أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «براكة».. تعاون بنّاء بين الإمارات وكوريا إطلاق تعريفة «مخفضة» لاستهلاك الطاقة في القطاع الصناعي

أكد وزراء ومسؤولون في حكومة الإمارات أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها الدولة مع جمهورية كوريا تؤسس لحقبة جديدة من النمو الاقتصادي، وتعزيز التعاون البناء في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع واحد من أقوى الاقتصادات في العالم.


وتهدف الاتفاقية إلى رفع معدلات التدفق الحر للتجارة والاستثمار بين البلدين وفتح مسارات للاستثمار في العديد من القطاعات الحيوية. ويأتي توقيع الاتفاقية استمراراً لخطط الإمارات لمضاعفة تجارتها الخارجية غير النفطية وصولاً إلى 4 تريليونات درهم، وزيادة الصادرات لتصل إلى 800 مليار درهم بحلول عام 2031.
وقال معالي محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية: «تحرص وزارة المالية على تعزيز العلاقات الاستراتيجية لدولة الإمارات مع مختلف دول العالم، حيث نسعى لبناء سياسات وشراكات تعالج التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي. وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا محطة مهمة جديدة، وستحفز مزيداً من التنويع الاقتصادي، وستعزز الشمولية الاقتصادية، وستستقطب الاستثمارات إلى أهم القطاعات التي تخدم المصلحة الوطنية، ومنها الطاقة المتجددة والأمن الغذائي. ويمثل الاقتصاد الكوري المتقدم، الذي سجل مؤخراً فائضاً تجارياً قياسياً، شريكاً مهماً لدولة الإمارات».
تعاون متنامٍ
ومن جانبه، قال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية: «تجسّد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا العلاقات التجارية والاستثمارية المتينة بين الدولتين الصديقتين، بما يتضمن التعاون المتنامي في مجال الطاقة المتجددة وبنيتها التحتية. وتمثل محطة براكة للطاقة النووية في أبوظبي المثال الأكثر وضوحاً على ذلك التعاون، حيث صممتها وشيدتها وشغلتها شركات طاقة كورية، بينما التزمت دولة الإمارات باستثمار 30 مليار دولار في قطاعات محددة ضمن الاقتصاد الكوري، بما فيها الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة. وبالتوازي مع سعي كوريا إلى تنفيذ الاتفاق الأخضر الجديد الذي اعتمدته، ويتضمن التزامات بتوليد 20 بالمئة من طاقتها باستخدام المصادر المتجددة بحلول عام 2030، ومع تحقيق دولة الإمارات لأهداف الحياد المناخي الطموحة التي حددتها، ستوفر الاتفاقية آلية مهمة لتسهيل مزيد من الاستثمار والتعاون في ذلك القطاع ذي الأولوية القصوى».
صادرات التصنيع
وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: «يمتلك عددٌ محدودٌ من الدول المعرفة الصناعية والتكنولوجية التي تتمتع بها جمهورية كوريا. ودفعت صادرات التصنيع إلى حد كبير بروز كوريا على مدى العقود الثلاثة الماضية كاقتصاد عالمي رئيسي، بما يشمل الآلات والإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات وقطع الغيار، مما ساعد على دفع استثماراتها نحو تطوير منظومة تكنولوجية متقدمة لا تضاهى. وتلتزم دولة الإمارات الآن بالكامل بمسار تنمية مماثل، وستمكّن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع كوريا، التي تعقب سلسلة من مذكرات التفاهم حول التعاون الصناعي والتكنولوجي التي وقعتها الدولتان في يناير 2023، الشركات والمستثمرين ورجال الأعمال من التعامل مع نظرائهم وتبادل المعرفة والرؤى وقيادة حقبة جديدة من النمو القائم على الابتكار والإبداع».
نموذج جديد
