تساؤلات كثيرة طُرحت خلال السنوات الأربع الماضية حول سبب اصطدام الحيتان بالسفن، وإغراق بعضها قبالة سواحل المحيط الأطلسي لجهة القارة الأوروبية.

أجابت “اللجنة الدولية لصيد الحيتان” على هذه التساؤلات، من خلال دراسة جديدة أرجعت فيها سبب اصطدامها بالسفن إلى “اللهو والمتعة الغرائزية”، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك بوست”.

لهو خطر للغاية

وفسرت اللجنة أن مجموعة من الحيوانات البحرية المراهقة الباحثة عن العبث، تشكل خطراً كبيراً على السفن العابرة قبالة سواحل إسبانيا والبرتغال، وفق ما أشار مُعد الدراسة الباحث رينو دي ستيفانيس.
ولفت الباحث في تصريح نقلته الصحيفة، إلى أنّ البحر مكان ممل للغاية بالنسبة للحيوانات المائية، وخصوصاً الحيتان الضخمة، لذلك تلجأ “المراهقة منها” إلى اللعب مع القوارب، ظنّاً منها أنها مخلوقات عابثة مثلها.
أما إحدى أبرز الطرق التي يمكن لأصحاب القوارب اللجوء إليها من أجل معالجة مشكلتهم مع الحيتان، هي ربط خيوط بلاستيكية بأسفل القوارب، ما تدفع الحيتان للابتعاد ظناً منها أن هذه الخيوط قناديل بحر مؤذية.

تبدّل في المزاج

بدوره، وافق الخبير ألكسندر زيربيني على كلام ستيفانيس، وأشار إلى أن الثدييات البحرية الشابة لديها الوقت الكافي للبحث عن اللعب، وكثيراً ما تجذبها القوارب العابرة، ودفّات أو مراسي ومراوح مولّدات السفن.
وأرجع سبب قيام الحيتان بهذه الأمور الخطيرة خلال السنوات الأخيرة، وليس قبل ذلك، إلى حرارة المياه والمتغيرات المناخية، التي تسببت بتبدّل رغبات الحيتان القاتلة، المعروفة بأنها مزاجية وطبيعتها تقلبية.

تقليد موسمي وينتهي

أما نعومي روز من “معهد رعاية الحيوان”، فنوّهت إلى صحة كلام الخبير زيربيني، مشيرة إلى أنه في أواخر ثمانينيات القرن الماضي برزت ظاهرة غريبة اعتمدتها الحيتان القابلة لفترة من الزمن قبل الإقلاع عنها.
وأشارت إلى أن الثدييات البحرية الصغيرة كانت تقلّد الكبيرة، من خلال حمل أسماك السلمون على رؤوسها بشكل غريب، واستمر الأمر لفترة ثم انتهت.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

السناجب الغازية .. خطر يهدد الثروة الزراعية بسلطنة عمان

رغم أن السنجاب لا ينتمي إلى البيئة العُمانية، إلا أنه شوهد لأول مرة في محافظة ظفار، ثم لوحظ انتشاره في ساحل الباطنة حيث تم رصده في 135 موقعًا عام 2023 ويمثل أحد الأنواع الغازية في البلاد، ويتغذى بشكل رئيسي على ثمار النخيل وثمار الأشجار القريبة منها، وقد

في بداية انتشاره، كان يُنظر إليه كحيوان أليف، إلا أنه مع مرور السنوات بدأت تتكشف الأضرار التي يسببها للمزارعين، خاصة مع استهدافه طلع النخيل وإفساد محاصيل الأشجار في المزارع، وكذلك استخراج البذور من باطن الأرض، ولأهمية الدراسات البحثية في مكافحة الأنواع الغازية، التقت «عُمان» بالدكتورة إريكا سوتو، أستاذ مساعد بقسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة السلطان قابوس، لتسليط الضوء على دور البحث العلمي في رصد انتشار السنجاب في سلطنة عُمان، وأهم الأضرار التي تسببها للبيئة العُمانية، حيث قالت الدكتورة إريكا «إن المصدر الأولي الدقيق لوصول السناجب إلى سلطنة عُمان غير معروف حتى الآن، ومع ذلك يمكن للحيوانات الغازية كالسناجب دخول مناطق جديدة من خلال آليات وطرق مختلفة، بما في ذلك تجارة الحيوانات الأليفة، والاختباء في المركبات ذات المحركات، والانتقال من خلال القوارب والسفن والطائرات، أو حتى التسلل إلى معدات التخييم والأمتعة المصاحبة».

