الجزيرة:
2024-09-30@09:56:02 GMT

كيف تتغلب على متلازمة المقعد الفارغ؟

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

كيف تتغلب على متلازمة المقعد الفارغ؟

تشير متلازمة "المقعد الفارغ" إلى التأثير النفسي الذي يشعر به الفرد بسبب الغياب الجسدي لشخص ذي معنى في حياته والفراغ الذي يتركه بعد مغادرته، سواء كان زوجا أو زوجة أو أحد الوالدين أو الأخوة أو الأبناء أو حتى الأصدقاء والزملاء.

ورغم ارتباط هذه المتلازمة عادة بوفاة شخص عزيز، فإنها قد تحدث أحيانا نتيجة الانفصال العاطفي عن الزوج، أو خسارة صديق أو حتى سفر الأبناء، وعادة ما تلازم الفرد في تلك اللحظات التي يُفترض أن يحتفل فيها ويشعر بالفرحة، كما في الأعياد والمناسبات، وبالأخص القريبة من تاريخ الخسارة، وفق موقع "اكسبلورينغ مايند".

الخوف من الحنين

تحكي السيدة ناهد (65 عاما) التي توفي زوجها منذ أكثر من 10 سنوات، أنها لم تلبّ أي دعوة لحضور حفل زفاف أو أي مناسبة عائلية منذ رحيله، خوفا من الحنين إلى مكانه الذي أصبح فارغا، وطقوسه المميزة في مثل هذه المناسبات.

أما لورين موراي، فتوضح لموقع "إيه جي سي" أن تجربتها الأولى مع متلازمة "المقعد الفارغ" جاءت بعد فترة قصيرة من وفاة زوجها، عندما ذهبت إلى مطعم برفقة مجموعة من أفراد أسرتها، "وبينما كنا نجلس على طاولة كبيرة، لم أستطع أن أصرف انتباهي طوال الوقت من تخيل زوجي وهو يجلس على مقعد بجواري، كما كان يفعل منذ عقود".

غالباً ما تثير المناسبات الخاصة ذكريات جميلة عن الشخص الذي نفتقده مما يزيد من حدة ألم غيابه (غيتي) أعراض متلازمة المقعد الفارغ

أشار استطلاع للرأي عام 2021، شمل ألفي بالغ أميركي، إلى أن 36% من المشاركين لا يحبذون الاحتفال بالأعياد بسبب مشاعر الحزن والخسارة التي تثيرها التجمعات العائلية، إذ يعجز الشخص عن الاندماج مع الآخرين، ويظل يتفقد الحاضرين بحثا عن صاحب المقعد الخالي الذي كان موجودا ذات يوم.

كما يجد الشخص صعوبة في الشعور بالسعادة أو حتى السيطرة على مشاعره، ويبدو الأمر كما لو أن الجرأة على الضحك والاستمتاع أصبحت بحد ذاتها خيانة للغائب أو عدم احترام له.

وفي هذا الصدد، توضح عالمة النفس جيل هارينغتون أن المناسبات الخاصة غالبا ما تثير ذكريات جميلة عن الشخص الذي نفتقده، مما يزيد من حدة ألم غيابه، وكلها مشاعر تتناسب تماما مع الخسارة، وإن اعتبرها المحيطون مشاعر سلبية، بسبب القولبة المجتمعية التي تحدد السلوك النمطي الذي ينبغي أن يكون عليه الشخص في الأعياد والمناسبات.

ولفتت هارينغتون إلى أن مشاعر الحزن يمكن أن يطلق عليها "الاكتئاب البسيط" ويختلف تماما عن "الاكتئاب السريري" الناتج عن اضطراب المزاج وعدم اهتمام الفرد بحياته، داعية إلى بذل المزيد من الجهود لاستعادة التوازن، حتى لا يقع الشخص في فخ الحزن والاكتئاب، وفق موقع "هيلث لاين" ومجلة "ديسكفر".