وقال معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد: «تعد جمهورية كوريا أحد أكبر اقتصادات العالم، حيث يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي 1.7 تريليون دولار، وتتميز بمزيج بالغ التطور من القدرات الصناعية والتكنولوجية والخدمية. لذا تعتبر الشريكة التجارية والاستثمارية المثالية لدولة الإمارات، إذ يمكنها دعم جهودنا لتنويع الاقتصاد الوطني وتحولنا إلى النموذج الاقتصادي الجديد القائم على المعرفة والابتكار في ضوء مستهدفات رؤية (نحن الإمارات) 2031». وستولّد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكوريا ثروة من الفرص لقطاعنا الخاص، بدءاً من التدفقات التجارية المتسارعة ووصولاً إلى المشاريع الاقتصادية والاستثمارية في أهم القطاعات، ومنها الاقتصاد الجديد والخدمات اللوجستية والنقل والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة. وتأتي هذه الاتفاقية تأكيداً على جهودنا المتواصلة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، كما ستعزز من الأهمية المتزايدة لآسيا ضمن المشهد الاقتصادي العالمي».
فرص مشتركة
وقالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحّاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة: «تعد جمهورية كوريا دولة رائدة في مجال التكنولوجيا الزراعية والتحول المستمر لأنظمة إنتاج الغذاء. وتدعم الحكومة الكورية استثمار القطاع الخاص في ذلك المجال عالي الأولوية، مما يوفر عدداً من الفرص الواعدة للشراكة والتعاون وتبادل المعارف والخبرات بين مجتمعي التكنولوجيا الزراعية في الدولتين، ويعزز ذلك طموحاتنا ضمن مجال الأمن الغذائي. وستمكّننا اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الجديدة من فتح آفاق ذلك المجال، ونتطلع إلى التعاون مع الأصدقاء في كوريا لتحديد واغتنام كل الفرص التي ستتيحها تلك المنصة للدولتين».
تنويع الاقتصاد
ومن جانبه، قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية: «تواصل دولة الإمارات تنفيذ خططها الاستراتيجية لتنويع الاقتصاد واستحداث قطاعات جديدة تخاطب المستقبل، عبر التركيز على التجارة الخارجية والمواهب وتحفيز الاستثمارات في القطاعات عالية النمو. ويشكّل برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة عاملاً ضرورياً لتحقيق تلك الطموحات، وتوطيد العلاقات مع الشركاء الرئيسيين حول العالم وتوليد فرص جديدة لمصدرينا ومستثمرينا ومبتكرينا. وتترجم اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكوريا توجهات دولة الإمارات، وتتيح تكاملاً اقتصادياً مع واحدة من الدول العملاقة صناعياً ضمن أكبر 12 اقتصاداً عالمياً. وستنطلق الاتفاقية من علاقات متينة، حيث بلغت قيمة التجارة الثنائية غير النفطية 5.3 مليار دولار عام 2023، محافظة على المستويات القياسية التي شهدها عام 2022. وتعد دولة الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لكوريا في العالم العربي، حيث تمثل 20% من تجارة كوريا مع المنطقة، ونتوقع ارتفاع ذلك الرقم بصورة قياسية خلال السنوات المقبلة عند دخول الاتفاقية حيز التنفيذ.
وعلى صعيد أهم، ستعزز تلك الاتفاقية أيضاً استحداث ممر تجاري رئيسي، وستدعم الفرص التجارية بصورة مباشرة على الطريق من آسيا عبر أفريقيا إلى أميركا الجنوبية، لتدفع بذلك عجلة تطوير سلاسل التوريد بين الشرق والغرب. وستولّد فرصاً في السوق للمصدرين والشركات الصناعية الإماراتية، وستمكّن الشركات اللوجستية ووكلاء الشحن والشركات التجارية في الدولة من تأدية دور مركزي متنامٍ في التجارة العالمية. وسنشهد كذلك توسعاً في استثمارات كوريا في دولة الإمارات حيث أصبحنا بوابة مهمة لمنتجاتها إلى الأسواق عالية الإمكانات في الشرق الأوسط وأفريقيا».
جسور التعاون
وقال معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير دولة: «شكّلت التجارة الخارجية محركاً دائماً للنمو والتطوير في دولة الإمارات، حيث مدّت جسوراً مع الاقتصادات الأكثر تقدماً حول العالم ومكّنت شركاتنا من الاستفادة من أحدث الأفكار والابتكارات التي يمكنها دفع دولتنا إلى الأمام. وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع جمهورية كوريا إحدى أهم الاتفاقيات التي وقعتها الدولة حتى الآن، حيث توسع شبكتنا التجارية إلى الشرق الأقصى عبر اقتصاد متقدم ومتطور تقنياً إلى أبعد حد. وسترسخ الاتفاقية دورنا كمركز لوجستي دولي أساسي ومنسق للتجارة العالمية، خصوصاً من الشرق إلى الغرب».
