قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى اليوم الاربعاء إن ما تشهده رفح من مجازر تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي، يشكل اختبارا للمجتمع الدولي، ويتوجب عدم خذلان الشعب الفلسطيني في رفح وسائر فلسطين.

 وجدد مصطفى ترحيب القيادة الفلسطينية بإعلان إسبانيا اعترافها بالدولة الفلسطينية، باعتباره خطوة تعزز فرص الوصول إلى سلام دائم.

وقال في مؤتمر صحفي عُقد في مدريد، عقب اجتماع استضاف فيه رئيس وزراء مملكة إسبانيا بيدرو سانشيز، وفد اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة، بشأن العدوان على قطاع غزة ، إنه بالنيابة عن الرئيس محمود عباس والحكومة والشعب الفلسطيني، نرحب باعتراف إسبانيا بدولة فلسطين، هذا الاعتراف يعزز عزيمتنا على مواصلة الكفاح من أجل سلام عادل ودائم.

بدوره، طالب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إسرائيل بوقف العدوان على رفح، الذي من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية، داعيا إياها إلى الامتثال الفوري لأوامر محكمة العدل الدولية والالتزام بالقانون الدولي.

وجدد التأكيد على أهمية إعلان وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بدخول غير مشروط لكل المساعدات الإنسانية اللازمة.

وأكد ألباريس أن القرار التاريخي الذي اتخذته بلاده باعترافها بدولة فلسطين، جاء في إطار ضمان العدالة للشعب الفلسطيني، وتأكيدا على حقه في مستقبل يملأه الأمل، وتعزيزا لحل الدولتين الذي يعد الطريق الوحيد من أجل تحقيق السلام والازدهار في الشرق الأوسط.

وأعرب وزير خارجية مملكة إسبانيا، عن أمله في أن تحذو المزيد من الدول حذو بلاده في الاعتراف بدولة فلسطين، تأكيدا على التزامها بتحقيق السلام.

وأشار إلى أن مدريد تشارك كل الأطراف العربية والدولية في هدف الوصول إلى حل الدولتين وإرساء السلام ووضع حد لعقود سادتها معاناة لا تُحتمل.

وقال: "التزامنا بالتنفيذ الفوري لحل الدولتين يسمح لنا بالتطلع إلى مستقبل يعم فيه السلام الشرق الأوسط، ويضع حدا من حرمان الطرف الآخر من حقه في الوجود، ما أدى إلى دوامات عنف امتدت لعقود".

وأكد وزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان، أن إسبانيا والنرويج وإيرلندا اتخذت قرارا صحيحا باعترافها بدولة فلسطين في الوقت الصحيح، لا سيما أنها وقفت إلى الجانب المحق من التاريخ والعدالة، ومنحت الأمل في لحظات مظلمة.

وقال: "هذه لحظة مناسبة ليكون هناك مشعل أمل، ولذلك نشكركم ونأمل أن تتبع خطاكم دول أخرى، لأن الطريق الوحيد للسلام يمر بحل الدولتين ومن خلال إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام وانسجام مع كل دول الجوار".

وشدد بن فرحان على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية.

من ناحيته، أكد نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن إسبانيا وقفت باعترافها بدولة فلسطين إلى جانب العدالة والقانون الدولي وحق الشعب الفلسطيني في أن يعيش بحرية وكرامة، وهو يوم تاريخي للسلام.

وأضاف أن الاعتراف بدولة فلسطين يعبر عن عزيمة إسبانيا على حماية القانون الدولي، وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، بما يضمن الاستقرار لكل شعوب المنطقة، وحث كل الدول بشكل خاص الشركاء الأوروبيين على اتخاذ قرار مشابه.

وشدد الصفدي على أن مستقبل المنطقة يجب ألا يبقى رهينة بيد حكومة إسرائيلية راديكالية متطرفة تواصل اعتداءاتها على الفلسطينيين، متجاهلة القانون الدولي ورغبة الأسرة الدولية، ومنتهكة أحكام محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن والقيم الإنسانية المشتركة.

وأكد أن المجازر التي أحرقت الأطفال وهم أحياء في رفح توضح همجية الاعتداء الإسرائيلي، وتحتم على المجتمع الدولي أن يتدخل لوقف العنف وإنقاذ المنطقة ومستقبلها من سياسات الحكومة الإسرائيلية وأفعالها.

