بحث رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لبلاده رمطان لعمامرة، الدور الأممي في حل الأزمة السودانية، في حين رفض نائبه مالك عقار دعوة للعودة إلى محادثات السلام مع قوات الدعم السريع.

وجاءت محادثات البرهان ولعمامرة خلال لقائهما في مدينة بورتسودان شرقي البلاد، وفق بيان أصدره مجلس السيادة بهذا الشأن.

بدوره، قال لعمامرة إن المهمة التي كُلف بها من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تتمثل في تشجيع السودانيين للوصول إلى حل سلمي للأزمة في السودان.

وأكد أن الأمم المتحدة تقوم بالتشاور مع كل الأطراف، من أجل تقريب وجهات النظر والوصول لحل سلمي.

وأشار لعمامرة إلى أن زيارته للسودان تأتي للوقوف على حقائق الأوضاع على الأرض، وبغرض التشاور مع المسؤولين بالدولة.

وأضاف "وجدنا إجابات شافية للأسئلة التي تدور في أذهاننا، ونحن حريصون على حماية المدنيين والتوجه نحو التهدئة، وحل كل المشاكل القائمة من خلال الحوار، ونشجع المفاوضات، ونتمنى أن يكتب لها النجاح".

وأعرب المبعوث الأممي عن أمله في المساهمة الإيجابية من كل الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان وقف إطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها في كافة أنحاء البلاد.

وتتزامن زيارة المبعوث الأممي مع اشتباكات ضارية اندلعت منذ 10 مايو/أيار الجاري، بين الجيش بقيادة البرهان، مسنودا بحركات مسلحة وقعت اتفاق سلام عام 2020، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مدينة الفاشر التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.

رفض

وفي سياق متصل، رفض مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، دعوة للعودة إلى محادثات السلام مع قوات الدعم السريع، وذلك عقب محادثة بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وقال عقار "لن نذهب إلى جدة، ومن يريد ذلك فعليه أن يقتلنا في بلدنا، ويحمل رفاتنا إلى جدة".

وقال عقار، في بيان، إن عقد قمة منفصلة للأحزاب السياسية المدنية في أديس أبابا يهدف لصرف الانتباه عن هدف إنهاء الحرب.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية السودانية، أمس الثلاثاء، إن بلينكن ناقش خلال اتصال هاتفي مع البرهان ضرورة إنهاء الحرب، واستئناف المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة والسعودية في جدة، والتي توقفت منذ أشهر بعد فشلها في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

ورحبت الخارجية السودانية التابعة للجيش، اليوم الأربعاء، بالدعوة المصرية لعقد قمة للجماعات السياسية المدنية، لكنها وضعت شروطا بشأن الجماعات والجهات الفاعلة الأجنبية المدعوة.

وكانت قوات الدعم السريع قالت، في وقت سابق، إنها مستعدة للمحادثات، لكن كلا الطرفين لم يفِ بالالتزامات التي تعهد بها في الجولات السابقة.

وناقش بلينكن أيضا خلال الاتصال الهاتفي مع البرهان أمس ضرورة توقف أعمال القتال في الفاشر، الذي تشير التقارير إلى أنه أودى بحياة ما لا يقل عن 145 شخصا، وأدى إلى تشريد أكثر من 3600 أسرة، معظمهم نزحوا هذا الأسبوع، وفق تقارير لمنظمات إغاثية تابعة للأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع قتلت طاقم آخر مستشفى بمخيم زمزم بالفاشر

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن منظمات إغاثة والأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع قتلت جميع طاقم آخر مستشفى متبق في مخيم زمزم للنازحين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور غربي السودان.

كما نقلت الصحيفة عن منظمة الإغاثة الدولية، التي تدير مخيم زمزم، أن قوات الدعم السريع هاجمت مساء أول أمس الجمعة محيط المخيم بعد أن قصفته لساعات.

وقالت المنظمة إن القوات المهاجمة دمرت مئات المنازل والسوق الرئيسية قبل أن تهاجم المستشفى الميداني التابع لها وتقتل 9 من أفراد طاقمه بينهم طبيب.

ووصفت منظمة الإغاثة الدولية ما تعرض له طاقمها بالمأساة الكبيرة. ويقع مخيم زمزم على بعد 12 كيلومترا تقريبا جنوب الفاشر ويؤوي نحو 500 ألف نازح.

