لجريدة عمان:
2025-04-07@05:07:47 GMT

صرخات غزة.. مرآة تعكس أزمة الإنسانية

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

صرخات غزة.. مرآة تعكس أزمة الإنسانية

ليس واضح تماما إلى أي درجة صعق العالم الغربي من مشهد الجثث التي كانت تحترق في مدينة رفح جراء القصف الإسرائيلي المتوحش عليها فيما عرفت بـ«مجزرة الخيام»، لكن الواضح جدا أن تلك المجزرة هي أحد تمظهرات الحقد التاريخي الذي تربى عليه الصهاينة في إسرائيل وهذا واضح في كل حروبهم السابقة، وما يحدث في غزة منذ ثمانية أشهر ليس إلا دليلًا جديدًا وواضحًا على ذلك الحقد وتلك التربية الإجرامية.

لكن المشهد في رمته بأصواته التي ترتفع من أفواه الأطفال ونظرات النساء الثكالى وكبار السن العاجزين عن الدفاع عن أطفالهم ونسائهم وهم يُحرقون أمامهم بنيران العدو المتوحش، وتلك الجثث المتفحمة ورائحة الموت التي تفوح في كل مكان في قطاع غزة من شماله إلى أقصى جنوبه حيث تحول الملاذ إلى مكان للاستدراج.. هذا المشهد بكل تفاصيله هو إدانة صارخة لكل العالم الذي أدار ظهره للقوانين والمبادئ والأخلاق الإنسانية التي يشترك فيها جميع البشر قبل أن يدير ظهره للفلسطينيين.

كان العالم يعتقد أن قرارات محكمة العدل الدولية أو الجنائية الدولية يمكن أن تسهم في عودة إسرائيل إلى وعيها وتتراجع عن المجازر التي ترتكبها، لكن المؤكد أنها لا تعير أدنى اهتمام لأحد: دول كبرى، اتفاقيات دولية، مجتمع دولي، ضغوطات للحفاظ على آخر رمق لليبرالية العالمية أو ما يمكن أن يكون شبهة لحقوق الإنسان.. ولكن كل هذا لا قيمة له أمام فكرة التوحش، والتعطش للدماء والقتل إلى حد التطابق مع ما كانت تفعله «داعش» خلال العقد الماضي من تاريخ المنطقة.

ورغم بعض البوادر التي لا يمكن أن يهضم حقها إلا أن استجابة المجتمع الدولي ما زالت تشكل أكبر عار يمكن أن يلحق البشرية في عصورها الحديثة.. شعب يُحرَق نصفه ونصفه الآخر يُقتل جوعًا فيما العالم عاجز عن فعل شيء بل إنه ما زال يغذي القاتل بالأسلحة، ويناور من أجل إثبات «أنه يدافع عن نفسه.. وهذا حقه».. ولكن هل سيبقى هذا الحق مفتوحًا لكل من يُعتَدى عليه ليدافع عن حقه خاصة وأن كل هذه الندوب التي تصنع في غزة، وتشكل في العالم العربي ستكون -مع الأسف- نواة لحروب وانتقامات قادمة ليس في منطقة الشرق الأوسط ولكن في العالم أجمع، العالم الذي لم يخذل الشعب الفلسطيني فقط بل خذل الإنسانية وخذل قيمها ومبادئها.

الملايين في العالم الإسلامي والعالم كله يشعرون بخيبة أمل وبأبشع لحظات اليأس وهو يأس يقود إلى إشعال المنطقة وفتح جبهات مواجهة في كل مكان.. وستجد الدول الداعمة لإسرائيل أنها تواجه أحقادًا كبيرة في كل مكان، وأمام شعوبها على وجه الخصوص وعليها أن تستعد لمواجهة كل تلك الأحقاد وكل تلك الندوب.

في هذه اللحظة التي يشم العالم فيها رائحة أجساد أطفال غزة وهي تحترق تحت خيامهم أو تلك التي تخرج من المقابر الجماعية عليهم أن يقفوا لحظة ويسألوا أنفسهم: ماذا يعني أن تكون إنسانًا؟ كيف يمكن لنا التوفيق بين قيمنا المعلنة للرحمة والعدالة مع الواقع الحقيقي الذي ظهر في لحظة وضع كل تلك القيم على المحك. مأساة غزة لا يمكن أن تكون معزولة تخصهم وحدهم، بل هي، أو هكذا يجب أن ننظر إليها، مرآة تعكس الفشل الكبير للمجتمع الدولي أو المجتمع الإنساني.. ولحظة تاريخية تفضح نفاق العالم الذي يدعو للسلام ولكنه يقتات على الحروب، ويؤيد حقوق الإنسان ولكنه يغض الطرف عن انتهاكها.

