إدانات دولية في مجلس الأمن لهجوم “إسرائيل” على رفح: يجب وضع حدّ لجرائم الحرب
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
يمانيون – متابعات
دانت نائبة المندوب الروسي في مجلس الأمن، أنا إيفستغنيفا، الأربعاء، العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مخيماً للنازحين في رفح.
وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط والحرب على غزة، قالت إيفستغنيفا إنّه على “إسرائيل وضع حدّ لجرائم الحرب ضد الفلسطينيين”.
كما أشارت إلى أنّ قتل وإصابة المدنيين في غزة يتواصل رغم صدور أمر من محكمة العدل الدولية، مطالبةً “إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية” ضد الفلسطينيين.
ورحّبت بمقترح الجزائر لوقف الحرب على قطاع غزة، مشيرةً إلى أنّ “إسرائيل تعتزم مواصلة عمليتها في غزة، رغم عجزها الواضح والمتزايد عن تحقيق أهدافها المعلنة”.
واستبعدت إيفستغنيفا توقف آلة الحرب الإسرائيلية قريباً، لافتةً إلى أنّه بذلك “لا سبيل لإطلاق الأسرى”.
إلى جانب ذلك، لفتت إلى أنّه تم تفنيد مزاعم “إسرائيل” بحدوث انتهاكات، بينما تأكّدت انتهاكاتها بحق الأسرى الفلسطينيين.
بدوره، أكّد مندوب فرنسا في مجلس الأمن، نيكولا دي ريفيير، معارضة بلاده للهجوم على رفح، مشدّداً على أنّه “يجب أن يتوقف من دون تأخير”.
ودان دي ريفيير هجمات المستوطنين على قوافل المساعدات المتوجهة إلى قطاع غزة، مطالباً “إسرائيل” بفتح معبر رفح فوراً لوصول المساعدات إلى القطاع.
ودعا “إسرائيل” إلى وقف عدوانها على رفح “امتثالاً لأمر محكمة العدل الدولية”.
كذلك، أكّدت مندوبة سويسرا في مجلس الأمن، باسكال كريستين بيريسويل، أنّ أوامر محكمة العدل الدولية مُلزمة للجميع، وأضافت: “نتوقع من إسرائيل الامتثال لها واتخاذ التدابير اللازمة بهذا الشأن”.
من جهته، طالب نائب مندوب فلسطين في مجلس الأمن، ماجد باميا، مجلس الأمن بالضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة فوراً.
وحمّل مندوب الجزائر في مجلس الأمن، عمار بن جامع، المجلس “كامل المسؤولية بشأن ما يحدث في غزة”، مشيراً إلى أنّ معاناة الشعب الفلسطيني “بدأت بالاحتلال ولن تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال”.
ووزّع بن جامع، على أعضاء مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار يطالب “إسرائيل” بوقف عدوانها على رفح فوراً.
ويطالب مشروع القرار “بالوقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن كل الأسرى”.
ويأتي هذا الاجتماع في وقتٍ يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ236.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأربعاء، أنّ حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتفعت إلى 36171 شهيداً، و81420 إصابة منذ اندلاع “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر 2023.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی مجلس الأمن قطاع غزة على رفح إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما بعد الفيتو الروسي
ياسر عرمان
أُشبع الفيتو الروسي تحليلاً وتخميناً بمعلومات صحيحة من مظانها الحقيقية وأخرى خاطئة عن قصد أو دونه من مختصين ومطلعين وآخرين قافزين بالزانة أو بالشباك، ليس لدي ما أضيفه ونحن نتعامل مع العلاقات الإقليمية والدولية في أخطر فترة يواجهها المجتمع والدولة السودانية الحديثة منذ نشأتها.
يجب أن نكون حذرين وصبورين في التعامل مع جيراننا الأقربين وفضائنا الحيوي وامتداداتنا في الجغرافيا السياسية والمصالح المتقاطعة سيما في البحر الأحمر والقرن الأفريقي وحزام الساحل الذي تشهد بعض بلدانه انهيار الدولة الوطنية مثلنا والأطماع في الموارد وغياب النواة الصلبة التي توحد التنوع وضبابية الرؤية وعدم وحدة القيادة.
