حين تأسَّست جامعة الدول العربية عام 1945م، كان قيامها بمنزلة ولادة طبيعية لنظام إقليمي جديد يجسد خصوصية الروابط المشتركة التي تجمع بين الدول والشعوب العربية.
صحيح أن هذه الخطوة لم ترقَ إلى مستوى طموحات الشعوب العربية التي كانت تتطلع في ذلك الوقت إلى إقامة دولة موحدة تضم كل الناطقين بلغة الضاد، ما تسبب بتوجيه انتقادات حادة إلى هذا الكيان الوليد الذي رأى فيه البعض تكريساً لواقع التجزئة، وليس قفزة إلى الأمام على طريق الوحدة العربية المنشودة.


ومع ذلك، فقد اعتقد كثيرون في ذلك الوقت أنَّ وجود إطار مؤسسي للتشاور المنتظم بين الحكومات العربية يمكن أن يؤدي إلى تغليب روح التضامن ويساعد على توسيع نطاق المصالح العربية المشتركة وتغليبها على المصالح القطرية الضيقة.
ولأن الإعلان عن هذه الخطوة يواكب مع دخول المشروع الصهيوني مرحلة متقدمة على طريق تأسيس دولة لليهود في فلسطين، فقد كان من الطبيعي أن تشكل القضية الفلسطينية إحدى أهم ركائز العمل العربي المشترك في ذلك الوقت.
لذا، لم يكن غريباً أن تصدر جامعة الدول العربية في أولى مراحل تأسيسها ملحقاً خاصاً بفلسطين تلتزم فيه بمساعدة الشعب الفلسطيني على تحقيق استقلاله، أسوة بباقي الأقطار العربية التي كانت خاضعة للاحتلال الأجنبي، وأن تنعقد في العام التالي لتأسيسها أول قمة عربية لمناقشة القضية الفلسطينية (قمة أنشاص 1946م)، وأن تصوت الدول العربية الأعضاء في الأمم المتحدة بالإجماع ضد مشروع قرار تقسيم فلسطين (1947م)، وأن تقرر دخول الحرب فور إقدام بن غوريون على إعلان قيام دولة «إسرائيل» من جانب واحد عام 1948م.
كانت حرب 1948م مجرد بداية لسلسلة طويلة من الحروب التي اندلعت في 1956 و1967 و1973م، إضافةً إلى حرب استنزاف طويلة استمرت خلال الفترة من 1968-1970م، ورغم أنَّ حرب 1973م كانت هي آخر الحروب التي خاضتها الجيوش العربية النظامية في مواجهة «إسرائيل»، فإنَّ الصراع المسلح بين «إسرائيل» والعالم العربي لم يتوقف قط، إنما راح يتواصل عبر حركات مقاومة مسلحة بدأت فلسطينية ثم راحت تتسع تدريجياً إلى أن أصبح تضم الآن، إضافة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، فصائل لبنانية ويمنية وعراقية.
وفي سياق هذا التحول، راح الصراع بين العالم العربي و»إسرائيل» يدور على جبهتين: جبهة رسمية تؤمن بإمكانية التوصل إلى تسوية سلمية متوازنة تحقق الحد الأدنى من المطالب العربية المشروعة، وجبهة شعبية ترى أن النضال المسلح هو الوسيلة الوحيدة لتحرير الأرض العربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره.
الجبهة الأولى بدأتها مصر الساداتية، منفردة في البداية، ثم راحت دائرتها تتسع تدريجياً إلى أن أصبحت تضم معظم الحكومات العربية، بما فيها السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس. أما الثانية، فبدأتها فصائل المقاومة الفلسطينية، ثم راحت تتسع تدريجياً إلى أن أصبحت تضم الآن فصائل مقاومة لبنانية ويمنية وعراقية.
ولأن النظام الرسمي العربي يبدو الآن كأنه قد تخلى نهائياً عن عقيدة الكفاح المسلح، وراح يلهث وراء سراب تسوية سلمية لم تحقق حتى الآن إنجازات تذكر، فقد ترك وراءه فراغاً تقدمت إيران لملئه، ما مكن الأخيرة من أن تصبح هي القائد الطبيعي المؤهل لقيادة محور المقاومة الذي بدأ يحقق إنجازات من شأنها إضعاف النظام العربي الرسمي وإحراجه في الوقت نفسه.