قال المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي ذات يوم: إن «مسؤولية المثقفين هي قول الحقيقة وكشف الأكاذيب»، وفي هذه اللحظة على كل المثقفين الأحرار في العالم أن يستجيبوا لنداء تشومسكي ويكشفوا زيف العالم ونفاقه وأكاذيبه قبل حتى أن يكشفوا جرائم إسرائيل التي باتت أوضح من أن تحتاج إلى من يظهرها للعالم.

إن الكارثة الإنسانية في غزة ليست مجرد قضية فلسطينية؛ إنها قضية إنسانية، وهي تضع كل إنسانية العالم على محك الحقيقة وإذا بقي العالم ومثقفوه بشكل خاص في حالة صمت وغياب عن الفعل، فسيكونوا جميعًا في دائرة التواطؤ ويكونوا معاول هدم للإنسانية.

والأصوات التي ترتفع في غزة وفي رفح هي أصوات من أجل العدالة والكرامة ومن أجل الحياة، ولعله جاء يوم تجلس فيه الإنسانية تندب صمتها على ما يحدث في غزة.. لقد حان وقت التحرك، قبل أن تصبح صرخات معاناة الأطفال والنساء لها صدى راسخ في أروقة التاريخ.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی العالم یمکن أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

دعوات للعصيان المدني.. صرخات عالمية لوقف العدوان على غزة

#سواليف

أطلق #نشطاء حول #العالم دعوات للعصيان المدني و #النفير_العام تضامنًا مع قطاع #غزة، مطالبين بوقف #الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع.

وتفاعل الآلاف مع وسم (#عصيان_مدني_حتى_تتوقف_الإبادة) على منصات التواصل الاجتماعي، داعين الحكومات والمؤسسات الدولية إلى اتخاذ مواقف أكثر جدية لوقف #الإبادة_الجماعية بحق #الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتأتي هذه الدعوات في ظل تصاعد وتيرة الأحداث في غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

مقالات ذات صلة فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة 2025/04/05

ويهدف النشطاء من خلال هذه الحملة إلى الضغط السلمي على صناع القرار عبر تعطيل مظاهر الحياة اليومية والتعبير عن رفضهم لحرب الإبادة المستمرة على الفلسطينيين في قطاع غزة.

وانتشرت العديد من المنشورات الداعمة للوسم، حيث غرد @Khair_Aljabri قائلاً: “هذا الغضب الكامن بمنصات التواصل وآلاف التغريدات منّا جميعاً ما بتكون مجدية بدون نقلها لأرض الواقع: حصار السفارات الأمريكية والصهيونية والاعتصام بالميادين والاضراب الشامل بدءاً من اليوم، خلي الحياة تتوقف شوي وتنشل طول ما نهر الدم مش راضي يوقف! سمعوا صوتكم لحكوماتكم وأنظمتكم ولا…” وأرفق بتغريدته صورة تدعو إلى الإضراب.

وتأتي هذه الحملة في سياق حراك عالمي متزايد للتضامن مع فلسطين والمطالبة بإنهاء حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، وتقديم الدعم الإنساني اللازم لسكانه.

ويسعى النشطاء إلى توسيع نطاق الحملة لتشمل مختلف القطاعات والمجتمعات حول العالم بهدف إحداث تأثير حقيقي على القرارات السياسية والدولية، ووقف حرب الإبادة.

وفي 18 مارس الماضي، تنصل الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي استمر 58 يوما.

وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي، 1249 شهيد، و3022 إصابة، ما يرفع إجمالي الشهداء والمصابين منذ بدء حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023 إلى 50 ألفاً و609 شهداء، و115 ألفاً و63 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق آخر معطيات لوزارة الصحة.

ويحاصر الاحتلال غزة للعام الـ 18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع أولى مراحل المجاعة، جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقيم حفل معايده لمنسوبيه
  • من هي ابتهال أبو السعد التي فضحت عملاق التكنولوجيا في العالم؟
  • رئيس الوزراء: امريكا ستخسر امام شعبنا الذي اذهل العالم
  • بكري حسن صالح .. الرجل الذي أخذ معنى الإنسانية بحقها
  • دعوات للعصيان المدني.. صرخات عالمية لوقف العدوان على غزة
  • وزير الخارجية الإسباني يخاطب “العالم الآخر”: لا يمكن أن يظل نزاع الصحراء جامداً لقرن أو قرنين
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • روبيو: لن نتحمل بعد اليوم القسم الأكبر من المساعدات الإنسانية حول العالم
  • الاحتلال الصهيوني.. إرهاب دولة برعاية الغرب ووصمة عار في جبين الإنسانية