كل شيء مقاطع. هذا ما نشعر به اليوم. مشوار التسوق الذي يأخذ ساعتين في العادة يمتد ليصل لأربع ساعات. خصوصا لمن يتسوقون لعائلة كبيرة. وقائمة المقاطعة تطول وتطول. نخشى أن نصل إلى مرحلة نشعر فيها أننا محتاجون لتجنب كل شيء، وبما أنه يستحيل علينا ذلك، نعود لنقطة الصفر أي القبول بكل شيء. في هذه المرحلة ينبغي من بين أشياء كثيرة لا تحصر دورنا في المقاطعة فحسب بطبيعة الحال التفكير في استراتيجيات تُعيننا على المواصلة في الموقف الوحيد الذي تمكنا من الالتفاف عليه منذ أكتوبر الماضي.
التفريق بين الداعمين المُباشرين وغير المباشرين. وعدم التسامح مع أي داعم مباشر، بينما يُمكن التسامح مع الداعمين غير المباشرين إذا دعت الضرورة.
هل يمكن التفكير في هذا خصوصًا في ظل الحديث عن تعقيد مسألة تفكيك بعض الشركات لعلاقتها مع كيان الاحتلال، فالجامعات الأمريكية، على سبيل المثال، تتحدث عن حاضنة أسهم مختلطة يصعب فيها تحديد حضور ودور الشركات التي تدعم الاحتلال الأمر الذي يجعل التعامل مع الموقف مركبًا، ويتطلب تفاعلًا من لاعبين عديدين في الوقت نفسه -لا أحاول التبرير هنا- فأنا أرى بواجب مقاطعة كل الشركات مهما سوغت هذه المؤسسات تعقيد المسألة واستحالتها.
ولنأخذ بعدًا آخر يمكن التفكير فيه، أيضًا، وهو تحويل المحنة إلى فرصة. وكمثال على ذلك ما حدث في فترة الحصار المفروض على قطر، حيث وجدت الدولة نفسها في مأزق عندما تعتمد وبشكل كلي على المصادر القادمة من دول الخليج الأخرى بشكل أساسي. الذي فعلته الحكومة القطرية وقتها كان دعم هذه الشركات إلى أن تُحقق الاكتفاء الذاتي. في قطاعات مهمة مثل التغذية ينبغي التفكير في هذا بصورة أكبر مما هي في القطاعات الأخرى بطبيعة الحال. ولعل أزمة الأرز المستورد من أوكرانيا مثال صارخ على ما يمكن أن يحدث في أقصى العالم نتيجة ظرف ألم بمن تم الاعتماد عليه في سلعة بالغة الأهمية للحياة اليومية كالقمح والأرز. لمثل مبادرات الدعم هذه أثر قصير وطويل المدى. فهي لا تُعزز المنتج المحلي فحسب، لكنها أيضًا توفر فرص عمل، وتُنعش الاقتصاد المحلي. ثمة فرصة ذهبية بإمكان الدول العربية والإسلامية الركوب على موجتها. وعوضا عن أن تُشغل الحكومات بالنظر في آثار المقاطعة السلبية على الاقتصاد المحلي، عليها استغلال الفرصة، والتفكير كيف يُمكن تحويل التحديات إلى فرص.
التعلم من تجارب المقاطعة الأخرى. صحيح أن أغلب المقاطعات التي حصلت عبر التاريخ، كانت تستهدف دولًا بعينها، مع هذا فهي تقدم لنا دروسًا مهمةً. لم تتوقف احتجاجات الهند في عملية تحررها الطويلة عند المقاطعة الاقتصادية، بل شملت أيضا حرق البضائع البريطانية. شجع المهاتما غاندي الهنود على العدول عن لبس الملابس المستوردة، وشجعهم على صنع ملابسهم بأنفسهم. ثمة مبادرات اليوم لخيّاطات يُعدن خياطة تصاميم زارا ومانغو محليًا. تُشجعنا مثل هذه المبادرات على التحرر من سطوة «حقوق الملكية». وتدفعنا للتفكير في «قيمة» النسخ، وتشجعنا على التحرر من سلطة ووهم «الأصل».
ما هذه إلا أفكار قابلة للنقاش، وما هذه إلا دعوة للحوار، ودعوة لأن ننظم أنفسنا خصوصًا في البلدان التي لا توجد فيها فروع لحركة المقاطعة BDS. يُمكن أن نُجادل مثلا حول ما إذا كان يُمكن التسامح مع الداعمين غير المباشرين. فالانخراط في هذا النوع من الحديث يمكن أن يفضي لتنظيمات تستطيع أن تتخذ موقفًا تجاه ما يحدث، ليس هذا فحسب بل إنها تطلق العنان للمخيلة التي كبلتها حدود الرأسمالية الاستهلاكية والتي جعلت حياتنا مرتبطة وبشكل وثيق بما يحدث في السوق وبما تفرضه علينا الشركات والنخب الحاكمة. فهل هنالك ثقوب يمكننا النفاذ منها على حد تعبير الكاتبة الأمريكية السوداء توني ميرسون وإنْ في سياق آخر، لكنه سياق تحرري، يساعد على خلخلة المياه الراكدة واعادة اختراع الواقع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التفکیر فی کل شیء
إقرأ أيضاً:
MoviePass تطلق تطبيقًا مبتكرًا لمقاطع الأفلام الدعائية في عالم الواقع الافتراضي
إذا كنت من عشاق السينما الذين يفتقدون تطبيق Apple TV القديم لمشاهدة مقاطع الأفلام الدعائية، فإن شركة MoviePass توفر لك الآن بديلاً جديدًا، الرئيس التنفيذي للشركة، ستايسي سبايكس، استجاب لهذه الحاجة بإطلاق تطبيق جديد يُعرف باسم MoviePass Screening Room، يُركز على تقديم مقاطع الأفلام الدعائية بجودة عالية.
