المراكز الصيفية النسائية بمحافظة ذمار.. تحصينُ وعي وتنميةُ مواهب
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
يمانيون – متابعات
خلافاً للسّنوات المُنصرمة تشهدُ المدارسُ الصيفيّةُ في محافظة ذمار هذا العامَ إقبالاً كَبيراً، واندفاعاً غيرَ مسبوقٍ لحلقات الجهاد والعلم والمعرفة، حَيثُ يسارعُ الجميعُ لتحصين أنفسهم من اختراقات العدوّ وأراجيفه التضليلية،
لا سِـيَّـما الجيلَ النّاشئَ الذي يتعرَّضُ لتلك الاختراقات؛ فبفضل الله وبفضل الوعي العالي الذي امتلكه الشعب اليمني ها هو يُدرِكُ الأهميّةَ البالغة للمراكز الصّيفيّة، ويبادر بإلحاق أبنائه لهذه المراكز؛ ليكون جيلاً قرآنيّاً يتسلّح بسلاح الإيمان والوعي القرآني، ويكون ذخيرة فولاذيّة لبياض الوجوه أمام الله وأمام السيد القائد -يحفظه الله-.
وحول هذا الموضوع، تشاركُ العاملات بالمراكز الصيفية بمحافظة ذمار جانبًا مما يتم في حلقات العلم والجهاد.
فرصة ذهبية:
البدايةُ مع عضو اللجنة التنفيذية للدورات والأنشطة الصيفية بمحافظة ذمار، أمة الرحمن الحِبْسي، التي تحدثت عن توافد الطلاب على المراكز الصيفية قائلة: “المراكز الصيفية لهذا العام في محافظة ذمار -مديرية المدينة -مراكز الإناث تشهد إقبالاً كَبيراً على الالتحاق بالمراكز الصيفية والتي فتحت على نطاق واسع، حَيثُ فُتح ما يقارب خمسين مركزاً صيفياً للبنات في المدارس الحكومية والخَاصَّة والمساجد على فترتين صباحية وأُخرى مسائية، وكلّ المدارس تشهد إقبالاً على الحضور والتسجيل حتى يومنا هذا، حَيثُ بلغ عدد المدارس الصيفية للإناث ما يقارب خمسين مركزاً صيفياً، وإجمالي عدد الطالبات الملتحقات بالمراكز ما يقارب خمسة آلاف طالبة، وهذه نعمة عظيمة.
الإقبال هذا العام كبير سواءً في مراكز الإناث أَو الأولاد عن الأعوام الماضية، وهذا يدل على مستوى الوعي والبصيرة الذي وصل إليه المجتمع بأهميّة المراكز الصيفية وأثرها العظيم الذي نلمسه في أبنائنا وبناتنا الملتحقين بالمدارس الصيفية، وكذلك الاستجابة من الجميع لتوجيهات السيد العلم القائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بأهميّة المراكز الصيفية وأنها تعتبر فرصة ذهبية؛ كونها فترة قصيرة إلَّا أن لها أثرها الكبير في تربية الأبناء والبنات وتحصينهم من الضياع والانحراف والفساد في فترة العطلة الصيفية، كذلك تربية وتنشئة جيل قرآني متسلح بثقافة القرآن الكريم وبالقيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية العظيمة، وتحصينهم من الحرب الناعمة بكل أساليبها وَوسائلها، والتي يسعى أعداؤنا من خلالها إلى إفساد أبنائنا وبناتنا وتدمير أخلاقهم والسيطرة على أفكارهم وثقافتهم ومسخ هُــوِيَّتهم الإيمانية، وهذا ما نراه في الساحة العربية.