الوطنيون حقاً يخشون على بلادنا من ثلاثة مصادر أولها إطالة أمد الحرب وثانيها تقسيم شعبنا وأرضنا وثالثهم الشيطان عودة النظام القديم في دولة هشة، وبحكم مشاركتي في قضايا الحرب والسلام وامتداداتها في العلاقات الإقليمية والدولية كتبت أكثر من عشر مقالات في هذه القضية منذ بداية الحرب في محاولة للمساهمة في الحوار الهام بين قوى الثورة والتغيير حول كيفية الوصول إلى إطار متكامل وحزمة منسجمة لوقف وإنهاء الحرب تضع الإغاثة قبل السياسية والحقوق الطبيعية قبل السياسية، وتجعل من مخاطبة الكارثة الإنسانية وتطبيق مبدأ حماية المدنيين مدخلاً للعملية السياسية التي يجب أن تقوم في فضاء مفتوح قائم على حماية المدنيين ومشاركتهم، وأن تكون ذات مصداقية لا أن تقوم على الحلول التجارية السريعة القائمة على الربح والخسارة وغير المستندة على المبادئ والمؤقتة والهشة.
شهد الشهر الأخير بداية جديدة وصحيحة في أوساط القوى المدنية في التركيز على قضية حماية المدنيين ومخاطبة الكارثة الإنسانية قبل الدخل في أي عملية سياسية لا توفر الأمن والطعام والسكن والعلاج واتساع الفضاء المدني قبل الدخول في حوار يرقص على ساق قسمة السلطة.
ما بعد الفيتو الروسيأصدر مجلس الأمن قرارين حول السودان، ورغم انقسام المجلس، فإن الخمسة الكبار سمحوا بتمرير القرارين في شهري مارس ويونيو (٢٧٢٤- ٢٧٣٦)، عجز القراران ناجم عن عدم توفر الآليات لتطبيقهم وعدم وجود بعثة سلام للفصل بين القوات والتحقق، وصدروهما خارج الفصل السابع، ورغم أن الكارثة الإنسانية والنزوح واللجوء وجرائم الحرب في بلادنا هي الأكبر على مستوى العالم، لكن يتهرب المجتمعان الإقليمي والدولي من التزاماتهم في ظل انقسامات حادة وقضايا أخرى تستأثر باهتمام سيما أوكرانيا وغزة.
الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين مدخل لوحدة قوى الثورة والعملية السياسية:
الكارثة الإنسانية وتطبيق مبدأ حماية المدنيين تشكلان الحد الأدنى لوحدة قوى الثورة وأساس الحقوق الطبيعية في الحياة والإقامة، وفي نفس الوقت تشكلان المدخل الصحيح للعملية السياسية القائمة على حق الشعب في حقوقه الطبيعية قبل السياسية، وهي تحرج المجتمعين الإقليمي والدولي، وتذكرهما بالتزاماتهم المنصوص عليها في المواثيق الإقليمية والدولية والقانون الإنساني والدولي.
مجلسا الأمن الأفريقي والدولي يوفران الإجماع:
في ظل الانقسام الذي يشهده مجلس الأمن الدولي علينا العمل مع أعضاء مجلس الأمن الأفريقي وتصعيد خطابنا حول الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين في السودان، حتى يخرج مجلس الأمن والسلم الأفريقي بخارطة طريق ستجد القبول والإجماع في مجلس الأمن الدولي كما جرت العادة في ظل الانقسام الحالي، بل يجب الدعوة إلى اجتماع في مقر الاتحاد الأفريقي بين مجلسي الأمن الأفريقي والدولي كما تم من قبل وبعد اتفاق نيفاشا، وقد عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً في نيروبي قبل الاتفاق وزيارة للخرطوم بعد الاتفاق، ومن الضروري مشاركة الجامعة العربية في هذا الاجتماع.
المناطق الآمنة أم نزع السلاح؟ تقليص الفضاء المدني أو العسكري؟
مفهوم المناطق الآمنة للمدنيين علينا طرحه في إطار توسيع الفضاء المدني وتقليص الفضاء العسكري وحق المدنيين في نزع السلاح من أماكن تواجدهم لا عبر تحديد مناطق معزولة تقلص الفضاء المدني وتوسع الفضاء العسكري، ويجب أن يتم ذلك بتطبيق القانون الإنساني الدولي الذي يعطي المدنيين حرية الحركة، ويطالب العسكريين بالخروج من المناطق المدنية حتى تكون آمنة، الأمن يعني انسحاب العسكريين وحصر تواجدهم وليس العكس، وفي أي ترتيبات مقبلة لوقف العدائيات أو إطلاق النار سيطالب العسكريين بالرجوع إلى أماكنهم قبل الحرب برقابة وتحقق من بعثة السلام، وهذا لن يتوفر إلا باتفاق الطرفين أو تطبيق الفصل السابع، وفي الوضع الدولي الحالي وعدم الاهتمام بالسودان الحل هو في تصعيد الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية معاً.
نواصل..
الوسومياسر عرمان