وندد بالتصريحات الهجومية التي تعرضت لها إسبانيا من مسؤولين إسرائيليين، مؤكدا أنه ينبغي ألا يكون هناك مجال في العلاقات الدولية لأي اعتداء ضد الدول، وضد المؤسسات والمحاكم الدولية، وينبغي أن يرفض الجميع هذا التخويف والتنمر.

وتابع: "سنواصل العمل من أجل إنهاء الأعمال العدائية، وتطبيق حل الدولتين بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كطريق وحيد نحو سلام عادل ومستدام نريده ونستحقه جميعا، والاعتداء على غزة ينبغي أن يتوقف فورا، ويستحق الفلسطينيون الحرية والعدالة والمنطقة تستحق السلام".

وأكد الصفدي أنه عندما تقوم دولة فلسطينية حرة ومستقلة وذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، حينها فقط تعيش المنطقة السلام.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن قرار الاعتراف بدولة فلسطين، الذي اتخذته إسبانيا ودول أوروبية أخرى يشكل مساهمة كبيرة في الأمن والسلام.

ودعا بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بفلسطين، وإلى اتباع الخطوة النموذجية التي اتخذتها إسبانيا، مؤكداً أن العمل سيتواصل بلا كلل لتطبيق حل الدولتين ومن أجل الأمن والسلام الإقليميين.

وصدر عن اللجنة بيان صحفي مشترك جاء فيه:

"استقبل رئيس وزراء مملكة إسبانيا بيدرو سانشيز اليوم الأربعاء في العاصمة مدريد، وفد اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن التطورات في قطاع غزة، برئاسة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبدالله ، وحضور رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، ورئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية محمد مصطفى، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، ووزير خارجية الجمهورية التركية هاكان فيدان، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه".

وفي بداية الاستقبال، ثمن أعضاء اللجنة الوزارية اعتراف مملكة إسبانيا بدولة فلسطين الشقيقة، والتزامهم باستمرار تقديم جميع سبل الدعم لتفعيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وبما يكفل تلبية استحقاقات الشعب الفلسطيني ويخدم الأمن والسلم في المنطقة والعالم في مواجهة التطرف وتفشي العنف واستمرار الانتهاكات للقانون الدولي.

واستعرض الاجتماع جهود اللجنة الوزارية الداعمة لمسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والحاجة الماسة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك في ضوء مبادرة السلام العربية، والمبادرات الدولية ذات الصلة".

وبحث الاجتماع، الجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومدينة رفح ومحيطها، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع.

وتطرق الاجتماع، إلى آليات معالجة الكارثة الإنسانية التي يواجهها قطاع غزة، ووقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية واللاقانونية واللاشرعية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وبما يحقق السلام العادل والشامل ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق الأمن في المنطقة".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: اللجنة الوزاریة الشعب الفلسطینی مملکة إسبانیا وزیر الخارجیة بدولة فلسطین وزیر خارجیة حل الدولتین من أجل

إقرأ أيضاً:

باريس سان جيرمان يواجه اختبارا صعبا في معقل ليون بالدوري الفرنسي

يستعد فريق باريس سان جيرمان لخوض اختبار صعب في الدوري الفرنسي لكرة القدم عندما يحل ضيفا ثقيلا على أولمبيك ليون، في ختام منافسات الجولة الثالثة والعشرين من المسابقة، يوم الأحد المقبل.

ويدخل فريق ليون هذه المواجهة بمعنويات مرتفعة وأفضلية بدنية في ظل حصوله على أيام راحة إضافية بينما خاض باريس سان جيرمان مباراة الإياب أمام بريست، أمس الأربعاء، في الملحق المؤهل لدور الـ16 في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

ويسعى ليون إلى مواصلة الصحوة تحت قيادة مدربه البرتغالي باولو فونسيكا الذي تولى المسؤولية قبل أسابيع قليلة بعد إقالة المدير الفني السابق بيير ساج.

وقاد فونسيكا فريق أولمبيك ليون لتحقيق فوزين متتاليين في بطولة الدوري ليرفع رصيده إلى 36 نقطة في المركز السادس ويبتعد بفارق أربع نقاط فقط عن المربع الذهبي.

كما يسعى أولمبيك ليون أيضا إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور في رد اعتباره من الخسارة أمام باريس سان جيرمان بنتيجة 1 / 3 في مباراة الدور الأول التي أقيمت على ملعب حديقة الأمراء.

