انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، صمت المجتمع الدولي إزاء ما يحدث في قطاع غزة، قائلا إن "العالم يتابع بشكل مباشر وحشية مصاص الدماء المعتوه (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".

جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية في البرلمان.

وقال: "لا يبرر أي معتقد قتل المدنيين الأبرياء حرقًا في الخيام والعالم يتابع بشكل مباشر وحشية مصاص الدماء المدعو نتنياهو".

وأشار أردوغان، إلى أن "إسرائيل قتلت الإنسانية في غزة، وأوروبا قتلت قيمها وداست على كل المبادئ التي كانت سببًا في وجودها".

ولفت إلى أن أيادي الولايات المتحدة ودول أوروبا "ملطخة بالدماء" في غزة.

وأضاف أن هذه الدول أصبحت "شريكة في مص الدم الذي تمارسه إسرائيل من خلال التزامها الصمت".

وانتقد أردوغان، الأمم المتحدة، قائلًا: "ناهيك عن وقف الإبادة الجماعية، لم تتمكن الأمم المتحدة حتى من حماية موظفيها أو العاملين في المجال الإغاثي، فقد ماتت الأمم المتحدة مع روحها بغزة وليس الإنسانية فحسب".

وشدد أنه "لن تكون أي دولة آمنة بما فيها تركيا ما لم تكن إسرائيل خاضعة لرقابة القانون الدولي".

وأكد على أن أكثر من ثلاثة أرباع الأعضاء في الأمم المتحدة يعترفون بدولة فلسطين، وأنه "لا يمكن ترك القرار المشترك لـ147 دولة لأهواء 5 دول (الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي)".

كما ذكر أن الشباب بدأوا يرون مدى "انحراف الصهيونية وتنكرها للقانون".

وأعرب عن أمله أن تنشئ "هذه الثورة عالما خاليا من انحرافات الصهيونية".

**مجزرة الخيام

وأوضح أردوغان، أن "الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة انتقلت إلى مرحلة أكثر دموية عبر هجماتها على منطقة رفح".

ولفت إلى أن "45 فلسطينيًا بريئًا على الأقل استشهدوا في الهجوم على الخيام التي يكافح المدنيون من أجل البقاء على قيد الحياة فيها، بمنطقة ادعى أنها آمنة".

وقال إن "الروح والقلب لا يحتملان النظر إلى تلك المشاهد (مجزرة الخيام)".

والأحد، قتلت إسرائيل 45 فلسطينيا وأصابت العشرات، أغلبهم أطفال ونساء، بقصف جوي شنته على خيام نازحين بمنطقة تل السلطان شمال غربي رفح، الأحد، رغم أنها كانت ضمن المناطق التي زعم جيشها أنها "آمنة ويمكن النزوح إليها".

وأشار أردوغان إلى أن"أحد الآباء، وفي حالة يأس، أظهر طفله المقطوعة رأسه ولم يتجاوز عمره بضعة أشهر، لضمير العالم والإنسانية إن كان لا يزال موجوداً".

وخاطب إسرائيل قائلًا: "ماذا تريدون من 15 ألف طفل بريء؟ هل لم يبق فيكم أي أثر للإنسانية؟ أليس لديكم أي ضمير أو رحمة؟ أليس لديكم أي قيم أو حدود؟ هل أنتم معادون للإنسانية إلى هذا الحد؟ ألا يوجد حتى ذرة من الرحمة في قلبكم؟ والله لا يوجد في العالم أي دين يبرر هذه الوحشية".

**شركاء إسرائيل

وأردف: "أيتها الدولة الأمريكية؛ يداك ملطخة بهذه الدمار أيضاً، فأنتم مسؤولون عن هذه الإبادة الجماعية مثل إسرائيل".

وتابع "يا رؤساء الدول والحكومات الأوروبية أصبحتم أيضًا شركاء لإسرائيل في هذه الإبادة الجماعية والهمجية ومص الدماء لأنكم صمتم".