بوسع كل متتبع للمسار الذي سلكه النظام الرسمي العربي في سعيه الدؤوب للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع مع «إسرائيل» أن يلمس عمق المأزق الذي وصل إليه، فقد خلف وراءه حتى الآن معاهدات «سلام» تربط «إسرائيل» بكل من مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وعندما بدأ تطبيق «اتفاقية أوسلو» يواجه صعوبات على الأرض، قرر النظام الرسمي العربي القيام بمبادرة جديدة لتشجيع «إسرائيل» على المضي قدماً على طريق التسوية الشاملة، تبنتها قمة بيروت العربية المنعقدة عام 2002م، وفيها عبرت الدول العربية بالإجماع عن استعدادها لتطبيع العلاقات مع «إسرائيل» إذا انسحبت من كل الأراضي العربية المحتلة، ووافقت على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وأبدت استعدادها لتسوية مشكلة اللاجئين وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948م.
ورغم أن «إسرائيل» ضربت عرض الحائط بهذه المبادرة، فإن عدداً لا يستهان به من الدول العربية قام بالقفز فوقها وقرر إبرام معاهدات سلام مع «إسرائيل» في إطار ما سمي «اتفاقيات أبراهام»، ما أدى إلى وضع النظام العربي الرسمي كله في مأزق، إذ أصبح هذا النظام عاجزاً تماماً عن الضغط على «إسرائيل» على تنفيذ المبادرة العربية المشتركة وعاجزاً في الوقت نفسه عن التراجع عن «العملية السياسية».
هنا يتجلى الفارق الكبير مع المسار الذي سلكه محور المقاومة في تصديه للمشروع الصهيوني بقوة السلاح، فقد استطاع حزب الله تحرير الجنوب اللبناني عام 2000م من دون قيد أو شرط، ولم تتمكن «إسرائيل» من تصفية المقاومة أو حتى من تحقيق انتصار حاسم في أي من المواجهات المسلحة الكثيرة التي خاضتها ضدها طوال العقود الثلاثة الماضية.
يصدق هذا على حزب الله في الحرب التي خاضها ضد «إسرائيل» عام 2006م، وعلى فصائل المقاومة الفلسطينية في مختلف المواجهات المسلحة التي خاضتها ضدها أعوام 2008 /2009 و2012 و2014 و2021 و2022م، إلى أن تمكنت حماس أخيراً من إذلال «الجيش» الإسرائيلي في معركة «طوفان الأقصى». وها هي «إسرائيل» تخوض اليوم حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 7 أشهر، لكنها تبدو عاجزة تماماً عن حسمها لمصلحتها، وها هو محور المقاومة يخوض الحرب ببسالة إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية، في الوقت الذي يبدو النظام العربي الرسمي في أسوأ حالاته.
منذ معركة «طوفان الأقصى» وحتى الآن، عقد النظام الرسمي العربي اجتماعين على مستوى القمة، الأول في الرياض يوم 11/11 /2023م، أخذ شكل دورة طارئة مشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والآخر في المنامة يوم 16 /4 /2024م، وأخذ شكل دورة الانعقاد العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
قمة الرياض أصدرت بياناً ختامياً مطولاً تضمن 31 قراراً، اكتفى معظمها بالشجب والإدانة وبمطالبة مجلس الأمن والمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات معينة، لكنَّه بدا حريصاً في الوقت نفسه على تجنب إلزام الدول المشاركة فيه بممارسة أيّ نوع من الضغوط على «إسرائيل» والدول الداعمة لها في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على الشعب الفلسطيني.
البند الوحيد الذي حمل طابعاً إجرائياً وعملياً في هذا البيان تضمن دعوة إلى «كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، وإلى مشاركة المنظمات الدولية في هذه العملية، والتأكيد على ضرورة دخولها إلى قطاع غزة، والعمل على حماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل».
