نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات، باعتبارها رئيس المجموعة العربية لشهر مايو في مجلس الأمن، ضرورة إنهاء الحرب على غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكلٍ عاجل ودون عوائق، مشيرة إلى أن هذا المنعطف الخطير من تاريخ الصراع، يحتم على مجلس الأمن والمجتمع الدولي بذل كل الجهود الممكنة لإنقاذ حل الدولتين.

 
وشددت الإمارات على أن ما يحدث في غزة يجسد المعنى الحقيقي لويلات الحرب وما تسببه من فظائع، مطالبة بإنهاء الاحتلال، ووقف العنف، وإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة، واستقلال دولة فلسطين على حدود عام 1967، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وقالت الإمارات، أمس، في بيان ألقاه السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن بشأن الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية: «إن ما شهدناه من هجمات على مخيمات النازحين في رفح منذ مطلع هذا الأسبوع يفوق الوصف، ويقتضي إدانة واضحة من المجتمع الدولي بأكمله».

أخبار ذات صلة إسرائيل: الحرب في غزة مستمرة لـ 7 أشهر أخرى أكبر شبكة إنسانية بالعالم تدعو لوقف حرب غزة

وأضاف أبوشهاب: «المجزرة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد الماضي بحق مئات المدنيين وهم نائمون في خيامهم، وتضاف إليها مجزرة المواصي يوم أمس، وليست إلا حلقات جديدة في سلسلة جرائم الحرب الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني».
وتابع: لا توجد كلمات تعبر عن فظاعة موت الأطفال حرقاً بالنيران، أو عبارات تصف رعب أم تحتضن أشلاء رضيعها المحترقة، أو لغة تعبر عن صرخات الألم لشيخ مقعد يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط الخيام المشتعلة، لقد جاءت هذه الغارات الدموية بعد أقل من يومين على إصدار محكمة العدل الدولية تدابير مؤقتة جديدة تطالب إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في رفح، وبعد أن نزح خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 900 ألف فلسطيني، أي ما يفوق 60 بالمئة من النازحين في رفح، بسبب تصعيد إسرائيل عدوانها على المحافظة، ليضطر العديد منهم للنزوح مجدداً، بحثاً عن الأمان من هذه الحرب.
وأردف: إلا أنه وبعد ما يقارب الثمانية أشهر من القصف والقتل والتنكيل والتشريد، لم يعد هناك مكان آمن أو صالح للعيش في غزة، فكل ما كان يطلق عليه منطقة آمنة تم استهدافه، وكل ما هو محمي بموجب القانون الإنساني الدولي تم انتهاكه.
وقال أبو شهاب: «إن مأساة النزوح المتكرر ما هي إلا وجه من أوجه المعاناة التي يكابدها هؤلاء النازحون الذين يعانون من غياب شبه تام للمياه والمواد الغذائية والصحية، خاصة مع إغلاق إسرائيل معبر رفح وعدم سماحها بدخول المساعدات الإنسانية، في الوقت الذي يعاني فيه قطاع غزة من المجاعة».
وأضاف: «لقد تجاوزت إسرائيل بإصرار وتعنت كل الخطوط الحمراء وباتت تتحدى بوضوح لا لبس فيه القانون الدولي وقرارات هذا المجلس، تماماً كما تجاهلت التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية ثلاث مرات». 
وأشار أبو شهاب إلى أن أنظار العالم اليوم لا تتجه إلى رفح فحسب، بل أيضاً إلى هذا المجلس المسؤول عن صون السلم والأمن الدوليين، فمثل هذا المستوى من الإجرام يتطلب من مجلس الأمن رداً حازماً وواضحاً، فحين تأسست الأمم المتحدة على أنقاض حربين عالميتين مدمرتين، تعهدت الدول الأعضاء بأن تنقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب، ومجلسكم الموقر تقع على عاتقه المسؤولية الرئيسة لتحقيق ذلك، فأين أهل غزة من هذا العهد؟! إن ما يحدث في القطاع يجسد دون شك المعنى الحقيقي لويلات الحرب وما تسببه من فظائع للأبرياء.
وأردف: إن المجموعة العربية تدعو هذا المجلس إلى الانخراط بشكل إيجابي وبنّاء في المفاوضات المتعلقة بمشروع القرار الذي طرحته دولة الجزائر أمس الأول، ويهدف لوقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على رفح ويطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النار.
وأكد أبو شهاب على ضرورة اعتماد هذا القرار بعد أن تأخر مجلس الأمن كثيراً في اتخاذ مثل هذه الخطوة الضرورية، فقد بات ملحاً إنهاء هذه الحرب التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها حربٌ ضد الأطفال، وشهدنا خلالها تكرار المجازر التي طالت المستشفيات، ونقاط توزيع المساعدات، والأطفال وغيرهم من الأبرياء، كما شهدنا قتل إسرائيل للعاملين في المجال الإنساني والطبي والإعلامي، بالإضافة إلى المسنين، والنساء، والأطفال.  
وتابع أبو شهاب: «لقد طال القصف أيضاً المراكز الصحية، والمدارس، والمخيمات، والمخابز، والمساجد، والكنائس، والجامعات، ومنشآت الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أن استهداف المدنيين يشكل جريمة حرب يجب محاسبة مرتكبيها أمام القانون.
وأضاف: «لقد باتت الازدواجية في المعايير واضحة كعين الشمس، وتداعياتها لن تقتصر على زعزعة الاستقرار في منطقتنا فحسب، بل في العالم أجمع، وعليه، تؤكد المجموعة العربية ضرورة تطبيق القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، بشكل موحد ومتساو ودون استثناء أو تمييز، كما لا ينبغي أن يكون تنفيذ قرارات مجلس الأمن انتقائياً أو قائماً على الكيل بمكيالين».
وقال: «إن إسرائيل، شأنها شأن أي دولة أخرى، مطالبة باحترام التزاماتها وفقاً لهذه الأطر الدولية، ووقف ممارساتها غير الشرعية، بما يشمل الضفة الغربية أيضاً، حيث تتصاعد التوترات لمستويات خطيرة مع تسارع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي والمداهمات شبه اليومية للمدن والمخيمات الفلسطينية، فضلاً عن الاقتحامات المستمرة من قبل المتطرفين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وإعاقة دخول المصلين إليه، الذي يمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها». 
ولفت أبو شهاب إلى أن تحقيق السلام العادل والدائم يتطلب دعماً قوياً للعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، فضلاً عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مثلما أقدمت على ذلك مؤخراً العديد من الدول التي نثمن عالياً وقوفها إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: غزة فلسطين قطاع غزة حرب غزة إسرائيل الحرب في غزة الإمارات سكان غزة القانون الدولی الأمم المتحدة مجلس الأمن أبو شهاب إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته

كشفت الأمم المتحدة، أن الاقتصاد السوري بحاجة لـ55 عاما للعودة إلى المستوى الذي كان عليه في 2010 قبل اندلاع النزاع، إذا ما واصل النمو بالوتيرة الحالية، مناشدة الأسرة الدولية الاستثمار بقوة في هذا البلد لتسريع عجلة النمو.

وقال أخيم شتاينر، رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في تقرير إنه « بالإضافة إلى مساعدات إنسانية فورية، يتطلب تعافي سوريا استثمارات طويلة الأجل للتنمية، من أجل بناء استقرار اقتصادي واجتماعي لشعبها ».

وشدد المسؤول الأممي خصوصا على أهمية « استعادة الانتاجية من أجل خلق وظائف والحد من الفقر، وتنشيط الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنى الأساسية للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والطاقة ».

وفي إطار سلسلة دراسات أجراها لتقييم الأوضاع في سوريا بعد إسقاط الرئيس بشار الأسد في ديسمبر، قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الخميس، ثلاثة سيناريوهات للمستقبل الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.

وبحسب معدل النمو الحالي (حوالي 1,3% سنويا بين عامي 2018 و2024)، فإن « الاقتصاد السوري لن يعود قبل عام 2080 إلى الناتج المحلي الإجمالي الذي كان عليه قبل الحرب ».

وسلطت هذه التوقعات « الصارخة » الضوء على الحاجة الملحة لتسريع عجلة النمو في سوريا.

وما يزيد من الضرورة الملحة لإيجاد حلول سريعة للوضع الراهن، هو أنه بعد 14 عاما من النزاع، يعاني 9 من كل 10 سوريين من الفقر، وربع السكان هم اليوم عاطلون عن العمل، والناتج المحلي الإجمالي السوري هو اليوم أقل من نصف ما كان عليه في 2011، وفقا للتقرير.

وتراجع مؤشر التنمية البشرية الذي يأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع ومستويي التعليم والمعيشة إلى أقل مما كان عليه في 1990 (أول مرة تم قياسه فيها)، مما يعني أن الحرب محت أكثر من ثلاثين عاما من التنمية.

وفي هذا السياق، نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى وتيرة النمو اللازمة لعودة الناتج المحلي الإجمالي إلى المستوى الذي كان عليه قبل الحرب، وكذلك إلى الوتيرة اللازمة لبلوغه المستوى الذي كان يمكن للبلاد أن تبلغه لو لم تندلع فيها الحرب.

وفي السيناريو الأكثر « واقعية » والذي يتلخص في العودة إلى الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010 فقط، فإن الأمر يتطلب نموا سنويا بنسبة 7,6% لمدة عشر سنوات، أي ستة أضعاف المعدل الحالي، أو نموا سنويا بنسبة 5% لمدة 15 عاما، أو بنسبة 3,7% لمدة عشرين عاما، وفقا لهذه التوقعات.

أما في السيناريو الطموح، أي بلوغ الناتج المحلي الإجمالي المستوى الذي كان يفترض أن يصل إليه لو لم تندلع الحرب، فيتطلب الأمر معدل نمو بنسبة 21.6% سنويا لمدة 10 سنوات، أو 13.9% لمدة 15 عاما، أو 10.3% لمدة 20 عاما.

وقال عبد الله الدردري، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية، إنه لا يمكن سوى لـ »استراتيجية شاملة » تتضمن خصوصا إصلاح الحكم وإعادة بناء البنى التحتية في البلاد أن تتيح لسوريا « استعادة السيطرة على مستقبلها » و »تقليل اعتمادها على المساعدات الخارجية ».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية الاقتصاد الامم المتحدة التنمية الحرب تقرير سوريا

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تقترح قرارًا خاصًا في الأمم المتحدة بذكرى الحرب في أوكرانيا
  • ضغط أمريكي لمنع القرار الأوكراني في الأمم المتحدة بشأن إدانة روسيا
  • مشروع قرار أمريكي في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • الأمم المتحدة: لا نزال قلقين إزاء هجمات إسرائيل بالضفة الغربية
  • بعد عملية تفجير الحافلات في تل أبيب.. ماذا يحدث بالضفة الغربية؟
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • الأمم المتحدة:اقتصاد سوريا يحتاج 50 عاما ليتعافى
  • بمشاركة الإمارات.. الأمم المتحدة تطلق خططاً إنسانية للاستجابة للوضع في السودان
  • الإمارات تشارك في اجتماع الأمم المتحدة لإطلاق خطط إنسانية للاستجابة للوضع في السودان
  • الخطر الصهيوامريكي على الامن والسلم الدولي.