متلازمة "المقعد الفارغ" تشير إلى التأثير النفسي للغياب الجسدي لشخص ذي معنى (غيتي) كيف تتغلب على متلازمة المقعد الفارغ؟

يعتبر الحزن رحلة شخصية للغاية، ولا توجد طريقة صحيحة للتعبير عنه وأخرى خاطئة، فمثلا، يفضل البعض العزلة والاختلاء بأنفسهم، بينما يريد آخرون أن يكونوا محاطين بمن حولهم، ويرغب بعض الأشخاص في التحدث، في حين يفضل آخرون الصمت، إذن لا توجد إستراتيجيات محددة لتخطي مشاعر الفقد، ولكن هذه بعض الأفكار والنصائح التي يمكن أن تساعدك:

لا تخفِ حزنك، ولا تقلل من شأن مشاعرك: فالحزن شعور طبيعي، لذا، امنح نفسك الوقت الكافي للشعور به، وحاول التعبير عنه بالطريقة المناسبة لك سواء بالحديث أو حتى البكاء إذا احتجت لذلك. تخلص من الشعور بالذنب: لا يعني الشعور بالفرح في المناسبات أنك توقفت عن محبة الشخص الذي تفتقده، وضع في اعتبارك أنه يريد سعادتك ويتمنى لك الأفضل، فلا تسمح لمشاعر الذنب أن تسيطر عليك. حافظ على التقاليد القديمة: يمكنك الاحتفاظ بنفس الطقوس والعادات المميزة التي كنت تشاركها مع الشخص الغائب، إذا حقق لك ذلك شيئا من الهدوء النفسي، مثل تجهيز أضحية عيد الأضحى بنفس طقوسه المفضلة أو زيارة أقارب معينين في صباح يوم العيد وتذكر المواقف الإيجابية واللحظات السعيدة المشتركة معه، إذ إن التذكر الجماعي قد يعزز العلاج. لا تنعزل: وجودك وسط التجمعات العائلية يجنبك مخاطر العزلة، قد لا تكون في أفضل حالاتك، يمكنك أخذ قسط من الراحة بين الحين والآخر خلال الوُجود، مثل الخروج لاستنشاق الهواء النقي، وخلال هذا الوقت يمكنك ممارسة تمرين التنفس أو إرسال رسالة نصية لصديق، وقد أشارت مراجعة منهجية عام 2022 أن تمارين التنفس كانت إحدى طرق تخفيف القلق والتوتر والاكتئاب، كذلك توصلت دراسة نشرتها دورية الجمعية الطبية الأميركية "غاما" عام 2021 أن مكالمة هاتفية متعاطفة يمكن أن تخفف من مشاعر القلق والوحدة، كما ساعدت في تحسين الصحة العقلية للمشاركين خلال مدة الدراسة. ممارسة أنشطة حياتية جديدة: يمكنك الانشغال عن الحزن وممارسة أنشطة جديدة تشعرك بالقرب من الشخص الذي تفتقده، مثل: التصدق عنه وذكر سيرته الطيبة أو ممارسة رياضات معينة للتغلب على مشاعرك السلبية.

العلاج السلوكي المعرفي: قد تحتاج إلى هذه الجلسات للتعبير عن كل مشاعرك بصدق وتجنب الوقوع في منحدر الوحدة والاكتئاب.

قد يواجه الوالدان أعراض متلازمة المقعد الخالي مع سفر الأبناء للدراسة أو العمل (شترستوك) المقعد الفارغ وسفر الأبناء

قد يواجه الوالدان أعراض متلازمة المقعد الخالي مع سفر الأبناء للدراسة أو التحاقهم بجامعات بعيدة، أو لعملهم، وهنا تمتزج مشاعر الفخر والفرح مع مشاعر الحزن والحرمان من الأبناء.

وبحسب استطلاع قامت به جامعة كلارك الأميركية عام 2013، وشمل أكثر من ألف والد ممن التحق أبناؤهم بجامعات بعيدة، فإن 84% من الآباء افتقدوا أبناءهم بمجرد رحيلهم وشعروا بنفس أعراض متلازمة المقعد الفارغ، لكن 60% كانوا سعداء بقضاء المزيد من الوقت مع شركائهم أو ممارسة أنشطة حياتية جديدة.

ويمكن إدارة هذا المزيج من المشاعر من خلال اتباع نصائح الخبراء، وفق تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية:

تقبل المشاعر المتناقضة، والتي تجمع بين الرغبة في أن يحصل ابنك على الاستقلال وأن يظل قريبا منك. وضع خطط لقضاء العطلات والإجازات مع ابنك وتعويض ما فاته من مناسبات. القيام بأنشطة حياتية جديدة تشغلك عن التفكير في غياب أحد الأبناء، مثل إحياء التواصل مع أصدقاء الدراسة، أو المشاركة في سباقات الجري، أو ركوب الدراجات، أو رعاية حيوان أليف، وغيرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشخص الذی أو حتى

إقرأ أيضاً:

تربية الأبناء: أسسها وأثرها على مستقبلهم

تربية الأبناء: أسسها وأثرها على مستقبلهم، تعتبر تربية الأبناء من أهم المهام التي تقع على عاتق الوالدين، حيث إنها تؤثر بشكل كبير على مستقبل الأطفال وشخصياتهم. 

