سلطت قمة الإعلام العربي 2024، الضوء على القدرات الفائقة التي تتمتع بها تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال تنظيم "حديقة الإعلام" ضمن فعاليات كل من "المنتدى الإعلامي العربي للشباب" الذي اختتمت أعماله في إطار القمة يوم الاثنين الماضي، وكذلك عبر "منتدى الإعلام العربي" الذي تم تنظيمه على مدار يومي 28، 29 مايو الجاري، وذلك من خلال "حديقة الذكاء الاصطناعي"، والتي تعد الأولى من نوعها في حدث إعلامي بحجم قمة الإعلام العربي التي تضم تحت مظلتها أيضاً، جائزة الإعلام العربي، وجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب.

واستقطبت "حديقة الذكاء الاصطناعي، بمكوناتها المختلفة، انتباه وإقبال الحضور في القمة وعلى مدار المنتديين، انتباه المشاركين فيهما والذين قارب عددهم 4000 إعلامي يتقدمهم نخبة من قيادات العمل الإعلامي ورموزه في العالم العربي ورؤساء تحرير الصحف وكبار الكتاب والمفكرين وصناع المحتوى، بما قدمته الحديقة الذكية من أفكار وتجارب تعرف عليها الحضور للمرة الأولى من خلال معايشة حية لما يمكن للذكاء الاصطناعي القيام به من مهام ستشكل الأساس في صنع إعلام المستقبل. 
ريادة التطوير الإعلامي
ويضطلع منتدى الإعلام العربي بدور فعال في ريادة عملية التطوير الإعلامي في جميع أنحاء المنطقة وذلك من خلال تسليط الضوء باستمرار على الاتجاهات والتقنيات الجديدة في قطاع الإعلام، والتطلع نحو آفاق إعلامية جديدة، وتقديم حلول مبتكرة لمواكبة المتغيرات العالمية في قطاع الإعلام والتعرف على أبرز الاتجاهات التكنولوجية الحديثة والأفكار الرائدة التي قد تسهم في تحديث منظومة الإعلام، بما في ذلك كيفية الاستفادة من تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في صناعة الإعلام بما يحفز على التفاعل بسلاسة مع مختلف وسائل الإعلام في المستقبل.
وظل موضوع تسخير التحولات التقنية الحديثة لبناء إعلام قوي ومنافس في المنطقة الموضوع الأبرز ضمن مناقشات وجلسات منتدى الإعلام العربي على مدى سنوات، غير أن نجاح المنتدى في إبراز هذه الاتجاهات في صناعة الإعلام واستشراف أثرها في مستقبل الإعلام، وتقديم حلول مبتكرة في هذا المجال، زاد من القيمة المضافة للمنتدى كمنصة رائدة لحوار مهني رفيع المستوى. 
حديقة الذكاء الاصطناعي
وسعياً لمواكبة التغيرات المتسارعة في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والاستفادة من الفرص الكبيرة التي يخلقها هذا القطاع سريع التطور، جاءت "حديقة الذكاء الاصطناعي" بتنظيم "براند دبي"، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وذلك ضمن أبرز الفعاليات المتميزة التي ضمها المنتدى هذا العام. ووفرت "حديقة الذكاء الاصطناعي" للمشاركين والحضور في المنتدى تجارب ومحادثات تفاعلية مع شخصيات ورموز أدبية وإعلامية عربية مشهورة رحلت عن عالمنا ولكنها تركت وراءها إرثاً فكرياً رفيع المستوى، وذلك من خلال حوار افتراضي عبر تقنيات المستقبل التي ستتيح لهم تجربة التواصل وجها لوجه مع هذه الشخصيات عبر تجسيد رقمي لتلك القامات الفكرية المرموقة، والتي ساهمت بإبداعاتها الإعلامية والصحافية في تشكيل الوعي العربي بأعمال ستظل مصدر إلهام للأجيال. 
وقالت شيماء السويدي مديرة "براند دبي"، عضو اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي، إن "براند دبي" حرص هذا العام على تقديم فعاليات إبداعية في قمة الإعلام العربي 2024 والتي تعكس ضمن مختلف المشاريع المنضوية تحت مظلتها مدى التركيز على مستقبل صناعة الإعلام، وذلك من خلال تطبيقات إبداعية متنوعة لتقنيات الذكاء الاصطناعي ذات العلاقة بقطاع الإعلام بمختلف مساراته، وذلك من خلال إقامة "حديقة الذكاء الاصطناعي" كأحد الفعاليات المهمة المصاحبة للجلسات الحوارية وورش العمل العديدة التي ضمتها أجندة الحدث هذا العام". 
