منذ ٢٠ عاما،  أعلنت الصين والدول العربية من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، عن إنشاء "منتدى التعاون الصيني العربي" ، وخاض المنتدى منذ عام ٢٠٠٤ رحلة غير عادية على امتداد عقدين، وسط تقلّبات الوضع الدولي واهتزازات الشرق الأوسط، تقدم منتدى التعاون الصيني العربي بقوة سفينة عملاقة تواجه الأمواج العاصفة، وأصبح مع الوقت محركًا رئيسيًا لتطور العلاقات العربية الصينية، وعلامة ذهبية للتعاون الجماعي الصيني العربي.

 أحداث 11 سبتمبر

 ومع دخول العالم إلى القرن الجديد، تعرّضت الولايات المتحدة إلى أحداث "11 سبتمبر". ونتيجة لهذه الهجمات، جعلت الولايات المتحدة مكافحة الإرهاب على رأس أولوياتها الدبلوماسية، وأصبح الشرق الأوسط ساحة معركتها الرئيسية. وأثناء غزْوها لأفغانستان والعراق، روجت الولايات المتحدة بقوة لما أسمته "الشرق الأوسط الكبير"، مستهدفة "القضاء على التربة الحاضنة للإرهاب". وقد تسبب ذلك في تسليط ضغوط هائلة على العالم العربي والإسلامي، ودفع الدول العربية والإسلامية للبحث عن الدعم من الدول الصديقة وتوسيع المجال الدبلوماسي

الجامعة العربية تؤكد أهمية منتدى التعاون "العربي - الصيني" في تعزيز العلاقات

وفي هذا السياق ، توجه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لبكين للمشاركة في الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني ، وذلك بحضور وانج يي وزير الخارجية الصيني وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وكذلك بمشاركة الرئيس الصيني تشي جين بينج وقادة ورؤساء وملوك عدد من الدول العربية.

أكد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية على أهمية منتدي التعاون العربي الصيني في تعزيز العلاقات بين الطرفين ، مشيرا إلى الإنجازات التي تم تحقيقها خلال العشرين سنة الماضية منذ انشاء المنتدى ، متطلعا الب مزيد من التعاون، بما يعود على الجانبين بالمنفعة المتبادلة.

وصرح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أنه من المنتظر أن تشهد الزيارة إلى الصين عقد ابو الغيط عدد من اللقاءات الرسمية مع كبار رجال الدولة لتبادل وجهات النظر مع الجانب الصيني حول أهم القضايا على الساحة الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والتي تعد أولوية لجامعة الدول العربية خاصة في ضوء المساعي المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة.

وفي هذا السياق عُقد اجتماع كبار المسؤولين التحضيري للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني أمس الأربعاء في بكين، برئاسة السفير حسين سيدي عبدالله الديه سفير موريتانيا في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية – رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري عن الجانب العربي، السفير سون ويدونج- نائب وزير الخارجية الصيني عن الجانب الصيني، وتم خلال الاجتماع تقييم منجزات منتدى التعاون العربي الصيني منذ الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري، كما تم تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كذلك الإعداد للدورة الحادية عشر للاجتماع الوزاري للمنتدى.

وناقش الاجتماع التحضيري مشاريع الوثائق المزمع صدورها عن المنتدى وهي: إعلان بيجين والبرنامج التنفيذي للمنتدي بين عامي 2024-2026 والبيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية.

أهم المعلومات عن منتدى التعاون الصيني العربي في دورته الـ20

المؤتمر الوزاري العاشر 

وتعكس مشاركة قادة مصر والإمارات والبحرين وتونس بفعاليات افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر وجود رغبة مشتركة في دفع العلاقات العربية الصينية إلى مرحلة جديدة من التعاون والتضامن، لا سيما في ظل ما يحيط بالمنطقة العربية من تهديدات متفاقمة ناتجة عن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الأمانة العامة للجامعة، قامت بإعداد كتاب وثائقي عن المنتدى وذلك بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسه، ويتضمن الكتاب أهم المحطات الرئيسية في تاريخ المنتدى ووثائقه الأساسية، واستعراضه لمسيرته الناجحة.

