بموازاة تعكير صفوة الأمن البحري، تواصل ميليشيا الحوثي- ذراع إيران داخليا، تصعيدها العسكري ضمن مساعيها لإفشال جهود إحلال السلام وإيقاف الحرب التي تقودها منذ نحو 10 سنوات.

سلسلة من الهجمات الفاشلة التي جرى تسجيلها في عدة جبهات بمناطق محررة. محاولات مستميتة تقوم بها الميليشيات الحوثية لإحراز أي تقدم أو مكاسب ميدانية في ظل عمليات التحشيد والتجنيد التي تمارسها منذ نحو 6 أشهر تحت شماعة "المعركة المقدسة ونصرة فلسطين".

وخلال اليومين الماضيين، اعترفت ميليشيات الحوثي بمصرع عدد من ضباطها في مواجهات اندلعت مع القوات الحكومية بحسب ما أفادت به عدة وسائل إعلام حوثية بينها "وكالة سبأ". عمليات التشييع تركزت في صنعاء والحديدة جلهم يحملون رتبا عسكرية علياً بينهم عقيد، وآخرون موزعون بين رتب نقيب ومقدم وملازم.

وبحسب التصريحات الحوثية، تم تشييع جثامين كل من: "العقيد محمد صالح الجهفي والمقدم نجيب محمد الحداد والنقيب أمين أحمد شاطر والنقيب محمد سليمان المحجري والملازم ثاني مازن حلمي العامري والملازم ثاني محمد ناجي داوود والملازم ثاني أبكر زبيري محمد، المقدم نجيب محمد أحمد الحداد، ومحمد سليمان صالح".

بدورها جددت الحكومة اليمنية التأكيد أن استمرار ميليشيا الحوثي بالتصعيد العسكري داخلياً يفاقم الأوضاع ويخلق مزيداً من الأزمات ويقوض مسار العملية السياسية وفرص تحقيق السلام المنشودة.

وأكد وزير الخارجية شائع الزنداني، في تصريحات أخيرة أن خارطة الطريق المعلنة من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن توقفت، بسبب استمرار التصعيد العسكري الذي تقوده الميليشيات الحوثية، واستمرار الهجمات الإرهابية في البحر الأحمر. ودعا الزنداني الأمم المتحدة ومبعوثها والمجتمع الدولي إلى التعاطي بجدية مع الممارسات والانتهاكات الحوثية التي تواصل عدوانها ضد الشعب اليمني وخطوط التجارة، وكذا دفعها إلى الانخراط بجدية في العملية السياسية وفقاً للمرجعيات المتفق عليها وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

استمرار التصعيد العسكري خلال الفترة الماضية، زاد من أعداد اليمنيين الذين نزحوا إلى مناطق أخرى هرباً من الأعمال العسكرية المتكررة وبحثاً عن متطلبات الحياة الضرورية التي انقطعت بسبب الصراع المستمر، وكذا تغيرات المناخ وسوء الأحوال الجوية.

وبحسب بلاغ صادر عن منظمة الهجرة الدولية قبل أيام، أن 41 عائلة يمنية نزحت خلال الأسبوع الفائت وهو ما يؤكد أن عملية النزوح مستمرة في ظل التصعيد العسكري الحوثي ضد المحافظات اليمنية المحررة.

وأكدت المنظمة أنها رصدت انتقال تلك العائلات المكونة من 246 فرداً، خلال الفترة من 19 - 25 مايو (أيار) الحالي، من مساكنها في الحديدة وتعز والجوف إلى مواقع جديدة. وأشارت المنظمة أن نازحي الجوف انتقلوا إلى مأرب بواقع 18 عائلة؛ في حين أن نازحي الحديدة وتعز استقروا في مواطن جديدة في المحافظتين، بواقع 14 عائلة في الحديدة، و8 عائلات في تعز.

وطبقاً للمنظمة؛ فإن حالات النزوح ارتفعت منذ بداية العام وحتى أواخر الشهر الحالي إلى 1358 عائلة تضم 8148 فرداً.

وأكدت الوحدة التنفيذية للنازحين في اليمن أن عدد العائلات النازحة بلغت أكثر من 496 ألف عائلة، تضم ما يقارب مليونين و900 ألف فرد، منهم أكثر من مليون و382 ألفاً من الذكور، وأكثر من مليون و516 ألفاً من الإناث، ومن هذه العائلات هناك 9250 عائلة يعولها أطفال، و17485 أخرى تعولها نساء، في حين يبلغ عدد الأطفال غير المصحوبين بأقارب 2790 طفلاً، إلى جانب 3150 من المسنين.


المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟

استهدفت إحدى الغارات الأمريكية المتواصلة عن اليمن القيادي البارز في جماعة أنصار الله "الحوثي"، واسمه عبدالله الرصاص، الذي كان في سيارته مع مرافقين يتنقل بين المواقع العسكرية.

ويأتي ذلك بينما أعلنت جماعة الحوثي أن الرصّاص ومرافقيه توفوا صباح الجمعة بحادث مروري في مديرية مجزر، "أثناء عودتهما من المشاركة في فعالية جماهيرية" بمركز المديرية، غير أن تعازي ذويي وأقارب الضحايا ومعارفهم على مواقع التواصل الاجتماعي وصفتهم بـ"الشهداء في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وهي التسمية التي يطلقها "الحوثيون" على عملياتهم العسكرية خارج الحدود اليمنية.

ويُعد عبدالله أحسن الرصاص، المعروف بكنية "أبو محسن"، أحد القيادات الأمنية البارزة في صفوف جماعة الحوثيين، وارتبط اسمه بالعديد من الأحداث في اليمن، خصوصا في محافظتي صنعاء ومأرب.


وولد الرصاص في قرية "الشرية" التابعة لمديرية بني حشيش الزراعية، شرق العاصمة صنعاء، وانخرط مبكرا صفوف جماعة الحوثي.

وبعد وصل جماعة الحوثي إلى السلطة عام 2015، بدأ الرصاص بالظهور كأحد العناصر الفاعلة ميدانيًا، وأسندت إليه مهام أمنية حساسة، أبرزها توليه منصب مدير أمن مديرية بني حشيش، قبل أن تتوسع صلاحياته لاحقًا ليصبح مشرفًا ميدانيًا للمديرية. 

وتم نقل الرصاص إلى مديرية مجزر شمال غربي محافظة مأرب، حيث تولى إدارة الأمن هناك، وهو ما يعكس الأهمية التي كانت تُعطى له ضمن المنظومة الأمنية والعسكرية للحوثيين، خاصة في المناطق المحيطة بمركز محافظة مأرب، ذات الموقع النفطي الحساس.

لم تقتصر مهام عبدالله الرصاص على الجانب الأمني فقط؛ الذي يقال إنه مراس خلاله العديد من "أساليب القمع والترهيب"، بل كُلّف أيضًا بالانخراط في مهام مرتبطة بالقوة الصاروخية التابعة جماعة أنصار الله.


وأشارت مصادر يمنية إلى مشاركته في الإشراف على إنشاء شبكات أنفاق تحت الأرض لتخزين الأسلحة، إضافة إلى نصب منصات صاروخية وأنظمة رصد ومراقبة على المرتفعات الجبلية للمديرية.

وبرز الرصاص كأحد القيادات البارزة التي جمعت بين العمل العسكري والأمني، مع التزامه بالرؤية الأيديولوجية للحوثيين في مختلف المراحل، وارتبط اسمه بعدد من العمليات الأمنية الحساسة، حيث اعتبر شخصية موثوقة في الجماعة.

مقالات مشابهة

  • دور الجامعات في تحقيق العدالة الإنسانية وبناء السلام… محاضرة في جامعة حمص
  • اليمن يسقط ثاني طائرة أمريكية نوع F-18 في البحر الأحمر (إنفوجرافيك)
  • رئيس الوزراء يطالب الأمم المتحدة بضرورة توزيع التدخلات الإنسانية على النازحين من بطش الحوثي وفي مقدمتهم النازحين في مأرب وسيئون
  • اجتماع في البيضاء يناقش جهود التحشيد والتعبئة لمواجهة تصعيد العدوان الأمريكي
  • تصعيد خطير.. باكستان تعلن اقتراب التوغل العسكري الهندي على أراضيها
  • رئيس الوفد الوطني المفاوض: الوحشية الأمريكية لن تغطي الفشل العسكري في العدوان على اليمن
  • مصر وأنجولا يؤكدان دعم جهود السلام في إفريقيا
  • الصحف العالمية: تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتحريض على الإبادة وارتفاع حوادث القتل في الضفة الغربية
  • اليمن: الحوثي يستخدم المدنيين دروعاً بشرية
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