هل تسكن بجانب طريق مزدحم؟.. إليك تأثير الضوضاء على صحتك
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
لندن – أكد خبراء إن التلوث الضوضائي يرتبط بحالات تهدد الحياة، بما في ذلك مشاكل القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني والخرف.
وتقول شارلوت كلارك، أستاذة علم الأوبئة في جامعة “سانت جورج” في لندن: “الكثير منا لا يعتقد أن الضوضاء ضارة، ولكن لها تأثير كبير على صحة السكان”.
كما تربط العديد من الدراسات بين سوء الحالة الصحية والتلوث الضوضائي واضطرابات النوم.
وتوضح كلارك: “تستمر أذناك في الاستماع إلى الأصوات حتى عندما تكون نائما، وإذا كان هناك ضجيج، فقد يوقظك من نومك، وهو أمر غير جيد لصحتك ويرتبط بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسمنة ومشاكل الصحة العقلية”.
وبهذا الصدد، تكشف كلارك عمّا يمكن أن تفعله الضوضاء العالية بجسمك:
فقدان السمع
يعد التعرض للضوضاء الشديدة ثاني أكبر سبب لفقدان السمع (بعد الشيخوخة)، وقد لا تلاحظ التأثيرات إلا بعد مرور سنوات على تعرضك للضوضاء لأول مرة.
وتقول كلارك: “يحدث الضرر طوال حياتك. ومن الممكن أن يتضرر سمعك بسبب حدث واحد فقط من الضوضاء الشديدة”.
صحة القلب
وجد علماء “إمبريال كوليدج لندن” أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من مطار هيثرو، أكثر عرضة لدخول المستشفى بسبب مشاكل في القلب.
ويُعتقد أن الضوضاء – حتى أثناء الليل – يمكن أن ترفع مستويات التوتر، ما يؤثر على القلب.
وتوضح كلارك: “إذا حدث شيء صاخب أثناء نومك، تحدث تغيرات في ضغط الدم ويرتفع معدل ضربات القلب. بالنسبة لشخص يعيش في منزل يطل على طريق مزدحم لمدة 10 إلى 20 سنة، قد يكون التأثير شديدا”.
الدماغ
وجدت دراسة دنماركية، نُشرت في المجلة الطبية BMJ، أن الأشخاص الذين يتعرضون لضوضاء مرورية عالية يزداد لديهم خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 27%.
وتقول كلارك: “الضوضاء العالية تؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية المؤدية إلى الدماغ، وهو ما نعلم أنه عامل خطر للإصابة بالخرف. بدأنا أيضا في افتراض ما إذا كانت الضوضاء قد تسبب التهابا في الجسم وتؤدي إلى الإجهاد التأكسدي، وهي أيضا عوامل خطر الإصابة بالخرف”. كما يرتبط فقدان السمع بالخرف.
القاتل الصامت (السكري)
قد يكون للتلوث الضوضائي دورا أيضا في تطور مرض السكري من النوع الثاني.
وكشفت مراجعة بحثية أن الأشخاص الذين تعرضوا للضوضاء العالية، كانوا أكثر عرضة بنسبة 22% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
كما وجدت الدراسات، التي أجريت على الفئران، أن التعرض للضوضاء المزمنة يمكن أن يؤدي إلى مقاومة الأنسولين، وهو مقدمة أو سبب لمرض السكري من النوع الثاني.
السمنة
وجدت دراسة مشتركة بين جامعتي أكسفورد وليستر، وجود صلة بين الضوضاء المرورية العالية والسمنة.
وتبين أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من طريق مزدحم، تزداد فرص إصابتهم بالسمنة.
وتقول كلارك: “الضوضاء غير المرغوب فيها يمكن أن تؤثر على نوعية الحياة وتضر بالنوم، وقد تزيد من مستويات التوتر، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن”.
وتبين أن الحرمان من النوم يزيد من عدد السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص في اليوم التالي.
الصحة النفسية
يمكن أن تؤدي الضوضاء غير المرغوب فيها أيضا إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية.
ووجدت مراجعة أجريت عام 2019 لعشر دراسات، أن احتمالات الإصابة بالاكتئاب تزداد في ظروف التعرض لضوضاء حركة المرور على الطرق.
وتقول كلارك: “نحن نعلم أن التعرض لضوضاء الطائرات والطرق والسكك الحديدية يرتبط بمستويات أعلى من الاكتئاب والقلق. إذا شعرت بالانزعاج بسبب الضوضاء، فهذه استجابة للتوتر، حيث يبدأ جسمك في إطلاق هرمونات التوتر التي تؤدي إلى تدهور الصحة العقلية”.
المصدر: ذا صن
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: السکری من النوع الثانی أن الأشخاص الذین یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الإبعاد يبدد فرحة زوجة أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية
تبدّدت فرحة إيمان نافع بالإفراج عن زوجها نائل البرغوثي من سجن إسرائيلي في إطار اتفاق الهدنة الذي بدأ تطبيقه الأحد، حين علمت أن اسمه مدرج مع الذين سيُبعدون عن الأراضي الفلسطينية.