وأشارت إلى وجود أدلة على أن السناجب تسبب أضرارًا لبعض المحاصيل الزراعية، بما في ذلك التمور، ومع ذلك لا نزال بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم أفضل للضرر المحتمل المتعلق بالتأثير على التنوع البيولوجي في سلطنة عُمان، وأوضحت أن الأنواع الغازية هي كائنات حيّة تم إدخالها إلى مناطق لم تكن معروفة لها من قبل، ولم يكن لها سابق نشاط فيها، وغالبًا ما يتم تسهيل انتشارها من خلال النشاط البشري، إما عن قصد أو عن غير قصد، مما يسمح لها بتخطي مجال بيئتها الطبيعي، وبمجرد استيطانها في بيئة جديدة، يمكنها التغلب على الحواجز الجغرافية والتسبب في ضرر بيئي أو اقتصادي في المناطق التي لا تكون هي كائنات أصلية فيها، وقد تم بالفعل تصنيف هذه الأنواع ضمن الأنواع «الغازية» في سلطنة عُمان.

وأكّدت أن تحديد الجهة المسؤولة عن مكافحة السناجب في سلطنة عُمان يجب أن تقرره السلطات المختصة التي تتعامل عادة مع الأنواع الغازية في البلاد، وأوضحت أننا بحاجة إلى الاستثمار في البحث العلمي الذي يمكنه أن يوفر معلومات دقيقة حول التوزيع الحالي للسناجب في سلطنة عُمان، ومعدلات انتشارها، وتفضيلاتها للموائل الأكثر ملاءمة للتزاوج والتكاثر، ومن ثم تقييم مدى الضرر الذي يتسبب فيه هذا النوع على البيئة العُمانية.

وأضافت: «بمساعدة منصات التواصل الاجتماعي ، جنبًا إلى جنب مع جهود فردية لطالبتين هما «فاطمة البلوشية» و«إخلاص بنت علي الرمضانية»، تم إطلاق حملتين إعلاميتين استباقيتين خلال عامي 2020 و2021 لإشراك المواطنين في تتبع مواقع انتشار السناجب في سلطنة عُمان، ومن خلال التعاون القيّم للمواطنين المعنيين في جميع أنحاء البلاد، أسفرت هذه الحملات عن جمع عشرات مقاطع الفيديو والصور والبيانات الجغرافية، وتأكيد 11 موقعًا في عام 2020، و58 موقعًا في عام 2021، و135 موقعًا في عام 2023، بما في ذلك، ولأول مرة، مشاهدات مؤكّدة من صلالة».

وأكّدت الدكتورة إريكا سوتو على أهمية الاستمرار في الحملات الإعلامية والتوعوية التي يشارك فيها المواطنون، بالإضافة إلى تنظيم مسوحات ميدانية منهجية في الأوقات الحرجة (مثل مواسم النمو وفترات التكاثر والتزاوج) لتوثيق الوجود الفعلي للأنواع ووفرتها، ويمكن أن يساعد ذلك في اكتشاف الغزوات الجديدة لهذه الكائنات في مرحلة مبكرة، وتقييم اتجاهات النمو وزيادة الأعداد، كما شددت على أهمية إضفاء الطابع الرسمي على التعاون بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات الأبحاث لتبادل البيانات بشأن مشاهدة وانتشار الأنواع الغازية وجهود إدارتها، مما يضمن استجابة فعّالة ومنسقة في جميع أنحاء البلاد.

مقالات مشابهة

  • السناجب الغازية .. خطر يهدد الثروة الزراعية بسلطنة عمان
  • دراسة تؤكد أن حرمان الأم من النوم أثناء الحمل يهدد حياة المولود
  • فنلندا تعتزم إنشاء قاعدة لحلف شمال الأطلسي بالقرب من الحدود الروسية
  • دراسة : حرمان الأم من النوم أثناء الحمل يهدد المولود بتأخر النمو
  • البحرية اليمنية تنهي الغرور الأمريكي وتقلب المعادلة الأمنية في البحر الأحمر
  • معادلات جديدة.. البحرية اليمنية تنهي الغرور الأمريكي
  • حلقة نقاشية عن الأهمية الطبية للطحالب البحرية
  • حمية خلال اجتماعه مع مديري المرافىء البحرية: لتسهيل اخراج البضائع
  • إعصار هيلين يهدد فلوريدا.. أمواج تصل إلى 6 أمتار ورياح لن ينجو منها أحد
  • كيف قرأ حزب الله كلام الرئيس الإيراني؟