لوفيغارو: الخط الأحمر لاستخدام أوكرانيا أسلحة غربية بدأ يتلاشى
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
قالت صحيفة "لوفيغارو" إن الخط الأحمر الذي رسمه الغرب لحدود استخدام الأسلحة التي يقدمها لأوكرانيا ضد روسيا، بدأ يتلاشى، خاصة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يؤيد الضربات الأوكرانية على الأراضي الروسية، وإن كانت الولايات المتحدة لا تزال تعارضها بشكل واضح.
ويأتي ذلك في سياق هجوم تقوده روسيا منذ 10 مايو/أيار، في منطقة خاركيف، على طول الحدود الروسية الأوكرانية، استولت بموجبه على عدة قرى، بمساحة تقترب من 300 كيلومتر مربع، في أكبر مكسب لها منذ عام ونصف العام، وفقا للصحيفة الفرنسية.
وتستخدم القوات الروسية في هذه الهجمات القنابل الانزلاقية التي يتم إطلاقها من مجالها الجوي، إضافة إلى مسيّرات إيرانية من طراز شاهد-136، تنطلق من الأراضي الروسية لمهاجمة خاركيف والمناطق المحيطة بها.
بالأسلحة الغربيةوأشار معهد دراسة الحرب إلى أن "الطائرات الروسية قادرة على ضرب مدينة خاركيف إلى أجل غير مسمى دون مغادرة المجال الجوي الروسي على الإطلاق"، وبالتالي، يستطيع الروس استهداف أكثر من 42 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية، أو 2480 بلدة أو قرية في ولايات تشيرنيهيف وسومي وخاركيف، دون أن تتمكن كييف من الرد بالأسلحة الغربية.
أما إذا سمحت الولايات المتحدة لكييف باستخدام أسلحتها في الأراضي الروسية، ولا سيما نظام "أتاكمز" الذي يتراوح مداه من 175 إلى 300 كيلومتر، فيمكن للقوات الأوكرانية استهداف مئات الأهداف العسكرية التي لا يمكن الوصول إليها حاليا، مثل الذخيرة ومستودعات الوقود والقواعد الجوية ومراكز القيادة ومحطات الرادار.
ولم يتمكن الأوكرانيون من فعل شيء في خاركيف حيث قامت روسيا بتجميع قوة عملياتية كبيرة عبر الحدود لبدء عمليتها على ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وكانت هذه القوات خارج نطاق المدفعية "التقليدية" ولا يمكن إزعاجها إلا بمسيّرات مصنعة محليا أو أسلحة غير غربية.
نقطة تحول في الحرب؟وباستخدام الأسلحة الغربية، "من المحتمل أن تتمكن القوات الأوكرانية من تعطيل العمليات الروسية بشكل كبير وعلى نطاق واسع"، كما يوضح مركز الأبحاث الأميركي، مشيرا إلى أن ذلك "سيؤدي إلى تدهور الخدمات اللوجستية ويجبر روسيا على إعادة تشكيل المؤخرة وعقدها اللوجستية".
وحتى من دون استخدام أي أسلحة غربية، فإن أوكرانيا قادرة على الوصول إلى الأراضي الروسية، ولا سيما المواقع العسكرية والمدنية والبنية التحتية للطاقة، وبفضل مسيّراتها التي يتجاوز مداها الآن ألف كيلومتر، ضربت أوكرانيا عدة مواقع نفطية، كالمستودعات والمصافي والمحطات، مما أثار غضب الولايات المتحدة.
وسبق أن أعلن وزير الخارجية البريطاني أن لأوكرانيا الحق في استخدام الأسلحة التي زوّدتها بها لندن لضرب أهداف في روسيا، بما في ذلك "صواريخ ستورم شادو" التي يتراوح مداها بين 250 و400 كيلومتر، وبالفعل ضربت هذه الصواريخ مقر أسطول البحر الأسود الروسي الموجود في شبه جزيرة القرم في سبتمبر/أيلول 2023.
