مبابي إلى اليونايتد.. وصلاح في الريال بتنبؤات «الذكاء الاصطناعي»
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
تنبأ برنامج ذكاء اصطناعي تديره شبكة «بيتينج سايتس» - Betting Sites - بأن النجم الفرنسي كيليان مبابي جناح باريس سان جيرمان لن ينضم هذا الصيف إلى ريال مدريد الإسباني، وإنما سيوقع لمانشستر يونايتد، وينتهي عقد مبابي في أول يوليو 2024، وهناك شبه إجماع على أن وجهته المقبلة هي «الميرينجي»، في إطارصفقة انتقال حر، غير أن اللاعب لم يعلن بصورة رسمية حتى الآن أن ناديه القادم هو ريال مدريد.
وتنبأ البرنامج نفسه بأن الريال سينفق المال الذي وفره من صفقة مبابي، على شراء النجم المصري محمد صلاح جناح ليفربول، بينما يفجر«فتى بوندي المدلل» مفاجأة كبرى بالانتقال إلى مانشستر يونايتد رغم أن هذا الفريق لن يشارك في دوري الأبطال الأوروبي الموسم القادم، الأمرالذي قد يضعف تنبؤات برنامج الذكاء الاصطناعي.
كما تنبأ البرنامج بأن النجم البرتغالي برناردو سيلفا جناح مانشستر سيتي سينضم إلى برشلونة الإسباني هذا الصيف، وأن النجم الإنجليزي كايل وولكرزميله في السيتي سيعود بدوره إلى توتنهام، بينما تنبأ من قبل بأن المهاجم الإنجليزي إيفان توني يذهب إلى نيوكاسل يونايتد.
وكانت مباراة نهائي كأس فرنسا بين سان جيرمان وأوليمبيك ليون آخر مباراة يلعبها مبابي بالقميص الباريسي. وانضم بطل العالم المتوج بمونديال روسيا 2018، إلى سان جيرمان في 2017، قادماً من موناكو مقابل 180مليون يورو، وأثبت خلال السنوات السبع التي قضاها في باريس أنه أحد أفضل المهاجمين في العالم، حيث سجل 256 هدفاً في 308 مباريات.
وأحرزهداف كأس العالم الأخيرة 2022، العديد من الألقاب مع ناديه ومنتخب بلاده، حيث فاز ببطولة الدوري الفرنسي 6 مرات، ووصل مرة واحدة إلى نهائي دوري الأبطال الأوروبي، وعلى مستوى المنتخب، بلغ مبابي أوج مجده وتألقه وتوهجه وقاد «الديوك» للفوزبكأس العالم 2018 بروسيا، كما وصل بمنتخب بلاده إلى نهائي مونديال 2022، وخسرمن منتخب الأرجنتين بركلات الترجيح.
وذكرموقع جول العالمي أنه رغم هذه التنبؤات التي أطلقها برنامج الذكاء الاصطناعي، فإنه من المؤكد أن ينضم مبابي إلى ريال مدريد هذا الصيف، ومن المقرر أن يعلن انتقاله للريال قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2024».
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مبابي كيليان مبابي محمد صلاح ليفربول ريال مدريد مانشستر يونايتد
إقرأ أيضاً:
مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.
وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.
هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.
ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!
ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.
وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.
ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.
حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.
وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.
ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.