أمضى البرغوثي (68 عاما) قرابة 44 عاما في السجون الاسرائيلية، من ضمنها 34 سنة متواصلة، إذ أعيد اعتقاله في العام 2014 بعد أن أفرج عنه في صفقة تبادل سابقة بين حركة حماس وإسرائيل في العام 2011، ما يجعله المعتقل الذي أمضى أكبر عدد سنوات في السجون الإسرائيلية، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
وتقول نافع "يوم قرأت اسمه على اللائحة التي نشرتها وزارة العدل الإسرائيلية وتضمنتّ مئات أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق مقابل 33 أسيرا اعتقلوا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من إسرائيل الى قطاع غزة، شعرت بفرح كبير".
وتضيف أمضت أياما وأنا أترقب هذا الإعلان وأعدت تزيين المنزل، فعلّقت صورا لزوجي هنا وهناك، بعضها وهو في 18 من عمره، وأخرى وهو في الستينات، وجميعها وهو داخل السجن.
لكن الحماس تبدد حين تبيّن لها أن زوجها سيكون من ضمن المبعدين الى خارج الأراضي الفلسطينية، وفق القائمة الإسرائيلية.
إعلانوتقول للفرنسية "طبعا، أصبت بالحزن الشديد، لأنني كنت أنتظر بفارغ الصبر، ولم أتوقع أن يخضع نائل لعقوبة جديدة بإبعاده عن وطنه وعن أرضه. أعتقد أن هذه هي أقسى عقوبة في التاريخ".
لكنها تضيف أن قرار الإبعاد "مرفوض من جانبنا. أنا متأكدة أن نائل سيرفضه، وسيفضل البقاء في السجن على أن يخرج".
وتتابع "تخيّل إنسانا أمضى 44 عاما في السجن، تُفرض عليه عقوبة جديدة بإبعاده عن أهله وبلده ووطنه ومكانه الذي عاش فيه".
وتنتهي المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غضون 42 يوما، ويفترض أن يفرج خلالها عن 33 أسيرا إسرائيليا مقابل 1900 أسير فلسطيني. وتترافق مع وقف الأعمال القتالية في قطاع غزة.
واسم نائل البرغوثي وارد على اللائحة، وهو محكوم بالسجن المؤبد بتهمة قتل ضابط إسرائيلي، وتنفيذ هجمات على مواقع إسرائيلية.
وتضمّ اللائحة أسماء أكثر من 230 فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبّد سيطلق سراحهم على أن يتم إبعادهم بصورة دائمة.
ولم تُذكر وجهة الإبعاد. إلا أن مصدرين في حركة حماس واكبا المفاوضات حول الهدنة، تحدثا عن تركيا وقطر.
وأمس الأحد، أطلقت كتائب القسام 3 أسيرات إسرائيليات مقابل إطلاق سراح 90 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال، أول أيام وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
خروج ثم سجنواعتقل نائل البرغوثي في العام 1978، وكان ينتمي حينها الى حركة فتح.
وأفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011 بين حماس وإسرائيل وشملت الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان محتجزا لدى حماس، مقابل 1027 فلسطينيا.
وعندما أعيد اعتقاله في العام 2014 بتهمة التحريض، استؤنف تطبيق حكم المؤبد السابق عليه، وفق ما تقول زوجته.
وتقول مؤسسات فلسطينية إن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن الصفقة الحالية، 47 كان أطلق سراحهم في ما عُرف بصفقة شاليط 2011، قبل أن يعاد اعتقالهم.
إعلانواعتقلت إيمان نافع بدورها العام الماضي لمدة 3 اشهر، في إطار حملة اعتقالات في الضفة الغربية على خلفية الحرب على غزة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي تدخل فيها السجن.
زواج بعد سجنوتروي أنها اعتقلت في العام 1987 في خضم الانتفاضة الفلسطينية، "بتهمة مقاومة الاحتلال"، وبقيت في السجن 10 سنوات.
يومها شاهدها نائل البرغوثي من سجنه عبر شاشة تلفزيون إسرائيلي، فقرّر الزواج بها عند الإفراج عنه.
وتقول "لم أكن أعرف بذلك حتى. بعد أن أطلق سراحي في العام 1997، أرسل أهله لطلب يدي، لكن لظروف خاصة لم يتمّ ذلك".
وتتابع "لم أكن قد رأيت نائل سابقا. التقينا حين حُرّر في العام 2011. وبعد شهر من إطلاق سراحه، تمّ الزواج.. لكننا لم نعش مع بضعنا سوى 32 شهرا، إذ اعتُقل مجددا".
وتروي نافع "يوم زواجنا، كان عرسا وطنيا. الجميع فرحوا فينا. كان تعبيرا عن أمل في اللقاء والحرية".
وبعد الإفراج عنه، فرضت إسرائيل على البرغوثي الإقامة الجبرية في بلدته كوبر في شمال رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وكان في تلك الفترة يهتم بحديقة منزله التي زرع فيها شجر البرتقال والزيتون. وتقول نافع إنها تنتظره "ليأكل من ثمر الشجر الذي زرعه". ثم تضيف "صار عمره 68 عاما. هذا أكبر ظلم".