ورغم أنَّ ظاهر هذا النص يوحي بأن الدول المجتمعة في جدة قررت القيام بعملية جريئة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وفرض إدخال قوافل المساعدات بكل الوسائل المتاحة من دون طلب إذن من أحد، بما في ذلك «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية، فإن ما جرى فعلاً على أرض الواقع يؤكد أن الدول العربية والإسلامية لم تقم بأي خطوة عملية لضمان وصول ما يكفي من المساعدات للشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع.
أما قمة المنامة، فقد أصدرت بياناً مختصراً اكتفى بإدانة وشجب استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وامتداده إلى رفح، وطالب بوقف إطلاق النار ومنع التهجير القسري ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب… وكلها عبارات فضفاضة لا تسمن ولا تغني من جوع.
ليس هذا فقط، بل إنّ بعض الكلمات التي ألقيت في هذا المؤتمر تدل على أن الهوة التي تفصل بين بعض القادة العرب وشعوبهم أصبحت غير قابلة للجسر.
وعلى سبيل المثال، فقد ورد في كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يفترض أنه يمثل شعب فلسطين المحاصر الذي يتعرض لإبادة جماعية ما يفيد بأنه يلقي باللوم على حماس، ويدين عملية «طوفان الأقصى» برمتها، فقد اتهم حماس بأنها أعطت لـ»إسرائيل» ذريعة لارتكاب مجازر ضد الشعب الفلسطيني، وكأن «إسرائيل» بحاجة إلى ذرائع لممارسة أعمالها الإجرامية، وكأن الشعب الفلسطيني كان يعيش في أمن وأمان قبل 7 تشرين من العام الماضي.
كما ورد في كلمات بعض المسؤولين الآخرين نقد لما تقوم به أنصار الله في اليمن التي قامت بأعمال بطولية لدعم وإسناد صمود الشعب الفلسطيني.
يتضح مما سبق أن النظام الرسمي العربي اختار أن يقبع في مقاعد المتفرجين لما يقارب 8 أشهر، فضل خلالها أن يتابع من بعيد أعمال إبادة جماعية تقوم بها «إسرائيل»، بدعم كامل من الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا الغربية، وترك دولاً مثل جنوب أفريقيا تتحمل وحدها عبء رفع دعوى قضائية على «إسرائيل» في محكمة العدل الدولية، من دون أن تكلف نفسها حتى مجرد عناء التدخل متضامنة فيها، بل ترك دولاً أخرى بعيدة، مثل كولومبيا وتشيلي والبرازيل وغيرها من دول أميركا اللاتينية، تقوم بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع «إسرائيل» احتجاجاً على المجازر التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني.
لقد كان بوسع النظام العربي الرسمي أن يفعل الكثير لمساندة شعب عربي تشن عليه حرب إبادة جماعية من جانب قوة تحتل أرضه منذ عشرات السنين، كأن يقوم مثلاً باتخاذ قرار جماعي يلزم الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل» بطرد سفرائها منها وبسحب سفرائها في المقابل، وأيضاً بالوقف التام لكل أنواع التطبيع معها، وكان بمقدوره أن يطالب الدول العربية بإغلاق القواعد العسكرية الأميركية المقامة على أراضيها، وأن يقطع إمدادات النفط عن كل الدول التي تمدها بالسلاح مثلما فعلت في حرب 1973، فالنظام الرسمي العربي لا تعوزه القدرة على الفعل وممارسة التأثير، لكنه يفتقر إلى الإرادة التي تمكنه من القيام بذلك.
إذا لم يكن النظام الرسمي العربي قادراً على امتلاك إرادته في ظروف كهذه الظروف التي يمر بها الآن شعبنا العربي في فلسطين، فعلى الأرجح أنه لن يمتلك إرادته مطلقاً في أي ظروف أخرى. لذا، يمكن القول من دون أي تجاوز إن النظام العربي الرسمي يحتضر ويلفظ الآن أنفاسه الأخيرة.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تعرف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته ضد الحوثيين في اليمن؟

