كاتبة أمريكية بعد مجزرة رفح: أسف نتنياهو بلا جدوى إذا استمرت إسرائيل باستهداف المدنيين
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
أعربت عضو مجلس التحرير في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فرح ستوكمان، عن استيائها من من الاعتذارات التي تصدرها دولة الاحتلال الإسرائيلي في كل مرة تقدم فيها على العدوان على المدنيين وعمال الإغاثة خلال عدوانها المتواصل على قطاع غزة.
وقالت ستوكمان في مقال لها في الصحيفة الأمريكية، إنها كثيرا ما تقول لابنتها البالغة من العمر 8 سنوات إن قول "آسف" لا يفي بالغرض إذا استمرت في السلوك الذي تعتذر عنه.
وأضافت أنه درس أساسي يتعلمه الأطفال. ومن الواضح أن زعماء العالم يحتاجون إلى تعلم هذه الحقيقة أيضا.
وأشارت إلى أنه بعد مواجهة رد الفعل الدولي على الضربة العسكرية الإسرائيلية التي أدت إلى حرق العشرات من الأشخاص أحياء في خيامهم في مخيم اللاجئين في رفح الأحد، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتل (استشهاد) المدنيين بأنه "حادث مأساوي". وأضاف أن حكومته تبذل "قصارى جهدها لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء" وأنه سيتم التحقيق في الأخطاء.
ولفتت إلى أن ذلك ذكّرها بالتصريح المماثل الذي أدلى به في نيسان /أبريل الماضي، بعد أن هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي قافلة من موظفي "المطبخ المركزي العالمي" الذين كانوا قد أفرغوا للتو مساعدات غذائية في أحد المستودعات في غزة.
ووقعت تلك الغارات الجوية القاتلة على الرغم من أن عمال "المطبخ المركزي العالمي" كانوا يقودون سياراتهم في قافلة تحمل علامات واضحة وقاموا بتنسيق تحركاتهم بدقة مع الجيش الإسرائيلي. وبعد احتجاج دولي، أصدر نتنياهو بيانا وصف فيه الوفيات بأنها "حادث مأساوي.. يقع أثناء الحرب".
وأضاف البيان الإسرائيلي آنذاك: "إننا نجري تحقيقا شاملا ونتواصل مع الحكومات. سنفعل كل شيء لمنع تكرار ذلك".
ولكن بحلول ذلك الوقت، أثار العدد الهائل من الهجمات على عمال الإغاثة والمدنيين في غزة الذين يطلبون المساعدة تساؤلات حقيقية حول ما إذا كنا نشهد عمليات قتل متعمدة أو "عدم كفاءة متهورة"، كما أشار كريستوفر لوكيير، المسؤول في منظمة أطباء بلا حدود، حسب مقال الكاتبة.
وقالت ستوكمان إن من ناحية عدم الكفاءة المتهورة، كان هناك وقت في كانون الأول /ديسمبر عندما أطلق جنود إسرائيليون النار على ثلاثة رجال غير مسلحين كانوا يلوحون بأعلام بيضاء - ليكتشفوا أنهم رهائن إسرائيليون تمكنوا من التحرر من خاطفيهم. في ذلك الوقت، أصدر مكتب نتنياهو بيانا وصف عمليات القتل بأنها "مأساة لا تطاق". وتعهد البيان بـ "تعلم الدروس" لضمان عدم تكرار ذلك مرة أخرى.
واختتمت الكاتبة مقالها متسائلة، كم من الاعتذارات ستصدر والتعهد بالتحقيقات قبل أن تنتهي هذه الحرب المرفوضة؟ قائمة الاعتذارات الدولية التي يقدمها نتنياهو في تزايد مستمر. ولكن الهجمات على رفح - والمعاناة التي لا توصف للمدنيين الفلسطينيين - مستمرة.
