دبي – الوطن:

في إطار اليوم الختامي لقمة الإعلام العربي 2024، ناقشت الجلسة التي نظمت ضمن “منتدى الإعلام العربي” في دورته الـ22 تحت عنوان “الاقتصاد والإعلام.. أزمات عابرة للحدود”، واستضافت كلاً من رائد برقاوي رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج، ومحمد برهان الرئيس التنفيذي لقناة (سي إن بي سي عربية)، وأدارتها الإعلامية نادين هاني من قناة العربية، الطفرة  الاقتصادية  والأزمات التي حدثت خلال العشرين عاما الماضية وتأثيراتها على تشكيل مشهد الإعلام الاقتصادي في المنطقة.

وأوضح الضيفان المشاركان في الجلسة  أن الإعلام الاقتصادي شديد الحساسية فيما يتعلق بتأثيره على الفرد تأثيراً مباشراً، كما أنه بخلاف قطاعات الإعلام الأخرى المتعلقة بالشأن المحلي والاجتماعي أو السياسي بتشعباته الإقليمية والدولية وكذلك ما يتعلق بالفنون والثقافة، فإن الإعلام الاقتصادي لا يحتمل الكثير من التأويل واختلاف الآراء، كونه علمي ويقوم على حقائق وأرقام لا يمكن تغييرها، مضيفان أن المتابع والقارئ الفرد أو صاحب العمل، تتأثر قراراته الاستثمارية الصغيرة والكبيرة بما يتناقله الإعلام الاقتصادي.

وأكد المتحدثان أن دولة الإمارات العربية المتحدة ضربت أروع الأمثلة في مواكبة الأحداث والتعامل مع التحديات والأزمات وإدارتها بفاعلية، لتثبت قوة ومتانة ركائز اقتصادها واعتماده على رؤية استراتيجية واضحة، تقوم على أساس تنويع الاقتصاد.

كما أكد الضيفان على أن المصداقية هي رأسمال وسائل الاعلام الحريصة على الابقاء على جمهورها وزيادة اعداد مستخدميها من الجمهور العادي ومن النخبة خصوصا في ظل وجود وسائل الاعلام الجديدة المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تشكل منافسا لوسائل الاعلام التقليدية حيث يلجأ اليها الباحث عن المعلومة للحصول على ما يحتاجه من آراء ومشورة أثناء الازمات.

وأوضح محمد برهان أن الإعلام الاقتصادي نشأ بشكل فعّال مع انطلاق التأسيس العلمي والتقني للأسهم في العام 2003، مشيرا إلى أن التحولات التي شهدها الاقتصاد في المنطقة خلال العشرين عاما الماضية يوازي تحولات 100 عام.

وطالب برهان بتعزيز الوعي الاجتماعي بأهمية الإعلام الاقتصادي ودوره الإيجابي في عملية الإصلاح الاقتصادي، ودوره الفاعل في تعزيز المفاهيم التنموية، لاسيما تلك التي لها مساس مباشر بحياة ومصالح الناس ومستقبل أجيالهم، من خلال تطوير أداء الإعلام الاقتصادي وتنويع أساليب الطرح، وتجاوز مجرد نقل الخبر إلى التحليل والاستقراء، وتوسيع دائرة المشاركة في عملية صنع القرار الاقتصادي، وتشجيع ودعم الشفافية وتقبل النقد الموضوعي المبني على المصلحة العامة والمرتكز على أسس معلوماتية صحيحة تثري تبادل الأفكار والآراء الاقتصادية والمعالجات الواقعية لقضايانا التنموية .

بدوره، قال رائد برقاوي إن الساحة شهدت سلسلة من التحولات حددت مسار التغطية الاقتصادية على مدار العقدين الماضيين، مشيرا إلى أن مسؤولية الإعلام الاقتصادي في الأزمات تتخطى التغطية الخبرية للأحداث، إذ هناك مسألة تتعلق بما سيجري مستقبلا.

وأضاف أن كل أزمة أو تحول في المسار الاقتصادي يتطلب كوادر إعلامية متخصصة ومؤهلة، لافتا إلى أن هناك خيط رفيع بين إيصال الحقيقة وبين نشر الهلع، فحجب حقيقة تراجع الأسواق مثلاً بحجة أنني لا أريد أن أضيئ على شيء سلبي من شأنه أن يؤدي إلى خسائر لدى بعض المستثمرين، وهذا دليل على أن من يتولى الشأن الاقتصادي لا يعرف الحقيقة الأولى في هذا المجال ألا وهي “الارتفاع يعني المكاسب والتراجع يجلب الفرص”.

واتفق ضيفا الجلسة على أن الصحافة الاقتصادية واكبت التطورات الخليجية على مختلف الصعد، مشيران إلى أن الإعلام الاقتصادي المتخصص سلك طريقه بقوة إلى منطقتنا عبر إمارة دبي،  وقد واكب في ذلك المتغيرات الكبيرة والتطورات المتسارعة التي حدثت على المستوى الاقتصادي والمالي للإمارات.

