تأثير غياب عبداللهيان سياسيا على الحوثيين
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
مأرب الورد
عُرف عن وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، الذي توفي مؤخرا، التزامه بنهج اللواء قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” السابق في دعم “محور المقاومة” الذي يضم حلفاء طهران في الشرق الأوسط مثل النظام السوري وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، حتى أن برلماني إيراني وصفه بأنه “سليماني آخر في الدبلوماسية”.
ومع رحيله، يجادل البعض بأنه لن يكون هناك تأثير على الحوثيين كما غيرهم من الجماعات التي تدعمها إيران في المنطقة على اعتبار أن هذه سياسة النظام الإيراني نفسه لتعزيز نفوذه الإقليمي، في المقابل يرى آخرون أن غياب عبداللهيان يعني خسارة داعم رئيسي لهم في دوائر السلطة التنفيذية للنظام الإيراني.
بعد تأكيد وفاة عبداللهيان والرئيس إبراهيم رئيسي في تحطم مروحيتهما، أعلن الحوثيون الحداد وإن بشكل غير مباشر من خلال تأجيل الاحتفال بالعيد الرابع والثلاثين لتوحيد اليمن الذي صادف الأربعاء الماضي، حتى انتهاء الحداد الرسمي في إيران.
علاقة مبكرة وأدوار متعددة
عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء والسلطة بالقوة في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤، اعتبرت طهران ذلك امتداد طبيعي لثورتها ، وفي ذلك الوقت كان عبداللهيان نائب وزير الخارجية لشؤون الدول العربية والأفريقية، وهو المنصب الذي سمح له بتعزيز العلاقة معهم مبكرا وإدارة مهمة تحرير الدبلوماسي الإيراني المختطف حينها، نور أحمد نيكبخت، من خلال عملية معقدة شارك فيها عناصر من الأمن والاستخبارات الإيرانيين وكانت تلك الأولى من نوعها على الأرض في اليمن.
وبعد تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين، أصبح عبداللهيان المدافع الشرس عنهم وصوتهم الدبلوماسي في مواجهة الدبلوماسية السعودية، وكان يتحدث بثقة بأن الرياض ستفشل وتبنى سردية تربط بين تدخلها وزيادة الإرهاب.
وخلال بحثي في وسائل الإعلام الإيرانية مثل وكالات مهر وإرنا وفارس وتسنيم وقناة العالم في الفترة ما بين سيطرة الحوثيين على صنعاء وحتى تعيين عبداللهيان وزيرا للخارجية في ٢٠٢١، وجدت أنه كان أكثر مسؤول إيراني يتحدث في الشأن اليمني وكانت مواقفه أقوى بكثير من مواقفه سلفه آنذاك جواد ظريف، وكان يحرص في مقابلاته الصحفية وأنشطته السياسية واتصالاته الدبلوماسية على الدفاع عن الحوثيين بوصفهم مظلومين ويتبنى أجندتهم على المستوى الإقليمي والدولي.
ويمكن تلخيص مضامين تلك المواقف في ثلاثة عناصر الأول البعد القانوني الذي يستهدف ضرب مشروعية التدخل السعودي واعتباره “عدوانا“، والثاني البعد الاقتصادي الإنساني وهو إبراز قضية “الحصار“ والثالث البعد الحقوقي ويتعلق بالانتهاكات والجرائم التي تطال المدنيين بسبب القصف الجوي.
وبعد توليه وزارة الخارجية، أعلن عبداللهيان اعتزامه تعيين سفير جديد لبلاده في اليمن بعد وفاة السفير السابق حسن إيرلو، في خطوة كانت تهدف لدعم الحوثيين لكن هذا لم يحدث بعد ذلك لأسباب غير معروفة.
وفي ذلك الوقت، أبلغ البرلمان أنه يتطلع “إلى تعزيز إنجازات محور المقاومة. نحن فخورون بدعم حلفائنا”، وكان هذا التوجه يعكس التزامه بنهج سليماني في صياغة السياسة الخارجية للبلاد، انطلاقا من قناعته بأن الدبلوماسية اعتمدت دائما على جهود سليماني في الميدان التي جلبت الأمن والنفوذ لبلاده.
ذات يوم وصف عبداللهيان نفسه بـ”جندي سليماني“، وتفاخر أنه في كل مرة يذهب إلى دولة ما كمبعوث دبلوماسي وتفاوضي، فإنه يتشاور أولاً معه للحصول على التوجيه اللازم، وكان معروفا عنه قربه من المرشد والحرس الثوري ونتيجة لذلك سيكون لغيابه “تبعاته الإقليمية والدولية بشكل أو بآخر”، بحسب صحيفة مقربة من حزب الله.