ويشن الاحتلال قصفا عنيفا بشكل متكرر على مدينة رفح متعمدا استهداف المدنيين وخيام النازحين، ما أسفر عن مجازر مروعة راح ضحيتها أكثر من 72 شهيدا خلال الساعات الـ48 الماضية، بحسب المكتب الإعلامي في القطاع.
والأحد، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في منطقة تل السلطان شمال غرب رفح الحدودية، ما تسبب في مجزرة مروعة بحق المدنيين راح ضحيتها ما يزيد على الـ45 شهيدا وعشرات الإصابات.
ولليوم الـ237 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ومنذ 6 أيار/ مايو الجاري، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا عنيفا على مدينة رفح التي تكتظ بالنازحين والسكان، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من مغبة العدوان على المدينة الحدودية وأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ36 ألف شهيد، وأكثر من 81 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة رفح نتنياهو الفلسطينيين فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال رفح صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعترف: المعلومات المُسربة من مكتبي «استراتيجية» وتتعلق بقدرات إسرائيل العسكرية
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: إن «إيلي فلدشتاين، المتهم بتسريب معلومات من مكتبي شخص وطني لا يمكن أن يمس بأمن إسرائيل»، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية.
وأضاف نتنياهو، أنه تم تسريب معلومات استراتيجية تتعلق بقدرات إسرائيل العسكرية من جلسة بمبنى محصن في اليوم الرابع من الحرب، موضحا أن التسريبات صدرت من داخل المجلس الوزاري المصغر والفريق المفاوض والهيئات الأكثر حساسية في إسرائيل.
وأشار نتنياهو، إلى أن التسريبات الأخيرة تمثل خطرا داهما على أمن إسرائيل وأدت إلى تدمير حياة الكثير من شبابنا وحياة عائلاتهم، معتقدا أن الهدف من وراء التسريبات الأخيرة الإضرار بسمعتي شخصيا وتفعيل الضغط عليه، وزاعما أنه يفعل الخير للبشرية ومثله مثل الملاك لا تشوبه شائبة.
تصعيد الاحتلال في الشرق الأوسطولا يزال التصعيد في الشرق الأوسط مستمرا بشكل أكبر من ذي قبل، حيث أن مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي وتصعيده الكبير ضد حزب الله في الأيام الأخيرة، زاد الأمور تعقيدا، فيما تشير التوقعات إلى أن جيش الاحتلال سيزيد من هجماته على جنوب لبنان، تحت مزاعم الضغط على حزب الله من أجل تأمين عودة سكان الشمال إلى مستوطناتهم.
وما زاد من حدة التوترات في المنطقة، هو اغتيال الاحتلال الإسرائيلي، لـ حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، بعد مجموعة الاغتيالات الأخرى التي نفذّت ضد عدد من قيادات حزب الله.
وبعد استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في اشتباك مع قوات الاحتلال، لا يمكن توقّع إلى أي مدى سيصل مستوى التصعيد، خصوصا مع استمرار بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال في وضع العراقيل أمام أي مفاوضات لتحقيق صفقة تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار، وحرصه على استمرار حرب الإبادة في غزة، وكذلك مواصلة الاعتداءات على الضفة الغربية.
ولا يمكن تجاهل الوضع الكارثي الذي يمر به سكان قطاع غزة، الذين يواجهون الموت بسبب الجوع ونقص الدواء، جراء استمرار العدوان المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي، ولا شك أن سياسات حكومة بنيامين نتنياهو تؤكد أن الإقليم مقبل على تحديات خطيرة نتيجة تأجيج الصراع من قبل الاحتلال.
وتواصل مصر وساطتها الدبلوماسية بمشاركة قطر، من أجل الضغط على إسرائيل، لإتمام صفقة تبادل المحتجزين مع حركة حماس، والقبول بوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين.
اقرأ أيضاً«التزامات قانونية».. دول تستعد لتنفيذ قرار «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو
فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق «نتنياهو» و«جالانت»
محلل سياسي عن أوامر الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت: ليست لها سابقة تاريخية