وفي رد الضيفين المتحدثين في الجلسة على السؤال الذي طرحته عليهما الإعلامية نادين هاني،  والمتعلق بمنافسة المؤسسات المتخصصة بالصحافة الاقتصادية مؤخراً، و مدى تحمل السوق الاعلانية والشرائح المستهدفة من المشاهدين لهذا التشعب، أوضحا أن المنافسة بين وسائل الإعلام ليست عادلة أو متكافئة، ولا بد من إعادة صياغة العلاقة، إذ أنه في السابق  كانت الصحيفة أو التلفزيون قناة الاتصال المباشرة مع الجمهور، أما اليوم أصبحت وكالات الأنباء تصل إلى الجمهور مباشرة وبوسائط سهلة، وبات بإمكان كل مؤسسة أو صاحب قرار  أو مسؤول إمكانية الوصول إلى الجمهور ومخاطبتهم مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال فريق إعلامي وباستخدام تقنيات التصوير الحديثة والذكاء الاصطناعي.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«الثقافي العربي» يناقش الرؤية الفكرية في أدب الطفل

محمد عبدالسميع (الشارقة)

أخبار ذات صلة «الشارقة للنقد التشكيلي» تطلق عنوان دورتها الـ 16 الأرقام الإيجابية ترفع ثقة «الفرسان»

نظم النادي الثقافي العربي مساء أمس الأول أمسية أدبية بعنوان «الرؤية الفكرية في أدب الطفل» تحدث فيها الكاتب السوري جيكار خورشيد، وأدارتها الإعلامية ريم عبيدات، بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وعلي المغني نائب رئيس مجلس الإدارة.
وافتتحت عبيدات الجلسة بمقدمة، تساءلت خلالها: هل يولد الطفل صفحة بيضاء، أم أن روحه تأتي إلى العالم ممتلئة بأسئلة، لا تنتظر سوى أن تنطق؟ وما الطفولة إن لم تكن ولادة دائمة للأسئلة؟ الطفل، حين يرى ظله لأول مرة، لا يفكر في الضوء بل في الكينونة، حين يركض خلف الفراشة، لا يبحث عنها، بل عن سر الطيران، وحين يسأل: «لماذا؟»، فإنه لا ينتظر إجابة، بل يختبر صلابة العالم.
تجربة خلاقة
وأضافت ريم عبيدات: اليوم نلتقي في هذه الندوة لنناقش مشروعاً أدبياً عربياً يفتح نوافذ جديدة في مكتبة الطفل، ويمثل بداية لرحلة عميقة تأخذ الطفل العربي إلى تجربة فكرية خلاقة هو مشروع الكاتب السوري جيكار خورشيد الذي نشأ في أحضان مدينة حلب وتلقى تعليمه الأكاديمي في الأدب العربي في حمص، تألق منذ بداياته حين نالت مجموعته «ابن آوى والليث» جائزة الشارقة للإبداع العربي لأدب الأطفال سنة 2006، وأثمرت رحلته الإبداعية أكثر من 350 مؤلفاً منشوراً.
ونركز في هذه الجلسة على مشروعه الخاص الذي قدم فيه للأطفال رؤى فكرية مستمدة من فلسفة جلال الدين الرومي ونشر منه حتى الآن خمسة كتب.
البحث والاستكشاف
واستهل جيكار خورشيد مداخلته بالقول «إن الأطفال مغرمون بالأسئلة، فغالباً ما نسمعهم يسألون أسئلة عميقة حول الوجود والحياة، فمن أين ينبغي أن يحصل الطفل على إجابات مقنعة؟ الجواب عندي هو بالبحث والاستكشاف، فالإجابات الجاهزة المقولية لن تصنع طفلاً مبدعاً، ناقش الطفل أولاً واستمع إلى أسئلته باهتمام وبعدها اطلب منه أن يحدد الإجابات والحلول بنفسه من خلال البحث والتأمل، فالمناقشة والتأمل، مما يساعد على تقوية شخصية الطفل، وأنا مهمتي ككاتب للأطفال أن أفتح أبواب الخيال والإبداع من خلال نصوص إبداعية تحفزهم على التأمل، والسؤال والبحث عن الأجوبة. فلسفة الكتب التي أؤلفها للأطفال هي فلسفة محبة وسلام وتسامح وتعايش، هي فلسفة الإنسان، الإنسان الذي يبني، الإنسان الذي يداوي، الإنسان الذي يعلم، الإنسان الذي يسامح، الإنسان الذي يحب، الإنسان الذي يعمل، الإنسان الذي.. إلى آخر ذلك من القيم النبيلة».

مقالات مشابهة

  • تعاون بين الهيئات الاقتصادية ووزير الإعلام لتفعيل تلفزيون لبنان
  • مركز الإعلام الرقمي: 34 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي في العراق عام 2025
  • اجتماع بوزارة الاقتصاد يناقش اعداد التصنيف الموحد للأنشطة الاقتصادية
  • مجلس المناطق الاقتصادية يناقش تخفيض القيمة الإيجارية في المدن الصناعية
  • "الثقافي العربي " يناقش "الرؤية في أدب الطفل"
  • «الثقافي العربي» يناقش الرؤية الفكرية في أدب الطفل
  • منتدى يناقش تعزيز استجابة الصحة لاضطرابات التعاطي
  • نواب البرلمان: التعاون الاقتصادي مع الإمارات يدعم التكامل العربي
  • برلمانية: دعم المجمعات الصناعية أولوية لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي
  • مجلس عُمان يشارك في الجلسة العامة واجتماعات اللجان الدائمة للبرلمان العربي