 

سلطت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية الضوء على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته الجوية التي يشنها ضد الحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن ترامب يريد تدمير الجماعة المدعومة من إيران.

وقالت المجلة -في تقرير أعده براندون جيه. ويتشرت، محرر أول لشؤون الأمن القومي- إن إدارة ترامب الجديدة اتخذت إجراءات حاسمة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وأوفت بوعدٍ آخر من وعودها: "وهو نقل المعركة إلى الحوثيين المدعومين من إيران المتمركزين في اليمن الذين يُرهبون الملاحة الدولية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023".

وأضاف التقرير الذي ترجمه "يمن شباب نت"، إنه "في حين اتخذ الرئيس السابق جو بايدن بعض الإجراءات لحماية الملاحة الدولية، أبرزها إطلاق "عملية حارس الرخاء"وهي عملية ردع فاترة ضد الحوثيين، فقد اتخذت إدارة ترامب الجديدة إجراءات حاسمة وشُنّت غارات جوية مكثفة استمرت عدة أيام ضد أهداف استراتيجية في اليمن".

وبطبيعة الحال، رد الحوثيون بالصواريخ الباليستية المضادة للسفن والصواريخ المجنحة التي قدمتها لهم إيران، فضلاً عن ترسانتهم من الطائرات بدون طيار. حتى الآن، صمدت البحرية الأمريكية في وجه المتمردين وكثّفت قصفها الجوي.

 ووفق التقرير فقد نشرت حاملة الطائرات' يو إس إس هاري إس ترومان' طائرات 'سوبر هورنت 'من طراز 'إف/إيه-18 إي/إف' ضدهم، مزوّدة بذخائر AGM-154 للأسلحة المواجهة المشتركة (JSOW) وذخائر AGM-84H للهجوم البري الصاروخي الموسّع (SLAM-ER) .

كما شوهدت ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs) مُركّبة على بعض طائرات "سوبر هورنت.في غضون ذلك، أطلق الطراد الصاروخي الموجه من فئة تيكونديروجا، يو إس إس جيتيسبيرج، صواريخ توماهوك برية هجومية على أهداف للحوثيين في اليمن.

لنلقي نظرة على بعض هذه الأنظمة الأمريكية بمزيد من التفصيل..

أسلحة المواجهة المشتركة AGM-154 (JSOW)

صُمم صاروخ AGM في المقام الأول لهجمات جو-أرض. حيث صُمم لتوفير هجمات جو-أرض منخفضة التكلفة وعالية الدقة، ويمكن إطلاقها من مسافات آمنة.

ويُعد هذا الجزء الأخير ذا أهمية خاصة، إذ بنى الحوثيون دفاعات جوية واسعة النطاق لحماية أراضيهم. بمعنى آخر، كلما كان إطلاق هذه الأسلحة بعيدًا عن الهدف، كان ذلك أفضل.

يتوفر هذا السلاح بثلاثة أنواع مختلفة. أحدها مُجهّز برأس حربي مُخترق ومُشتّت ( AGM-154A ). أما النوع الآخر، وهو JSOW-C، فهو مُصمّم للاستخدام في الأدوار المضادة للدروع (AGM-154B).

أما النوع الثالث، وهو JSOW-C، فيستخدم رأسًا حربيًا أحاديًا بوزن 500 رطل لاختراق المخابئ أو الأهداف عالية القيمة. وهو مُزوّد ​​بباحث تصوير بالأشعة تحت الحمراء للتوجيه النهائي، مما يُحسّن دقته.

يفتقر صاروخ JSOW إلى نظام دفع، وينزلق نحو هدفه، مستخدمًا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والملاحة بالقصور الذاتي (INS) للتوجيه في منتصف المسار. يختلف مداه باختلاف ارتفاع الإطلاق، ولكنه عادةً ما يكون حوالي 24 ميلًا من الإطلاقات المنخفضة و70 ميلًا من الإطلاقات العالية.

تصميمه الخفي وصغر مقطعه الراداري يجعلان من الصعب اكتشافه - وبالنظر إلى عجز الحوثيين الواضح عن الدفاع ضد أسلحة مثل JSOW ، يبدو أنهم يواجهون صعوبة في اعتراضها.

ذخائر الاستجابة الموسعة لصواريخ الهجوم البري AGM-84H (SLAM-ER)

صاروخ كروز AGM-84H/K SLAM، وهو صاروخ جو-جو موجه بدقة، طورته شركة بوينغ للبحرية الأمريكية والقوات المتحالفة معها، وهو تطوير لصاروخ AGM-84E SLAM الأقدم، وهو بدوره نسخة مشتقة من صاروخ AGM-84 Harpoon المضاد للسفن.

