أبوظبي – الوطن:

شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في قمة الإعلام العربي – التي ينضوي تحتها منتدى الإعلام العربي، والمنتدى الإعلامي العربي للشباب – وذلك من خلال جلسة حوارية حملت عنوان «مخاطر توظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام وسبل مواجهتها»، والتي نظمتها أكاديمية دبي للإعلام في مقر انعقاد القمة بمركز دبي التجاري العالمي.

وشهدت الجلسة الحوارية، التي أدارتها الإعلامية أدال طعمة من مؤسسة دبي للإعلام، مشاركة كل من سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، والدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، حيث استعرضا جملة من الفرص والتحديات التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي على العاملين في المجال الإعلامي، خاصة بعد اختراق الذكاء الاصطناعي مجالات الكتابة والتحرير والتقديم والابتكار والنشر وغيرها.

 

إعادة تشكيل العالم

وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، في مداخلته بالجلسة، إن الذكاء الاصطناعي فرض نفسه على مجالات التطور البشري كافة، وسيعيد تشكيل العالم، ولكن الإعلام هو أكثر المجالات تأثراً بالذكاء الاصطناعي، مضيفاً أن توظيفه بشكل جيد سيحقق أهدافاً محورية منها تحسين كفاءة العمليات الإعلامية من خلال أتمتة المهام الروتينية، وتحليل كميات هائلة من البيانات بشكل أسرع، ومساعدة الإعلاميين في التحقق من صحة المعلومات وكشف الأخبار المزيفة، وتقديم محتوى يناسب الجمهور حسب تفضيلات كل فئة، كما أظهرت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يزيد من كفاءة الصحفيين بنسبة 50%.

وأكد العلي أن الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات على المؤسسات الإعلامية، من أهمها التكيف مع التطورات المتسارعة، وصعوبة التحكم في المواد الإعلامية المتدفقة على مدار الساعة أو تقنينها والتثبت من صحتها، إلى جانب التحدي المرتبط بخطر التزييف العميق، وفقدان الوظائف الإعلامية، والاعتماد الزائد على الأنظمة الذكية الذي قد يؤدي إلى فقدان الإبداع البشري، لذا من الضروري التعامل مع هذه التقنيات بكفاءة وحذر.

 

الاستثمار في الذكاء الاصطناعي

وطالب الرئيس التنفيذي لـ «تريندز» وسائل الإعلام بالاستثمار في أحدث تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ووضع ضوابط واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومسؤول، فضلاً عن التطوير المستمر لمهارات وقدرات العاملين في مجال الإعلام للتكيف مع التطور التقني، إلى جانب تشجيع نموذج العمل الذي يجمع بين قدرات الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري، مشدداً على ضرورة تحقيق وسائل الإعلام مرونة للتكيف مع التغيرات السريعة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أنه يتوجب على العاملين في المجال الإعلامي اليوم، تبني مهارات جديدة للتكيف مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفهم كيفية استخدام هذه التقنيات لتحسين كفاءة العمل وفهم المخاطر التي تنطوي عليها، وبالنظر للتطور المتسارع لهذه التقنيات، فإن هناك حاجة إلى التدريب المستمر على التقنيات الجديدة.

 

مواجهة المخاطر

وذكر الدكتور محمد العلي أنه يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة المخاطر التي يولدها هذا الذكاء، مثل التزييف العميق والأخبار الكاذبة، حيث يسهل الذكاء الاصطناعي جرائم التزييف العميق، ولكنه أيضاً يساعد في مواجهتها من خلال تحليل وتحقيق صحة المعلومات بسرعة، كما يمكن تطوير خوارزميات خاصة للتعرف على الأنماط المزيفة في الصور والفيديوهات والصوتيات.

وحول كيفية استفادة المؤسسات الإعلامية من تقنيات الذكاء الاصطناعي في الوصول إلى جمهور أوسع، بيَّن العلي أن ذلك يتحقق من خلال تحليل بيانات الجمهور بشكل يوضح تفضيلات كل فئة، ومن ثَمَّ تخصيص المحتوى المناسب لها، وهو ما يزيد من التفاعل مع المحتوى، كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى جديد أكثر جاذبية للجمهور.

وأوضح العلي أن مراكز البحوث، مثل «تريندز»، يمكن أن تساهم في تطوير حلول مبتكرة لمواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام من خلال دراسة تطور هذه التقنيات واتجاهاتها المستقبلية، ومن ثم حدود تأثيرها على صناعة الإعلام، إضافة إلى تقديم الاستشارات للمؤسسات الإعلامية حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية، وتثقيف الجمهور حول مخاطر الذكاء الاصطناعي في الإعلام.

 

تطوير حلول مبتكرة

أما فيما يتعلق بأهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التهديدات السيبرانية في الإعلام، فأكد الرئيس التنفيذي لـ«تريندز» أن تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص يتطلب خطوات أساسية، منها تبادل المعلومات والخبرات حول التهديدات السيبرانية، وتطوير سياسات مشتركةتضمن حماية البيانات، وتخصيص ميزانيات مشتركة للاستثمار في مشاريع البحث والتطوير، بالإضافة إلى تنظيم برامج تدريبية مشتركة لتعزيز الوعي بأهمية الأمن السيبراني بين العاملين في الإعلام، وتشجيع ثقافة الأمان الرقمي.