المراكز الصيفية بمناهجها ومقرّراتها وأنشطتها المتنوعة هي تحصِّنُ أبناءَنا من كُـلّ تلك الوسائل والأساليب الشيطانية؛ لأَنَّ المراكزَ الصيفية هي مراكزُ بناء وتأهيل وتدريب وتثقيف في كُـلّ المجالات، تبني جيلاً قرآنيًّا متسلحًا بالقرآن الكريم متمسكاً بهُــوِيَّته الإيمانية، جيلًا يتولى اللهَ ورسوله وأعلامَ الهدى ويعادي أعداء الله ورسوله وأعلام الهدى، جيلًا يستشعر مسؤوليته أمام الله في بناء أمته والنهوض بها والجهاد في سبيل الله ضد كُـلّ قوى الكفر والشر والاستكبار أمريكا و”إسرائيل”.
كذلك على مستوى الإقبال على المراكز الصيفية نجد إقبالَ طلاب المرحلة الأَسَاسية الذين أكملوا اختباراتهم انطلقوا للالتحاق بالمراكز الصيفية ذكورًا وإناثًا، وهذا ما لمسناه أثناءَ زيارة المراكز الصيفية ورفع التقارير اليومية وهذه نعمة عظيمة أن يصل مستوى الوعي والحرص من أبنائنا الطلاب والطالبات على استثمار ما تبقى لهم من وقت في العطلة في الالتحاق بالمراكز الصيفية والاستفادة منها، ونحن نتقدم بالشكر والتقدير لكل من حرص على الدفع والتسجيل بأبنائه في المراكز الصيفية، وكذلك جميع القائمين على هذه المراكز الصيفية من مديرات ومعلمات ومسؤولات، وكذلك جميع من استشعر مسؤوليته أمام الله في إنجاح هذه المراكز الصيفية لتؤدي دورها ورسالتها المنشودة وغاياتها وأهدافها”.
المعينُ الصافي:
أما مديرةُ مركز نور الهداية الصيفي، أمة الوهَّـاب علي الدولة، فأشَارَت إلى أن المراكزَ الصيفية تعتبر المنبعَ الصافي والمعين الذي لا تنضبُ خيراتُه لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات؛ لما فيها من ثروة ثقافية فكرية مستقاة من القرآن الكريم ونهج أهل البيت -عليهم السلام- تنمِّي مداركَهم وتعزز وتطور قدراتهم الذهنية والوجدانية بما فيه الخير والمنفعة لهم في الدين والدنيا.
ومما في المراكز الصيفية هو التركيزُ الكبير على الأنشطة التي تطور قدراتهم وتنمّي مواهبهم، كُـلٌّ حسب ميوله ورغبته، فعلى سبيل المثال يوجدُ ضمن أنشطة المراكز الصيفية إقامةُ الفعاليات والندوات والأمسيات، وهنا يتطلب توفيرَ من سيحيي هذه المناسبات بالشكل اللائق؛ ففتح المجال أمام الطلاب والطالبات لإبراز مواهبهم وتنميتها وكسر حاجز الخوف لديهم، وبتوجيه خاص من المعلمين تم اكتشاف مواهب كثيرة من الطلاب في الإلقاء والخطابة والشعر والإنشاد والمسرح وغيرها.
مواهب كانت مقيَّدة ومكبوتة تحت حاجز الخوف والتردّد فأتت هذه الأنشطة لتبرزها وتساعد الطلاب والطالبات على تنميتها وتطويرها وإظهارها للعلن.
ومن ضمن أنشطة المراكز الصيفية المسابقاتُ بشتى أنواعها بين المراكز؛ مما أتاح الفرصة للجميع للتنافس في إظهار أفضل ما لديه؛ ففُتح المجال للطلاب والطالبات للابتكار والرسم وصناعة أشكال فنية مختلفة ذات طابع جمالي فريد ومن خامات البيئة المتوفرة عن طريق عمل المجسمات وإقامة المعارض الفنية لرسومات الطلاب والطالبات المعبرة والهادفة، وكذلك الأشغال اليدوية بشتى أنواعها.
في الجانب الزراعي استطاعت المراكزُ الصيفية غرسَ حُبِّ التشجير والسعي للاكتفاء الذاتي بين الطلاب والطالبات، وبالتالي انتقالها إلى المجتمع عن طريقهم فكانَ لدروس التوعية والتطبيقات الزراعية المقامة في المراكز الأثرُ الواضح بين أفراد المجتمع.