وقد صُمم صاروخ AGM-84H SLAM لضرب أهداف برية وبحرية عالية الأهمية في جميع الأحوال الجوية، مما يوفر مدىً ودقةً ومرونةً أكبر مقارنةً بسابقاته.

يتمتع هذا النظام بمدى يزيد عن 155 ميلًا بحريًا (178 ميلًا) ويمكن إطلاقه من مسافة آمنة لإبقاء الطائرة المهاجمة خارج مدى الدفاع الجوي للعدو.

يستخدم الصاروخ مزيجًا من نظام الملاحة بالقصور الذاتي بمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي اس) للطيران في منتصف المسار، وباحث الأشعة تحت الحمراء (IIR) للتوجيه النهائي.

ويضمن هذا النظام المزدوج دقةً فائقة، حتى في الأحوال الجوية السيئة أو ضد الأهداف المموهة. يُعد الرأس الحربي المتفجر المغلف بالتيتانيوم، والذي يزن 500 رطل، والمُصمم للاختراق والتدمير ضد الأهداف المحصنة (مثل المخابئ والسفن والبنية التحتية)، هو السلاح الفتاك في هذا النظام.

يتيح رابط البيانات ثنائي الاتجاه التحكم المباشر ، ما يعني أن المشغلين يستطيعون إعادة توجيه الصاروخ أثناء تحليقه، أو تعديل نقطة تصويبه، أو تبديل الأهداف إذا دُمِّر الهدف الأصلي أو اعتُبر أقل خطورة. كما يدعم الصاروخ وضع "أطلق وانسى" مع نظام التعرف التلقائي على الأهداف (ATR) لتوجيه ضربات ذاتية بالكامل.

بمجرد إطلاقه، يحلق صاروخ SLAM-ER بسرعات دون سرعة الصوت باستخدام محرك نفاث من طراز Teledyne J402 . وقد أُعيد تصميم أجنحته لتحسين الديناميكية الهوائية والمدى. كما أن مسار طيران AGM-84H المنخفض وتصميمه الخفي يُقللان من إمكانية اكتشافه.

ذخيرة الهجوم المباشر المشترك (JDAM)

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM) هي في حد ذاتها صاروخ. ففي الواقع، هي مجرد مجموعة توجيه طورتها الولايات المتحدة لتحويل قنبلة غير موجهة، أو "غبية"، إلى ذخيرة دقيقة التوجيه في جميع الأحوال الجوية.

هذه المجموعات رخيصة الثمن نسبيًا، وتحتوي على نظام معياري يُثبّت على قنابل السقوط الحر الموجودة، مما يمنحها قدرات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ونظام التوجيه الداخلي (INS) لتوجيه ضربات دقيقة من مسافة آمنة.

حظيت أنظمة JDAM بشعبية كبيرة بين الجيوش الأمريكية وحلفائها منذ الكشف عنها في أواخر تسعينيات القرن العشرين.

تشمل مكونات هذا النظام جهاز استقبال GPS، ونظام توجيه داخلي (INS)، وزعانف قابلة للتوجيه، وألواحًا على طول جسم القنبلة لمزيد من الرفع والثبات.

يمكن لقنبلة JDAM حمل قنبلة Mk 84 التي تزن 2000 رطل ، وقنبلة Mk 83 التي تزن 1000 رطل، وقنبلة Mk 82 التي تزن 500 رطل.

ويسمح نظام GPS/INS لهذا النظام بالتنقل إلى إحداثيات مبرمجة مسبقًا. كما يتميز هذا النظام بخاصية "أطلق وانسى"، حيث يضبط مسار طيرانه في الجو ليصيب الهدف ضمن نطاق خطأ دائري محتمل (CEP) يبلغ حوالي 16 قدمًا في أي حالة جوية وفي أي وقت من اليوم.

يمكن لـقنابل JDAM، التي يتم إسقاطها من ارتفاع يصل إلى 45000 قدم في الهواء، أن تنزلق إلى الهدف لمسافة تتراوح بين 17 إلى 23 ميلاً.

