قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن دخول القوات الإسرائيلية إلى محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر لا يضيف شيئا من الناحية العسكرية لأن مساحته لا تتجاوز 120 مترا، مؤكدا أن إسرائيل ما كانت لتواصل الحرب لولا الدعم الأميركي الذي يعوضها عن خسائرها في الميدان.

وأضاف -في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة– أن العمليات الإسرائيلية غالبا ستكون في الجزء الذي كان يؤوي النازحين في رفح، مشيرا إلى أنها مساحة لن تؤثر في ميزان الواقع العسكري.

ولفت إلى أن المقاومة تتبنى طريقة الكمائن وتفخيخ البنايات التي يحتمل أن يفر إليها الجنود في حال وقوعهم في كمين بحيث يتم تفجيرها لقتل الناجين من الكمين.

حديث غير واقعي

وعن حديث مسؤولي الاحتلال عن الفترة المتبقية للحرب، قال الدويري إنها أحاديث غير واقعية، مشيرا إلى أن حديث عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت عن استمرارها 5 سنوات أخرى غير واقعي، في حين حديث الجيش عن 7 أشهر فقط يعكس الأماني وليس الحقائق.

وأضاف أن الجيش يتحدث عن إنهاء الحرب في غضون 7 أشهر، لأنها الفترة المتبقية للانتخابات، وبالتالي فهو يحاول تقديم خدمة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ووضح الدويري أن المدة المتبقية للحرب مرهونة بعوامل ميدانية وأخرى إقليمية ودولية، مشيرا إلى أن التاريخ يشهد بحسم الحروب غير المتناظرة لصالح الطرف الأضعف عسكريا، لأن الشعوب لا يمكن هزيمتها.

ولفت إلى أن مواصلة الحرب تتوقف أيضا على مدى قدرة الشعب على المقاومة بدليل هزيمة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان وأميركا في فيتنام، قائلا إن الإسرائيليين لم يفهموا هذه الحقيقة التاريخية، أو أصيبوا بغرور القوة.

وأكد الدويري أن هذه الحرب ما كانت لتستمر كل هذه الفترة لولا الدعم العسكري الأميركي، لأن إسرائيل لم تحقق أي هدف وخسرت نحو 1500 آلية حربية، أي معدات 4 فرق عسكرية كاملة، فضلا عن أعداد كبيرة جدا من القتلى والجرحى.

وختم بأن إسرائيل خسرت ما يصل إلى 40% من معداتها العسكرية في هذه الحرب، وعوضتها الولايات المتحدة، مؤكدا أنها لن تتمكن من الاستمرار إلا بضمان مواصلة هذا الدعم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

صدمة واستياء بعد إهانة زيلينسكي.. هل فهم الأوكرانيون حقيقة أميركا؟

كييف- ربما لم يشعر الأوكرانيون بالإهانة قط كما حدث أمس، عندما وبخ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضيفه ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور نائبه جيه دي فانس، وأمام حشد كبير من وسائل الإعلام في البيت الأبيض.

زيارة زيلينسكي تحولت من الإيجابية المرتبطة بالتواصل إلى اتفاق يخص استثمارات "المعادن النادرة" بين البلدين، إلى مشادة حادة مهينة وصلت حد الطرد؛ في سابقة لم يشهدها البيت الأبيض، وربما لم يتخيل الأوكرانيون حدوثها بهذا الشكل الفاضح، الذي خيب آمالهم بالدور والدعم الأميركي، وبنهاية للحرب لا تظهرهم ضعفاء مكسورين.

تجدد الحرب

على مدار ساعات الليل، تفاعل العامة بكثافة مع ما حدث على مواقع التواصل، في صورة ذكرت ببداية الحرب قبل أكثر من 3 سنوات، عندما خاض الجميع في تساؤلات تجددت: كيف يمكن أن يحدث شيء من هذا القبيل؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟ وهل ستصمد البلاد؟

ذلك لأن مشهد اليوم يذكر ببداية الحرب، عندما قاتلت أوكرانيا وحيدة على مدار الأسابيع الخمس الأولى، من دون دعم أميركي أو غربي يذكر.

وفي جولة بشوارع العاصمة كييف، تحدثت الجزيرة نت إلى عدد من المارة لرصد آرائهم، ومنهم السيد سيرهي، الذي قال: "ستنتهي الحرب حتما؛ ولكني لا أثق بالولايات المتحدة منذ أن كانت طرفا ضامنا عند توقيع مذكرة بودابست (التي تخلت بموجبها أوكرانيا عن السلاح النووي في 1994). إنهم يعملون لمصالحهم، وهذا يحدث حاليا".

إعلان

ويقول الشاب أندري: "خاننا الأميركيون وخذلوا العالم الحر. نهاية الحرب لن تكون قريبة أو سهلة كما ظننا، وقد تكون مؤلمة، ولكني أعتقد أن الرئيس زيلينسكي سيعمل كل ما يستطيع، كما في بداية الحرب"، على حد قوله.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) تعرض لإهانة بالبيت الأبيض استاء منها الأوكرانيون (الفرنسية) تأييد للرئيس

تصرف رئيس البلاد كان محور نقاشات كل الساعات الأخيرة، ويبدو أنه لم يحظ بتأييد سريع من كبار موظفي مكتب الرئاسة والحكومة والبرلمان والنواب فقط، بل من عامة الشعب أيضا.