إنجاز مهم 
وقال معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي: «إن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا إنجاز مهم ضمن أجندة التجارة الخارجية التي تنفذها الدولة، إذ تسهم في بناء علاقات أعمق مع أحد أكبر الاقتصادات حول العالم، وأسرعها نمواً وتقدماً تقنياً. وستتيح الاتفاقية مجموعة من المزايا الاقتصادية، بدءاً من زيادة مستوى التبادل التجاري، ووصولاً إلى تبادل المعارف والخبرات، كما ستوطد العلاقات التجارية والاستثمارية مع شريك مهم في آسيا، مما سيسهم في تعزيز مكانة الدولة كمركز أساسي للتجارة الدولية وحلقة وصل رئيسة في سلاسل التوريد بين الشرق والغرب. ويدعم برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تتبناه الدولة الجهود الرامية لبناء علاقات خارجية أساسها الثقة والنمو والمنفعة المتبادلة على المدى البعيد».
توطيد العلاقات
وقال معالي خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي: «تأتي اتفاقية الشراكة الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا لتُلبي طموحات دولة الإمارات لترسيخ النمو وتعميق وتسريع مسيرة التنويع الاقتصادي، من خلال تعزيز التجارة الخارجية، وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتوطيد علاقات التعاون في القطاعات المالية والمصرفية والتأمين، لاسيما في مجالات الابتكار والتكنولوجيا المالية الحديثة والتقنيات المتطورة في المدفوعات عبر الحدود».
محفز قوي
وقال أحمد عبدالله بن لاحج الفلاسي، مدير عام الجمارك بالهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ: «يشكّل برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تعتمده دولة الإمارات محفزاً قوياً للتجارة الخارجية للدولة، إذ دفع تجارتنا الخارجية غير النفطية من البضائع والخدمات نحو تحقيق أرقام قياسية عام 2023. واتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع جمهورية كوريا، التي تتميز باقتصاد مدفوع بتصدير منتجاتها الصناعية عالية الجودة، ستسرّع التقدم الاستثنائي، وستولّد مزيداً من الفرص في قطاعات التصنيع والخدمات اللوجستية والنقل في الدولة. ويعزز برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تنفذه دولة الإمارات دور التجارة في أهدافنا الوطنية للنمو، ويمكّن القطاع الخاص من جني الفوائد التي توفرها مكانتنا كمركز عالمي للتجارة».
آفاق واسعة
وقال معالي عبدالله محمد البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي: «تأتي اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكوريا الجنوبية ترجمةً لتوجيهات القيادة الرشيدة بفتح المزيد من المجالات الاستثمارية الجديدة والآفاق الواسعة من الفرص الواعدة للقطاع الخاص، مما يعزز مكانة دولة الإمارات كوجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية المباشرة والشراكات الاستراتيجية الفاعلة، بما يرسخ موقعنا كمركز اقتصادي عالمي ووجهة رائدة للتجارة الدولية».
وأضاف معاليه: «ستسهم هذه الاتفاقية والتي تعد موضع ترحيب من مجتمع الأعمال في الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص بفتح مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري والبحثي والتكنولوجي مع اقتصاد يعد من الاقتصادات الحيوية والمهمة على مستوى العالم الذي بلغت قيمته 1.7 تريليون دولار عام 2023. ونتطلع إلى زيادة تدفق البضائع والسلع والخدمات بين موانئ البلدين والمناطق الحرة وتعزيز الاستثمارات والمشاريع المشتركة، انطلاقاً من دبي وكافة إمارات الدولة، وتعزيز موقعنا المتميز الذي يتوسط طرق التجارة العالمية».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات كوريا سيؤول جمهورية كوريا اتفاقیة الشراکة الاقتصادیة الشاملة بین د اتفاقیة الشراکة الاقتصادیة الشاملة التجاریة والاستثماریة بین الإمارات وکوریا التجارة الخارجیة الطاقة المتجددة جمهوریة کوریا من الفرص جدیدة من

