مخرجات المؤتمر التأسيسي .. مصادر «التغيير»: توافق على اختيار حمدوك رئيساً لـ «تقدم» و تعيين نائبين له
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
توافقت مكونات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» في اجتماع للهيئة القيادية، اليوم الأربعاء، على اختيار الدكتور عبد الله حمدوك رئيساً للهئية. أديس أبابا ــ التغيير وناقش المؤتمر التأسيسي للتحالف المنعقد في العاصمة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قضايا الحرب وما ترتب عليها من أوضاع إنسانية حرجة، وفي اليوم الثالث للمؤتمر التأسيسي نُوقشت الرؤية السياسية والنظام الأساسي والهيكل التنظيمي لانتخاب أعضاء الهيئة القيادية الذين بدورهم ينتخبون رئيسها والمجلس التنفيذي.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: اجتماع الهيئة التحالف المؤتمر التأسيسي حمدوك المؤتمر التأسیسی
إقرأ أيضاً:
واشنطن والنظام السورى الجديد
قلنا سابقًا، ونعيد هنا التأكيد من جديد على أن ما جرى فى سوريا من أحداث لم يكن بسبب تفاعلات داخلية تعكس صراعًا على السلطة بين فرقاء سوريين.. نظام ديكتاتورى ومعارضة ترفع راية الوطنية للتخلص من هذا النظام، وإنما يعكس حقيقة أن سوريا ليست سوى ساحة لصراع قوى دولية مختلفة انتهى لصالح جبهة دون الأخرى. وأهمية هذه الرؤية أو هذا الطرح تتمثل فى استحقاقات هذا الوضع وتأثيره ليس على مستقبل الوضع فى سوريا فقط، وإنما على مستقبل الوضع فى المنطقة ككل فى ضوء محورية الدولة السورية ومركزية وضعها فى المنطقة.
فى ظل هذا الطرح تحظى واشنطن أو الدور الأمريكى بشكل عام بأهمية كبيرة فى ضوء حقيقة أنه من الصعب أن يتم ترتيب أى أوضاع فى المنطقة بعيدًا عن أعينها أو دون الضوء الأخضر منها. ورغم أن سقوط بشار الأسد ربما لم يكن فى بؤرة الاهتمام الأمريكى إلا أن القضاء على النفوذ الإيرانى باعتبار دمشق حتى ما قبل لحظة انتصار المعارضة السورية كانت تمثل امتدادًا لذلك النفوذ، فضلًا عن احتواء الدور الروسى هناك .. نقول إن ذلك كان يمثل أولوية للسياسة الأمريكية هناك.
على خلفية هذه الفرضية، أشرنا ولم نستبعد انغماسًا أمريكيًا فى تحريك الأمور فى سوريا فى السكة التى تمضى فى هذا الاتجاه على النحو الذى آلت اليه الأمور هناك الشهر الماضى. ورغم ما فى هذا الطرح من مصادمة لمشاعر السوريين الذين فرحوا بسقوط نظام الأسد إلا أنها الحقيقة التى لا مناص منها.
تفاصيل ما جرى وآليات الوصول إليه ربما تبقى طى السرية إلى حين، ولن تتكشف بين يوم وليلة غير أن المؤشرات تتوالى وتتكشف لتعزز الفرضية التى نشير إليها ومنها الموقف الأمريكى المبدئى من تولى نظام جديد فى دمشق ويقوم على الترحيب الحذر ويعكسه اتجاه إدارة بايدن إلى تخفيف القيود على المساعدات الإنسانية لسوريا.
وإذا كان من المبالغة تحميل هذه الخطوة دلالات أكثر من اللازم إلا أنها فى الجوهر تشير الى موقف أمريكى مرن ومتجاوب مع ما جرى وهو ما يعززه إعلان واشنطن أنها تدرس رفع هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية إذا أظهرت الجماعة أنها ستحكم سوريا بطريقة شاملة ومسئولة، بل وإلغاء الولايات المتحدة للمكافأة المرصودة للقبض على القائد العام للإدارة الجديدة فى سوريا أحمد الشرع والبالغة قيمتها 10 ملايين دولار، التى عرضتها واشنطن سابقًا مقابل الحصول على معلومات عنه.
بالطبع من غير المنتظر أن تقدم واشنطن على تغيير جذرى وكامل فى موقفها من النظام الجديد فى سوريا، ومن المؤكد أنها ستواصل حذرها لكن من المؤكد أنها ستعمل على دعمه بشكل تدريجى. ومن اللافت هنا أن يأتى الحديث عن تمويل الزيادة الكبيرة فى أجور موظفى القطاع العام فى سوريا والتى تعهدت بها الإدارة الجديدة هناك على لسان دبلوماسى ومسئول أمريكى كشف عن اعتزام قطر المساعدة فى ذلك الأمر، وهو ما لن يتم سوى بتنسيق بين الإدارتين الأمريكية والقطرية.
المشكلة أنه إذا كانت واشنطن تعرف جيدًا ما تريده من الإدارة الجديدة فى سوريا، وتعرف سبل تنفيذ ذلك، أن قادة سوريا الجدد يبدون كمن يمشى على جسر من الشوك، فما بين تحقيق المصالحة الوطنية وتطلعات المواطن السورى وما بين التجاوب مع رغبات الإدارة الأمريكية والتى تعكس فى جانب منها رغبات إسرائيلية تبدو أى خطوة على طريق المستقبل ملغمة وقد تنفجر فى وجههم فى أى لحظة، ولعله على هذه الخلفية يأى تأكيدنا على أن الأوضاع فى سوريا ستظل على صفيح ساخن إلى أمد- للأسف- غير معلوم!
[email protected]