التربية الصحيحة لا تقتصر فقط على تلبية احتياجات الطفل المادية، بل تشمل أيضًا الجوانب النفسية، الاجتماعية، والأخلاقية. 

من خلال تربية سليمة، يمكن للوالدين إعداد أبنائهم ليكونوا أفرادًا ناجحين ومسؤولين في المجتمع.

تربية الأبناء: أسسها وأثرها على مستقبلهمأسس تربية الأبناء

1. الحب والاهتمام: الحب هو الأساس الذي يقوم عليه بناء علاقة صحية بين الوالدين والأبناء. 

عندما يشعر الطفل بالحب والاهتمام من والديه، ينمو بشعور من الأمان والثقة بالنفس.

الاهتمام لا يعني فقط تلبية احتياجات الطفل المادية، بل يشمل أيضًا الاهتمام بمشاعره واحتياجاته النفسية.


2. الانضباط والتوجيه: من المهم أن يتعلم الطفل أهمية القواعد والانضباط في حياته اليومية. 

الوالدين يجب أن يكونا قدوة في تطبيق القواعد وتوجيه الأبناء بلطف وحزم في نفس الوقت، الانضباط يساعد على تنمية المسؤولية والالتزام لدى الطفل.


3. تعليم القيم الأخلاقية: التربية الأخلاقية هي جزء أساسي من بناء شخصية الطفل. 

من خلال تقديم نموذج يُحتذى به، يتعلم الطفل قيمًا مثل الصدق، الأمانة، التعاون، والاحترام.

 هذه القيم تساعد الطفل على التفاعل الإيجابي مع الآخرين في المجتمع.


4. التشجيع والدعم: يجب على الوالدين تقديم الدعم المستمر لأبنائهم في مختلف مراحل حياتهم.

 تشجيع الطفل على تجربة أشياء جديدة وتقديم الدعم له عندما يواجه التحديات يعزز من ثقته بنفسه ويجعله يشعر بقدراته على النجاح.


5. الاستماع والحوار: من الضروري أن يخصص الوالدان وقتًا للاستماع إلى أبنائهم والتحدث معهم. 

الحوار المفتوح يتيح للطفل التعبير عن مشاعره وأفكاره، ويعزز من العلاقة بين الوالدين والطفل. 

الاستماع الجيد يسهم في حل المشكلات وفهم احتياجات الطفل بشكل أفضل.

دور الأسرة في تربية الأبناء وتأثيرها على المجتمع


6. التربية بالقدوة: الأطفال يتعلمون من خلال تقليد سلوك الوالدين.

 لذا، يجب أن يكون الوالدان قدوة حسنة في السلوك والتصرفات، عندما يرى الطفل والديه يتصرفان بطريقة إيجابية ومسؤولة، فإنه يتعلم نفس السلوكيات.

 

أثر التربية السليمة على مستقبل الأبناء

1. تكوين شخصية قوية ومستقلة: التربية الجيدة تساعد الطفل على بناء شخصية قوية ومستقلة. 

الأطفال الذين يحصلون على الحب والدعم والتوجيه الصحيح يصبحون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات صحيحة والتعامل مع التحديات بثقة.

تربية الأبناء: أسسها وأثرها على مستقبلهم


2. النجاح الأكاديمي والمهني: الأطفال الذين يتعلمون أهمية الانضباط والالتزام منذ صغرهم يكونون أكثر استعدادًا للنجاح في حياتهم الدراسية والمهنية.

 القيم التي تُغرس في الطفولة، مثل الاجتهاد والتحلي بالصبر، تساهم في تحقيق النجاح في مختلف مجالات الحياة.


3. التوازن النفسي والاجتماعي: التربية الصحية تساعد الطفل على تطوير توازن نفسي واجتماعي. 

الأطفال الذين يتم تربيتهم في بيئة مليئة بالحب والاهتمام يكونون أكثر استقرارًا نفسيًا، وأكثر قدرة على بناء علاقات صحية مع الآخرين.


4. تعزيز المهارات الاجتماعية: من خلال التربية السليمة، يتعلم الأطفال كيفية التفاعل مع الآخرين بطرق إيجابية.

 التربية التي تركز على القيم الاجتماعية مثل التعاون والاحترام تسهم في تنمية مهارات الطفل في التواصل وبناء علاقات اجتماعية ناجحة.


