عربي21:
2025-04-29@00:25:05 GMT

استيقاظ شعوب العالم من الوَهْم

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

يصف الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو الحائز جائزة نوبل في الأدب، وحشية إسرائيل في مذكراته الدفاتر كما يلي: إن الاستراتيجية السياسية لإسرائيل منذ عام 1948 ملوثة تماما بفكرة إسرائيل الكبرى المستندة إلى الإيمان بالمسيح، محققة بذلك أحلام الصهيونية الأكثر تطرفا في التوسع. تريد إسرائيل منّا أن نشعر بالذنب بسبب فظائع الهولوكوست.

. يريدون منا التنازل عن أبسط أشكال العدالة النقدية، وأن نصبح صدى خنوعا لرغبتهم. ما تريده إسرائيل هو الحصانة المطلقة الفعلية والقانونية من العقاب».

الحقيقة التي رآها ساراماغو، الذي توفي في عام 2010، قبل سنوات عديدة، أصبحت الآن واضحة لشعوب العالم بأسره. فإسرائيل تريد اليوم من العالم أن يظل صامتا إزاء ما ترتكبه من مجازر وإعدامات بلا محاكمة، وتعذيب، وتجويع، وتهجير جماعي، وتدمير، وحرق، وعنف جنسي، وإبادة جماعية. إسرائيل تنفذ أحد أكبر أعمال الظلم في التاريخ منذ الهولوكوست.
أظهر المجرمون الصهاينة أنهم ليسوا أعداء للشعب الفلسطيني المظلوم فحسب، بل أعداء للبشرية جمعاء
لقد أظهر المجرمون الصهاينة أنهم ليسوا أعداء للشعب الفلسطيني المظلوم فحسب، بل أعداء للبشرية جمعاء.

حتى الهولوكوست يظل خفيفا وأقل حدة مقارنة بظلم الصهاينة الإسرائيليين، وحتى الكلمات تعجز عن وصف هذا الظلم والرعب والوحشية. لقد انتهت صناعة الهولوكوست.



فلن يكون حتى أكثر الأفلام رعبا عن معسكرات النازيين أكثر رعبا من البث الحي الذي نشهده منذ الأشهر الثمانية الماضية، ولن يرى الناس في «آن فرانك» شيئا سوى الأطفال الفلسطينيين الذين تم قتلهم.

الهولوكوست الفلسطيني تجاوز الهولوكوست اليهودي في الوحشية والهمجية. واليوم، هذه الحقيقة التي يراها العالم بكل وضوح ستلقي بالصهيونية في مزبلة التاريخ، مثلما حدث مع أيديولوجيات القرن الماضي الأخرى.

هذه الإبادة الجماعية التي تُرتكب على مرأى من الجميع أنهت كل قصص الحضارة المزعومة التي بناها الغرب على مدار 200 عام.

كنا نظن أن العالم في فجوة وفراغ تامين من حيث القانون والأخلاق والشرعية، لكن اتضح أنه ليس كذلك.



في الماضي، خلق الغرب وهما، لكن الآن كل شعوب العالم ترى أن الأمر لم يعد كذلك. حرب الإبادة هذه تُدار بالتعاون بين أمريكا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ولذلك يجب محاكمة المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين الذين يدعمونها، بالإضافة إلى نتنياهو والإسرائيليين الآخرين. نتنياهو قاتل ومجرم.. نحن نعلم ذلك.

إسرائيل ترتكب الإبادة الجماعية، هذا مؤكد، ونحن نعلم ذلك. لكن أخبروني.. هل قادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ليسوا ممن يرتكب الإبادة الجماعية أيضا؟ هل يد بايدن طاهرة؟ كلا جميعهم يشاركون في تنفيذ هذه الإبادة الجماعية. إن تجاهل مسؤولياتهم والتركيز فقط على نتنياهو هو تصرف خاطئ.



القادة والكتاب المسلمون الذين يدعمونهم سيأخذون مكانهم أيضا في مزبلة التاريخ حتما. الدبلوماسية الأمريكية والبيروقراطية والسياسية نيكي هايلي، كتبت على القذائف التي كانت على وشك إطلاقها من قبل جيش الاحتلال في رفح، متحدية محكمة العدل الدولية: "اقضوا عليهم".
الطبقة السياسية الأمريكية متحدة في التواطؤ في هذه الإبادة الجماعية
هذا يوضح أن بايدن زوّد إسرائيل بالذخيرة، ووقع الجمهوريون على ذلك. الطبقة السياسية الأمريكية متحدة في التواطؤ في هذه الإبادة الجماعية. لقد ألغت الولايات المتحدة من أجل إسرائيل كل ما تنص عليه اتفاقية جنيف، وقواعد الاشتباك الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ومحكمة التجارة الدولية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.



ورأت شعوب العالم آلاف التسجيلات المروعة المتعلقة بمجزرة إسرائيل المستمرة ضد الفلسطينيين منذ 8 أكتوبر. وستظل هذه الصور راسخة في أذهان الناس إلى الأبد ولن تُمحى. كما أدركنا أن مشروع الولايات المتحدة وإسرائيل منذ البداية كان فتح سيناء بالقوة للاستيطان، وهذه المجزرة تهدف إلى تحقيق ذلك، أي دفع سكان غزة إلى سيناء. الحقائق لم تعد قابلة للإخفاء.

خلاصة القول؛ نحن نقف في نقطة تنتهي عندها الكلمات. يجب أن يعلم الجميع أن القتلة الذين يسفكون دماء الفلسطينيين سيغرقون في الدماء التي أراقوها.

