إسرائيل تسيطر على كامل حدود غزة وتواصل قصف رفح
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته الكاملة على منطقة عازلة بطول الحدود بين قطاع غزة ومصر، مما يعني أن إسرائيل تسيطر فعليا على كامل الحدود البرية للقطاع الفلسطيني.
يأتي هذا تزامنا مع مواصلة إسرائيل القصف على رفح في جنوب القطاع رغم الأمر الصادر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات على المدينة التي سبق أن لجأ إليها نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.
وفي بيان بثه التلفزيون، قال دانيال هاجاري كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية حققت السيطرة العملياتية على "محور فيلادلفيا" الممتد على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، مستخدما الاسم الذي تطلقه إسرائيل على الممر الذي يبلغ طوله 14 كيلومترا.
وقال هاجاري "كان محور فيلادلفيا خط أكسجين لحماس التي دأبت على استخدامه لتهريب الأسلحة إلى منطقة قطاع غزة".
ولم يوضح هاجاري ما الذي تعنيه السيطرة "العملياتية"، إلا أن مسؤولا عسكريا إسرائيليا قال في وقت سابق إن هناك "قوات إسرائيلية على الأرض" على طول أجزاء من الممر.
والحدود مع مصر على طول الطرف الجنوبي لقطاع غزة هي الحدود البرية الوحيدة للقطاع التي لم تكن خاضعة للسيطرة الإسرائيلية المباشرة.
ودفعت إسرائيل في وقت سابق الأربعاء بدبابات لتنفيذ هجمات في أنحاء رفح وقالت إن حربها على حماس في قطاع غزة من المرجح أن تستمر طوال العام.
وتقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى قلب مدينة رفح للمرة الأولى يوم الثلاثاء على الرغم من أن محكمة العدل الدولية أمرت إسرائيل بوقف الهجوم على المدينة.
وقالت محكمة العدل الدولية في حكمها الذي أصدرته يوم الجمعة إن إسرائيل لم توضح كيف ستحافظ على سلامة سكان رفح الذين تم إجلاؤهم وكيف ستوفر الغذاء والماء والدواء لهم. ودعت المحكمة أيضا في حكمها حماس إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الذين احتجزتهم في السابع من أكتوبر.
وقال سكان في رفح إن الدبابات الإسرائيلية توغلت في تل السلطان غرب المدينة وفي يبنا وقرب الشابورة في الوسط قبل التقهقر إلى منطقة عازلة قرب الحدود مع مصر بدلا من البقاء في مواقعها مثلما حدث في هجمات أخرى.
وقال هيثم الهمص نائب مدير خدمة الإسعاف والطوارئ في رفح "بتوصلنا نداءات استغاثة من السكان في تل السلطان من استهدافات طيران الكوادكابتر (طائرات مسيرة) أثناء نزوحهم من المناطق اللي بيسكنوا باتجاه المناطق الآمنة".
وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن 19 مدنيا قُتلوا في غارات جوية وقصف من القوات الإسرائيلية في أنحاء غزة. وتتهم إسرائيل مسلحي حماس بالاختباء بين المدنيين، وهو ما تنفيه حماس.
وحث ماجد أبو رمضان وزير الصحة الفلسطيني واشنطن على الضغط على إسرائيل لفتح معبر رفح أمام دخول المساعدات، قائلا إنه لا توجد إشارة إلى أن القوات الإسرائيلية ستفعل ذلك قريبا وإن المرضى في القطاع المحاصر يموتون بسبب غياب الرعاية الصحية.
وقال تساحي هنجبي مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القتال سيستمر طوال عام 2024 على الأقل، في إشارة إلى أن إسرائيل ليست مستعدة للاستجابة للنداءات الدولية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس ومبادلة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة بسجناء فلسطينيين.
وتابع "القتال في رفح ليس حربا بلا جدوى"، مكررا أن الهدف يتمثل في إنهاء حكم حماس في غزة ومنعها وحلفاءها من مهاجمة إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن إسرائيل بحاجة إلى وضع خطة لما بعد الحرب في غزة وإلا فإن المجال سيكون مفتوحا أمام الفوضى وعودة حماس إلى القطاع.
وأكدت الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، معارضتها لأي عملية برية كبيرة في رفح، لكنها قالت يوم الثلاثاء إنها لا تعتقد أن مثل تلك العملية جارية.
وتقول وزارة الصحة في القطاع إن الهجوم الإسرائيلي حصد أرواح ما يزيد على 36 ألف فلسطيني.
إحياء مفاوضات وقف النار تواجه صعوبات
قال مصدر مطلع إن إسرائيل سلمت أحدث مقترحاتها لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن إلى قطر، وإنه من المفترض أن قطر سلمته إلى حماس يوم الثلاثاء.
ولم يصدر تعليق بعد من حماس التي قالت إن المحادثات ستكون بلا جدوى ما لم توقف إسرائيل هجومها على رفح.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد إن مقاتليهما واجهوا القوات الإسرائيلية بقذائف مضادة للدبابات وقنابل مورتر إضافة لتفجير عبوات ناسفة زرعت من قبل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة جنود قتلوا وثلاثة آخرين أُصيبوا بجروح خطيرة في معارك في جنوب قطاع غزة يوم الأربعاء دون ذكر مزيد من التفاصيل. وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) أن ذلك حدث نتيجة انفجار عبوة ناسفة في مبنى برفح.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن عدة أشخاص أصيبوا صباح الأربعاء بنيران إسرائيلية في المنطقة الشرقية من رفح حيث قالوا إن بعض مخازن المساعدات اشتعلت فيها النيران.
وقال سكان إن القصف الإسرائيلي المتواصل في أثناء الليل دمر العديد من المنازل في المنطقة التي فر منها معظم الناس بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء.
ولجأ نحو مليون فلسطيني إلى رفح في الطرف الجنوبي من القطاع في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على معظم أنحاء غزة خلال الحرب المستمرة منذ ما يربو على سبعة أشهر.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه أجلى فرقه الطبية من المستشفى الميداني التابع له في المواصي بسبب استمرار القصف، وهي منطقة مخصصة للمدنيين النازحين.
وذكر الهلال الأحمر أن أحد موظفيه، وهو عصام عقل، سقط قتيلا في ضربة جوية إسرائيلية على منزله في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.
وقال مسعفون ووسائل إعلام تابعة لحماس يوم الأربعاء إن قصفا جويا إسرائيليا على مدينة خان يونس القريبة أودى بحياة ثلاثة خلال الليل من بينهم سلامة بركة وهو ضابط كبير سابق في شرطة القطاع. وذكر مسعفون أن أربعة آخرين قُتلوا بينهم طفلان.
وينتشر سوء التغذية على نطاق واسع في غزة مع تباطؤ تسليم المساعدات إلى حد كبير. وقالت الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع انخفضت بمقدار الثلثين منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على رفح هذا الشهر.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات رفح محور فيلادلفيا رفح تل السلطان حماس إنهاء حكم حماس في غزة الحرب في غزة الإفراج عن الرهائن حماس والجهاد المواصي خان يونس إسرائيل غزة رفح محور فيلادلفيا محور صلاح الدين رفح محور فيلادلفيا رفح تل السلطان حماس إنهاء حكم حماس في غزة الحرب في غزة الإفراج عن الرهائن حماس والجهاد المواصي خان يونس أخبار إسرائيل القوات الإسرائیلیة قطاع غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
سنموت جميعاً.. سكان الوادي اللبناني القديم يشكون من القنابل الإسرائيلية
كان الانفجار الناجم عن القنبلة الإسرائيلية التي سقطت بالقرب من مدخل أطلال بعلبك الرومانية يصم الآذان لدرجة أن أم حسين، التي كانت مختبئة في كنيسة قريبة، لا تزال تسمع رنينها في أذنيها بعد أيام من الانفجار.
كانت الضربة قوية بما يكفي لتحطيم نوافذ جميع المباني في المنطقة، بينما تناثر زجاج حتى وصل أجساد أقاربها وجيرانها. قالت الأم الشابة لأربعة أطفال: "اعتقدت أننا سنموت جميعاً"، وترددت كلماتها في جميع أنحاء قاعة الكنيسة المظلمة حيث تعيش هي وعشرات آخرين منذ أن بدأت إسرائيل قصفها المكثف للبنان في أواخر سبتمبر (أيلول).وقالت أم حسين متحدثة لصحيفة "فايننشال تايمز"، وهي تنظر إلى كومة المراتب الرقيقة وممتلكات عائلتها القليلة المتناثرة في الزاوية هنا وهناك: "ربما كان الموت أفضل من العيش على هذا النحو".
منطقة استراتيجية أم حسين واحدة من بضعة آلاف من سكان بعلبك الذين بقوا على الرغم من الدعوات الإسرائيلية لإخلاء المدينة قبل أكثر من أسبوعين، عندما بدأ سلاح الجو في إرسال وابل من الضربات على المدينة القديمة.
عندما اندلعت الأعمال العدائية عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان منذ أكثر من عام، نجت بعلبك ووادي البقاع الأوسع إلى حد كبير، لكن في الأسابيع الأخيرة، حولت إسرائيل أنظارها بشكل متزايد نحو الشرق، وألقت صواريخها على المنطقة الخصبة والفقيرة المعروفة بالزراعة ومزارع الكروم والمعابد الرومانية.
Israel has totally wiped out over 37 villages and destroyed 40,000 homes across South Lebanon.
37 centuries-old historic villages entirely erased from the map.
This is ethnic cleansing.
This is terrorism. pic.twitter.com/TB7g8bTZ0c
كما تشير إلى أن هدفها هو ضمان أن يتمكن 60,000 من السكان، الذين نزحوا بسبب إطلاق صواريخ حزب الله التي بدأت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) من غزة العام الماضي، من العودة إلى منازلهم في شمال إسرائيل. فوضى ودمار في زيارة قامت بها مؤخراً إلى بعلبك والعديد من القرى المجاورة في البقاع، شهدت "فايننشال تايمز" الفوضى والدمار في كل زاوية، والطرق والقرى المليئة بالمباني المهدمة وأكوام من الأنقاض التي يصل ارتفاعها إلى الركبة، وقد فر السكان منذ فترة طويلة.
زارت الصحيفة مواقع عدة غارات جوية إسرائيلية في البقاع في رحلة يسرها حزب الله. وبينما كان موظفوها حاضرين في أجزاء من الزيارة، لم يرتبوا أو يشرفوا أو يشاركون في أي مقابلات، ولم يستعرضوا أي تقارير.
The ancient Lebanese valley suffering under Israeli bombs https://t.co/IErH2Zqg1s
— Financial Times (@FT) November 19, 2024 في بعلبك، وهي مدينة مأهولة بشكل مستمر منذ 11000 عام، السوق التاريخي فارغ، في حين أن معظم المتاجر والمقاهي والمطاعم مغلقة. لم يبق سوى حوالي 30% من سكان بعلبك الأصليين البالغ عددهم 100000 نسمة.وقال علي العسيدي، صاحب محل حلويات يبلغ من العمر 52 عاماً: "الشوارع التي يعرف الناس فيها أن لحزب الله وجود أو مكتب.. تلك الشوارع فارغة".
وقال إن الذين بقوا ليس لديهم الوسائل ولا الشبكات الاجتماعية للذهاب إلى مكان آخر. "نحن نحتمي ونصلي من أجل البقاء عندما تكون هناك قنابل ونخرج من مخابئنا عندما يكون الجو هادئاً. ماذا عسانا أن نفعل؟". "لا مكان آمناً" وتحدث عسيدي أمام قلعة بعلبك، وهي جدرانها الحجرية التي يعود تاريخها إلى 2000 عام والتي اسودت بالرماد من الانفجار الذي استهدف مبنى من العصر العثماني ودمر موقف السيارات المجاور للزوار في وقت سابق من هذا الشهر. كان يسيّر قطيعاً من الماعز عبر الأنقاض، وهو مصدر دخله الوحيد منذ إغلاق سوق بعلبك.
وبالعودة إلى كنيسة سانت باربارا اليونانية الملكية القريبة، وافقت أم حسين: "لا يوجد مكان آمن، حتى في هذه الكنيسة، كدنا نموت. إسرائيل ليس لديها رحمة - لن يخبروك أن منطقة إكس آمنة، لذا يمكنك العودة. انهم مجرد ضرب أهدافهم عشوائيا.”
قتلى وجرحى مثل معظم الناس الذين يديرون ملاجئ غير رسمية في جميع أنحاء البلاد، والتي تضم بعضاً من 1 مليون شخص نزحوا بسبب الحرب، قال الأب مروان إنه يفحص الوافدين الجدد بالمخابرات العسكرية للتأكد من عدم ارتباطهم بحزب الله. وقال: "إسرائيل ستستخدم أي عذر لاستهداف أماكن ولا أريد أن أكون مسؤولاً عن مذبحة هنا".
معظم الضربات تتم من دون سابق إنذار، مما يؤدي إلى دمار هائل وتزايد عدد القتلى المدنيين.
وحتى يوم السبت، كانت هناك أكثر من 30 غارة في جميع أنحاء المنطقة خلال الأسبوع الماضي، مع مقتل 52 شخصاً على الأقل. في عدة حوادث، تم القضاء على أجيال متعددة من العائلات، وعثر على جثثهم في قطع متناثرة.
???????????????????? #BREAKING 45 people killed and 59 wounded as 33 Israeli raids targeted Bekaa and Baalbek regions of Lebanon. pic.twitter.com/71tgFPTR1p
— Khalissee (@Kahlissee) November 6, 2024 وقد طغت وتيرة الهجمات التي لا هوادة فيها على العاملين في المجال الطبي، الذين قالوا إن غالبية الضحايا الذين عولجوا كانوا من الأطفال والنساء.وقال مسؤولون محليون إنه في الأسابيع القليلة الأولى من الهجوم، كانت الغالبية العظمى من الأهداف هي البنية التحتية العسكرية لحزب الله والأسلحة. لكن منذ ذلك الحين، تحركت إسرائيل لاستهداف المناطق المدنية معظمها منازل ومجمعات سكنية.
وقال حسن الموسوي، رئيس بلدية القرية، في إشارة إلى السكان المحليين الذين ذهبوا للقتال من أجل حزب الله بالقرب من الحدود الإسرائيلية: "ليس فقط أولادنا هم الذين يقتلون على الجبهة الجنوبية.. هناك رجال ونساء وأطفال يموتون في منازلهم أو في الملاجئ التي لجأوا إليها".