تعتزم بروكسل بدء مفاوضات انضمام مولدوفا وأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن الأخيرة كفت منذ فترة طويلة عن تلبية المعايير الرسمية للانضمام إلى الكتلة الأوروبية.

 

وقالت صحيفة "بوليتيكو" نقلا عن خمسة دبلوماسيين أوروبيين رفيعي المستوى رفضوا الإفصاح عن هوياتهم إن "الاتحاد الأوروبي ينوي في 25 يونيو المقبل (موعد انعقاد قمة المجلس الأوروبي)، بدء مفاوضات رسمية بشأن انضمام أوكرانيا ومولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي".

 

ورغم تحديد بروكسل قائمة كاملة من الأمور التي تحتاج إلى التصحيح في البلاد قبل انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي، توقفت أوكرانيا منذ فترة طويلة عن أن تلبي متطلبات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وابتعدت عن المعايير الأوروبية أكثر فأكثر. وتشعر بروكسل بقلق بالغ إزاء هذه القضية.

 

وفي وقت سابق، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا كاتارينا ماتيرنوفا في مقابلة مع الإذاعة الأوكرانية، إن كييف مستعدة للتفاوض مع الاتحاد وأعربت عن أملها في أن تبدأ المفاوضات في نهاية يونيو من هذا العام.

 

وكان التأكيد غير المباشر لهذه المعلومات هو الرسالة التي وجهتها نائبة رئيس وزراء مولدوفا لشؤون التكامل الأوروبي، كريستينا غيراسيموفا، وتظهر أن قرار بدء المفاوضات بشأن انضمام مولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي بالاشتراك مع أوكرانيا يمكن أن يتخذ في الأسبوع الأخير من شهر يونيو.

 

ووفقا لها، سيتم اتخاذ قرار في 24 يونيو لعقد مؤتمر حكومي دولي بهذا الشأن. لن تبدأ المفاوضات في اليوم التالي ومن غير المعروف كم من الوقت سيستغرق الأمر.

 

ومع ذلك، يفهم الجميع أن هذه "جزرة" يلوحون بها في بروكسل أمام أنف مولدوفا، ويحاولون حشوها بشكل خاص في فم أوكرانيا.

 

وفي حين يخيم شبح الهزيمة على ساندو في مولدوفا قبل الانتخابات الرئاسية هذا العام، حيث فشلت في الوفاء بأي من وعودها العديدة، فإن حالة زيلينسكي يرثى لها أكثر - فالأزمة مستعرة في البلاد ويتزايد السخط بين الناس مما قد يؤدي إلى الإطاحة به، ليس من قبل النخب ولكن من قبل وحدات يائسة من القوات المسلحة الأوكرانية والسكان المدنيين الفقراء.

 

وهنا تظهر الحاجة الملحة إلى "الجزرة" التي يمكنها صرف انتباه الناس وسد الثغرات. والمفاوضات بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي (ليست هي الانضمام ذاته) إذا تم ترتيبها على نحو استعراضي، فلا بد أن تلبي هذا الهدف، كما يخطط الأوروبيون.

 

وفي أفضل الحالات، يستطيع الساسة والأحزاب الأوروبية عشية انتخابات البرلمان الأوروبي أن يجعلوا من هذه القضية واحدة من القضايا الرئيسية في برامجهم الانتخابية، نظرا لكمية الوقت والمال التي تنفقها أوروبا على أوكرانيا، ولكنهم لن يفعلوا ذلك. ولهذا السبب فقد المدافعون عن نظام زيلينسكي في أوروبا شعبيتهم، وبدأ الأوروبيون بشكل متزايد في احتساب الخسائر بسبب أوكرانيا، وكيف تم استنزاف محافظهم وحساباتهم المصرفية بسبب ذلك.

 

بالمناسبة، خسرت ألمانيا نفسها، وفقا لآخر التقديرات، 550 مليار يورو بسبب مشاركتها غير المباشرة في الصراع في أوكرانيا. وستكون هذه الخسارة بسيطة للغاية، مقارنة بما ستخسره في حال المشاركة المباشرة، وهو ما يحاول "الصقور" في حكومة شولتس إقناعه بالقيام به.

 

واعتبارا من الأول من يوليو، ستتولى هنغاريا منصب رئاسة المجلس الأوروبي، وسيستمر ذلك حتى نهاية عام 2024، وبالنسبة لأوكرانيا وزيلينسكي شخصيا، ليس هذا الوضع هو الأكثر ملاءمة، إذ إن من المؤكد أن أوربان سيغتنم كل فرصة لتذكير أوروبا بأكملها كيف تدوس كييف جميع الحقوق الديمقراطية للأقلية القومية الهنغارية في أوكرانيا، وكيف أن أوكرانيا تحت قيادة زيلينسكي تبتعد أكثر فأكثر عن المعايير الأوروبية في مجال حقوق الإنسان والحريات، وكيف تفرض الرقابة وتضطهد الكنيسة وتهين وتدمر مواطنيها ومواطني الدول الأخرى.

 

ومنذ بضعة أيام فقط، وفي ظل معلومات شبه مسربة عن بدء المفاوضات بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، اعترف نظام كييف علنا بأنه تخلى مرة أخرى عن التزاماته بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والمعاهدة الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية.

 

وفي أوكرانيا، أصبحت حرمة المنزل وخصوصية المراسلات وحرية التعبير والتجمعات والتظاهرات وكذلك حرية التنقل غير ذات بال في نظر السلطات. وبعد دخول التشريع المحدث بشأن التعبئة حيز التنفيذ، تحولت الغالبية العظمى من المواطنين الأوكرانيين فعليا إلى "عبيد عاجزين"، حيث لا يمكن الآن أخذ حياتهم منهم فحسب، بل أيضا ممتلكاتهم.