وأشار الرئيس أردوغان، إلى أن الجنود الإسرائيليين "استهدفوا المستشفيات والمدارس والجوامع، وصَمتُم، واستهدفوا قوافل الإغاثة، وصمتم، واستهدفوا الصحفيين والأطباء وموظفي الإغاثة وصمتم، واستخرجوا مقابر جماعية من حدائق المستشفيات ولم تظهروا أي رد فعل، ودعمتم إسرائيل بشكل واضح بذريعة حماس".

ولفت إلى أن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الصحافة وحقوق المرأة والطفل تموت أيضاً في أوروبا بينما تقتل الإنسانية في غزة.

وطالب أردوغان، بألا يتقدم أي أوروبي ويتحدث عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير، وحرية الصحافة بغطرسة أو مستخدمًا لغة متعالية بعد الآن.

**العالم الإسلامي

ووجه كلامه للعالم الإسلامي، قائلًا: "ماذا تنتظرون لاتخاذ قرار مشترك؟ ما الذي يجب أن يحدث أكثر لإظهار رد؟".

وأضاف أردوغان: "الإرهابيون الإسرائيليون يدخلون منازل المسلمين وينشرون صوراً من غرف نومهم، ويُقتل الأطفال المسلمون في المستشفيات، وتُقطع رقاب الرضع، ويُحرق الناس في الخيام، فمتى سترون هذا؟ متى ستظهرون رد فعل عليها؟ متى ستجتمعون وتظهرون موقفاً حازماً؟"

وتابع: "متى ستنتهج منظمة التعاون الإسلامي سياسة فعالة ورادعة في مواجهة هذه المظالم؟ ومتى سيحمي العالم الإسلامي حق وحياة وكرامة الأشقاء الفلسطينيين، أقسم بالله سيحاسبنا (الله) وإياكم جميعاً على ذلك".

وشدد أردوغان، على أن إسرائيل التي لا تعترف بالقانون والنظام، وتشكل تهديدا ليس فقط لفلسطين ولغزة، بل وأيضاً للبشرية جمعاء والسلام العالمي.

وبيّن أن "هتلر، الذي يسير نتنياهو، على خطاه اليوم، أوقفه تحالف الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ولو متأخراً".

وأردف: "بتحالف البشرية يجب أن تتوقف الإبادة الجماعية والوحشية والهمجية على الفور قبل أن يخرج نتنياهو وشبكة الإجرام التابعة له عن السيطرة تمامًا".

وأشار إلى أن اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنروج بالدولة الفلسطينية "زاد الآمال ولو بشكل بسيط في ظل هذا الوضع المتشائم"، مهنئًا "كافة الدول الصديقة التي تظهر موقفًا إنسانيًا وشجاعًا وتعترف بدولة فلسطين".

وفي 22 مايو/ أيار الجاري، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها رسميا بدولة فلسطين اعتبارا من 28 من الشهر نفسه، ما رفع عدد الدول المعترفة بها إلى 147 من أصل 193 دولة بالجمعية العام للأمم المتحدة.

وشدد أن "العالم أكبر من خمسة والضمير الإنساني المشترك أكبر من خمسة (الأعضاء الدائمون بمجلس الأمن الدولي)".

**التضامن مع فلسطين

ولفت إلى أن "إسرائيل وداعميها يظنون أن الإبادة الجماعية المرتكبة سوف تنسى"، مؤكدًا أن "هذه الإبادة لن تنسى".

وأشار إلى أن الشباب في العديد من البلدان والجامعات بالعالم احتجوا ضد "الإبادة الجماعية"، مبينًا أن الأكاديميين والأساتذة رفعوا صوتهم ضد "الإبادة الجماعية رغم كافة الضغوط والبلطجة الصهيونية".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا على غزة، خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب) فورا، واتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع.

وشدد الرئيس التركي على أن الشبان يتضامنون مع فلسطين رغم التهديدات بطردهم من جامعاتهم.

وأشار إلى أن العديد من الفنانين والرياضيين والكتاب والعلماء من "ذوي الرحمة والضمير أصبحوا صوت غزة متحملين كل الأثمان".

ومنذ أبريل/ نيسان الماضي، ينظم طلاب وأكاديميون في جامعات بدول عديدة، بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا والهند، فعاليات تطالب بإنهاء الحرب على غزة ووقف أي دعم أو تعاون مع إسرائيل.

**ضغوط على "العدل الدولية"

كما أكد أردوغان أن "الإدارة الإسرائيلية واللوبي الصهيوني يحاولان الضغط على محكمة العدل الدولية والقضاة عبر التهديد"، مشددًا على وجوب عدم السماح بذلك.

وأضاف: "يجب منع إسرائيل من القضاء على آخر ذرة من الإيمان بتجلي العدالة، ولن يحل السلام في منطقتنا، ولن ينعم العالم بالاستقرار إلا إذا تمت إدانة مجرمي الإبادة الجماعية أمام القانون، كما في الضمير الإنساني".

وفي 20 مايو/أيار الجاري، أعلن مدّعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، طلبه من المحكمة إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في غزة.

وبعدها بيوم كشف خان، عن تلقّيه تهديدات أثناء إجرائه تحقيقات ضد مسؤولين إسرائيليين

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الأورومتوسطي .. إسرائيل تقتل 7 فلسطينيين كل 48 ساعة في غزة منذ وقف إطلاق النار

#سواليف

قال المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ #إسرائيل قتلت 145 فلسطينيًا بمعدل 7 أشخاص كل يومين، منذ وقف إطلاق النار في 19 كانون ثانٍ/ يناير 2025، بينما تستخدم #الحصار و #التجويع كأداتي قتل بطيء ضمن #جريمة_الإبادة_الجماعية في قطاع #غزة.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ فريقه الميداني وثق استمرار #جيش #الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب #جرائم_القتل سواء بإطلاق النار من القناصة أو طائرات “كواد كابتر”، أو هجمات الطائرات المسيرة، تجاه #مواطنين #فلسطينيين خصوصًا أثناء محاولتهم تفقد منازلهم قرب المنطقة العازلة التي فرضها على طول الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة.

وذكر أنّ طائرة مسيرة إسرائيلية قتلت مساء أمس الاثنين، “عبد الله علي الشاعر”، وأصابت آخر بجروح شرق رفح خلال وجودهم في المنطقة الآمنة، وذلك بعد ساعات من هجوم آخر من مُسيّرة قتل ثلاثة أشقاء هم: “محمود” و”محمد” و”أحمد عبد الله أحمد”، شمال شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة.

مقالات ذات صلة ارتفاع أسعار الذهب محليا 2025/03/11 إسرائيل لم تكتفِ بالقتل واسع النطاق وتدمير معظم قطاع غزة على مدار 15 شهرًا، بل تمضي في تصعيد سياسات الإبادة الجماعية عبر فرض ظروف معيشية أكثر فتكًا تؤدي إلى القتل التدريجي والبطيء

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ رفح كانت الأكثر تعرضًا للاستهدافات الإسرائيلية، حيث قُتل “عبد المنعم علي قشطة” (53 عامًا) داخل منزله برصاص القوات الإسرائيلية المتمركزة على الحدود مع مصر، قبالة حي السلام جنوبي رفح، صباح السبت 8 آذار/ مارس 2025. وفي اليوم نفسه، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية بصاروخ الشابين “محمود حسين فرحان الهسي” (37 عامًا) و”مهدي عبد الله نادي جرغون” (39 عامًا) أثناء وجودهما في بلدة الشوكة شرقي رفح، ما أدى إلى مقتلهما على الفور.

ونبّه إلى أن فريقه الميداني وثق مقتل فلسطينيين آخرين في استهدافات متكررة على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وبلدة بيت حانون شمالي القطاع، منذ بداية شهر آذار/ مارس الجاري.