كُلُّ ذلك يعزِّز لدى الطلاب والمجتمع أهميّةَ المراكز الصيفية ودورها البارز في إظهار الكثير من المواهب وتنمية قدرات هذا الجيل الناشئ، الذي نسعى بكل جهد لتحصينه من الحرب الشرسة التي يتعرض لها ونسعى لتوجيه طاقاته وقدراته لما فيه مصلحته ومصلحة المجتمع.
استهدافٌ عدائي للأجيال الناشئة:
على صعيد متصل، تتحدث مديرة مركز أنوار الهداية الصيفي، فاطمة حسين العوامي، عن طبيعة المواد التي تدرس في المراكز الصيفية: “أتوجّـه بالشكر والعرفان إلى السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-؛ لاهتمامه الكبير بفتح المراكز الصيفية؛ لما فيها من خير كثير للجيل الناشئ؛ فهي بمثابة حصن حصين ودرع واقٍ من الاستهداف الموجَّه للجيل الناشئ؛ فقد ركز العدوّ على هذا الجيل وسخّر كُـلّ إمْكَانياته ووسائله القذرة لاستهدافه واستهداف القيم والأخلاق الإيمانية والإسلامية وإبعاده عن هُــوِيَّته الإيمانية، خُصُوصاً ونحن في هذه المرحلة التي هي أشبه بمنعطف تاريخي، إما أن يقودهم إلى الخير الكثير في الدنيا والآخرة أَو إلى طريق الضلال والمضلين ونشر الفساد الذي استهدف كُـلّ بيت عن طريق (الحرب الناعمة) وَعبر الشبكات العنكبوتية والإنترنت بالهواتف الجوالة التي أصبحت في متناول الجميع صغاراً وكباراً، وكلّ ذلك لهدم القيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية ونشر الرذيلة والفساد في أوساط المجتمع اليمني المحافظ وتقديمها من باب الحضارة والتقدم والرقي ومواكبة العصر، وجميعها ما أنزل الله بها من سلطان.
فعندما نتحدث عن طبيعة المواد التي تدرس في المراكز الصيفية كان لا بُـدَّ من الوعي والبصيرة خُصُوصاً في هذه المرحلة لنصنع جيلاً متسلحاً بالثقافة القرآنية وتعلم القرآن الكريم والسير وفق أحكامه وتطبيق كُـلّ ما فيه، فقد أظهر القرآن نفسية العدوّ كيف أنهم لا يؤدون أي خير للمسلمين مهما أظهرَ المطبِّعون والمنافقون لهم الولاء فقد قال تعالى: (هُمُ العَدُوُّ فاحْذَرْهم قاتَلَهُمُ اللَّهُ أنّى يُؤْفَكُونَ) وتعلم ثقافة أهل بيت رسول الله -صلوات الله عليه وآله- وتعلم العلوم النافعة وتطبيقها في حياتهم من أخلاق وسلوكيات إيمانية، وكذلك تعلم سيرة رسول الله -صلوات الله عليه وآله- وكيف كانت شجاعته، حَيثُ كان أعظم قائد عرفته البشرية؛ فيما كانت ثقافات مغلوطة قدمت شخصية رسول الله أنه كان يجلس بمسجده ولا يتحَرّك..
كُـلّ هذه الثقافات أتت من خارج الثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة وكذلك سيرة إمام المتقين وسيد الوصيين، أشجع طاعن وضارب، من لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، يتعلمون صمود ووفاء العظماء وحب الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، هكذا كان نهج أعلام الهدى سلام الله عليهم.
