جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-16@03:55:24 GMT

محرقة رفح

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

محرقة رفح

 

سارة البريكي

sara_albreiki@hotmail.com

شهد العالم أجمع تلك المحرقة البشعة التي حدثت قبل أيام قليلة في مُخيمات المقاومة الفلسطينية المحتلة ما حدث في ليلة قمراء شهدتها مدينة رفح الفلسطينية أمر وجب علينا جميعًا التحدث به وأن لا يمر مرور الكرام وأن تتحدث عنه الأجيال القادمة أيضًا مشهد المحارق التي حدثت للعزل النَّاس الآمنين المطمئنين في خيامهم بعد أن أخرجوهم من منازلهم قهرا وظلما وعدواناً ها هم لم يسلموا منهم مجددا فشبح الموت يحلق فوق رؤوسهم في تلك المنطقة السوداء من الأرض التي شهوتها يد الصهاينة بعد أن كانت شامخة بيضاء بعد أن كانت آمنة مطمئنة.

أيها الناس هم كانوا أناس مثلنا لهم أحلامهم وطموحاتهم وحياتهم وأطفالهم وزوجاتهم وعالمهم الجميل كانوا يرون المستقبل يذهب للأفضل ويرون الحياة جميلة ونحن الآن في هذا الزمان وفي عام ألفين وأربعة وعشرين تحدث هذه الانتهاكات في حرمة البشرية وفي حرمات أهالي تلك المناطق العزل في منازلهم وجامعاتهم ومدارسهم ومساجدهم وطرقاتهم فلم يبقَ شيء حيث إنه رحل كل شيء والعالم في صمت مطبق.

فوالله وتا الله لو أصاب ما أصيب به أهل فلسيطين شخص واحد منهم فقط سيقيمون الدنيا ويقعدونها والسؤال الذي يطرح نفسه هل دم العربي المسلم رخيص؟!

نحن نؤمن أن كل من مات استشهد وسيلحقه نعيم أبدي ولكن في الوقت ذاته نؤمن بحرقة القلوب وفظاعة المشاهد على أهل هؤلاء الناس الذين ارتقوا فمنهم الأطفال والشباب وكبار السن ومنهم من كان يحلم بالفرج وبحياة أفضل إننا في ألفين وأربعة وعشرين لا نزال هنا في عالم التطور والسرعة والذكاء الاصطناعي والطفرة المعلوماتية فكيف بنا أن نعود بالزمن إلى عالم لم تكن به هذه الحداثة وهل الحداثة هي مجرد شكل من الأشكال أما عن الظلم والقتل وتطاير الدماء والرؤوس المقطوعة والأجساد المحروقة هي متأصلة وموجودة مهما تغير الوعي والفكر والثقافة والتاريخ.

هل نحن دمى تحركها القوى البشرية؟ وهل نحن مصابون بداء الصمت؟ اسمع وانظر ولا تتكلم وهل نحن لسنا قادرين على التعبير عن مشاعرنا الحقيقية جراء ما يحدث من حروب وويلات ومآسٍ ودمار وفساد وهل نحن رضينا على أنفسنا أن نكون هكذا أم أننا ارتضينا الخيار الأسهل وبقينا في حالة خوف ولا مبالاة فنحن الآن منذ السابع من أكتوبر نرى ولكن لا نفعل شيئاً سوى أننا نرى فهل اعتدنا المشاهد وهل دماؤنا العربية أصبحت ماء وهل لا يهزنا مواقف إخواننا العرب الذين يموتون ويقتلون بطريقة وحشية بشعة.

إن الأطفال الذين يعيشون هناك، هُم مثل أطفالنا ومن حقهم أن يعيشوا حياة طبيعية كحياتنا ومن حقهم وحقوق آبائهم وأمهاتهم أن يخرجوا من تلك الأراضي وينزحوا إلى أماكن خالية من ذلك الرعب؛ حيث إنه لا يُعقل أن تغلق عليهم الأبواب ويحرقون ويقتلون ويمثل بأجسادهم ويدمرون معنويًا وماديًا وروحيًا ونفسيًا، فما تبقى فيهم من مشاعر تكاد تموت، وإن ماتت المشاعر تحوَّل الإنسان إلى وحش كاسر، فرفقًا بهم ونحن من هنا نناشد الحكومات أن تجد حلًا.

دع الحرب تنجلي وانقذ أرواح ما تبقى من البشر، فهم ليسوا دمى، وإنما بشر مثلنا ومن حقهم أن يعيشوا حياة طبيعية مثلنا؛ فالخوف حالة من البؤس لا نتمنى أن تطول.

انقذوا فلسطين.. ففلسطين تُباد!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مزور: النفايات التي ننتجها غير كافية للصناعة و العالم كيضارب عليها

زنقة 20 | الرباط

قال وزير الصناعة والتجارة برياض مزور، أن النفايات التي ننتجها بالمغرب غير كافية في استثمارات المصانع لإعادة التدوير و إنتاج الالمنيوم و الحديد و غيرها من الصناعات.

و اضاف مزور ، خلال جلسة عمومية لجواب الحكومة والتصويت على الجزء 2 وعلى مشروع قانون المالية برمته اليوم الجمعة، أن العالم سائر في إعادة تدوير النفايات و تثمينها لإنتاج سلع و منتوجات قابلة للإستهلاك.

مزور، ذكر أن النفايات “كيضارب عليها العالم وحنايا خصنها نثمنوها ونستافدو منها و نخلقوا بها فرص الشغل، و إما نقصيو راسنا من هاد الاقتصاد الدائري.. هادا اختيار سنأخذه بكل مسؤولية”.

مقالات مشابهة

  • الأشخاص الذين يعانون من السمنة والسكري.. ابتعدوا عن الخبر الأبيض
  • مزور: النفايات التي ننتجها غير كافية للصناعة و العالم كيضارب عليها
  • عرض فيلم «غزة التي تطل على البحر» في مهرجان القاهرة السينمائي اليوم
  • مولوي: تحية لروح العناصر الذين استشهدوا في دورس
  • تعرف على أشهر الفنانين الذين تركوا الفن وهاجروا إلى الخارج ( تقرير )
  • لعمامرة: أفورقي أكد دعمه للجهود التي تقودها الأمم المتحدة في السودان
  • العراق خارج القائمة.. الدول التي تضم أعلى عدد من المفاعلات النووية
  • أسرة عشال تكشف مفاجأة بشأن الجثة المجهولة التي عثر عليها في عدن
  • ايها المواطن ، ليحلم كل منا بشكل الدولة التي يريد
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. بكاء القمر