أنشطة تفاعلية
وتتضمن فعاليات "حديقة الذكاء الاصطناعي" أنشطة تفاعلية منفصلة، تأخذ الزوار إلى عالم تتلاشى فيه الحدود وتتيح لهم اللقاء الافتراضي وجها لوجه مع شخصيات أدبية وإعلامية ساهمت في رسم ملامح المشهد الإعلامي العربي على مدى سنوات طويلة. 
 تفاعل مع الرواد - إحياء إرث قامات إعلامية
وأتاح ركن "تفاعل مع الرواد" ضمن حديقة الذكاء الاصطناعي" إمكانية اللقاء والتواصل الافتراضي التفاعلي مع نخبة من نجوم الأدب والإعلام في العالم العربي، والرد على استفساراتهم وأسئلتهم بالصوت والصورة ضمن جملة من الأسئلة التي تدور حول إرثهم الأدبي والإعلامي وأعمالهم الملهمة. 
ويتيح ركن "تفاعل مع الرواد" استحضار تجسيد رقمي لرموز إعلامية وفكرية عبر صورهم الافتراضية الرقمية بما يتيح للزوار التعرف على ثلاث شخصيات أدبية وإعلامية عربية، حيث تستقبل هذه الشخصيات في صورتها الرقمية الزوار للتعريف بمساهماتهم الأدبية والإعلامية من خلال التواصل التفاعلي، وتضم الشخصيات الإعلامية الثلاث كلا من الصحفي اللبناني الشهير غسان تويني، والشاعر والكاتب الإماراتي حبيب الصايغ، والإعلامي والمؤلف السعودي هاني النقشبندي.
ويمكن لزوار هذا الركن التفاعل مع هذه الصور الرمزية من خلال ثلاث شاشات مخصصة، يتم تزويد كل منها بجهاز "آي باد" حيث يطرح الزائرون الأسئلة على الصور الافتراضية، ويتلقون الرد في الحال، مما يخلق تفاعلًا افتراضيا أقرب إلى الواقع، ويتم تجهيز الشاشات بتقنية ذكاء اصطناعي متخصصة تم تصميمها بكل دقة، بما يتيح للزوار التواصل التفاعلي والحصول على معلومات شاملة ودقيقة عن أعمال وإبداعات كل شخصية من الشخصيات. 
صورتك بالذكاء الاصطناعي
وتعتمد هذه الفعالية على وجود استوديو مدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي، حيث يتحكم الزوار في الكاميرا بأنفسهم باستخدام جهاز التحكم عن بعد، مما يضمن أقصى قدر من الخصوصية لالتقاط صور متميزة، حيث تقوم تقنية الذكاء الاصطناعي المتقدمة بمعالجة الصور وتحريرها وتنقيحها على الفور، مما يوفر صورًا بجودة عالية.
إبداعات فنية
وتستند هذه الفعالية على إنتاج رسوم وإبداعات فنية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، حيث يتيح هذا الجزء من حديقة الذكاء الاصطناعي للزوار رسم مخطط تخيلي، وبعد انتهائهم من الرسم يدخلون التعديلات المطلوبة على الرسم للوصل إلى النسخة النهائية للرسم أو الفن التجريدي في غضون عشر ثوان فقط؛ وبمجرد موافقة الزوار على المحصلة النهائية للرسم يضغطون على لإرسال الرسم لهم على بريدهم الالكتروني، ويتم عرض نسخة أخرى للرسم على شاشة LED المتوفرة.
من أقوالهم
كما تتضمن الحديقة ركناً يحتفي بكلمات ملهمة لرموز وأسماء إعلامية رحلت عن عالمنا لكبار الصحفيين العرب الذين لم يعودوا بيننا، وتستقطب الفعالية الزوار الحريصين على التعرف على الأعمال والأقوال الخالدة لشخصيات عربية إعلامية بارزة وذلك من خلال التفاعل الافتراضي التخيلي عبر تقنية الذكاء الاصطناعي. صدى المستقبل
ويتميز هذا الجزء بتجربة صوتية مدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي بالتزامن مع الأداء المباشر لعازف بيانو، حيث يعد التحول الفوري للصوت إلى صور مرئية بمثابة تقنية فريدة لا مثيل لها للذكاء الاصطناعي ستؤثر على صناعة الإعلام على نطاق واسع.