إقرأ أيضاً:

التحديات التي تواجه الشراكة بين روسيا وإيران في مجال الطاقة

الاقتصاد نيوز - متابعة

من بين التحديات العديدة التي تواجهها إيران مع انهيار تحالفاتها الإقليمية، أنها تعاني أيضاً من أزمة طاقة حادة على الرغم من امتلاكها ثاني أكبر احتياطيات من الغاز في العالم.

أدت هذه الأزمة إلى اضطرابات واسعة النطاق في المنازل والقطاعات الصناعية ومحطات الطاقة. في خريف العام الماضي، بلغ العجز اليومي في الغاز 90 مليون متر مكعب. ومن المتوقع أن يتسع الفارق بين الإنتاج والاستهلاك إلى 300 مليون متر مكعب هذا الشتاء.

تباطأ نمو إنتاج الغاز إلى حوالي 2% سنويًا خلال السنوات الثلاث الماضية، مقارنةً بـ 5% سنويًا في العقد السابق . في الوقت نفسه، ارتفع الاستهلاك بشكل حاد. ويتفاقم النقص بسبب تقادم البنية التحتية، لا سيما في حقل غاز جنوب فارس ، الذي يُمثل 75% من إنتاج الغاز الإيراني، بالإضافة إلى العقوبات التي تُقيد الوصول إلى التكنولوجيا والخبرات المتقدمة. ويقدر الخبراء أن إنعاش قطاع النفط والغاز الإيراني سيتطلب استثمارًا لا يقل عن 250 مليار دولار.

من بين عواقب الأزمة انقطاعات متكررة للكهرباء، وتشغيل مصافي البتروكيماويات بنسبة 70% فقط من طاقتها، وانخفاض إنتاج الصلب بنسبة 45% . كما أن هناك آثارًا سلبية كبيرة على صحة الإيرانيين، إذ يؤدي اعتماد إيران المتزايد على وقود المازوت الرخيص والقذر إلى تلوث هواء شديد.

واستجابة جزئية لهذا النقص، وقعت شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة غازبروم، وهي شركة طاقة تسيطر عليها روسيا، مذكرة تفاهم بقيمة 40 مليار دولار في يوليو/تموز 2022 بهدف تسهيل تطوير حقول النفط والغاز البحرية.

وقعت روسيا وإيران اتفاقية جديدة لاستيراد الغاز الروسي عبر أذربيجان خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى موسكو.

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع بزشكيان بأن العمل جارٍ على إنشاء خط أنابيب غاز من روسيا إلى إيران . وأضاف: “يُعد ممر الشمال-الجنوب وخط أنابيب الغاز إلى إيران مشروعين قيد التنفيذ، يتمتعان بأهمية بالغة وجاذبية كبيرة”. وتابع : “فيما يتعلق بمستويات التوريد المحتملة، نعتقد أنه ينبغي البدء بكميات متواضعة، تصل إلى ملياري متر مكعب، ثم زيادة كمية الغاز المُسلّم إلى إيران إلى 55 مليار متر مكعب سنويًا” .

بعد انخفاض واردات الغاز من الاتحاد الأوروبي نتيجةً للصراع الدائر في أوكرانيا، تسعى روسيا إلى تنويع أسواقها للطاقة. ومن شأن شحنات الغاز إلى إيران أن تُعزز العلاقات الثنائية ذات البعد العسكري والأمني ​​الكبير والمتنامي . إلا أن هناك العديد من العقبات التي يجب التغلب عليها.

شهد إنتاج الغاز الطبيعي في إيران اتجاهات متقلبة في السنوات الأخيرة. ارتفع الإنتاج من 262.3 مليار متر مكعب في ديسمبر 2022 إلى 275 مليار متر مكعب في ديسمبر 2023. ومع ذلك، شهدت الدولة انخفاضًا طفيفًا في الإنتاج على مدى السنوات الخمس السابقة، بمعدل نمو سنوي مركب ( CAGR) بلغ -0.03 في المائة. إن التوقعات للمستقبل أكثر تفاؤلاً، حيث تشير التوقعات إلى معدل نمو سنوي مركب بنسبة 3 في المائة من عام 2024 إلى عام 2028. ويؤكد هذا التفاوت بين الأداء التاريخي والتوقعات المستقبلية على التحديات التي تواجه قطاع الغاز الطبيعي في إيران، بما في ذلك الاستثمار غير الكافي والقيود التكنولوجية وتأثير العقوبات الدولية. ومع ذلك، يشير النمو المتوقع إلى إمكانية التحسن إذا عالجت إيران هذه العقبات واستفادت من احتياطياتها الضخمة إلى جانب الاستثمارات المخطط لها في أنشطة الاستكشاف والإنتاج.

لمعالجة النقص الحالي، اقترح المسؤولون الحكوميون إعادة توجيه صادرات الغاز إلى محطات الطاقة المحلية وتشجيع تحديث المركبات ووسائل النقل العام. وأعلن وزير النفط الإيراني آنذاك، جواد أوجي، في يوليو/تموز 2024 أن إيران ستستورد 300 مليون متر مكعب من الغاز الروسي يوميًا عبر خط أنابيب بحر قزوين المُخطط له. ويأمل المسؤولون الإيرانيون في ترسيخ مكانة إيران كمركز إقليمي للغاز من خلال إعادة تصدير الغاز الروسي إلى باكستان وتركيا والعراق.