وكذلك تعلم في المراكز الصيفية أحاديث ومقتبسات كثيرة عن رسول الله -صلوات الله عليه وآله- وتعلم الطهارة وَالوضوء والصلاة بالشكل الصحيح لكل من الرجل والمرأة، وتعلم كُـلّ مَـا هو نافع ومفيد من أنشطة مختلفة تقدم لهذا الجيل الذي تربى ونما في أحضان المسيرة القرآنية، الذي سيكون بإذن الله هو المُحرّر للمقدسات الإسلامية، جيل الحرية، جيل الولاء لأولياء الله والعداء لأعداء الله، فعندما يكون هذا هو منهجهم وسلوكهم سيكون الإخلاص هو طريقهم والتضحية والبذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله هو منهجهم.
أبناؤنا أمانة في أعناقنا:
عضو اللجنة التنفيذية بمحافظة ذمار، ياسمين حسن مجلي، توجّـهت برسالة لأولياء الأمور الذين لم يُلحِقوا أبناءَهم بالمدارس الصيفية بالقول: إنَّ “العناية بالأسرة وتربيةِ الأبناء هي من أهم الواجبات التي تقع على عاتق الآباء والأُمهات، فصلاح الأسرة هو صلاح للمجتمع كلِّه، وفسادها هو فسادٌ له، والأبناء الصالحون هم عماد الأُمَّــة وقوامها، أما إذَا فسد الأبناء فَــإنَّ البلاء سيعم الجميع، وليست المسؤولية فقط بتوفير الطعام والشراب والملبس وإنما بتنشئتهم التنشئة الإيمَـانية الصالحة المستقاة من القرآن الكريم والحرص على التثقف بثقافته والسير على هداه قولاً وعملاً مع المتابعة المُستمرّة، وخَاصَّة في هذا الزمان الذي بلغ فيه الضلال ذروته.
إن العدوّ لا يزال يسعى جاهداً بكل الوسائل لإضلال أمتنا وأبنائنا وفلذات أكبادنا على وجه الخصوص ويستخدم في ذلك أساليب شيطانية تبعدهم عن الله وعن دينه وهداه حتى يصبحوا موالين لهم ولأوليائهم من عبدة الشيطان من حَيثُ لا يشعرون، ولا يصبح لديهم أي اهتمام بمقدساتهم ولا بقضايا أمتهم المحورية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي بها عزتهم وكرامتهم ونصرة دينهم.
من هنا تأتي أهميّة المراكز الصيفية التي تحصِّنُ أبناءنا من ضياع أوقاتهم وفساد أخلاقهم فضلاً عما يتلقونه فيها من معارف وعلوم وحفظ للقرآن الكريم ودراسة للأخلاق والآداب والفضائل والقيم، ولذلك كان واجباً على الجميع التكاتف؛ مِن أجلِ إنجاح هذه المراكز والنهوض بها حتى تحقّق غايتها المرجوة بإذن الله (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ).
أولياء الأمور الأعزاء: أَوَلَمْ يطرق مسامعَكم قولُ الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أنفسكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) وقوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مسؤولونَ) وقولُ رسوله الكريم: (كلُّكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته) يجبُ عليكم أن تراجعوا حساباتكم ومصلحة أبنائكم قبل فوات الأوان، وأن لا تضيعوا على أبنائكم فرصةً من أعظم الفرص التي تتاح للإنسان في حياته بما يساعده على الاستقامة وللبعد عن مزالق الشيطان؛ فأبناؤنا هم أمانةٌ في أعناقنا فلنتقِّ الله ولا نفرِّطْ فيها.
استطلاع/ زينب إبراهيم الديلمي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی المراکز الصیفیة ة المراکز الصیفیة بالمراکز الصیفیة الطلاب والطالبات القرآن الکریم بمحافظة ذمار هذه المراکز رسول الله ما فیه
إقرأ أيضاً:
مواهب برنامج صنع في قطر يعكسون التحديات والتطلعات الفنية في قصصهم الإنسانية المصورة
أبرز صناع الأفلام القطريون والمقيمون في قطر، الذين تُعرض أعمالهم في برنامج "صنع في قطر" ضمن مهرجان أجيال السينمائي 2024، أهمية الدعم المستمر من مؤسسة الدوحة للأفلام في تطوير مسيرتهم السينمائية وتحقيق تطلعاتهم الفنية. وقد شارك عدد من هؤلاء المبدعين في لقاءات صحفية نظمت على هامش فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان، حيث ناقشوا تجاربهم وأثر الدعم المؤسسي في تعزيز مشهد السينما المحلية.