ودعا السفير الأميركي السابق في أوكرانيا جون إي. هيربست إلى اتباع البريطانيين والسماح لأوكرانيا باستخدام "معداتنا لضرب جميع الأهداف العسكرية والاقتصادية واللوجستية، ليس فقط في أوكرانيا المحتلة ولكن في روسيا أيضا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الأراضی الروسیة
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن لأوروبا إنقاذ أوكرانيا؟
في قصر لانكستر هاوس، الذي يعود إلى القرن التاسع عشر ويجاور قصر باكنغهام، بدا الأمر وكأنه لحظة الحقيقة بالنسبة لأوروبا، حيث اجتمعت القوى الكبرى في القارة لمحاولة إنقاذ ما تبقى من النظام العالمي الذي تم تأسيسيه بعد الحرب العالمية الثانية.
ما تحتاج إليه أوكرانيا الآن هو البنادق والزبدة
وكتبت صحيفة "فايننشال تايمز" أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوصلا رسالة واضحة: يجب على أوروبا أن تثبت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها جزء من الحل ولا المشكلة.
وقال أحد حلفاء ستارمر قبل الاجتماع: "لم يكن هناك بديل عن إصلاح العلاقات مع البيت الأبيض."
وبعد المواجهة الكارثية بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، شدد ستارمر وماكرون على ضرورة تدخل أوروبا للحفاظ على فرص السلام في أوكرانيا.
مهمة شبه مستحيلةوأكد ستارمر أن بريطانيا وفرنسا ستتفقان مع زيلينسكي على شكل التسوية بعد الهدنة، ثم تنقلان الخطة الأوروبية إلى ترامب، بصفتهما الوسيطتين بين كييف وواشنطن.
ورغم تأكيد رئيس الوزراء البريطاني أن أي اتفاق يجب أن يشمل أوكرانيا، فإن أوروبا ستتولى قيادة الدبلوماسية نيابةً عن كييف.
وهذه المهمة الدقيقة – وربما المستحيلة – ستقع على عاتق ثلاثة قادة أوروبيين: ستارمر، ماكرون، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني.
وخلال اجتماعها مع ستارمر، شددت ميلوني على ضرورة "تجنب خطر انقسام الغرب."
Europe’s rescue mission on Ukraine: keep Trump engaged https://t.co/aGO7msRjPl
— Financial Times (@FT) March 2, 2025 الكرملين يترقبيثير احتمال حدوث قطيعة دائمة بين أوروبا والولايات المتحدة ارتياحاً في موسكو، حيث أشاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بإدارة ترامب لتبنيها وجهة نظر أقرب إلى موقف روسيا من الحرب في أوكرانيا.
وفي حين يبذل ستارمر وماكرون جهوداً مكثفة لدعم زيلينسكي، فإنهما يحملان تحذيراً واضحاً للزعيم الأوكراني: طريق السلام يمر عبر البيت الأبيض، وعليه أن يبدأ التفاوض مع ترامب، بما في ذلك تقديم تنازلات تتعلق بحقوق المعادن المستقبلية في بلاده لصالح الولايات المتحدة.
السيطرة على الأضراربحسب مسؤولين بريطانيين، حاول ستارمر في مكالمة هاتفية مساء السبت إقناع ترامب بأن قمة لانكستر هاوس ليست محاولة أوروبية للتكتل ضده.
لكن ستارمر، ماكرون، وميلوني متفقون على أنهم بحاجة إلى قيادة الجهود الدبلوماسية لضمان استمرار التزام الولايات المتحدة بأمن القارة، وليس أوكرانيا فقط.
وفي ظل محدودية الخيارات، تحاول أوروبا احتواء الأضرار، إذ قال ماكرون يوم الأحد: "نسعى لجعل الأمريكيين يدركون أن الانسحاب من أوكرانيا ليس في مصلحتهم."
قلق أوروبي متزايدهناك قلق عميق، خاصة في دول الاتحاد الأوروبي الواقعة على جناحه الشرقي، والتي تعتبر الأكثر عرضة للتهديد الروسي وتعتمد على الحماية الأمريكية، من أن الصدام مع ترامب بشأن أوكرانيا قد يضعف التزام واشنطن بالدفاع الجماعي في الناتو.