تعكس مذكرة التفاهم بين إيران وروسيا تنامي توافقهما الجيوسياسي. فهما تسعيان إلى تقويض الهيمنة الغربية في أسواق الطاقة من خلال العمل معًا في منصات مثل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون لإنشاء ممرات طاقة بديلة. وقد يشهد هيكل تجارة الطاقة العالمية مزيدًا من التقلبات من خلال مبادرات استخدام العملات المحلية، مما سيقلل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

من خلال إنشاء مسارات جديدة وتعزيز الروابط بين الدول ذات موارد الطاقة الوفيرة، يُمكن لاتفاقية الغاز بين روسيا وإيران أن تُغير ديناميكيات تجارة الطاقة. ومع ذلك، فإن طموحات إيران في أن تصبح مركزًا إقليميًا للغاز تُثير الشكوك بسبب اعتمادها على الغاز المستورد لتلبية الطلب المحلي. ويزداد عدم اليقين بسبب تزايد التوترات الجيوسياسية، وضعف البنية التحتية، والعقوبات الإضافية المحتملة إذا فرضت إدارة ترامب الجديدة سياسة “الضغط الأقصى” الثانية على إيران.

هناك مخاوف جدية أخرى بشأن الجدوى الاقتصادية للصفقة. فنظرًا لانخفاض إيراداتها من العملة الصعبة بسبب العقوبات، فإن قدرة إيران على سداد ثمن وارداتها الكبيرة من الغاز موضع شك. كما أن إعادة بيع فائض الغاز إلى الدول المجاورة مثل العراق وتركيا وباكستان تواجه تحديات عملية وجيوسياسية. وتُعدّ الديناميكيات الإقليمية المعقدة وإنشاء بنية تحتية جديدة لدعم هذه الصادرات الثانوية أمرًا أساسيًا لنجاح هذه الاستراتيجية. علاوة على ذلك، يتجلى حجم مشاكل الطاقة المحلية في إيران بوضوح في الحجم المتوقع لواردات الغاز الروسي، والتي ستمثل ما يقرب من ثلث الإنتاج اليومي لإيران.

علاوة على ذلك، لا يزال الإطار القانوني والتنظيمي لمثل هذه الصفقة الضخمة لتجارة الغاز غير واضح. كان من أبرز بنود اتفاق يوليو/تموز بناء خط أنابيب جديد تحت بحر قزوين، والذي من المفترض أن تتحمل روسيا تكلفته. إلا أن هناك قيودًا تقنية وسياسية على مد خطوط الأنابيب تحت بحر قزوين، وهي منطقة ذات جوانب جيولوجية وبيئية معقدة.

قررت روسيا وإيران الآن بناء خط أنابيب غاز عبر أذربيجان، ربما كبديل لخط أنابيب تحت البحر يمر عبر تركمانستان أو بحر قزوين. يبدو الطريق البري أكثر عمليةً نظرًا لانخفاض تكلفة إنشائه وصيانته، وعدم الحاجة إلى موافقة جميع دول بحر قزوين. يمكن أن تصبح أذربيجان مركزًا لتبادل الغاز، مما يعزز أهميتها الاستراتيجية في الممر الشمالي الجنوبي .

هناك مسألة حاسمة أخرى، وهي تكلفة إمدادات الغاز إلى إيران. فهناك تساؤلات حول جدوى نقل الغاز من احتياطيات روسيا السيبيرية إلى إيران من حيث التكلفة.

من غير الواضح أيضًا ما إذا كانت الإمدادات الروسية قادرة على حل مشاكل الطاقة المزمنة في إيران. سيكون من الصعب التغلب على نقص الاستثمار في البنية التحتية، وسوء الإدارة المنهجي، والعقوبات الأجنبية، وقد يعيق ذلك نجاح المشروع.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • لجنة التكامل الاقتصادي تناقش تطوير التشريعات لتعزيز تنافسية الأعمال بالدولة
  • "موسكو والقاهرة تعززان التعاون البرلماني لدعم الشراكة الاقتصادية والصناعية
  • وزراء ومسؤولون في زيارة لميناء روتردام خلال زيارة جلالة السلطان إلى هولندا
  • «المالية»: اعتماد إرشادات منظمة التعاون الاقتصادي حول مكافحة تآكل الوعاء الضريبي
  • الأونكتاد تتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي إلى 2.3% في 2025
  • «أبوظبي للصادرات» يشارك في مؤتمر «تي إكس إف»
  • التحديات التي تواجه الشراكة بين روسيا وإيران في مجال الطاقة
  • توقيع اتفاقية الشراكة بين المغرب وروسيا لتعزيز الابتكار الصناعي
  • بالصور.. جلالة السلطان يبحث مع رجال الأعمال الهولنديين تنمية الشراكة الاقتصادية
  • عبدالله بن زايد: الإمارات تدين بشدة المخططات التي تستهدف المساس بأمن الأردن