احتراق مقاتلة أميركية من طراز إف-35 ونجاة قائدها
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
تحطمت طائرة من طراز إف-35 قيد التطوير واشتعلت فيها النيران بعد وقت قصير من إقلاعها أمس الثلاثاء، بالقرب من قاعدة جوية في مدينة ألباكركي بولاية نيو مكسيكو (جنوب غرب الولايات المتحدة).
وأظهر مقطع فيديو التقط من موقع الحادث حطام الطائرة يحترق على أحد التلال على جانب الطريق بالقرب من القاعدة الجوية الواقعة بين مدينة وريو برافو ومنطقة ميسا ديل سول شرق ألباكركي.
A military fighter jet F-35 has crashed near the international airport in Albuquerque, New Mexico.#NewMexico #USA #Albuquerque #crash pic.twitter.com/NYwk26gjso
— The UnderLine (@TheUnderLineIN) May 29, 2024
وقال مسؤولون إن طيارا بالقوات الجوية أصيب بعد أن قفز من طائرة الـ"إف-35 بي" التي تحطمت بعد التزود بالوقود في قاعدة كيرتلاند الجوية.
وفي مقطع فيديو تم نشره على منصة "إكس" -"تويتر" سابقا- قال مسؤول المعلومات العامة بالإدارة في قاعدة ألبوكيركي الجوية الملازم جيسون فيغر، إنهم بدؤوا في تلقي تقارير عن احتمال سقوط طائرة قبل الساعة الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي.
On May 28 at 13:54 AFR, BCFR & Kirtland AFB responded to University south of Rio Bravo for a plane crash. BCFR and AFR’s Batt 1 confirmed a downed aircraft on fire. The pilot was located & transported while fire was extinguished. Scene has been turned over to Kirtland. pic.twitter.com/P0aaMvuod0
— Albuquerque Fire (@abqfire) May 29, 2024
وأكد فيغر أن الطيار تمكن من الخروج، وتم نقله إلى مستشفى جامعة نيو مكسيكو مصابا "بجروح خطيرة"، فيما أصيب مدنيان آخران وتم إسعافهما في مكان الحادث، وفقا لإدارة الإطفاء بالمدينة ومسؤولين عسكريين.
UPDATE: Area of Rio Bravo & University will be closed and drivers should avoid area for next 24 hrs.
— ABQ Sunport (@ABQSunport) May 28, 2024
وتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على مكان الحادث خلال ساعات قليلة، لكن عملية التنظيف ستستغرق وقتا أطول حيث تم إغلاق القاعدة الجوية طوال الليل ومعظم اليوم الأربعاء بينما تقوم أطقم العمل بإزالة الأنقاض.
من جانبه، قال عمدة ألباكركي تيم كيلر، "ممتن للتحرك السريع الذي قامت به الجهات المختصة حيث وصلت فرقهم إلى مكان الحادث على وجه السرعة. أُصلي من أجل الطيار".
Grateful for the rapid action of the first responders who arrived to the scene. Praying for the pilot. https://t.co/zRfqIiBd92
— Mayor Tim Keller (@MayorKeller) May 28, 2024
وكانت الطائرة التي تبلغ تكلفتها 135 مليون دولار تحلق من منشأة تابعة لشركة لوكهيد مارتن في محطة الاحتياط الجوية البحرية في فورت وورث بولاية تكساس إلى قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا عندما تحطمت، فيما تقود قاعدة كيرتلاند الجوية التحقيق في الحادث.
ويعد حادث تحطم طائرة عسكرية هو الثاني في نيو مكسيكو خلال أشهر، حيث سقطت طائرة من طراز "إف-16 فالكون" المقاتلة التي تبلغ تكلفتها حوالي 63 مليون دولار في أبريل/نيسان الماضي، في منطقة نائية بالقرب من قاعدة هولومان الجوية في الجزء الجنوبي من الولاية، وأصيب الطيار بجروح طفيفة بعد أن قفز من الطائرة.
30 حادث تحطم في 18 عامامنذ أن بدأت طائرة "إف-35" الطيران قبل 18 عاما، تم تصنيع أكثر من 965 طائرة من هذا الطراز، وحققت أكثر من 721 ألف ساعة طيران تراكمية مع إكمال أكثر من 430 ألف طلعة جوية.
ونقل موقع "سيبمل فلاينغ" عن شبكة سلامة الطيران الأميركية قولها، إن نحو 29 حادث تحطم طائرة من طراز "إف-35" وقعت على مر السنين (قبل حادث اليوم)، أولها في فبراير/شباط عام 2013 وآخرها في سبتمبر/أيلول عام 2023 عندما قفز الطيار من الطائرة التي تبلغ قيمتها نحو 80 مليون دولار قبل تحطمها شمال منطقة شارلستون بولاية كارولينا الجنوبية.
