضاء إبراهیم حرب من خلال فی حدیث
إقرأ أيضاً:
جامعة المنوفية تستضيف مبادرة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين "ابني وعيك"
شهد الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية فعاليات مبادرة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين "ابني وعيك" لبناء وعي الشباب المصري، التي استضافتها الجامعة ونظمتها الادارة العامة لرعاية الطلاب والإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالجامعة، وتهدف الندوة إلي توعية الشباب بالتحديات التي تواجه الوطن، و تعزز الوعي العام بقضايا الأمن القومي المصري من خلال التعامل مع فئات المجتمع المختلفة وعلى رأسها طلاب الجامعات، وذلك بحضور الدكتور صبحي شرف نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور ناصر عبد الباري نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور إكرامى جمال أمين عام الجامعة والنائب علاء مصطفى عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والنائبة إيمان الألفي عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وحسام حفني عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسي المهندس أحمد صبري عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وعمداء الكليات وطلاب الجامعة.
رحب الدكتور أحمد القاصد بضيوف الجامعة وحضور الندوة مشيرا الي حرص جامعة المنوفية على استضافة هذه المبادرة الهامة لنؤكد أن بناء الوعي ليس شعارًا، بل مسؤولية مشتركة بين الدولة، والمؤسسات التعليمية، وانطلاقا من الرؤية الاستراتيجية للدولة المصرية لبناء جمهورية جديدة قائمة على المشاركة الفاعلة والتنمية الشاملة، وتنفيذا لتوجهات واهتمام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بقضية تنمية الوعي السياسي للشباب باعتبارهم المحرك الأساسي لصناعة مستقبل الوطن، وتأكيدا أن الوعي السياسى هو الدرع الحصين الذي يحمي الأفراد والمجتمعات من الانحراف الفكري، والتبعية الثقافية، والاستقطاب السياسي، مضيفا أن الأوطان لا تُبنى بالشعارات، بل بالإرادة الواعية، والعقل الناقد، والقلب المخلص، فالشباب الواعي هو الضامن الحقيقي لاستقرار الوطن وازدهاره.
كما اكد الدكتور أحمد القاصد خلال كلمته علي أن جامعة المنوفية ستظل داعمة لكل جهد يُسهم في تنمية وعي أبنائها، فالجامعة ليست فقط مكانًا للتعليم الأكاديمي، بل أيضا لصناعة العقول المفكرة، والقلوب الواعية، ونحن هنا لنوفر لأبنائنا الطلاب الأدوات والمعرفة التي تساعدهم على بناء وعيهم السياسي دون انحياز، لأن مستقبل مصر يُبنى اليوم بأيديهم وأفكارهم.
ووجه رئيس الجامعة الشكر والتقدير إلي تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تلك المنصة الوطنية الفاعلة وجهودها للربط بين رؤية الدولة وطموحات الشباب، لصياغة مستقبلٍ يقوم على الفهم العميق لدور الشباب فى صناعة القرار، فالشكر موصول لكل من ساهم في تأسيس هذا الصرح، والتقدير لمشاركتكم الفاعلة في هذه الندوة، والتي تأتي في إطار تعزيز الحوار الوطني وبناء جسرٍ من التواصل بين صناع القرار وأجيال المستقبل، وثقتكم بأن الجامعة هي منارةٌ للفكر والوعي.
واستعرض النائب علاء مصطفى عضو مجلس الشيوخ المفهوم العام للأمن القومي الذي يتخطى المفهوم الواحد السياسي الاكثر تداولا ليشمل المفهوم العام للأمن القومي لقضايا هامة كالتعليم والإقتصاد والصحة والثقافة وتنمية الشباب والاستقرار السياسي، كما تحدث عن ثقة الشعب في القيادة للدولة المصرية ودورها البارز حول الملفات القومية الهامة والتي تدعم اواصل الترابط داخل المجتمع كملف التعليم والصحة والتماسك العام بين فئات المجتمع وعلى رأسها شباب الامة الواعي نحو القضايا التي تمر بيها البلاد وخاصة مع تزامن احداث القضية الفلسطينية الاخيرة والتي بدأت باكتوبر عام 2023. مشيرا بان الحرب على المنطقة ليست متعلقة فقط على حرب الاسلحة بل تعدت الى حروب الذكاء الاصطناعي ومحاولة تشوية الحقائق امام الشعوب العربية حول الاوضاع السياسية وعلاقتها بالامن القومي.
كما أشار المهندس أحمد صبري عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين الى اهمية محاربة الفكر المتطرف والاخبار الكاذبة بالذكاء الاصطناعي والتي تهدف تضليل الحقائق حول القضية الفلسطينية والتي تساندها الدولة المصرية بكل قوة في الثباب على مبدأ لا للتهجير الفلسطيني لقطاع غزة، مؤكدا على ضرورة إدراك الشباب لهذا المفهوم انطلاقا من دورهم الفاعل داخل المجتمع وأهمية حماية الوعي الجمعي لدى المصريين باعتباره خط الدفاع الأول عن الدولة ومؤسساتها الوطنية.
كما أكد حسام حنفي عضو تنسيقية شباب الأحزاب علي أن الدولة المصرية تعتمد على وعي شبابها والتزامهم وحرصهم على بناء مجتمع يدرك معنى الانتماء خاصة وان الشباب المصري اصبح اليوم لديه ادراك تام بأبعاد القضية الفلسطينية ويقف خلف موقف الدولة في رفض مخططات التهجير وتصفية القضية، خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لمصر في الايام القليلة الماضية وتوضيح مفهوم مصر اتجاة القضية الفلسطينية وثباتها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني المرابط.
كما تحدثت النائبة إيمان الألفي عضو مجلس النواب عن الجانب النفسي حول الأحداث الراهنة والمتعلقة بالأمن القومي للدولة المصرية ومحاربة الأخبار الكاذبة بالمنصات الإخبارية التي تحارب مصر وتبحث عن نشر الفوضى داخل فئات المجتمع وخاصة الشباب وزعزعة الاستقرار السياسي من خلال نشر الاخبار المغلوطة حول الملف الاقتصادي والصحي والتعليمي، مطالبة الشباب وطلاب الجامعات بالتماسك ضد التيارات الفكرية المغلوطة والتي تهدف الي تفكك المجتمع وان مصر دولة ذات سيادة عظمي وحماية للمنطقة العربية فهي حصن الامان الاول نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي بالمنطقة.
هذا وقد اختتمت الندوة بالرد علي العديد من استفسارات الطلاب حول الملفات الهامة المتعلقة بالاقتصاد المصري والتصدي للوضع السياسي الراهن والمتوقع والمأمول حول النزاع الفلسطيني الحالي والدور السياسي لمصر حول القضية.