جيف مونسون: بعض المرتزقة المقاتلين في أوكرانيا سجناء عفت عنهم واشنطن وأرسلتهم إلى هناك
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
أوكرانيا – أكد مصارع الفنون القتالية المختلطة جيف مونسون إن بعض المرتزقة الأجانب في أوكرانيا سجناء سابقون أطلقت الولايات المتحدة سراحهم لإرسالهم إلى القتال في أوكرانيا.
جاء ذلك وفقا لحديث مونسون إلى وكالة “نوفوستي”، حيث تابع: “في أوكرانيا لا يعرفون أن هؤلاء أطلق سراحهم من السجون. فالولايات المتحدة تأخذ سجناء من بلدان مختلفة، من كولومبيا، وبنما، أو أي مكان آخر، وتقايضهم: إذا ذهبتهم إلى أوكرانيا سنلغي الحكم الصادر بحقك.
وأوضح مونسون أن السجناء السابقين في كثير من الأحيان ليس لديهم خيار آخر، لأنهم سيحصلون على أموال للمشاركة في الصراع، ويفضلون المخاطرة بحياتهم، بدلا من البقاء في السجن لبقية حياتهم، وكذلك لكسب المال منها. وقال: “يذهب الناس إلى مناطق الصراع لمختلف الأسباب. تحدثت منذ سنوات عديدة إلى جندي أمريكي عاد من العراق. فسألته عما يحدث هناك؟ قال إن من 100 جندي هناك 80 جندي لا يفضلون أن يكونوا هناك، و10 من كل 100 لا يرون أنفسهم هناك لأنهم خائفون ولا يستطيعون القتال جيدا، وليس لديهم ما يفعلونه في هذا الصراع. وهناك 10 آخرون يريدون أن يكونوا هناك لأنهم “يريدون قتل الناس”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أفادت بتصفية مرتزقة من الولايات المتحدة وبريطانيا وجورجيا وغيرها من الدول، وتقدم تقارير منتظمة عن إصابة الأماكن التي يتركز فيها المرتزقة الأجانب، ممن يقاتلون إلى جانب نظام كييف. وقد حذرت الوزارة مرارا وتكرارا المواطنين الأجانب من السفر إلى أوكرانيا وأكدت أن المرتزقة ليسوا مقاتلين بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا يحق لهم الحصول على وضع أسير حرب. وبحسب وزارة الدفاع الروسية فقد وصل عدد المشاركين في العمليات العسكرية مع نظام كييف إلى 13387 مرتزقا أجنبيا، وتم القضاء على 5962 منهم.
المصدر: نوفوستي
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
حين يحكم الطبالون
#سواليف
حين يحكم #الطبالون
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في كتابه الشهير الأمير، قدّم نيكولو #ميكافيلي وصفة متكاملة لأي مسؤول يريد أن يبقى في #السلطة، بغضّ النظر عن الثمن الأخلاقي. من بين أكثر نصائحه غرابة وإثارة للاشمئزاز قوله: “احتفظ بأكبر عدد من #المنافقين إلى جوارك، بل وشجّعهم على النفاق والتزلّف، لأنهم جيشك الداخلي الذي يدافع عنك أمام الشعب باستماتة”.
حسب ميكافيلي، هؤلاء المنافقون هم حائط الصدّ ضدّ غضب الجماهير، فهم من يزينون أقوال المسؤول التافهة، ويرفعون من شأنه ولو كان فارغًا من أي مضمون، ويبررون أخطاءه وسياساته الكارثية، بل ويؤلّهونه كلما ازداد ظلمًا وجورًا وفسادا. كل ذلك مقابل فتات من المنافع والمظاهر الزائفة للنفوذ. ومع ذلك، يحذّر ميكافيلي من الوثوق بهم، لأنهم سيبيعون المسؤول في اللحظة التي تهتز فيها سلطته، وسيتحوّلون إلى أول من يقفز من السفينة الغارقة.
مقالات ذات صلة ارتفاع عدد وفيات(حريق دار المسنين) .. وتطورات في القضية 2025/04/09لكننا اليوم، في زمن الوعي والانفتاح، نقول للمسؤولين: لا تعملوا بنصيحة ميكافيلي. بل افعلوا عكس ما قال تمامًا. فالمنافقون ليسوا حلفاء السلطة، بل هم ألدّ أعدائها. هم من يشوّهون صورة المسؤول أمام الناس، لأنهم ببساطة باتوا مرادفًا للازدراء الشعبي. المواطن العادي لم يعد يرى فيهم سوى “كلاب المسؤول”، كما يقول العامة، ويعرف تمامًا أنهم يكذبون كما يتنفسون.
إن أخطر ما يهدد أي مؤسسة ليس الصوت الناقد، بل ذاك الصوت الكاذب الذي يزوّر الواقع ويخلق عالمًا افتراضيًا من الوهم والإنجازات الزائفة. فالمنافق لا يقدّم النصح الصادق، ولا يواجه المسؤول بالحقيقة، بل يفرش له الطريق بالمديح حتى يسقط فجأة، دون أن يعرف كيف ولماذا.
النقّاد العاقلون، حتى لو كانت كلمتهم قاسية، هم أكثر إخلاصًا من المطبلين. لأنهم ينطقون بما لا يجرؤ المنافقون على قوله، ويشيرون إلى مكامن الخلل التي يجب إصلاحها. في حين أن جوقة التهليل تكتفي بتضخيم الإنجازات، وتبرير الفشل، وخلق عدو وهمي دائم للتغطية على العجز وسوء الإدارة.
في عالم اليوم، لم تعد الشعوب مغفلة كما كانت في عصور الظلام السياسي. بات الناس يرصدون، يوثقون، يحللون، ويقارنون. لم يعد المجد الإعلامي الزائف، ولا موائد التكريم الكاذبة، كافية لستر العورات السياسية والإدارية. كل مسؤول تحيط به زمرة من المنافقين، مصيره السقوط، ولو بعد حين.
لهذا فإن الإصغاء للصوت الصادق، حتى لو جاء من خصم سياسي، أكثر فائدة من عشرات القصائد التي تُنشد للمسؤول في كل مناسبة. الدولة القوية لا تقوم على التهليل، بل على النقد المسؤول، والمراجعة المستمرة، والشفافية في التعامل مع الناس.
إن التخلص من “ثقافة التطبيل والتزمير” هو بداية الطريق نحو إصلاح حقيقي. فالنفاق السياسي ليس فقط أداة لتزييف الواقع، بل هو قنبلة موقوتة داخل أروقة الإدارة، تنفجر عند أول اختبار حقيقي.
ختامًا، لا يوجد خطر على المسؤول أعظم من من يحيطون به ليمنعوا عنه الحقيقة، ويُغرقوه في بحر من الوهم، ثم يختفون عند أول غرق. هؤلاء هم أدوات الانتحار البطيء للمؤسسة.