كما تحطمت طائرة "إف-35 بي" أيضًا في عام 2018 بالقرب من ولاية كارولينا الجنوبية، وفي مجمل الحوادث الخاصة بالطائرة كان هناك أقل من 10 طائرات "إف-35" تم تدميرها مع مقتل طيار واحد.
مشكلات وعيوب "إف-35"وكشفت تحقيق لمكتب المساءلة الحكومية الأميركية مشكلات وعيوبا ضخمة في الطائرة الأقوى في العالم، وأشار إلى أن البنتاغون لا يستطيع أن يستخدم أسطول الطائرات المقاتلة من طراز "إف-35" إلا بنسبة 55% من الوقت، حيث إنها تعاني من مشاكل كبيرة في الصيانة. وتعد هذه النسبة صادمة للبنتاغون الذي كان يخطط لاستخدام هذا الطراز بنسبة 85% إلى 90% من الوقت.
ونُشر التقرير الصادر عن مكتب المساءلة الحكومية (هيئة رقابية مستقلة تابعة للكونغرس) بعد أيام فقط من تحطم إحدى الطائرات، بعدما أثيرت تساؤلات حول كيفية اختفائها لمدة يوم قبل تحديد موقع حطامها.
وكشف التحقيق عن عدة نتائج صادمة منها، أن معظم المخصصات المالية المستقبلية ستذهب لتشغيل وصيانة وإصلاح الطائرات، وذلك بالتزامن مع تأخر إنشاء مستودعات الخدمة والمرافق لإكمال الإصلاحات الأكثر تعقيدا، وعدم كفاية المعدات لإبقاء الطائرات قيد العمل، وتأخر الصيانة والإمداد التي تؤثر على جاهزية المقاتلات.
ولهذه الأسباب، يعتزم البنتاغون نقل المزيد من مسؤوليات الصيانة من الشركات المتعاقدة والمقاولين إلى الحكومة التي ليس لديها أي خطة لتحقيق هذا الهدف.
ورغم كثرة الحوادث والسلبيات التي أشار إليها تقرير مكتب المساءلة الحكومية، من المتوقع أن يزيد اعتماد سلاح الجو الأميركي على "إف-35".
ويمتلك الجيش الأميركي حاليا 450 مقاتلة من هذا الطراز، فيما يخطط البنتاغون لشراء ما يقرب من ألفي طائرة أخرى بحلول منتصف عام 2040، بتكلفة 1.7 تريليون دولار، تشمل 1.3 تريليون دولار كمصاريف للصيانة.
أغلى طائرة مقاتلة في التاريخوكانت شركة "لوكهيد مارتن" بدأ برنامج تصنيع "إف-35" في عام 2006، واحتاجت إلى 10 سنوات قبل أن تخرج أول طائرة إلى النور.
وبدأ الإنتاج والتطوير الموسع للطائرة بالتعاون مع حلفاء واشنطن من دول حلف الناتو، ومن ثم شرعت الولايات المتحدة بالتدريج في تسليم إنتاجها إلى تلك الدول، وتجاوزت تكلفة المشروع بأكمله التريليون دولار.
وتقوم 9 دول بتشغيل الطائرة هي؛ أميركا، وإسرائيل، وإيطاليا، والنرويج، وأستراليا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وهولندا، والمملكة المتحدة، فيما طلبت 13 دولة الطائرة التي تعمل الشركة على تطويرها حيث إن لديها 3 أنواع مختلفة: "إف-35 إي"، و"إف-35 بي"، و"إف-35 سي"، وتبلغ تكلفة كل منها حوالي 100 مليون دولار.
تم تصميم "إف-35 إي" للإقلاع والهبوط التقليدي، في المقابل، تم تصميم الطائرة "إف-35 بي" للإقلاع القصير والهبوط العمودي، لكنها تتمتع بقدرات أقل فيما يتعلق بصرف الوقود مقارنة بالطراز الأول. أما "إف-35 سي"، فتم تصميمها للإقلاع بمساعدة المنجنيق والاسترداد المتوقف للعمليات على متن الطائرة (حاملة طائرات).
وتحتوي طائرات "إف-35" على محرك طور خصيصا من أجلها، بإمكانه الوصول إلى سرعة ألفي كيلومتر في الساعة، وهي سرعة تتجاوزها بسهولة طائرات أخرى، لكن دون أن تمتلك قدرة "إف-35" على المناورة والاختفاء بينما تحتفظ بسرعتها العالية.