ويتمتع ليون بسجل جيد على ملعبه ووسط جماهيره هذا الموسم، حيث حقق 6 انتصارات مقابل تعادلين وخسارتين في 10 مباريات أمام ضيوفه في الدوري الفرنسي هذا الموسم.

ولكن مهمة ليون تبدو صعبة للغاية أمام العملاق الباريسي متصدر الترتيب برصيد 56 نقطة، والذي يمر بحالة فنية رائعة تحت قيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي، وبات الأقرب لتحقيق اللقب للموسم الرابع على التوالي لكونه الأقوى دفاعا وهجوما بتسجيله 59 هدفا مقابل استقبال 20 هدفا، وحقق 17 انتصارا مقابل 5 تعادلات، ولم يهزم هذا الموسم.

ولكن إنريكي أكد في مؤتمره الصحفي الأخير "لا يهمني التتويج بلقب الدوري بدون هزيمة، فالأرقام لا تشغلني، بل تركيزي الأكبر على تقديم أفضل أداء ممكن في كل مباراة، ومحاولة تحقيق الفوز، والحفاظ على سلسلة الانتصارات".

ويتمتع باريس سان جيرمان بسجل قوي للغاية في 11 مباراة خارج ملعبه بالدوري الفرنسي هذا الموسم، حقق خلالها 8 انتصارات مقابل 3 تعادلات، وسجل الفريق 28 هدفا، بينما استقبل 11 هدفا.

وبخلاف قمة باريس وليون، يتطلع أولمبيك مارسيليا صاحب المركز الثاني برصيد 46 نقطة، إلى تحقيق فوز رابع على التوالي عندما يحل ضيفا على أوزير صاحب المركز الثاني عشر برصيد 25 نقطة، يوم السبت.

ويأمل مارسيليا بقيادة مدربه الإيطالي روبرتو دي تشيربي، لتعزيز تواجده في الوصافة، ومحاولة تقليص فارق النقاط الذي يبعده عن الصدارة منتظرا هدية بتعثر باريس أمام ليون.

وفي اختبار يبدو محسوما على الورق، يلتقي يوم الأحد، نيس صاحب المركز الثالث برصيد 40 نقطة ضد ضيفه ضيفه مونبلييه متذيل الترتيب برصيد 15 نقطة في المركز الثامن عشر بعد ثلاث هزائم متتالية.

أما موناكو الذي يحل رابعا في جدول الترتيب برصيد 40 نقطة أيضا والساعي لمداواة جراحه بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا أمام بنفيكا البرتغالي، سيكون على موعد مع مواجهة شرسة للغاية، يوم السبت، عندما يحل ضيفا على فريق ليل، صاحب المركز الخامس برصيد 38 نقطة.

وتفتتح لقاءات الجولة 23 من الدوري الفرنسي، غدا الجمعة بلقاء يجمع بين رين ضد ريمس، بينما تقام مواجهات أخرى أقل بريقا على مدار يومي السبت والأحد، حيث يلعب سانت إيتيان مع آنجيه، ونانت مع لانس، ولوهافر مع تولوز، وستراسبورج مع بريست.

مقالات مشابهة

  • سرايا السلام تشكل لجنة لمتابعة قضايا المشمولين بالعفو العام من جيش المهدي
  • برلمانية: تحرك القيادة الفلسطينية لحشد الدعم الدولي يعزز فرص تحقيق السلام
  • النائبة ميرال الهريدي: تحرك القيادة الفلسطينية لحشد الدعم الدولي يعزز فرص السلام
  • مصطفى بكري: النائب أبو العينين لقن ممثل إسرائيل درسًا قاسيًا في جلسة برلمان البحر المتوسط
  • «النائب أبو العينين» واجه ممثل إسرائيل برد حاسم: أنتم لا تريدون السلام
  • الجزائر وإسبانيا تؤكدان ضرورة تسوية قضية فلسطين وفق حل الدولتين  
  • مصطفى بكري: النائب محمد أبو العينين لقّن ممثل إسرائيل درسًا في السلام وحقوق العرب
  • علي يوسف يلتقي المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء بدولة قطر
  • باريس سان جيرمان يواجه اختبارا صعبا في معقل ليون بالدوري الفرنسي
  • كاتب صحفي: إسبانيا تقف موقفا شجاعا في تأييد حل الدولتين ورفض التهجير