تقول السيدة فالينتينا: "زيلينسكي حفظ كرامتنا عندما رفض إهانة بلاده وقبول إملاءات ترامب ونائبه بصمت، لقد تعمدوا إذلاله والإساءة له ولنا من خلفه في واشنطن".

أما السيد فالينتين فيقول: "استفزوا زيلينسكي، وسقط ضحية التفاعل بعاطفة، لكنه لم يسيء لهم، بل حاول إقناعهم بأنه ممتن وينشد استمرار الدعم. أعتقد أنهم حسموا أمرهم قبل مجيئه، وأن تصرفهم يعبر عن حقدهم تجاهه وتجاه أوكرانيا. الولايات المتحدة لم تعد حليفا ولا صديقا بعد اليوم".

 

فولوديمير فيسينكو رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا": الأزمة بين زيلينسكي وترامب قد تأخذ بعدا دوليا (الجزيرة) أزمة مفاجئة

أما النخب المثقفة، فتتناول الأمر من زوايا أخرى، حيث تحاول تفسير "الأزمة الجديدة"، والخوض في طرق الخروج منها بأقل الخسائر والضرر.

فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا"، يقول للجزيرة نت: "نحن أمام أزمة من دون شك، لا تقتصر على العلاقة بين زيلينسكي وترامب فحسب، بل تأخذ بعدا دوليا".

ويضيف: "كنت أتوقع شيئا مماثلا خلال محادثات السلام المستقبلية، لكن الأمر حدث في وقت مبكر جدا. أعتقد أن الدور المستفز لجيه دي فانس أجج مشاعر كل من ترامب وزيلينسكي معا".

ويضيف المتحدث ذاته: "علينا أن نفكر في العواقب، وكيفية تقليل العواقب السلبية المحتملة لما حدث على إمدادات الجيش. أعتقد أن موضوع مفاوضات السلام وضع جانبا لبعض الوقت".

أوليكساندر كرايف خبير مركز المنشور الأوكراني للدراسات يقول إن على أوكرانيا مضاعفة العمل مع الشركاء الأوروبيين (الجزيرة) أوروبا فقط

لكنّ مواطنين آخرين يرون أن الأمر قد حسم لأميركا، ولا فائدة من الحديث عن إجراءات لخفض التوتر وتقليل العواقب السلبية، وأن على أوكرانيا مضاعفة نشاطها مع الأوروبيين حصرا، وفقط.

إعلان

أوليكساندر كرايف، خبير مركز المنشور الأوكراني للدراسات، وأستاذ جامعة كييف الوطنية، قال للجزيرة نت إن المساعدات الأميركية لأوكرانيا ستتوقف غالبا، ويعتقد أن ذلك لن يكون مفاجئا، لأن إدارة ترامب تمن عليهم بفوقية مفرطة أنها تمدهم بالسلاح، وتلوح بوقف ذلك بسبب أو من دون سبب.

وأضاف أنه بدءا من غد الأحد، وانطلاقا من قمة لندن، يجب على أوكرانيا مضاعفة العمل النشط مع الشركاء الأوروبيين بنسبة 1500%؛ لوضع إستراتيجية دفاعية مشتركة، وإستراتيجية دعم، ورؤية مشتركة للمفاوضات، تكون فيها إلى جانب الأوروبيين على الطاولة.

وتابع: "إذا كانت أوروبا تدعمنا بقوة من الخلف، فلن يستطيع ترامب الضغط علينا كما يريد، ولن يستطيع تنفيذ خططه. أعتقد أن معظم دول أوروبا عبرت عن استيائها من ترامب، وتتفهم أن الولايات المتحدة تتحول من شريك إلى عدو".

وبحسب كرايف، أمام أوكرانيا -رغم الصدمة- فرصة كبيرة لكي تتحد أوروبا من أجل أمنها. ويرى المتحدث ذاته أن كل المؤشرات تدل على ذلك الطريق. ورغم أن ترامب دعاها إلى ذلك يوما، إلا أنه لن يكون مسرورا باستبعاد دور بلاده تماما من ذلك الأمن"، على حد قوله.

مقالات مشابهة

  • حكم الصيام بدون صلاة وهل يؤثر ذلك على صحة الصوم؟ علي جمعة يجيب
  • أردوغان: نتنياهو يماطل وإسرائيل غير ملتزمة.. وتطورات بشأن المفاوضات
  • ستارمر: سنواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا والضغط الاقتصادي على روسيا
  • رئيس الوزراء البريطاني يؤكد استمرار تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب
  • بقيمة 4 مليارات دولار .. أميركا تسرّع تسليم مساعدات عسكرية إلى إسرائيل
  • رئيس الوزراء التشيكي يدعو لزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا ورفع الإنفاق الدفاعي
  • حماس وإسرائيل.. هل تستأنف المفاوضات أم الحرب؟
  • صدمة واستياء بعد إهانة زيلينسكي.. هل فهم الأوكرانيون حقيقة أميركا؟
  • تواصل الدعم الغربي لزيلنسكي بعد مشادته مع ترامب في البيت الأبيض