أخبار ذات صلة منى المري: دبي حريصة على توسيع دائرة التعاون في مجال الإنتاج الدرامي والبرامجي قرقاش: الإمارات لديها إيمان راسخ بعدالة القضية الفلسطينية وموقفها قائم على ثوابت لا تتغير المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: منتدى الإعلام العربي الذكاء الاصطناعي دبي تقنیة الذکاء الاصطناعی قمة الإعلام العربی صناعة الإعلام وذلک من خلال تفاعل مع

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي تكلفة عالية على البيئة

يتحول العالم بشكل سريع ومكثف إلى عصر الذكاء الاصطناعي، لكن الدراسات والأبحاث تكشف بصمته الكربونية العالية وتأثيراته البيئية الناتجة بشكل رئيسي عن استهلاك الطاقة الكبير، واستخراج الموارد، وإنتاج النفايات الإلكترونية.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كشفت دراسة رائدة عن التأثير البيئي الهائل لأنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث قدر الباحثون فيها أنها تؤدي إلى انبعاث أكثر من 102 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إدارة ترامب توقف برنامجا يراقب جودة الهواء عالمياlist 2 of 2كيف نعلم أننا مسؤولون عن تغير المناخ؟end of list

وتضمنت الدراسة التي أجرتها جامعتا "تشجيانغ" و"نانكاي" تحليل التأثير البيئي لـ79 نظاما رئيسيا للذكاء الاصطناعي تم تطويرها بين عامي 2020 و2024، وكشفت عن اتجاهات مثيرة للقلق في استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون.

وأظهر التحليل أن المتطلبات التشغيلية تتجاوز بكثير انبعاثات التدريب، حيث تمثل بعض الأنظمة مثل "جيميني ألترا" (Gemini Ultra) من غوغل أكثر من ثلث الانبعاثات بين أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي.

وأشارت الدراسة إلى أن البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي نمت بشكل كبير لدرجة أنها تنافس الانبعاثات السنوية لدول بأكملها، كما أن المطالب التشغيلية في الاستخدام اليومي للذكاء الاصطناعي تتجاوز بكثير انبعاثات التدريب.

استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي يتطلب طاقة كبيرة قد تزيد من الانبعاثات الكربونية (شترستوك) استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون

يتطلب تدريب النماذج الكبيرة، مثل "جي بي تي" (GPT) أو نماذج التعلم العميق، كميات هائلة من الطاقة الكهربائية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن ينتج تدريب نموذج كبير انبعاثات كربونية تعادل انبعاثات عشرات السيارات طوال عمرها الافتراضي.

إعلان

كما تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على مراكز بيانات ضخمة تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء للتبريد وتشغيل الخوادم، وإذا لم تكن هذه المراكز تعتمد على مصادر طاقة متجددة، فإنها تسهم بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وتشير تقديرات إلى أن مراكز البيانات على مستوى العالم تستهلك ما بين 1% و2% من إجمالي الكهرباء العالمية، ومن المتوقع أن تزيد تلك النسبة مع نمو صناعة الذكاء الاصطناعي.

فعلى سبيل المثال، يتطلب تدريب نموذج "جي بي تي-3" طاقة تقدر بحوالي 1287 ميغاواتا في الساعة، وهو ما يعادل استهلاك الطاقة لـ120 منزلا في الولايات المتحدة لمدة عام.