5. القدرة على حل المشكلات: عندما يتعلم الأطفال من والديهم كيفية التفكير النقدي وتحليل المواقف، يصبحون أكثر قدرة على حل المشكلات والتعامل مع التحديات الحياتية، هذا يساعدهم على اتخاذ قرارات حكيمة في المستقبل.

تأثير التوتر على الصحة النفسية والجسدية التحديات التي تواجه تربية الأبناء في العصر الحديث

1. التأثيرات التكنولوجية: التكنولوجيا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال، وقد يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على سلوكهم وتربيتهم.

 من المهم أن يراقب الوالدان استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية ويحرصوا على تحقيق التوازن بين الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات وبين الأنشطة البدنية والاجتماعية.


2. التغيرات الاجتماعية: مع تغير أنماط الحياة وتزايد انشغالات الأبوين بالعمل، قد يكون من الصعب توفير الوقت الكافي لتربية الأبناء. 

من الضروري أن يجد الوالدان طرقًا للتوازن بين العمل والحياة الأسرية، والحرص على قضاء وقت كافٍ مع الأطفال.


3. التحديات الاقتصادية: الضغوط الاقتصادية قد تؤثر على قدرة الأسرة على تقديم الرعاية اللازمة للأطفال. 

ومع ذلك، يجب أن يتذكر الوالدان أن الحب والاهتمام والوقت الذي يُقضى مع الأطفال هو الأهم، وليس الإمكانيات المادية فقط.


4. التأثيرات الاجتماعية والإعلامية: الأطفال يتعرضون يوميًا لتأثيرات اجتماعية وإعلامية، بعضها قد يكون سلبيًا. 

من المهم أن يتابع الوالدان ما يتعرض له أطفالهم، ويعملوا على توجيههم نحو مصادر مفيدة وإيجابية.

التدخين وتأثيره على الصحة النفسية نصائح لتربية الأبناء بطريقة فعّالة

1. تخصيص وقت للعائلة: من المهم أن يخصص الوالدان وقتًا يوميًا أو أسبوعيًا لقضاء وقت مع العائلة، سواء من خلال الأنشطة الترفيهية أو الحوارات المفتوحة. هذا يعزز من الترابط الأسري.


2. التوازن بين الحب والانضباط: الحب والانضباط يجب أن يسيرا جنبًا إلى جنب، يجب على الوالدين أن يظهروا حبهم لأبنائهم ويكونوا في نفس الوقت حازمين عند الحاجة إلى فرض القواعد والانضباط.


3. تشجيع الاستقلالية: من الجيد أن يشجع الوالدان أبناءهم على اتخاذ قرارات صغيرة في حياتهم اليومية، مما يعزز من شعورهم بالاستقلالية والثقة بالنفس.


4. التواصل الدائم: يجب على الوالدين الاستمرار في التواصل مع أطفالهم في مختلف مراحل حياتهم. هذا يتيح للوالدين فهم التغيرات التي يمر بها الطفل وتقديم الدعم المناسب له.

دور الأسرة في تربية الأبناء وتأثيرها على المجتمع تربية الأبناء هي مسؤولية كبيرة تتطلب حبًا واهتمامًا وتوجيهًا مستمرًا

من خلال التربية السليمة التي تعتمد على القيم والمبادئ الأخلاقية، يمكن للوالدين إعداد أبنائهم ليكونوا أفرادًا ناجحين وقادرين على مواجهة تحديات الحياة. 

تأثير الأسرة في حياة الطفل يستمر مدى الحياة، ولهذا يجب أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهم، ويحرصوا على تقديم الدعم والرعاية المستمرة لهم.

 

مقالات مشابهة

  • ‏عــاجــل - مصادر لـ الحدث العربية: الشخص الثاني الذي قتل مع نضال عبد الخالق هو عماد عودة
  • الأبناء ومصروفات الدراسة
  • حزب بارزاني يرد على بافل طالباني: تُدير نصف الإقليم واحترم مشاعر الآخرين
  • حزب بارزاني يرد على بافل طالباني: تُدير نصف الإقليم واحترم مشاعر الآخرين- عاجل
  • متلازمة أم فريحانة
  • من الشخص الذي زوّد إسرائيل بمعلومات عن نصر الله؟.. صحيفة تكشف التفاصيل
  • تربية الأبناء: أسسها وأثرها على مستقبلهم
  • دور الأسرة في تربية الأبناء وتأثيرها على المجتمع
  • شركة طيران تحظر زوجين نهائيا من السفرعلى متن رحلاتها..ما السبب؟
  • ‏يديعوت أحرونوت: الشخص الذي يتوقع أن يخلف نصر الله هو هاشم صفي الدين