سياسة بلا دين ولا أخلاق ولا إنسانية
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي
كل يوم تنكشف لنا حقائق وأفعال ومبادئ وقيم وأخلاق تسير عليها الأمم وتصمت عن أفعالها، فتلك الأفعال لا يفعلها بشر خلقوا كسائر البشر، فقد كشف العدوان على غزة أنَّ منفذي السياسات العالمية لا يُردعهم دين ولا خُلق ولا إنسانية؛ بل يحتكمون إلى شريعة الغاب التي حكم بها أسلافهم من قبل، فأفرزت الويلات والحروب وقتلت الملايين في إبادات جماعية شهد عليها العالم وكتبها التاريخ في صحائفه السوداء.
الحروب ليست ببعيدة عنَّا ابتداءً من الحربين العالميتين الأولى والثانية، وامتدادًا إلى الحروب التي أُشعلت في بلادنا العربية، والحروب الأخرى في مختلف بقاع الأرض التي قضت على الأخضر واليابس من أجل إرضاء أطماع حفنة من البشر تعيث في الأرض فسادًا وتقتيلًا.
السياسة بلا دين هي ديدن العالم اليوم في ظل الصمت والسكوت والمساندة للظالم على حساب المظلوم، فلا ضمير إنسانيًا يستصرخ بالحق في وجه طغيان الظالم، رغم بشاعة وقذارة عمله، وبينما تخلى الكبير والصغير عن قول كلمة الحق لمناظر تقشعر منها الأبدان، وتتأفف منها سائر الفِطر من بشر وحيوان ونبات، فما ذنب الأطفال والأمهات والشيوخ العزل أن يحرقوا في مخيمات آوت أجسادًا بلا طعام ولا كساء ولا ماء، وأن تُقطَّع تلك الأجساد إربًا بيد جزار لا يرقب إلًّا ولا ذمّة؟ وما ذنب أمة تُباد في سبيل حريتها؟ هل هناك عرق يجب أن يعيش على حساب أمم أخرى؟ فكلنا أبناء آدم وليس لأحد فضل على أحد.
السياسة بلا دين ولا أعراف فقد سقطت كل الأقنعة المزيفة وتكشف كل أصحابها وروائحهم النتنة تُزكِّم أنوف العالم وقد لُطخت أياديهم بدماء الشعوب.
اليوم نؤكد أنَّ السياسة بلا دين ولا خُلق ولا مبادئ؛ بل هي مكر وخديعة وظلم، لكن الأيام دول، والله خالق كل شيء ومدبر كل أمر، وله الأمر كله، وسيعود الحق لأصحابه قريبًا بوعد الله؛ فالحياة مصيرها إلى الله، ولن يُخلف الله وعده، وعسى أن يكون قريبًا، وسيجني الظالم ويلات ما أقترفته يداه، وسيشرب كل مكابر وصامت عن نصرة العدالة وقول الحق في وجه الظالم، من الكأس الذي تجرّعه أخوه، فليس ذلك بعزيز على الله.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وارزق النصر والتمكين لإخواننا المرابطين في فلسطين، ودمِّر أعداءهم يا أرحم الراحمين، وأرنا يومًا في كل عدوٍ غاشم ساند صهاينة العالم واقضِ عليهم يا رب العالمين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: العيد يوم للتسامُح وتعزيز أواصر الأخوة والمودة
استضافت جمهورية ألبانيا معاليَ الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى؛ لإلقاء خطبة عيد الفطر المبارك في جامع تيرانا الكبير, أكبر جوامع الجمهورية ومنطقة البلقان، بحضور علماء ألبانيا.
واستهلَّ فضيلة الدكتور العيسى الخطبةَ بتهنئة الأمة الإسلامية بحلول عيد الفطر المبارك، مشيرًا إلى أنَّه يوم للفرح بفضل الله، وتعاهُد آداب الإسلام وأُخوّة الإيمان، وترسيخ الروابط الوثيقة لهذه الأخوة، وهو أيضًا يومٌ للتسامُح وتعزيز أواصر الأخوة والمودة، مشدّدًا على أن هذه القيمة الإسلامية الرفيعةَ تشمل الجميع من مسلمين وغير مسلمين.
وتناولتْ خطبةُ فضيلته ملامحَ ميّزت “هداية القرآن الكريم للتي هي أقوم”، وهي الطريقة الأهدى والأرشد في شؤون العبد كافّة، سواء كان ذلك في معتقده أو عبادته أو معاملته أو سلوكه.
اقرأ أيضاًالمملكةأمير الحدود الشمالية يقيم مأدبة إفطار للقيادات الأمنية
وأكّد فضيلته أن الله تعالى بعثَ نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بفطرة سليمة، وبقيم عالية، ومن خلال معاني الفطرة ومضامين القيم وصلت رسالتُه للعالمين، وجعلت الناسَ يتلقونه برحابة صدر, فدخلوا في دين الله أفواجًا حتى ناهز المسلمون -اليومَ- مليارَيْ نسمة، ومنْذُ أن أشرق الإيمان بضيائه حتى اليوم، لم يستطع أحدٌ الوقوفَ أمام حقيقته، أو النيْلَ من عقيدة أهله، بل لم تَزِدْهُم محاولات الجهل والشر إلا إيمانًا مع إيمانهم.
وتطرقت خطبةُ معاليه في هذا السياق إلى الحرص على سُمعة الإسلام، وقال: “لا شك أن كلَّ مسلم يَعْتَزُّ بدينه، غير أن الاعتزاز الحقيقي يُصَدِّقُهُ العمل، وكلُّ مسلمٍ حريصٌ على سُمعة دينه، غير أنَّ الحرص الصادق والنافع يتمثل في أن يكون كلٌّ منا -نحن المسلمين- سفيرَ خير لدينه أمام العالمين، على هَدْي مبادئ الإسلام الثابتة وقِيَمِهِ العالية، التي لا تُغَيِّرها الظروف ولا الأهواء ولا الإثارة ولا الاستفزاز”.
ونوَّه فضيلتُه إلى أهميّة الأسرة، التي هي أملُ كلِّ أُمّة، بوصفها نواةَ مجتمعها وصِمَامَ أمانها، لافتًا النظر إلى دور المرأة الفاعل في بناء الأسرة.