لم تمضِ سوى ساعات على انعقاد جلسة محكمة العدل الدولية، حتى صعّدت ميليشيا الدعم السريع المتمردة، والمدعومة إماراتيا بالمال والسلاح، من هجماتها على المدنيين في مخيم زمزم للنازحين ومدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
تعرب الحكومة السودانية عن إدانتها الشديدة للهجمات الإجرامية التي… pic.twitter.com/atQzzTi2vV

— القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) April 12, 2025

من جهتها، قالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع قتلت 10 من الفرق الطبية بشمال دارفور خلال يومين.

إعلان

وأضافت الشبكة أن 6 منهم قتلوا على يد الدعم السريع بمعسكر زمزم، فضلا عن مقتل مدير مستشفى أم كدادة شرقي ولاية شمال دارفور.

ووصفت الشبكة استهداف الفرق الطبية بطريقة ممنهجة داخل المرافق الصحية بأنه تمادٍ واضح في القتل.

ونفت قوات الدعم السريع -في بيان عبر تطبيق تليغرام- ما ورد في مقاطع مصورة حول انتهاكات اتُهمت بارتكباها في مخيم زمزم، ووصفت المقاطع بالمضللة، وقالت إنها ملتزمة بالقانون الدولي الإنساني وترفض بشدة كل المحاولات الرامية إلى تشويه سمعتها.

وكانت الخارجية السودانية ومنظمات دولية تحدثت أمس السبت عن هجمات واسعة شنتها قوات الدعم السريع على مخيم زمزم، مما أسفر عن مقتل وجرح المئات.

من جهته، قال الإعلام العسكري في الفاشر -في بيان- إن نحو 70 مدنيا قتلوا في المدينة جراء قصف من قوات الدعم السريع بالمدافع والمسيرات، مؤكدا أن الجيش السوداني والقوات المساندة له تمكنا من صد هجوم عنيف لقوات الدعم السريع على المخيم زمزم، وأن المعركة أسفرت عن سقوط 50 قتيلا في صفوف المهاجين.

أما المنسقيّة العامة للنازحين واللاجئين فأفادت في بيان بأن الموجة الأولى من الهجمات المتعددة بدأت يوم الخميس واستمرت حتى أول أمس الجمعة وأمس السبت، مما أدى إلى تدمير منازل وأسواق ومرافق للرعاية الصحية.

تنديد بالانتهاكات

في غضون ذلك، نددت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات بما قالت إنها انتهاكات ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة أُم كَدادَة.

وقالت المجموعة في بيان لها أمس السبت إن قوات الدعم السريع طوّقت المدينة خلال الأيام الخمسة الماضية وقتلت عشرات من سكانها وأصابت آخرين.

كما نددت بما قالت إنها انتهاكات مستمرة لقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والمناطق المجاورة لها.

واتهمت المجموعة السودانية أطراف الحرب وتجار الحروب والأزمات بالتنازع على السلطة.

إعلان

في السياق ذاته، عبرت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بالسودان عن قلقها البالغ إزاء ما يجري في مدينة الفاشِر من تصعيد دموي خطير.

وحذرت من أن الوضع الإنساني بالفاشر بات ينحدر بسرعة نحو كارثة غير مسبوقة.

مقالات مشابهة

  • عاجل | مصدر عسكري للجزيرة: قوات الدعم السريع تقتحم معسكر زمزم للنازحين بالفاشر
  • السودان.. مقتل 100 شخص بينهم كوادر طبيّة بهجوم لـ«قوات الدعم السريع»
  • أكثر من 300 قتيل بهجمات الدعم السريع على الفاشر (شاهد)
  • قوات الدعم السريع قتلت طاقم آخر مستشفى بمخيم زمزم بالفاشر
  • الخارجية السودانية تدين استضافة كينيا مؤتمراً جديداً للدعم السريع
  • ماذا تريد واشنطن وطهران من العودة للمفاوضات؟
  • الدعم السريع تجدد هجومها على معسكر زمزم 
  • تصرف صادم من قوات الدعم السريع في معسكر زمزم
  • التصدي لهجوم قوات الدعم السريع على منطقة أم كدادة قرب الفاشر
  • هل تنجح الفاشر في التصدي لتكتيكات الدعم السريع؟