ويهدف المنتدى الى تعزيز التبادل التجاري بين الصين والدول العربية، وتوقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية، و تعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والثقافة، والتعاون في مكافحة الإرهاب والأمن

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدول العربية الصين جامعة الدول العربية منتدى التعاون الصيني العربي الولايات المتحدة أحداث 11 سبتمبر التعاون العربی الصینی للاجتماع الوزاری منتدى التعاون الدول العربیة الصینی العربی

إقرأ أيضاً:

اتحاد المغرب العربي بعد 36 عام إلى أين؟

ترتبط الشعوب المغاربية بعلاقات اجتماعية وتاريخية عميقة، بما فيهم الساسة، ويشتركون في العديد من العادات والتقاليد التي تبرز الروابط الثقافية بين موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، وليبيا.

فالتاريخ يثبت التنقلات والإقامة بين الدول بلا حدود، من المغرب وبلاد شنقيط، والجزائر وليبيا، وتونس، بحيث أصبحوا مواطنين في هذه الدول، والكفاح المشترك في وجه الاستعمار الفرنسي والإيطالي، نذكر منها أحداث ساقية سيدي يوسف بين تونس والجزائر، التي ارتكبت فيها المستعمر الفرنسي، بقصف القرية وسقط فيها 76 شهيدا من المدنيين من النساء والأطفال، التوانسة والجزائريين، و148 جريح.. ومعركة “إيسين” بين ليبيا والجزائر عام 1957، ضد المستعمر الفرنسي ،والتي امتزج فيها الدم الليبي والجزائري! والدعم المغربي للثورة الجزائري، والدعم التونسي والدعم الليبي للثورة الجزائرية.. هذه الروابط تساهم في خلق هوية مغاربية مشتركة رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي قد تواجه هذه الدول.

أهم الأسس التي تربط الشعب المغاربي

1- اللغة العربية واللغة الأمازيغية هما اللغتان الرئيسيتان في معظم الدول المغاربية، وهو ما يعزز الترابط بين شعوب المنطقة.

كما أن اللهجات المحلية في هذه الدول تتشابه إلى حد كبير، مما يسهل التواصل والتفاهم بين الناس في حياتهم اليومية.

2- الإسلام هو الدين الرئيسي في كل دول المغرب العربي، مما يشكل قاعدة ثقافية ودينية مشتركة بين شعوب المنطقة.

3- التاريخ المشترك بين شعوب المغرب العربي في تاريخ طويل من الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، مثل الحضارة الأمازيغية، الفينيقية، الرومانية، الإسلامية، والاستعمار الأوروبي، حيث امتزجت الدماء في مواجهة الاستعمار، من خلال الدعم بالسلاح والتبرعات والاحتضان والدعم السياسي بين الحكومات والشعوب.

4- الجغرافيا والمصير المشترك تتميز المنطقة بوحدة جغرافية تسهل التواصل والتبادل الاقتصادي والاجتماعي، كما تواجه تحديات تنموية وأمنية مشتركة.

الاقتصاد والتكامل الإقليمي

هناك محاولات لتعزيز التعاون الاقتصادي من خلال اتحاد المغرب العربي، رغم التحديات السياسية التي تعوق تحقيق تكامل فعلي.

محاولات مغاربية وحدوية

بذلت مساعي لإنشاء الاتحاد المغاربي في عدة مناسبات، فكان أول لقاء في مؤتمر “طنجة” المغربية بمشاركة أحزاب الاستقلال المغربي والحزب الدستوري التونسي وجبهة التحرير الجزائرية، إلى أول مؤتمر للأحزاب المغاربية، تجدد اللقاء بعد استقلال الدول المغاربية وأسست اللجنة الاستشارية للمغرب العربي عام 1964، والتي كانت تهدف إلى تقوية العلاقات الاقتصادية بين دول المغرب العربي.

استمرت المحاولات من خلال إبرام معاهدات:

بيان “جربة ” بين تونس وليبيا عام 1974. اتفاقية حاسي مسعود هي اتفاقية تعاون وُقِّعت بين ليبيا والجزائر في 28 يوليو 1971، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والاقتصاد. معاهدة مستغانم هي اتفاقية تعاون وُقِّعت بين ليبيا والجزائر عام 1983، وتهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

تأسيس اتحاد المغرب العربي

جاء اجتماع “زرالدة” الجزائرية بين قادة دول المغرب العربي عام 1988، والذي يُعتبر بيان زرالدة خطوة أساسية نحو تأسيس اتحاد المغرب العربي، وجاء لقاء مراكش بين قادة المغرب، الجزائر، موريتانيا، وتونس، ليبيا، الذي توج بتوقيع معاهدة اتحاد المغرب العربي في 17 فبراير 1989، بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي والتنسيق السياسي بين دول المنطقة.