أوضح صانع الأفلام القطري علي الهاجري، مخرج فيلم "أرحل لتبقى الذكرى"، أن الدعم الذي تقدمه مؤسسة الدوحة للأفلام، سواء من خلال ورش العمل، الدورات التدريبية، أو جلسات التوجيه، بالإضافة إلى دور مهرجان أجيال السينمائي، كان له أثر بالغ في تعزيز رحلته السينمائية. وفي حديثه عن فيلمه، قال: "فيلمي هو تجربة سردية تجريبية، استلهمت فكرته من حادثة وفاة والدي رحمه الله عندما كنت في سن الثامنة. من خلال هذا العمل، أردت أن أوجه رسالة تؤكد أن الموت ليس نهاية، بل هو انتقال إلى بعد آخر لا ينبغي أن يُنظر إليه كظلام أو شر، بل يحمل في طياته جوانب روحية وإيجابية عميقة، تُمكّننا من تقدير الحياة بشكل مختلف".
أما مخرج فيلم "برشنا"، عبادة جربي، الفلسطيني/الأردني المقيم في قطر، فقد استعرض في فيلمه قصة امرأة تروي رحلة حياتها المليئة بالفقد والمقاومة، حيث كانت تسعى للسلام بعد أن لجأت إلى قطر إثر تعرضها لهجوم إرهابي في كابول. وفي حديثه عن الفيلم، أشار إلى أن "الواقع الذي يعيشه العالم العربي والإسلامي، بل والعالم بشكل عام، هو واقع مأساوي، ولهذا ليس غريبًا أن تكون معظم الأفلام تعكس هذا الواقع المرير". وأضاف جربي أنه من خلال فيلمه، يسعى إلى إيصال رسالة مفادها أن الشعوب في المنطقة تبحث عن السلام والأمل في المستقبل، وتطمح للعيش حياة طبيعية بعيدًا عن الصراعات.
من جانبه، صرّح كريم عمارة، مخرج فيلم "القوقعة"، الذي حصل على دعم من وزارة الصحة العامة القطرية ويتناول قصة أم مطلقة تجمعها لحظة مع ابنها، بأن الفيلم يمسّه شخصيًا لأنه يعكس مفهوم اللطف والكياسة. وأوضح قائلاً: "لقد أردت استكشاف هذه القيم من خلال لغة سينمائية تعكس الجوانب الإنسانية لهذا الموضوع". وأضاف عمارة: "صناعة هذا الفيلم علّمتني كيفية اتخاذ القرارات في اللحظات العفوية، والتفاعل مع الارتجال، والاحتفاء بجمال الطبيعة الحية التي تُضفي على صناعة الأفلام طابعها الخاص".
ومن وجهة نظره شرح بول أبرهام، مخرج فيلم "قلوي"، قصة فيلمه الذي يتناول العلاقة المعقدة بين أب وابنه، وكيف تؤثر المخاوف الصحية للأب على حياته ومحاولاته فرض نمط حياة معين على ابنه. وأشار إلى أن الفيلم حظي بدعم من وزارة الصحة العامة القطرية ومؤسسة الدوحة للأفلام. وتحدث أبرهام عن قدرة الأفلام على التعبير والسرد القصصي، رغم تخصصه في مجال الهندسة، قائلاً: "السينما هي أداة تعبيرية ووسيلة تواصل عالمية تربط بين الشعوب. من خلال هذا الفيلم، حاولت إيصال رسالة عائلية تعبيرية حول علاقة معقدة يمكن أن يعيشها أي شخص في أي مكان".