وفي هذا السياق، سألت مصدرا حوثيا اشترط عدم ذكر اسمه، عن تأثير رحيل عبداللهيان عليهم، فأجاب “لا شك أنه سيترك أثرا وسنفتقد دوره السياسي الذي لطالما حمل قضية اليمن في أجندته الدبلوماسية، لكننا نعتقد أنه تأثير مؤقت لحين إجراء انتخابات، كما أن علاقتنا بإيران لا تتوقف على أشخاص رغم تقديرنا لدعمهم لنا، وإنما على النظام كمؤسسات”.
فقدان داعم رئيسي
قاد عبداللهيان حراكا دبلوماسيا مكثفا لإيقاف الحرب في اليمن، وعقد اجتماعات مع قيادات الحوثيين أكثر من سلفه ظريف سواء في سلطنة عمان أو في طهران، وأشاد بما يقومون به في البحر الأحمر باعتباره دعما لغزة، وانتقد القصف الأمريكي البريطاني على اليمن على خلفية ذلك واعتبره انتهاكا لقرارات مجلس الأمن.
ويقول الباحث في الشؤون الإيرانية، عدنان هاشم، إن الحوثيين “يخسرون داعماً رئيسياً لهم في دوائر المؤسسة التنفيذية الإيرانية وهم الميليشيا الطارئة في محور المقاومة التي تحاول التشبث بهذا المحور للحصول على مزيد من المكاسب”.
ويلفت الانتباه في حديثي معه إلى أنه على مدى سنوات الحرب كان عبداللهيان ملجأ الحوثيين في إيران، أول المسؤولين الذين يستقبلهم وآخر مسؤول يتم مقابلته قبل مغادرة طهران، بالنظر إلى توليه ملف اليمن ودعم الحوثيين دبلوماسياً في مناصبه المختلفة.
استبعاد التأثير السياسي
وعلى العكس من ذلك، يستبعد الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش، أن يؤثر غياب عبداللهيان أو حتى رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية على اليمن وبقية مناطق نفوذ طهران في المدى المنظور ويدلل على ذلك “بعدم حدوث أي تأثير بعد مقتل قاسم سليماني الذي كان يلعب دورا كبيرا في ترسيخ نفوذ طهران الإقليمي والتنسيق بين حلفائها ومنهم الحوثيون”.
ويؤكد في مقابلة معه أن الذي يشكل السياسة الخارجية هو المرشد علي خامنئي والحرس الثوري الذي يضطلع بدور المنفذ لهذه السياسة في اليمن وغيرها من مناطق النفوذ.
ويستدرك الباحث قائلا “لكن بطبيعة الحال ما جرى في إيران بدأ يطرح تساؤلات حول ما إذا كان مقتل رئيسي نتيجة لمؤامرة داخلية وعمّا إذا كان مؤشر على صراع أجنحة داخلية لأن سيناريو من هذا القبيل قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في الداخل وهذه الحالة ستنعكس بدورها على السياسة الخارجية بالمنطقة لا سيما في اليمن لكن حتى لو كان هناك صراع أو تنافس أجنحة داخلية ففي نهاية المطاف من يرسم السياسة هو المرشد والحرس الثوري ينفذها وبالتالي من غير المتصور أن تتغير هذه الديناميكيات التي تشكل السياسة الخارجية فيما يتعلق باليمن”.
وعلى عكس حلفاء طهران في لبنان أو العراق الذين يشكلون جزءا من حكوماتهم المعترف بها دوليا والتي لديها تمثيل دبلوماسي يدافع عنهم إقليميا ودوليا، لا أحد يعترف بسلطة الحوثيين دوليا سوى إيران ولذلك هم بحاجة دبلوماسية عبداللهيان النشيطة أكثر من غيرهم وهذا هو التأثير السياسي عليهم في الوقت الراهن وسيتحدد أكثر في هوية من سيخلفه بعد الانتخابات.
مأرب الورد30 مايو، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام إيران... الحياة بوصفها إخفاءً بارعاً للموت مقالات ذات صلة إيران… الحياة بوصفها إخفاءً بارعاً للموت 30 مايو، 2024 تهاوي أرباح “ميرسك” بسبب هجمات البحر الأحمر والشركة تعلق إعادة شراء أسهمها 30 مايو، 2024 بعضوية 167 دولة.. الحوثيون في مرمى قرار المنظمة البحرية الدولية لأول مرة 29 مايو، 2024 غرق سفينة تجارية هندية قبالة سواحل سقطرى اليمنية وفقدان أحد أفراد طاقمها 29 مايو، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية غرق سفينة تجارية هندية قبالة سواحل سقطرى اليمنية وفقدان أحد أفراد طاقمها 29 مايو، 2024 الأخبار الرئيسية تأثير غياب عبداللهيان سياسيا على الحوثيين 30 مايو، 2024 بعضوية 167 دولة.. الحوثيون في مرمى قرار المنظمة البحرية الدولية لأول مرة 29 مايو، 2024 غرق سفينة تجارية هندية قبالة سواحل سقطرى اليمنية وفقدان أحد أفراد طاقمها 29 مايو، 2024 مباحثات يمنية صومالية حول هجمات الحوثيين البحرية وتأثيرها على المنطقة 29 مايو، 2024 منظمة دولية: الحكم الصادر بحق الصحفي اليمني أحمد ماهر “تعسفي وجائر” 29 مايو، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لكم تهاوي أرباح “ميرسك” بسبب هجمات البحر الأحمر والشركة تعلق إعادة شراء أسهمها 30 مايو، 2024 بعضوية 167 دولة.. الحوثيون في مرمى قرار المنظمة البحرية الدولية لأول مرة 29 مايو، 2024 غرق سفينة تجارية هندية قبالة سواحل سقطرى اليمنية وفقدان أحد أفراد طاقمها 29 مايو، 2024 مباحثات يمنية صومالية حول هجمات الحوثيين البحرية وتأثيرها على المنطقة 29 مايو، 2024 منظمة دولية: الحكم الصادر بحق الصحفي اليمني أحمد ماهر “تعسفي وجائر” 29 مايو، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 22 ℃ 28º - 20º 19% 3.77 كيلومتر/ساعة 28℃ الخميس 28℃ الجمعة 29℃ السبت 30℃ الأحد 29℃ الأثنين تصفح إيضاً تأثير غياب عبداللهيان سياسيا على الحوثيين 30 مايو، 2024 إيران… الحياة بوصفها إخفاءً بارعاً للموت 30 مايو، 2024 الأقسام أخبار محلية 26٬672 غير مصنف 24٬158 الأخبار الرئيسية 13٬526 اخترنا لكم 6٬768 عربي ودولي 6٬475 رياضة 2٬209 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬122 كتابات خاصة 2٬032 منوعات 1٬913 مجتمع 1٬795 تراجم وتحليلات 1٬626 تقارير 1٬535 صحافة 1٬466 آراء ومواقف 1٬450 ميديا 1٬327 حقوق وحريات 1٬268 فكر وثقافة 862 تفاعل 786 فنون 465 الأرصاد 237 أخبار محلية 130 بورتريه 63 كاريكاتير 29 صورة وخبر 26 اخترنا لكم 13 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر أخر التعليقات yahya SareeaWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
Tarek El Noamanyالله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
Tarek El Noamanyالله يصلح الاحوال...
Fathi Ali Alfaqeehالهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
راي ااخرما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: السیاسة الخارجیة سیطرة الحوثیین البحر الأحمر على الحوثیین الحوثیین فی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية تكشف خطة تحرك الاحتلال ضد الحوثيين في اليمن
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، إن جماعة الحوثيين في اليمن لا يتوقفون عن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل.
وذكرت الصحيفة العبرية انه في الأيام الأخيرة زاد عدد الإطلاقات، من قبل الحوثيين فيما يظهر انه تصميم حوثي على مواصلة العمليات ضد الاحتلال.
وذكرت الصحيفة العبرية انه على الرغم من تنفيذ إسرائيل هجومين - الثالث والرابع ضد الحوثيين خلال أسبوع - إلا أنهم يتعهدون بمواصلة ما يصفونه بـ"حملة دعم غزة".
وفي محاولة لم يتضح مدى نجاحها في ردعهم، تهدد إسرائيل الآن بـ"قطع رؤوس" قيادات التنظيم، الذي يسيطر في جزء كبير من اليمن.
وذكرت الصحيفة ان الخطة تقضي باغتيال القادة من القائد إلى المتحدثين البارزين والمغردين على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى المسؤول الإيراني الذي يجلس في صنعاء.
وأوضحت أن ذلك يأتي باعتبار ان هذه هي قيادة التنظيم التي تهاجم إسرائيل من مسافة 2,000 كيلومتر، كما أنها أصبحت تشكل أيضًا تهديدًا حقيقيًا للولايات المتحدة والمجتمع الدولي بسبب الهجمات على السفن في طريق التجارة الحيوي في البحر الأحمر.