 

قيادات إعلامية

وفي سياق متصل، التقى فريق «تريندز» عدداً من  المسؤولين والقيادات الإعلامية على هامش المشاركة في أعمال قمة الإعلام العربي، ومنهم معالي جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسعادة منى غانم المري، نائبة الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، والدكتور حمد الكعبي الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، والدكتور محمد العريمي، رئيس جمعية الصحفيين العمانيين، والدكتور خالد الشقران، رئيس تحرير صحيفة الرأي الأردنية، ومنى بوسمرة، مديرة أكاديمية دبي للإعلام، والإعلامي الكويتي محمد الملا، مؤسس ومدير ديوان الملا، ونسرين فاخر، رئيسة تحرير مجلة ماجد، ومحمد الحمادي، رئيس تحرير منصة «جسور بوست»، والإعلامية الدكتورة أمل ملحم.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الصين تدخل الذكاء الاصطناعي إلى مناهج الابتدائية

تعتزم المدارس الابتدائية والثانوية كافة في بكين تقديم حصص تعليمية حول الذكاء الاصطناعي اعتباراً من العام الدراسي المقبل، على ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الأربعاء.
وحظيت صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين باهتمام دولي هذا العام بعد أن أطلقت شركة "ديب سيك" DeepSeek نسخة جديدة من روبوت المحادثة العامل بالذكاء الاصطناعي في يناير، ما أحدث موجة صدمة عبر الأسواق العالمية.
وأثار برنامج "ديب سيك" إعجاب خبراء الصناعة بقدرته الواضحة على منافسة أو حتى تجاوز قدرات المنافسين الغربيين مثل "تشات جي بي تي"، بتكلفة أدنى بكثير.
وذكرت وكالة "شينخوا" أن المدارس في العاصمة ستخصص ما لا يقل عن ثماني ساعات من دروس الذكاء الاصطناعي لكل عام دراسي بدءا من الفصل الدراسي الذي يبدأ في أوائل سبتمبر.
ويمكن للمدارس أن تدير هذه المواد كحصص مستقلة أو أن تدمجها في مواد دراسية قائمة أساساً مثل تكنولوجيا المعلومات أو العلوم.
وأفادت لجنة التعليم التابعة لبلدية بكين في بيان أنه "سيتم تقديم أساليب تدريس مبتكرة، باستخدام أجهزة مرافقة وأدوات مساعدة بحثية بالذكاء الاصطناعي، وغيرها من برامج المساعدة الذكية لتسهيل التعلم من خلال الحوار بين الإنسان والآلة".
وأشارت إلى أن بكين تخطط أيضا لاستكشاف المزيد من الفرص للتعاون بين الجامعات والمدارس الثانوية لتنمية المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويتضمن ذلك تطوير سلسلة من "دورات التعليم المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتي تركز على التطوير المبكر للمواهب المبتكرة الاستثنائية".
وفي الشهر الماضي، أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ محادثات مع كبار رجال الأعمال في قطاع التكنولوجيا الصيني، في حدث نادر أثار التفاؤل بشأن زيادة الدعم للقطاع.
وعزز شي دور الشركات المملوكة للدولة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما تصدى للتوسع "غير المنظم" في العديد من القطاعات.
وحظيت "ديب سيك" بإشادة السلطات، كما حضر مؤسسها الاجتماع مع الرئيس الصيني.
وتتجه الأنظار حاليا إلى برامج الذكاء الاصطناعي الجديدة في الصين، الساعية لمنافسة "ديب سيك".
وكشفت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "علي بابا" الأسبوع الماضي عن نموذج ذكاء اصطناعي يسمى QwQ-32B، تقول إنه يتمتع "بأداء مماثل" لـ "ديب سيك" بينما يتطلب بيانات أقل بكثير للعمل.
إلى ذلك، فإن "مانوس" Manus، وهو مساعد جديد وقوي يعمل بالذكاء الاصطناعي، يُحدث ضجة في البلاد، مع قدرات تُعتبر بشكل عام أكثر تقدما من تلك الموجودة في روبوتات المحادثة.

أخبار ذات صلة اتفاقية بين مدارس الإمارات الوطنية وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تنافس كبير على صدارة الذكاء الاصطناعي التوليدي المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي وتوظيفه من قبل الجماعات الإرهـ.ابية.. خبير يكشف مخاطر جديدة
  • الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
  • الرئيس العراقي يبحث مع الشيباني العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها
  • الجديد وصل .. جوجل تتحدى آبل في مجال الذكاء الاصطناعي الشخصي
  • مجلس «راشد بن حميد الرمضاني» يستعرض دور الإعلام في صناعة المستقبل
  • الصين تدخل الذكاء الاصطناعي إلى مناهج الابتدائية
  • مجلس راشد بن حميد يستعرض دور الإعلام المستقبلي
  • ولي العهد يستعرض هاتفيًا مجالات التعاون مع الرئيس الروسي
  • رئيس الأعلى للإعلام يبحث مع مدير الأكاديمية الوطنية للتدريب مشروع تطوير القدرات الإعلامية
  • رئيس الأعلى للإعلام ومدير الأكاديمية الوطنية للتدريب يبحثان تطوير القدرات الإعلامية