تجميد مؤسسات الاتحاد المغاربي

لقد ألقت الخلافات والتباينات السياسية بين دول الاتحاد، بتداعياتها، وأهمها الخلاف بين المغرب والجزائر، بسبب “قضية الصحراء”، وقد تراوح العلاقات بين فترات تحسن وفتور، مع كل تغيير سياسي في الجزائر، وبذلك أصبحت هذا الملف هو العقبة الكائدة في سبيل تفعيل دور الاتحاد، وضعف بقية الدول المغاربية في حل لهذا الخلاف، وتحديدا مؤسسة الاتحاد بشكل حيادي، وكذلك جامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي ومنظمة العمل الإسلامي، وكذلك دور الدول الخليج التي ترتبط بعلاقات مع البلدين.

دور الاقتصادي للاتحاد المغاربي

يمثل الكيان المغاربي مكانة مهمة اقليما ودوليا ، ويحتل موقع استراتيجي يربط قارات العالم في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وبوابة مهمة تربط المشرق والمغرب العربي، وأوروبا بقارة إفريقيا جنوبا، وتعداد سكاني يبلغ 120 مليون نسمة، ويحتل مساحة 6 مليون كيلومتر مربع بنسبة 40% من الوطن العربي، وتبلغ صادراتها 47.53 مليار دولار تشكل 17.8% من صادرات الوطن العربي . وتمتلك الدول المغاربية ثروات متنوعة وهائلة، النفط والغاز – الفوسفات – الذهب والحديد – الزيوت – الأسماك ..المنتجات الزراعية، وصناعات تقليدية وصناعة السيارات والمعدات الصناعية والزراعية، صناعة السياحة، وتمتلك الأيادي العاملة المهرة.

بإمكان الدول المغاربية تزيد من التعاون الاقتصادي مع محيطها العربي، وأن تكون رافد للعمل الاقتصادي العربي المشترك في جميع المجالات، كمنافس للكيان كالاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد على الأيادي العاملة المغاربية، وكذلك مع مجموعة بريكس والاسيان، وأمام الاتحاد المغاربي المحيط الافريقي الذي تلعب فيها الدول المغاربية دورا سياسيا وتاريخيا عندما دعمت استقلال الدول الإفريقية، وساهمت في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، وأخيرا الاتحاد الإفريقي، لدول الاتحاد المغاربي دورا كبير تعزيز الكيان الإفريقي اقتصاديا وسياسيا، ليأخذ مكانتها بين التكتلات الدولية.

التوتر بين الجزائر والمغرب

أمام الدولتين فرصة تاريخية والتزامات أمام شعوب الاتحاد وبمعية بقية الدول المغاربية، ومساعدة ليبيا في حل أزمتها، لكي تعود لمواصلة دورها في محيطها العربي والمغاربي والإفريقي!.

ومن أجل إعطاء الكيان المغاربي الذي لم تكتشف بعد إمكانياتها التي تعطيها الدور الحقيقي في عربيا وأفريقيا ودوليا، سياسيا واقتصاديا والانطلاق نحو التنمية المستدامة.

أيضا هناك معطى يمكن التأسيس عليه، ويتمثل في الروابط الاجتماعية والثقافية والدينية بين الشعوب المغاربية والتي تنتظر الفرصة لتواصل وتحقيق والتعاون.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • مجلس الجامعة العربية يدين انتهاك إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة
  • اتحاد المغرب العربي بعد 36 عام إلى أين؟
  • تلبية لطلب دولة فلسطين : اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة
  • الجامعة العربية تبحث استئناف عدوان الاحتلال على غزة
  • الجامعة العربية تعقد دورة غير عادية لبحث التحرك العربي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • اختتام أعمال الدورة السابعة والخمسين للمؤتمر الوزاري للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا
  • نائبة التنسيقية تشارك في منتدى باكو العالمي الثاني عشر بأذربيجان
  • "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" يدعو لمسيرة احتجاجية في القدس المحتلة
  • مصر تشارك فى المؤتمر الوزاري لإعادة إعمار سوريا بالاتحاد الأوروبي
  • مصر تشارك في المؤتمر الوزاري لإعادة إعمار سوريا في بروكسل