 

وهذا يفسر صمت البيروقراطيين الأوروبيين وسرعتهم الهائلة في اتخاذ القرار بشأن هذه القضية. وإذا تمت مناقشتها علنا، فإن النتيجة ستكون مختلفة تماما عما ترجوه بروكسل. وإذا ترددت، فقد يموت "المريض" قبل مجيء "المساعدة". وهذه "المساعدة" من الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أنها "طارئة"، ليست "طبية" بأي حال من الأحوال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تعتزم بروكسل بدء مفاوضات انضمام مولدوفا وأوكرانيا الاتحاد الأوروبي فترة طويلة الرسمية للانضمام الكتلة الأوروبية إلى الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

تساؤلات بشأن اتباع اليويفا ازدواجية معايير في فرض العقوبات

سويسرا – فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، عقوبة على مدافع المنتخب التركي ميريح ديميرال، بإيقافه مباراتين بسبب طريقة احتفاله في “يورو 2024″، بينما تجاهل تصرفات لاعبين آخرين أظهروا سلوكا سياسيا وأيديولوجيا أو اكتفى بفرض غرامات مالية عليهم، في خطوة أثارت تساؤلات لدى الأوساط الرياضية بشأن اتباع اليويفا ازدواجية معايير في فرض العقوبات.

وأحال الاتحاد التركي لكرة القدم، إلى اليويفا، ملف الدفاع المعد بخصوص التحقيق المفتوح بحق ديميرال، وتضمن الملف العديد من الأمثلة التي شهدتها كرة القدم في السابق.

وأثارت إشارة “الذئاب الرمادية” التي قام بها ديميرال عقب تسجيله الهدف الثاني في مرمى النمسا في ثمن نهائي “يورو 2024″، حالة من الجدل الواسع داخل الأوساط الرياضية والسياسية، ليقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فتح تحقيق في تلك الواقعة، ومن ثم توقيع عقوبات عليه.

– عقوبات اليويفا على لاعبين أخرين

خلال مسابقة “يورو 2024″، فرض اليويفا، عقوبة على لاعب كرة القدم الإنجليزي جود بيلينغهام، تمثلت في غرامة قدرها 30 ألف يورو، والإيقاف لمباراة واحدة مع وقف التنفيذ، بتهمة انتهاك قواعد السلوك الأخلاقي خلال الاحتفال بهدف أمام سلوفاكيا في المسابقة.

كما فرض غرامة على الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم 10 آلاف يورو بسبب فوضى جماهيره، وألف يورو بسبب إشعال الألعاب النارية.

– تجاهل “تحية التشيتنيك” الصربية

تجاهل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قيام بعض اللاعبين الصرب بتحية التشيتنيك (تنظيم يوغوسلافي متورط في العديد من الجرائم بحق المسلمين والكروات إبان الحرب العالمية الثانية)، واكتفى بفرض غرامات مالية على بعضهم.

ولم يعاقب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، اللاعب الصربي ألكسندر كولاروف، الذي أدى تحية التشيتنيك بعد تسجيله هدفا ضد كوستاريكا في كأس العالم 2018 التي أقيمت بروسيا.

وتجاهل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قيام اللاعب الصربي دوسكو توسيتش بتحية التشيتنيك عقب فوز منتخب بلاده على ألبانيا بهدفين دون رد في دوري تصفيات “يورو 2024”.

كما لم يعاقب اللاعب الصربي دوسان تاديتش، لأدائه التحية ذاتها عقب الفوز على منتخب الجبل الأسود، بنتيجة 3-1 في 2023.

– غرامة مالية على صورة بوتين

اكتفى اليويفا بفرض غرامة مالية قدرها 5 آلاف يورو على لاعب فريق لوكوموتيف موسكو الروسي دميتري تاراسوف، لارتدائه قميصا عليه صورة الرئيس فلاديمير بوتين، في مباراة مع الفريق التركي فنربهتشه خلال الدوري الأوروبي عام 2016.

كما اكتفى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بفرض غرامات مالية على لاعبين من أصل ألباني في منتخب سويسرا بسبب “حركة النسر برأسين” عقب الفوز على منتخب صربيا في المباراة التي أقيمت في 22 يونيو/ حزيران الماضي.

كما تجاهل اليويفا فرض أي عقوبات على مدرب مانشستر سيتي الانجليزي بيب غوارديولا، لارتدائه شريطا أصفر على صدره خلال المباريات، لإظهار الدعم للنشطاء والسياسيين المعتقلين بسبب توجهاتهم السياسية المؤيدة لاستقلال إقليم كتالونيا الإسباني.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • الرئيس الصيني: على المجتمع الدولي تهيئة الظروف للحوار المباشر بين روسيا وأوكرانيا
  • بعد موسكو.. رئيس الوزراء المجري في بكين في مهمة سلام
  • داليا عبد الرحيم: الجماعة الإرهابية تُمثل خطرًا محدقًا على المجتمعات الأوروبية
  • كتلة اليمين داخل برلمان أوروبا تكتمل.. عهد أوربان الجديد
  • الاتحاد الأوروبي يعترف بتفوق “الحوثيين” عسكرياً
  • تساؤلات بشأن اتباع اليويفا ازدواجية معايير في فرض العقوبات
  • أوربان يُغضب أوروبا وأوكرانيا بلقائه بوتين في موسكو
  • البيت الأبيض يبدي قلقه حيال زيارة رئيس الوزراء المجري لروسيا
  • غضب القارة العجوز.. أوربان يلتقى بوتين بعد تولى المجر رئاسة الاتحاد الأوروبى
  • الكرملين: زيارة أوربان إلى موسكو كانت بمبادرة من الجانب المجري