وبيّن أن إسرائيل قتلت منذ وقف إطلاق النار 145 فلسطينيًا، بمعدل 3.4 يوميًا، وأصابت 605 آخرين، بمعدل 14.4 يوميًا، ما يؤكد استمرارها في استهداف الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل ممنهج ودون أي مبرر عسكري، رغم توقف الأعمال القتالية.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ إسرائيل لم تكتفِ بالقتل واسع النطاق وتدمير معظم قطاع غزة على مدار 15 شهرًا، بل تمضي في تصعيد سياسات الإبادة الجماعية عبر فرض ظروف معيشية أكثر فتكًا تؤدي إلى القتل التدريجي والبطيء، من خلال حصار شامل غير قانوني يخنق القطاع بمنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية، ويحول دون إصلاح البنية التحتية والخدمات الضرورية لنجاة السكان، في ظل غياب أي تدخل دولي فعّال.

وحذّر من كارثة إنسانية وشيكة مع استمرار الحصار، إذ بدأت الأسواق تشهد نفادًا للبضائع والمساعدات، وتوقفت العديد من مراكز الإغاثة والتكايا عن العمل، في ظل الإغلاق المستمر لمعابر غزة ومنع دخول الإمدادات منذ 2 آذار/ مارس الجاري، ما يفاقم معاناة المدنيين ويدفعهم نحو المجاعة الحتمية.

وشدّد على أن المجاعة ليست الخطر الوحيد الذي يجب أن يستنفر المجتمع الدولي، ولا ينبغي انتظار وقوعها للتحرك؛ إذ إنّ حرمان السكان، وخاصة الأطفال، من التغذية الكافية يؤدي إلى سوء تغذية حاد يسبب أضرارًا صحية غير قابلة للعلاج، ويتسبب في إعاقات جسدية وعقلية دائمة.

ونبّه إلى أن النقص الحاد في التغذية خلال المراحل الحرجة للنمو يضعف الجهاز المناعي، ويزيد من معدلات الإصابة بالأمراض القاتلة، ويؤدي إلى تأخر حاد في التطور الإدراكي والحركي، ما يترك آثارًا صحية دائمة لا يمكن عكسها حتى في حال تحسن الظروف لاحقًا.

وقال إنّ هذه الأضرار لا رجعة فيها، وهي ليست مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل سياسة منهجية لتدمير أجيال فلسطينية كاملة، مما يُعد تنفيذًا حرفيًا لجريمة الإبادة الجماعية، وفقًا لاتفاقية 1948، التي تحظر فرض ظروف تؤدي إلى تدمير جماعة ما جزئيًا أو كليًا، واستمرار هذه السياسة دون تدخل دولي حازم لا يمثل فقط فشلًا في الاستجابة الإنسانية، بل يشكل كذلك تواطؤًا في جريمة إبادة موثقة تستهدف البنية الديمغرافية الفلسطينية.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ ما تفعله إسرائيل يفاقم الكارثة الإنسانية ويكرّس التجويع كأداة إبادة جماعية، منبها إلى أنّ المساعدات الإنسانية حق أساسي للسكان المدنيين غير قابل للمساومة بموجب القانون الدولي الإنساني، ولا يوجد أي استثناء أو مبرر قانوني يجيز لإسرائيل حرمان الفلسطينيين من المساعدات الإنسانية الأساسية.

وأوضح أنّ إسرائيل لا تكتفي باستخدام المساعدات كورقة تفاوضية لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية، بل تنفذ بشكل متعمد سياسة تجويع منهجية، في محاولة لخلق ظروف معيشية قاتلة تجعل بقاء السكان في غزة مستحيلاً.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ إعلان إسرائيل المتكرر عن تنسيقها الكامل مع الإدارة الأمريكية الحالية، التي أعلنت صراحة نيتها تهجير سكان قطاع غزة بالكامل، يؤكد أنّ جرائم التجويع وقطع المساعدات الإنسانية ليست مجرد أدوات ضغط تفاوضية أو ممارسات معزولة، بل جزء من مخطط مدروس يتماشى مع التوجه الأميركي لفرض التهجير القسري وتفريغ القطاع من سكانه، في إطار سياسة تطهير عرقي تشكل مؤشرًا إضافيًا على النية التدميرية لجريمة الإبادة الجماعية، خاصة مع فرض ظروف معيشية مميتة تجعل استمرار الحياة في غزة مستحيلًا.