وتعد قدرة المقاتلة الفائقة على التخفي والتهرب من رادار العدو أهم نقاط جاذبيتها، وهو ما يدفع لزيادة الراغبين في اقتنائها، وتُخضع الحكومة الأميركية الجزء الفني المتعلق بتكنولوجيا المقطع العرضي للرادار لحراسة وسرية مشددة.
ويمكن للكاميرات الصغيرة المثبتة حول الطائرة عرض صورة فورية بزاوية 360 درجة للعالم من حولها، حتى أثناء العمليات الليلية طبقا لما تقوله شركة "لوكهيد مارتن" المصنعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ملیون دولار بالقرب من طائرة من من طراز
إقرأ أيضاً:
تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل
تحطّمت طائرة شحن تابعة لشركة “دي إتش إل” كانت متّجهة من ألمانيا إلى ليتوانيا أثناء قيامها بهبوط اضطراري صباح الاثنين قرب مطار العاصمة فيلنيوس، فيما لم تستبعد السلطات أن يكون “عمل إرهابي” وراء الحادثة.
وقال رئيس جهاز الإطفاء والإنقاذ ريناتاس بوزيلا لوسائل إعلام “كان يفترض أن تهبط الطائرة في مطار فيلنيوس وتحطمت على مسافة كيلومترات قليلة من المطار”، مشيرا إلى أنه عُثر على أحد أفراد الطاقم الأربعة ميتا.
وأوضح “عثر على جميع أفراد الطاقم الأربعة. للأسف، أُعلن مقتل واحد منهم”.
ولم تستبعد السلطات التي فتحت تحقيقا، أي سبب للحادث، بما في ذلك عمل إرهابي.
وقال داريوس جونيسكيس، رئيس أجهزة الاستخبارات الليتوانية، لوسائل إعلام “من السابق لأوانه ربط الحادث بأي شيء”.
وأضاف “نحن نعمل مع شركائنا الأجانب للحصول على كل المعلومات الممكنة. لا يمكننا استبعاد احتمال وقوع عمل إرهابي”.
وتابع “حذّرنا من أن أمورا مماثلة يمكن أن تحدث، إذ نحن نرى أن روسيا تصبح أكثر عدوانية (…) لكننا لا نستطيع بعد (…) توجيه أصابع الاتهام إلى أحد”.
طرود حارقةوفي مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، قبض على الكثير من الأشخاص في ليتوانيا وبولندا في قضية طرود حارقة مرسلة بالطائرة إلى دول أوروبية مختلفة، في حادثة قد تكون روسيا مسؤولة عنها بحسب عواصم عدة.
وخلال تحطم الطائرة الذي أعقبه حريق، اشتعلت النيران في منزل. وقد أشارت السلطات إلى أن جميع السكان أجلوا بأمان.
وتمكن مصور في وكالة فرانس برس كان موجودا في الموقع من رؤية حطام الطائرة والمنزل وعشرات الطرود المتناثرة على الأرض.
من جهتها، قالت شركة “دي إتش إل” في بيان إن طائرة الشحن التابعة لها والتي تحطّمت قرابة الساعة 03,30 ت غ صباح الاثنين قرب مطار فيلنيوس في ليتوانيا، كانت تقوم “بهبوط اضطراري عى مسافة كيلومتر” من المطار.
وأوضحت أوسرا روتكاوسكيني، مديرة الشركة في ليتوانيا، أن الطائرة كانت تحمل “طرودا من عملاء مختلفين” وليس عميلا واحدا فقط.
وخلال هذا الصيف، عثر على طرود تحتوي على أجهزة حارقة في مستودعات “دي إتش إل” في ألمانيا وبريطانيا اشتعلت فيها النيران.
وفي بولندا، أدى طرد أيضا إلى اشتعال النار في شاحنة تابعة لشركة “دي إتش إل” وفق ما أوردت صحيفة “غازيتا فيبورتشا”.
واتّهم وقتها كيستوتيس بودريس، وهو مستشار للرئيس الليتواني للأمن القومي روسيا بالوقوف وراء ذلك وقال “يجب علينا تحييد المصدر وتفكيكه، ومعرفة من يقف وراء هذه العمليات، إنها أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية”.
وكانت الاستخبارات الألمانية قد وجهت في السابق أصابع الاتهام أيضا إلى روسيا الاتحادية.
في 14 تشرين الأول/أكتوبر خلال جلسة استماع في بوندستاغ، اتهم رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية توماس هالدينفانغ موسكو علنا بالوقوف وراء “قضية دي إتش إل” خصوصا في حالة الطرد الذي اشتعلت فيه النيران في مركز “دي إتش إل” في لايبزيغ (شرق) في تموز/يوليو.
المصدر أ ف ب الوسومتحطم طائرة دي إتش إل ليتوانيا