لكن بدلاً من التوجه إلى أجهزة Apple TV التقليدية وأجهزة فك التشفير، انطلق التطبيق بهدوء ليعمل على منصات الواقع الافتراضي مثل Meta Quest وApple Vision Pro.
رؤية جديدة لمشاهدة المقاطع الدعائيةفي مقابلة مع Engadget، قال ستايسي سبايكس: "أنا أقضي الكثير من الوقت في الواقع الافتراضي، وعندما شاهدت مدى جمال الصور على Vision Pro، ومع علمي أن Meta تطور تقنياتها بسرعة في هذا المجال، فكرت: هذه طريقة رائعة لمشاهدة مقاطع الأفلام الدعائية"
مع ذلك، وجد سبايكس أن عملية العثور على مقاطع الأفلام في الواقع الافتراضي معقدة وتستغرق وقتًا، إذ تعتمد غالبًا على البحث في YouTube، حيث الجودة غير مضمونة. بناءً على ذلك، قرر تطوير تطبيق يوفر مكانًا موحدًا يحتوي على مقاطع دعائية بجودة عالية وسهولة في الوصول. التطبيق لا يقتصر فقط على عرض المقاطع، بل يتيح أيضًا لمشتركي MoviePass سهولة حجز تذاكر الأفلام من خلاله.
"أردنا أن نكون جزءًا من عملية اختيار الأفلام التي يجب مشاهدتها،" يقول سبايكس.
تجربة MoviePass Screening Room
يقدم التطبيق في إصداره الحالي على Vision Pro تجربة بسيطة لكنها عملية. بمجرد تشغيل التطبيق، تظهر قائمة بمقاطع الأفلام الدعائية للأفلام الجديدة والقادمة، مثل Sonic 3 وMission Impossible: The Final Reckoning. بالنقر على العنوان، يبدأ عرض المقطع فورًا بجودة عالية.
سبايكس أوضح أن التطبيق يشتري المقاطع الدعائية مباشرة من Nielsen ومن استوديوهات الأفلام ووكالة التسويق PaperAirplane. يهدف التطبيق إلى توفير أعلى جودة ممكنة للمقاطع، والتي تصل في بعض الأحيان إلى دقة 4K، رغم أن الأغلبية ما زالت عند 1080 بكسل.
مقاطع الفيديو التي يقدمها التطبيق تتمتع بجودة ترميز ومعدل بث أفضل من معظم المقاطع المتاحة على YouTube، وهو ما يظهر بشكل خاص عند تضخيم الشاشة إلى حجم سينمائي داخل الواقع الافتراضي.
التطبيق وتجربة المستخدمأحد الجوانب التي تميز التطبيق هو توفير مكان مركزي للمقاطع الدعائية، بعيدًا عن الفوضى التي تصاحب استعراض YouTube على الواقع الافتراضي. بدلاً من التنقل بين مقاطع فيديو غير رسمية أو معدلة من قِبل المعجبين، يضمن التطبيق وصول المستخدمين إلى إصدارات أصلية عالية الجودة.
عند سؤاله عن جمع البيانات عبر التطبيق، أكد سبايكس أن MoviePass لا تهدف إلى استغلال التطبيق لجمع البيانات الإعلانية أو التجارية. وأضاف:
"نحن نرى هذا التطبيق كجزء من توسيع نظامنا البيئي، وليس كوسيلة لدخول عالم الإعلانات."
رغم أن التطبيق متاح حاليًا فقط على Vision Pro وMeta Quest، فإن سبايكس أكد أن الشركة تخطط لتوسيع نطاقه ليشمل منصات أخرى مثل Apple TV وRoku. كما يهدف إلى دمج مقاطع الأفلام الدعائية مباشرة داخل تطبيق MoviePass الأساسي، لتقديم تجربة موحدة للمستخدمين.
استمتاع بالمقاطع السينمائية بجودة عاليةيعتبر سبايكس تطبيق مقاطع الأفلام الدعائية على Apple TV مصدر إلهام لتطوير MoviePass Screening Room، مشيرًا إلى أنه كان يستخدم التطبيق بانتظام في الماضي للاسترخاء ومتابعة جديد السينما.
"أفضل التطبيقات هي التي تمنحنا لمحة سريعة عن السحر السينمائي القادم، دون أن تشعرنا بالإعلانات المزعجة. تطبيق MoviePass Screening Room مصمم ليعيد إحياء هذه التجربة لمحبي الأفلام،" يقول سبايكس.
في الوقت الذي يتزايد فيه الاعتماد على الواقع الافتراضي والمنصات الرقمية، يبدو أن MoviePass تقدم تجربة جديدة ومبتكرة لمحبي السينما، تدمج بين الترفيه والتكنولوجيا لتقديم الأفضل لعشاق الشاشة الكبيرة.