صاروخ توماهوك كروز

توماهوك ، نظام صاروخي أمريكي شهير، هو سلاح متعدد الاستخدامات مصمم أساسًا لتوجيه ضربات دقيقة ضد الأهداف البرية والبحرية. صُنع هذا النظام من قِبل شركة رايثيون (مع أن تصميمه الأصلي كان من قِبل شركة جنرال ديناميكس)، وكان حجر الزاوية في القوة البحرية الأمريكية منذ ثمانينيات القرن الماضي.

تتوفر عدة أنواع من هذه الصواريخ، لكن مدى السلاح يتراوح بين 805 و1553 ميلًا حسب النوع. تبلغ سرعة الصاروخ حوالي 550 ميلًا في الساعة، ويعمل بمحرك ويليامز F107 توربوفان بعد أن يرسله معزز يعمل بالوقود الصلب من السفينة أو الغواصة ليطلقه نحو أهداف العدو البعيدة.

لا يقتصر هذا النظام على تزويده بنظامي تحديد المواقع العالمي (GPS) ونظام الملاحة الفضائية (INS) للحفاظ على مساره على مسافات طويلة، بل يستخدم أيضًا نظام مطابقة محيط التضاريس (TERCOM) للرحلات الجوية على ارتفاعات منخفضة. ويستخدم نظام TERCOM قياس الارتفاع بالرادار لمطابقة الأرض تحته مع خرائط مُحمّلة مسبقًا.

علاوة على ذلك، يُقارن نظام مطابقة المشهد الرقمي (DSMAC) الصور المُلتقطة على متن الطائرة بالنماذج المُخزّنة لضمان دقة عالية في المرحلة النهائية. كما تُضيف بعض الإصدارات روابط بيانات الأقمار الصناعية لإعادة الاستهداف أثناء الرحلة.

في العادة، يكون الرأس الحربي التقليدي الذي يبلغ وزنه 1000 رطل (مثل WDU-36/B ) هو القاتل الأساسي لهذا النظام، ولكن كانت هناك أيضًا إصدارات نووية أقدم ( TLAM-N ).

على الرغم من أن هذه الأسلحة موجودة منذ عقود من الزمن، فإن السبب وراء استخدامها أكثر من 2000 مرة في القتال هو موثوقيتها - وحقيقة أنها يمكن أن تعمل في الأفق ضد عدو مثل الحوثيين، المسلحين بأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية والصواريخ المضادة للسفن، يجعلها مفيدة للغاية للبحرية الأمريكية في حربها ضد الحوثيين.

التداعيات الاستراتيجية لضربات الحوثيين

وأشارت المجلة إلى أن الجيش الأمريكي بقيادة الرئيس ترامب يريد القضاء على الحوثيين. وفي الوقت نفسه، يُعيد الإسرائيليون فتح جبهتهم الجنوبية ضد حماس في قطاع غزة.

واختتمت تقريرها بالقول إنه "علاوة على ذلك، يُقال إن إسرائيل، ربما بمساعدة أمريكية، تستعد لضرب منشآت الأسلحة النووية الإيرانية، مما قد يجعل هذه التحركات ضد الحوثيين وحماس مجرد مقدمة لضربات أوسع نطاقًا على إيران في المستقبل

 

مقالات مشابهة

  • ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟
  • وزير خارجية العراق وأبو الغيط يبحثان الأوضاع في المنطقة والتحديات التي تواجه الدول العربية
  • هل قام النظام العربي الرسمي بما يجب لوقف الإبادة في غزة؟.. خبير يجيب
  • البرلمان العربي يدين إعلان الاحتلال إنشاء وكالة لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة
  • بعثة جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل تسعى لتجويع وتعطيش سكان غزة
  • رئيس بعثة جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل تدفع سكان غزة للهجرة بتجويعهم
  • كسوف الشمس يوم 29 مارس وما الدول العربية التي تراه
  • البرلمان العربي: الجامعة العربية ستظل بيت الأمة
  • في بيان بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة العربية، الخارجية تحيّ دور الجامعة في العمل العربي المشترك
  • تعرف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته ضد الحوثيين في اليمن؟