حتى الوحشية نفسها تتقزز من هذا الفظائع. وفقدت كل التحليلات السياسية والدبلوماسية والقانون الدولي معانيها. واستيقظت شعوب العالم من هذا الوهم. يجب أن تبدأ الدول التي تعترف بفلسطين في استخدام القوة ضد إسرائيل. لأننا رأينا أن الصهيونية لا تفهم سوى لغة القوة.



وخاطب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العالم الإسلامي، في كلمة في البرلمان يوم الأربعاء الماضي، قائلا: «ماذا تنتظرون لاتخاذ قرار مشترك؟ ما الذي يجب أن يحدث أكثر لإظهار رد؟ أقسم بالله سيحاسبنا (الله) وإياكم جميعا على ذلك».

لا شك في أن جميع الدول العربية، وخاصة الموجودة في المنطقة، مسؤولة عن المجزرة المرتكبة في فلسطين. في 18 مايو، طلب الأمين العام للأمم المتحدة من الدول العربية الاتحاد لمواجهة هذا الظلم. لكنها لم تتمكن من إظهار الشجاعة اللازمة من أجل ذلك؛ لأن الأنظمة العربية تتعرض أيضا للابتزاز الصهيوني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة تظاهرات غزة الاحتلال دعم غزة الدعم الغربي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الإبادة الجماعیة شعوب العالم

إقرأ أيضاً:

لهفي علي وطني أراه ممزقا وأري شعوب الأرض يفرقها الهناء

هذا البيت من الشعر الذي يجسد لا اقول قمة الشعور بالحزن والاسي بل نري فيه بارقة أمل لنهضة لن نضل طريقها مهما تكالبت علينا جحافل الظلام !!..
هذا البيت نريده ترياقا مضادا لكل انواع المشاعر السلبية التي ربما تحاول أن تتسلل الي أعماقنا ونحن نري حالنا قياساً بمن سبقناهم وهم الآن يزحمون علينا الطريق ويمنعوننا من التقدم وربما يكون هنا السؤال أي ذنب جنيناه حتي يصدر في حقنا أشد القرارات تعسفا ليس أولها التشريد وليس آخرها الإبادة وبين هاتين المنطقتين من الرماد عرفنا فنونا من الآلام كأنما فصلت خصيصا لنرتدبها علي أجسادنا التي هي الآن بلا معالم ويطوفون بنا ونحن علي هذه الهيئة عبر الفضائيات الباردة التي تعرضنا مثلما تعرض الذبيحة في حوانيت القصابين ولكن الفرق هنا أننا بتنا أجسادا ملقاة في قارعة الطريق تقيم عليها الضواري حفلات الشواء ولم يعد أحد في طول العالم وعرضه يحفل بنا فالكل مشغول بالمونديال والكلاسيكو والتزحلق علي الجليد وسباقات الفورميولا بين مراكش وداكار وحتي في الحروب والدمار الشامل كان لنا من النسيان نصيب الأسد والحروب الأخري مدللة اخبارها ترد علي مدار اليوم والساعة ونحن فقط علي هوامش الشاشات ودائما نعرض وعلينا البؤس إطارا وسوارا لافكاك منه وهذه النمطية التي تحولت إلي اكليشيه ينفر منه أصحاب المزاج الرايق الذين لا تطيق مشاعرهم البشاعة التي أصبحت عنواننا البريدي وبطاقتنا الشخصية وكل اوراقنا الثبوتية الملقاة في سلة المهملات .
هذه الابيات الموجعة مثل اللكمات علي الخاصرة ومثل ضربات السيف علي الفقرة بل مثل هرس العظام تحت عجلات قطار سريع ليس عنده وقت للتأمل أو اي التفاتة نحو أي شيء ماعدا الوصول في المواعيد المحددة ومن ثم نيل جائزة نوبل في الحصول علي النانو سكند واصلا الضحايا تقيد مأساتهم ضد مجهول !!..
نعود لشاعرنا حادي ركبنا المنفعل ابدا بقضايا الأمة والوطن والإنسان ولن يهدأ له بال فهذا الشعر يصيح فينا بأن نترك الخمود والكسل فقد دقت ساعة العمل ولن يكون هنالك ياس مع الحياة ولا حياة مع الياس وقد قلنا مرارا أن العلماء قد نصحونا بأن نغلق باب الحزن بمفتاح الرضا وان لا نترك للحزن بابا مواربا حتي لا يظل الحزن فينا مقيما ولا يحمل عصاه ويرحل .
شاعرنا واستاذنا ( ابو آية ) ابياتك اليوم نريدها صيحة في وادي الصمت ومشعلا يضيء دياجير الظلام ومهما ادلهمت الليالي فإن الصبح قريب بإذن الله سبحانه وتعالى وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
متعك الله سبحانه وتعالى بالعافية والصحة والسرور وحفظكم ذخراً للوطن الغالي.
شكرا ( ابو آية ) فمع حروفك نحس دائما بصوت ينادينا :
( تقدم انت سوداني )

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • مندوب مصر أمام محكمة العدل: إسرائيل انتهكت كافة القوانين الدولية التي وقعت عليها
  • كيف يستخدم الاحتلال الإسرائيلي المحرقة لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة؟
  • تفقد أنشطة المراكز الصيفية في مديرية شعوب
  • الإبادة الجماعية مستمرة.. 53 ألف شهيد و118 ألف جريح في غزة
  • ارتفاع عدد ضحايا الإبادة الجماعية في غزة
  • لهفي علي وطني أراه ممزقا وأري شعوب الأرض يفرقها الهناء
  • هآرتس: التحريض على إبادة الفلسطينيين سائد في إسرائيل
  • صرخة في وجه العالم .. لا للإبادة
  • وقفة بألمانيا للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • شلقم: رحل الاستعمار عن بلادنا وبقي اللسان العربي راسخاً في أرضه