وأكّد أنّ هذه السياسة الإسرائيلية تكرّس جريمة الإبادة الجماعية، وفقًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، التي تحظر فرض ظروف معيشية تؤدي إلى تدمير جماعة ما كليًا أو جزئيًا. فحتى بعد وقف إطلاق النار، واصلت إسرائيل فرض ظروف قسرية مميتة تستهدف القضاء التدريجي على الفلسطينيين، من خلال حرمانهم من المقومات الأساسية للحياة، في إطار مخطط طويل الأمد يهدد وجودهم المادي كجماعة وطنية، محذرا من أنه لا يمكن للمجتمع الدولي الاستمرار في غض الطرف عن الحصار غير القانوني المفروض على قطاع غزة، والذي يشكّل أحد أبرز أدوات الإبادة الجماعية.

ودعا المرصد الأورومتوسطي جميع الدول والكيانات ذات العلاقة إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة بأفعالها كافة، وفرض كافة الإجراءات اللازمة لإجبار إسرائيل على رفع الحصار بشكل كامل وفوري، والسماح بحرية حركة الأفراد والبضائع دون قيود، وفتح جميع المعابر دون شروط تعسفية، واتخاذ خطوات فاعلة لإنقاذ الفلسطينيين من مخططات القتل البطيء والتهجير القسري، بما يشمل تفعيل استجابة عاجلة لتلبية الاحتياجات الفورية والملائمة للسكان، بما في ذلك توفير سكن مؤقت ولائق.

وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل بسبب انتهاكها المنهجي والخطير للقانون الدولي، بما يشمل حظر تصدير الأسلحة إليها، أو شرائها منها، ووقف التعاون العسكري معها، وتجميد الأصول المالية للمسؤولين المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيين. كما دعا لتعليق الامتيازات التجارية والاتفاقيات الثنائية التي تمنح إسرائيل مزايا اقتصادية، مما يزيد الضغط عليها لإنهاء جرائمها ضد الفلسطينيين.

وحثّ المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي على تحمل مسئولياته القانونية والإنسانية بشأن ضرورة تنفيذ إصدار محكمة العدل الدولية في 28 آذار/مارس 2024، تدابير تحفظية تلزم إسرائيل فيها باتخاذ الإجراءات اللازمة والفعّالة، وبالتعاون مع الأمم المتحدة، لضمان دخول المساعدات إلى قطاع غزة من دون معوقات وبلا تأخير، وذلك تنفيذا لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.

ودعا المحكمة الجنائية الدولية لتسريع تحقيقاتها وإصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الجرائم الدولية المرتكبة في قطاع غزة، مذكّرًا الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي بالتزاماتهم القانونية بالتعاون الكامل مع المحكمة، وضمان تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة بحق المسؤولين الإسرائيليين لمنع إفلاتهم من العقاب.

مقالات مشابهة

  • مقرر أممي: منع إسرائيل المساعدات لغزة استمرار لجرائم الإبادة
  • كير: الإبادة الجماعية بغزة رافقتها موجة إسلاموفوبيا بالولايات المتحدة
  • أردوغان يشيد باتفاق الشرع وعبدي ويدعو لـ "التنفيذ الكامل"
  • الأمم المتحدة تختار مصر أول دولة على العالم لتطبيق مبادرة لتعزيز أنظمة الوقاية من المخدرات
  • الأورومتوسطي: إسرائيل قتلت 145 فلسطينيا بغزة منذ وقف إطلاق النار
  • صحف العالم.. إسرائيل تقطع الكهرباء عن آخر منشأة في غزة تستقبل الكهرباء.. الاحتلال يريد عودة الإبادة بقوة.. واجتماعات أوكرانية أمريكية في السعودية
  • الأورومتوسطي .. إسرائيل تقتل 7 فلسطينيين كل 48 ساعة في غزة منذ وقف إطلاق النار
  • الأمم المتحدة: الإمارات حليف نشط وفعال في الاستجابة الإنسانية العالمية
  • أبرز عقوبات إسرائيل الجماعية بحق فلسطينيي الضفة والقدس
  • تحذير إسرائيلي من التدخل في سوريا.. من لا يريد الشرع سيحصل على أردوغان