كما تشير التقديرات إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، قد يستهلك ما يتراوح بين 7% إلى 10% من الكهرباء العالمية بحلول عام 2030 إذا استمر النمو الحالي. وإذا كان مصدر تلك الطاقة من الفحم الحجري فإن التاثيرات البيئية ستكون هائلة.

التصنيع والاستهلاك

يعتمد تصنيع الأجهزة التي تدعم الذكاء الاصطناعي، مثل وحدات معالجة الرسومات "جي بي يو" وشرائح الذكاء الاصطناعي، على معادن نادرة مثل الليثيوم والكوبالت.

ويؤدي استخراج تلك المعادن المهمة في صناعة الذكاء الاصطناعي إلى تدمير البيئة، بما في ذلك إزالة الغابات لاستخراجها وتلويث التربة والمياه، كما أن عمليات التعدين واستخراج تلك الموارد تتطلب بدورها طاقة كبيرة، مما يزيد من البصمة الكربونية.

وتستخدم مراكز البيانات أيضا كميات كبيرة من الماء لأغراض التبريد، حيث يتم تبريد الخوادم لمنع ارتفاع درجة حرارتها، وتشير الدراسات إلى أن بعض مراكز البيانات الكبيرة يمكن أن تستهلك ملايين اللترات من الماء سنويا.

ومع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي تتقادم الأجهزة بسرعة أو يتم التخلي عنها، مما يزيد من كمية النفايات الإلكترونية التي يتم التخلص منها، وتحتوي تلك الأجهزة الإلكترونية على مواد سامة يصعب إعادة تدويرها، مما يؤدي إلى تلوث البيئة عند التخلص منها، وتزيد من نسبة الانبعاثات التي يؤدي تراكمها إلى التغير المناخي.

إعلان

ومع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات مثل النقل والصناعة والترفيه، يزداد الطلب على الطاقة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري إذا لم يتم التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.

تأثيرات غير مباشرة

تؤدي صناعة الذكاء الاصطناعي إلى تأثيرات غير مباشرة على البيئة، إذ من الممكن أن يجعل الإنتاج في جميع القطاعات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاستهلاك وبالتالي زيادة الطلب على الموارد الطبيعية واستنزافها.

كما أن زيادة الاعتماد على التوصيل السريع والتجارة الإلكترونية التي ينظمها الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون من وسائل النقل بجميع أنواعها.

من جهة أخرى، يؤثر بناء مراكز البيانات والبنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي التي قد تتطلب مساحات كبيرة من الأراضي، على النظم البيئية الطبيعية والتنوع البيولوجي، كما يؤدي استخراج الموارد لتصنيع الأجهزة إلى إزالة الغابات وتدمير الموائل الطبيعية.

وبشكل عام، قد تؤدي زيادة الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إلى نمط حياة أكثر استهلاكا للطاقة، ما يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية.

لذلك يجب أن يكون التطوير المستقبلي للذكاء الاصطناعي مصحوبا بسياسات بيئية صارمة لضمان ألا تأتي فوائده على حساب البيئة

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الرعاية الصحية الرقمية في السعودية
  • الأهلي يسخر من قرعة الذكاء الاصطناعي
  • خبراء ومتخصصون لـ(أ ش أ): الذكاء الاصطناعي وسيلة فعالة لحماية التراث الثقافي المتنوع وحفظه وترسيخ قيمته
  • شركة “كيرنو” تعقد شراكة استراتيجية مع DDN لتطوير الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء في الإمارات
  • ذبح الخنازير.. كيف يحوّل الذكاء الاصطناعي الاحتيال المالي إلى كارثة عالمية؟
  • الذكاء الاصطناعي تكلفة عالية على البيئة
  • فتح باب التقدم لاستقبال مقترحات بحثية لإنشاء مركز لسلامة الذكاء الاصطناعي
  • الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
  • مدير تعليم الفيوم يفتتح البرنامج التدريبي"الذكاء الاصطناعي في التعليم"
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي