د.حماد عبدالله يكتب: خواص المصريين !!
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
أمس تحدثت في عمودي عن مصر والمصريين وحينما بدأت الكتابة كانت النية متجهة للحديث عن تلك الظاهرة التي تميز بها المصريون دون غيرهم، وهي الإستنفار أمام الأحداث الكبيرة، والتجمع كرجل واحد وكإمرأه واحدة دون تفرقه في عقيدة أو رتبة إجتماعية أو ثقافة، الجميع يتوحد حينما يصيب بلدنا مصابًا أو مصيبة !!
والتاريخ يقول ذلك ففي هجوم فيضان النيل على الوادى قبل إنشاء السد العالي، كان المصريون يتجمعون لصد الفيضان في الوادي، وكان سكان المناطق العالية يستضيفون سكان جوار النهر حتي إنكماش الفيضان وفي الحروب، شاهدنا ورصدنا ذلك في العصر الحديث في حرب أكتوبر حينما وقف شعب مصر كله خلف قواته المسلحة، لم تسجل حادثة سرقة أو مشاجرة واحدة طيلة أيام الحرب!
وفي حرب 1967، إستضاف المصريون أهل مدن قناة السويس، وشاركوهم مصابهم، وفي حرب 1956، كنت طفلًا، ووجدت في بيتي أسرة من بورسعيد بأطفالها إستضفناها في منزلنا ومنازل أقاربنا وكل المصريون هبوا للمساعدة وأمام الحوادث الناتجة من الطبيعة في الزلازل وفي السيول، ولعل المشهد الأخير الذي
دعاني للكتابة، تلك التجمعات الرائعة للمصريين فى مناطق محددة تجمع مصريون من كل الإتجاهات ومن كل الطبقات ومن كل مشارب المجتمع من (رجل وإمرأه) من البسطاء إلي كبار رجال الأعمال والصناعة، لكي يكونوا قوافل للخير محملة بكل إحتياجات المنكوبين سواء فى أحداث السيول أو الزلازل أو الحرائق التى قد تصيب بعض المناطق فى "مصر".
شعب مصر الشعب الذي لا يضاهيه أحد من شعوب العالم نحن فقط نحتاج للمبادرات لكي نتجمع كلنا حول الخير.
ولعل بإسلوب ( أشمعني ) يتحرك المصريون فى كل البلاد في طول مصر وعرضها ويتحرك المتبرعون للتنظيم والنقل والمساعدة والتوصيل، لكي تتشكل قوافل الخير تنقل المنكوبين، هكذا هي مصر، وهكذا هي بلادنا، لا تخيب أبدًا أمام الكوارث سواء كانت طبيعية أو من فعل الإنسان.
ينسى الشعب المصرى كل ما يشغله من مضنيات المعيشة اليومية أو حتى الأفراح التى قد تكون بمناسبة فوز فى ماتش كرة قدم على دولة أخرى، أو مناسبة دينية أو شعبية، ينسى الشعب المصرى كل ذلك أمام النكبات التى قد تصيب منكوب على بعد مئات الكيلومترات.
هذا هو شعبى، شعب مصر المحترم على طول تاريخه.
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
المصريون فتحوا قلوبهم لنا قبل بيوتهم.. شهادات امتنان لفلسطينيين من العريش
أكثر من 400 يوم قضاها الفلسطينيّون في مدينة العريش بحثًا عن الأمان والعلاج، بعد أن أنهكتهم الحرب في غزة.
البعض فقد أطرافه، وآخرون ناضلوا بين الحياة والموت، لكن منذ لحظة عبورهم معبر رفح، وجدوا في المصريّين أهلًا ودارًا، كما يقولون.
يسرا الخير: المصريّون كانوا يد العون والمدديسرا الخير، سيّدة فلسطينيّة قدمت إلى العريش مع طفلتها التي فقدت ذراعها بسبب الحرب، عاشت شهورًا قاسية هوّنتها دفء القلوب المصريّة.
قالت يسرا: «مهما وصفت مصر والمصريّين، لن أوفيهم حقهم. فتحوا لنا قلوبهم قبل ديارهم، والابتسامة لم تفارق وجوههم رغم معاناتنا.. كانوا يد العون والمدد بعد الله».
وأضافت في حديثها لـ«الوطن»: «الشعب المصري احتضن أهالي غزة منذ اليوم الأول للحرب، قدّموا لنا كل شيء من مأوى وطعام وعلاج دون أي مقابل.. شعرت وكأنني بين أشقائي وفي وطني».
وتابعت: «الشباب المصري لم يتركنا يومًا، كانوا دائمًا إلى جوارنا عبر فرق طبية ونفسية.. الشعب المصري لا يُختبر في فلسطينيته وحبه لفلسطين، فنحن مشتركون تاريخيًا وجغرافيًا، إلى جانب اللغة الواحدة».
أم يوسف: سأعود إلى غزة ولو على حجارة داريأم يوسف، سيّدة فلسطينيّة رافقت زوجها المصاب إلى العريش، عبّرت عن سعادتها بقرار وقف إطلاق النار قائلة: «الحمد لله، وكأن الروح عادت لنا من جديد».
تنتظر أم يوسف تطبيق الهدنة وفتح معبر رفح، للعودة إلى غزة، وقالت: «سأعود إلى غزة فور فتح المعبر، حتى لو اضطررت للوقوف على حجارة داري».
وأشارت إلى أن إقامتها في مصر خلقت لها روابط جديدة، موضحة: «فقدت أشقائي في الحرب، لكن المصريّين كانوا كإخوتي، لم يبخلوا علينا بشيء طوال فترة إقامتنا».
أم إياد: حب المصريّين ضمّد جراحناعلى شاطئ العريش، جلست أم إياد مستمتعة بنسمات البحر، متذكرة شاطئ غزة، الذي اعتادت الجلوس عليه مع أسرتها، فرحتها بقرار وقف إطلاق النار لا تخفي ألم الفراق، لكنها عبّرت عن امتنانها لما لاقته من حب ودعم في مصر.
قالت أم إياد لـ«الوطن»: «ألم الفراق كسر قلوبنا، لكن وجودنا في مصر ضمّد جراحنا.. المصريّون استقبلونا بالحب وقدّموا لنا كل شيء.. هذا ليس بجديد عليهم، فهم إخوة في الدم والدين».
وتابعت: «كل فلسطيني خارج غزة الآن يشعر بالنصر رغم مرارة الحرب وما دمّرته.. ننتظر العودة لإعادة الإعمار، لكننا لن ننسى دور مصر الكبير، حكومة وشعبًا».